زعيم عشائري يهاجم أبو ظبي ويحذرها من التمادي في مخططاتها شرق اليمن
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
شن زعيم عشائري الأحد، هجوما شرسا، ضد دولة الإمارات، محملا الدولة الخليجية كافة التجاوزات والأوضاع المتدهورة في محافظة حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية شرق البلاد.
وقال بيان صادر عن حلف قبائل حضرموت، الذي يتزعمه، عمرو بن حبريش العليي، عقب اجتماع استثنائي عقده الأحد بمدينة المكلا، عاصمة المحافظة،: "ندين بأشد العبارات ما تعرض له مجموعة من جنود النخبة الحضرمية (قوات جزء منها نظامية تدعمها السعودية والإمارات) أمام بوابة معسكر الربوة بمنطقة خلف في مدينة المكلا، من اعتداء وحشي يخالف كل الاعتبارات الإنسانية والقانونية".
وأضاف البيان أن " ما حدث في معسكر ربوة خلف ـ حيث يقع مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالجيش اليمني ويخضع لإدارة ضباط إماراتيين ـ بتلك الطريقة الهمجية ينذر ببوادر الفتن والكوارث في حضرموت"، معبرا عن استنكار الحلف "عدم التحقيق فيما حصل، داعيا في الوقت ذاته "الجهات المختصة إلى تحمل مسؤوليتها في محاسبة المتورطين وإطلاق المسجونين من قوات النخبة".
"اعتداء واعتقال"
وفي مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، شكي ضباط وجنود من قوات النخبة المكلفة بحماية القصر الرئاسي في مدينة المكلا، مركز حضرموت الإداري، من "اعتداءات تعرضوا لها من قبل ضباط إماراتيين في معسكر الربوة، بسبب مطالبتهم بمستحقات المالية.
وقال بيان صادر عن أفراد الكتيبة إنهم ذهبوا إلى أمام بوابة معسكر "ربوة خلف" (30 أغسطس/ أب 2023) للمطالبة بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ سنتين، غير أنهم تفاجؤوا بهجوم شنته قوة كبيرة وأطقم مسلحة وتم الاعتداء عليهم بالعصي وأعقاب البنادق والدهس بالسيارات دون سابق إنذار.
وأشاروا إلى أنه تم اعتقال عدد كبير من أفراد الحماية الرئاسية أثناء الاعتداء، حيث أن من بينهم جرحى ومصابين، مؤكدين أنه تم "تقييد أيديهم وأرجلهم وربط أعينهم ومواصلة ركلهم ورفسهم بالأقدام وأعقاب البنادق وتم تفريق الحشد بالقوة المفرطة".
"انتهاك الحرمات"
كما أدان حلف قبائل حضرموت (أكبر تكتل قبلي في المحافظة) "ما حدث لأبناء أحياء المكلا وما تعرضوا له من تعسفات وإهانات وانتهاك لحرمات البيوت واعتقالات من خلال تنفيذ عملية ما أطلق عليه ميزان العدل، في الوقت الذي كنا نترقب التحقيق في حصول ذلك وإحالة المذنب إلى الجهات المختصة ورد الاعتبار للأبرياء وعودة كافة الممتلكات الخاصة لأصحابها وتشكيل لجنة محايده في ذلك".
ومطلع أكتوبر/ تشرين أول الحالي، نفذت قوات عسكرية وأمنية حملة باسم "ميزان العدل" ضد من وصفتهم "مطلوبين أمنيين" إلا أن الحملة شابتها انتهاكات واقتحامات للمنازل دون سابق إنذار، الأمر الذي أثار ردود غاضبة على هذه الإجراءات التي اعتبرت "غير قانونية"، وفق يمنيين
"أبوظبي هي المسؤولة"
وحمل الحلف العشائري دولة الإمارات "كامل المسؤولية في كافة التجاوزات الحاصلة في حضرموت وبحق أهلها".
وقال إن أبو ظبي هي المسؤولة عن دعم أجندات سياسية خاصة وفرضها على المجتمع الحضرمي بالمال وقوة السلاح، إضافة إلى معاناة المجتمع من ضنك العيش وتردي وانهيار الخدمات الأساسية ومنع بعض الصيادين من مزاولة عملهم وإيقاف مطار الريان الدولي عن الخدمة واستخدامه ثكنة عسكرية".
وحذر حلف قبائل حضرموت بزعامة بن حبريش، الذي يشغل أيضا، وكيل أول المحافظة النفطية، الدولة الخليجية من التمادي في كل ذلك، كونه ينذر بكوارث وصراعات داخل حضرموت نحن حريصون على تجنبها".
وأشار بيان الحلف القبلي إلى أن الحلف يؤيد التعاون والعمل المشترك مع دول الجوار بما يعزز الأمن والسكينة العامة ويخدم استقرار المنطقة، ولا نقبل التطاول على كرامة المجتمع وسيادة الدولة".
كما وجه تحذيرا شديد اللهجة إلى "كل مسؤول أو جهة يحاول شرعنة تلك التصرفات ويبرر حصول هذه التجاوزات".
