٢٦ سبتمبر نت:
2025-12-12@09:34:15 GMT

طائرات مسيرة تستهدف مليشيا الانتقالي في شبوة

تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT

طائرات مسيرة تستهدف مليشيا الانتقالي في شبوة

وذكرت تلك الوسائل أن طيرانًا مسيَّرًا، يُرجَّح أنه سعودي، هاجم تعزيزات عسكرية للانتقالي في شبوة، ما أسفر عن تدمير 7 مدرعات وطقم عسكري، فيما لم يكشف الانتقالي بعد عن عدد القتلى والجرحى.

وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الخلافات والتوترات بين الاحتلال السعودي والإماراتي، حيث تحاول السعودية الضغط على الإمارات لسحب ميليشياتها من الهضبة الشرقية لليمن، بينما تسعى الميليشيا لفرض واقع جديد داخل تلك المحافظات.

وعلى صعيد متصل، كشف الخائن رشاد العليمي عن انعكاسات اقتصادية متسارعة وصفها بـ"الخطيرة" نتيجة التصعيد في المحافظات اليمنية الجنوبية الشرقية، منوهاً إلى أن أولى هذه التداعيات تجلت بتعليق صندوق النقد الدولي لبعض أنشطته الحيوية في اليمن، في خطوة تعكس تراجع مستوى الاستقرار اللازم لعمل المؤسسات الاقتصادية، الأمر الذي يفاقم الضغوط على الوضع المالي لحكومة المرتزقة.

ويأتي هذا التحذير بعد تصريحات سابقة للعليمي أكد فيها أن التحركات العسكرية للانتقالي لا تهدد فقط أمن المناطق الخاضعة لحكومته، بل تمتد آثارها إلى الخدمات العامة وحتى انتظام مرتبات الموظفين.

واعتبر سياسيون تابعون للانتقالي التابع للإمارات أن هذه التصريحات "تسييس" للواقع الاقتصادي الذي تعيشه المناطق اليمنية المحتلة جنوب وشرق اليمن، متهمين العليمي باستخدام الظروف المعيشية كورقة ضغط سياسية.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت قبل نحو شهر عن مصادر في البنك المركزي بعدن أن حكومة المرتزقة تواجه أزمة مالية خانقة، في ظل تزايد التوترات العسكرية والسياسية.

ومع تصاعد هذه الأزمات، شهدت مدينة عدن اليوم شكاوى واسعة من المواطنين بعد ارتفاع الأسعار في عدد من السلع الأساسية والاستهلاكية، حيث وصلت الزيادة في بعضها إلى نحو 20%، ما ضاعف الأعباء المعيشية على السكان الذين يواجهون أصلاً ظروفاً اقتصادية صعبة وانعداماً للاستقرار المالي.

وتشير التطورات المتلاحقة إلى أن استمرار التصعيد بين الميليشيات الموالية لتحالف العدوان ينذر بالمزيد من الضغوط الاقتصادية، وسط غياب أي مؤشرات على انفراج قريب في الأزمة.

وفي السياق، عادت أزمة الوقود لخنق مدينتي عدن والمكلا، الخميس، مع تجدد الصراع الإقليمي بالوكالة وفشل تنفيذ اتفاقات الانسحاب في شرق اليمن.

وقالت مصادر محلية إن المواطنين في عدن والمكلا بحضرموت، اصطفوا في طوابير طويلة للحصول على أسطوانة غاز منزلي سعة 20 لترًا، فيما قفزت أسعار الوقود في السوق السوداء إلى مستويات قياسية، رغم انفراج محدود شهده الوضع مؤخرًا.

 

وتكشف العودة السريعة للأزمة عن عجز المجلس الانتقالي عن إيجاد حلول فعّالة، رغم سيطرته على منابع النفط في شبوة وحضرموت، وفشله في تلبية احتياجات السكان في عدن، على الرغم من عقد اجتماعات مع إدارة شركة بترومسيلة ومصافي عدن لمناقشة بدائل لتزويد السوق المحلية من مأرب.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

توسع الانتقالي الجنوبي وتماسك الحوثيين وتراجع الحكومة.. هل يعود اليمن إلى مشهد ما قبل 1990؟

يجد اليمن نفسه اليوم بين خارطتي نفوذ متباينتين، شمال تحكمه جماعة أنصار الله "الحوثيين" وجنوب يوسّع فيه المجلس الانتقالي سيطرته، فيما تتلاشى فعالية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. ومع استمرار التباينات الإقليمية وتعثر المسار السياسي، يظل السؤال مفتوحًا: هل تتجه البلاد فعلًا نحو تقسيم جديد؟

أعاد التقدم العسكري الذي حققه المجلس الانتقالي الجنوبي مطلع كانون الأول/ديسمبر 2025 في محافظتي حضرموت والمهرة، بما في ذلك حقول نفطية واسعة قرب الحدود السعودية، فتح النقاش مجددًا حول مستقبل اليمن ووحدته بعد أكثر من ثلاثة عقود من إعلان الدولة الموحدة.

لقد جاءت السيطرة ضمن عملية عسكرية واسعة تحمل اسم "المستقبل الواعد"، لتكشف حجم الانقسام داخل المعسكر المناهض للحوثيين، وتعيد السؤال القديم إلى الواجهة: هل يتجه اليمن إلى العودة لما قبل وحدة 1990 بين شمال وجنوب؟

المشهد تصاعد سريعًا حينما تحدث مسؤول حكومي عن إغلاق المجال الجوي اليمني لساعات، في خطوة فسّرها كثيرون بأنها رسالة سياسية مباشرة من الرياض تجاه التمدد المتسارع للمجلس الانتقالي في المناطق النفطية. وتزامنت هذه التطورات مع مؤشرات على انسحاب قوات سعودية من مواقع حساسة مثل جزيرة بريم في باب المندب والقصر الرئاسي في عدن، في وقت توسّع فيه نفوذ الانتقالي على الأرض بشكل غير مسبوق.

في هذه اللقطة من الفيديو، الملتقطة يوم الجمعة 9 أغسطس/آب 2019، يتجه مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصاليون نحو القصر الرئاسي في مدينة عدن الساحلية الجنوبية باليمن. AP/AP انهيار المعسكر المناهض للحوثيين وتآكل سلطة الحكومة

منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، تحولت الحرب تدريجيًا من مواجهة بين الحكومة اليمنية والجماعة المدعومة من إيران إلى شبكة معقدة من الصراعات المحلية والإقليمية. الحكومة المعترف بها دوليًا تراجعت إلى حضور رمزي محدود، وفقدت قدرتها على إدارة المحافظات الجنوبية التي أصبحت مسرحًا لصراع نفوذ بين أبوظبي والرياض، بينما تواصل جماعة أنصار الله "الحوثيين" ترسيخ حكمها في صنعاء والمناطق الشمالية.

في السنوات الأخيرة، أصبحت عدن نفسها، وهي المدينة التي اتخذتها الحكومة عاصمة مؤقتة، عاجزة عن احتضان مؤسسات الدولة، بعدما غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الوزراء أكثر من مرة تحت ضغط التطورات الأمنية وتوسع نفوذ المجلس الانتقالي. وتزامن ذلك مع إعادة تشكيل البنية العسكرية والأمنية في الجنوب لمصلحة قوات محلية مدعومة من الإمارات، وهو ما ساهم في انهيار المعسكر المناهض للحوثيين وتحوّله إلى كيانات متنافرة ومتصارعة.

Related رحلة العودة تنتهي بمأساة: مصرع 30 شخصاً في حادث سير مروّع جنوب اليمن من اليمن إلى إيلات.. مسيّرات الحوثيين تحرج أنظمة إسرائيل المتقدمةتقرير أممي: اليمن من بين أسوأ الدول في انعدام الأمن الغذائي نفوذ إماراتي متصاعد ورؤية سعودية متناقضة

مع مرور السنوات، ظهر بوضوح أن التحالف العربي الذي انطلق عام 2015 لم يعد موحدًا في الرؤية والأهداف. الإمارات انخرطت في مشروع طويل الأمد يقوم على بناء قوة محلية جنوبية قادرة على التحكم بالموانئ والممرات البحرية الاستراتيجية، بما في ذلك خليج عدن وساحل حضرموت وسقطرى. وأنشأت أبوظبي شبكات أمنية وعسكرية غير تابعة للحكومة اليمنية، وشكلت وحدات "الحزام الأمني" والنخب العسكرية في شبوة وحضرموت، إضافة إلى منظومة إعلامية ومؤسسات موازية.