وطالب الحلف "القيادة اليمنية بإظهار موقفهم تجاه تلك التصرفات والتجاوزات وإنهاء كل الظواهر التي تستهدف حضرموت والذي نعده من صميم مهامهم ولا شرعية لهم علينا في حال خلاف ذلك".
كما طالبها أيضا، بـ"اعتماد مستحقات 20 ألفا من أبناء حضرموت في الكشوفات التي أعدها الحلف واستيعابهم في إطار مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية".
كما شدد على "توحيد كل القوى العسكرية في نطاق حضرموت تحت منطقة عسكرية موحدة تجنبا للنتائج السيئة من صراعات ظاهرة للعيان مما يحدث في بعض المحافظات والدول العربية"،
وجدد التكتل القبلي الحضرمي "رفضه تواجد أي قوات غير حضرمية على كامل تراب المحافظة"، معبرا عن تضامنه مع "إخوانه في فلسطين بشكل عام، وأحرار غزة خاصة، المقاومين للعدو الصهيوني ومناصريه أعداء الأمة"، وفق البيان
وتعيش محافظة حضرموت الاستراتيجية، صراعا محتدما بين الإمارات والسعودية عبر الفصائل الموالية لهما، حيث تسعى كل دولة للهيمنة الكلية على هذه المحافظة الغنية بالنفط، في الوقت الذي تتحكم أبو ظبي بالعديد من المرافق الحيوية والاستراتيجية بينها مطار الريان وميناء ضبة النفطي على بحر العرب.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، أعلنت قوى سياسية وقبلية في محافظة حضرموت، من العاصمة الرياض، عن تشكيل "مجلس حضرموت الوطني"، لمواجهة محاولات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبو ظبي السيطرة على المحافظة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اليمنية قبائل حضرموت اليمن الإمارات العربية قبائل حضرموت سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أبو ظبی
إقرأ أيضاً:
إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
قال الإعلامي السعودي زيد كمي نائب المدير العام لقناتي العربية والحدث إن التحركات الأحادية التي نفذها المجلس الانتقالي في حضرموت قبل أيام محاولة لخلف واقع يتجاوز المجتمع المحلي وتوازناته ويتجاهل الطبيعة الخاصة بهذه المنطقة، التي طالما حافظت على مسافة سياسية عن مراكز التوتر.
واعتبر كمي في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "ماذا يجري في حضرموت" إن تلك التطورات تفسر الحزمَ الذي أظهرته السعودية في بيانها، واعلانها بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، وعدّت ذلك خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح.
وقال الكاتب إن ما يجرِي في حضرموتَ اليومَ لا يمكنُ قراءتُه بمعزلٍ عن تاريخٍ طويلٍ من التشكّل السّياسي والاجتماعي في جنوب اليمن، وأن جنوب اليمن لم يكن يوماً كتلةً سياسية واحدة، بل فضاءٌ واسع من الشَّبكات المحلية والولاءات والمراكزِ المتعددة، معتبرا هذه الخلفية تجعلُ أيَّ محاولةٍ لفرض السَّيطرة عَنْوَةً على محافظةٍ بحجم حضرموتَ مجردَ اصطدامٍ بتاريخ لا يقبل الهيمنةَ المفاجئةَ ولا التحولات القسريَّة.
وأكد أن الموقف السعودي وإصراره على إخراج قوات درع الوطن ليس مجرد إجراءٍ عسكري، بل محاولةٌ لقطع الطّريق أمام تكرار نماذجِ انفلاتٍ مشابهة شهدها اليمنُ خلالَ العقد الماضي، ولمنعِ انزلاقِ حضرموتَ إلى فوضَى لا طاقة لها بها.
وقال إن اختزالَ القضية الجنوبية في شخصٍ أو فصيل واحد لا ينسجم مع تاريخِ الجنوب ولا مع طموحاتِ شعبه، والقضية ـ كما تراها الرياض ـ تخصُّ أبناءَ الجنوب بكلّ تنوّعهم، ومن غيرِ المقبول تحويلُها إلى ذريعةٍ لفرض السّيطرةِ أو تغيير الوقائعِ بالقوة.
وحمل الكاتب السعودي المجلس الانتقالي مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة، وقال بأنها أفعالٌ مقلقة وتتقاطع مع ممارساتِ جماعة الحوثي، ما يجعلُ رفضَ الرياض قاطعاً لأي محاولة لاستنساخِ هذا النموذج في الجنوب أو الشرق.
واعتبر كمي ما حدثَ في حضرموتَ ليس مجردَ تنازعٍ على السيطرة، بل اختبارٌ حقيقي لمدى قدرةِ اليمنيين على احترام رواسب تاريخهم، ولقدرتهم على بناءِ استقرار لا يقوم على فرض القوة، والعمل على منع تكرار أخطاء الماضي، وإعادة اليمن إلى مسار سياسي يضمن للجميع شراكةً عادلةً تحفظ الأمنَ، وتعيد رسمَ مستقبلٍ لا مكان فيه للمغامراتِ العسكريةِ ولا لمحاولات إعادةِ هندسةِ الجغرافيا السياسية عَنوَةً.