على الجانب الآخر، حافظت السعودية على موقفها التقليدي الداعي إلى الحفاظ على وحدة اليمن، لأنها ترى في قيام دولة حوثية على حدودها تهديدًا مباشرًا لأمنها. سعت الرياض إلى دعم الحكومة الشرعية وتمويل المؤسسة العسكرية الرسمية، لكنها اصطدمت بتآكل نفوذها الميداني في الجنوب وبالتوسع المتسارع للمجلس الانتقالي الذي يحظى بدعم إماراتي سياسي وعسكري واقتصادي.

العلاقة بين الرياض وأبوظبي، رغم أنها ظهرت محكمة في بداية الحرب، كشفت لاحقًا عن تناقض عميق. فقد عملت الإمارات على بناء نفوذ مستقل لا يخضع لاستراتيجيات السعودية، بينما تعاملت الرياض مع الحكومة الشرعية باعتبارها الأداة الوحيدة للحفاظ على وحدة الدولة. ومع كل توسع للمجلس الانتقالي، تراجع حضور القوى السياسية والعسكرية القريبة من السعودية، وازدادت احتمالات تشكل واقع سياسي جديد لا يشبه ما كان قائمًا منذ 2015.

في هذه الصورة المأخوذة من السبت 21 سبتمبر/أيلول 2019، يظهر رجال قبائل الحوثيين وهم يحملون أسلحتهم ويرددون شعارات. Hani Mohammed/Copyright 2019 The AP. All rights reserved. إيران والحوثيون: ورقة استراتيجية ثابتة

في الشمال، واصلت جماعة أنصار الله "الحوثيين" تثبيت سلطتها كمركز سياسي وعسكري مستقر. وبعد الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2022، استفاد الحوثيون من حالة التفكك داخل الجنوب ومن تراجع زخم العمليات العسكرية للتحالف. وأظهرت الجماعة قدرتها على تطوير أسلحة ومسيرات متقدمة بدعم مباشر من إيران، إضافة إلى قدرتها على استهداف منشآت سعودية حساسة كما حدث في هجمات 2019 على منشآت أرامكو.

إيران بدورها تعاملت مع الحوثيين بوصفهم ورقة استراتيجية فعّالة تمنحها نفوذًا مباشرًا في خاصرة الخليج. ومقارنة بتدخلاتها المكلفة في دول أخرى، مثل سوريا والعراق، بدا النفوذ الإيراني في اليمن أقل تكلفة وأعلى مردودًا من حيث الضغط على السعودية.

مع نهاية عام 2025، يبدو اليمن دولة قائمة بالاسم فقط. السيطرة الفعلية موزعة بين ثلاث قوى رئيسية. الحوثيون يهيمنون على صنعاء ومعظم الشمال، ولديهم مؤسسات كاملة للحكم، من المالية إلى الأمن. المجلس الانتقالي يسيطر على عدن ومعظم المحافظات الجنوبية والشرقية، ويمتلك جيشًا منظمًا ومؤسسات إعلامية وإدارية تعمل كسلطة مستقلة. أما الحكومة الشرعية، فوجودها الفعلي تراجع إلى حد كبير، ولم يعد يتجاوز حضورًا سياسيًا مرتبطًا بتحالفاتها مع الرياض.

هذه الخريطة لا تختلف كثيرًا عن توصيفات مبكرة منذ عام 2016 تحدثت عن "تقسيم بحكم الأمر الواقع". غير أن التطورات الأخيرة جعلت هذا التقسيم أكثر رسوخًا، بعدما تحولت عدن والمناطق المحيطة بها إلى مركز حكم مستقل، مقابل كيان حوثي متماسك في الشمال.

السيناريوهات المحتملة: بين تقسيم رسمي أو استمرار الجمود

تشير تحليلات دولية حديثة، بما فيها دراسة للمعهد الإيطالي للعلاقات الدولية في تموز/يوليو 2025، إلى أن الأزمة اليمنية أمام أربعة سيناريوهات. الاحتمال الأول يقوم على تسوية شاملة تشارك فيها الحكومة والمجلس الانتقالي والحوثيون، تؤدي في نهاية المطاف إلى استقلال الجنوب بشكل رسمي.

الاحتمال الثاني يتجه نحو تقسيم متفق عليه بين الأطراف، بحيث يقوم كيانان أحدهما شمالي بيد الحوثيين والآخر جنوبي بقيادة المجلس الانتقالي وقوى مقربة من الرياض.

أما الاحتمال الثالث فهو استمرار الوضع القائم، حيث لا حرب شاملة ولا سلام دائم، مع خريطة نفوذ مجزأة وهدنة هشة قابلة للانهيار في أي وقت.

وبالنسبة للاحتمال الرابع فهو العودة إلى حرب كبرى إذا أعلن المجلس الانتقالي الانفصال من جانب واحد أو حاول الحوثيون التقدم نحو عدن.

مع ذلك، تبدو الدراسة متفقة على أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو استمرار الجمود، لأن الأطراف المحلية والإقليمية لا تظهر استعدادًا حقيقيًا لتسوية شاملة، ولأن مصالحها المتناقضة تجعل أي اتفاق مستقر أمرًا صعبًا.

مقاتلون ضد الحوثيين الشيعة يتجمعون على طريق يؤدي إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي قبالة عدن، اليمن، الخميس، 1 أكتوبر/تشرين الأول 2015 Wael Qubady/AP

يقترب اليمن من مرحلة مفصلية تتراجع فيها سلطة الدولة المركزية لصالح قوى محلية تمتلك السلاح والموارد وتفرض وقائع جديدة على الأرض. في الشمال، يرسّخ الحوثيون مؤسسات حكم كاملة تحت سيطرتهم. وفي الجنوب، يوسّع المجلس الانتقالي نفوذه السياسي والعسكري بدعم إماراتي مباشر، ما يمنحه قدرة شبه كاملة على إدارة المحافظات الجنوبية. في المقابل، يتراجع حضور الحكومة المعترف بها دوليًا ويكاد يختفي نفوذها الفعلي.

هذا التفكك الداخلي يتقاطع مع تناقضات إقليمية حادّة: السعودية التي تفضّل يمنًا موحدًا يضمن استقرار حدودها، والإمارات التي تدعم مشروعًا جنوبيًا منفصلًا وتُحكم قبضتها على الموانئ والمواقع الاستراتيجية، فيما تعزز إيران حضورها في صنعاء من خلال دعم الحوثيين. ونتيجة لذلك، يتشكل واقع جديد يقوم على انقسام فعلي بين شمال وجنوب، مع مؤسسات وجيوش وإدارات منفصلة.

لكن في ظل هذه الخارطة المتغيرة، ومع غياب أي مسار سياسي جامع أو تفاهم إقليمي ثابت، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يمهّد هذا الواقع المتشظي الطريق لتقسيم رسمي يعيد اليمن إلى ما قبل 1990؟

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • مجلس المحافظات الشرقية يعلن رفضه لحشود الانتقالي العسكرية
  • الانتقالي الجنوبي: خطواتنا العسكرية هدفها حماية الأمن القومي واستقرار المحافظات
  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط طائرات مسيرة متجهة إلى موسكو
  • أحزاب يمنية ترفض سيطرة الانتقالي الجنوبي على 3 محافظات بالقوة
  • مجلس النواب يأسف لما جرى في شرق اليمن ويتحفظ عن الإشارة للانتقالي
  • القوات الروسية تستهدف مؤسسات الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية
  • الانتقالي يعلن بسط سيطرته شرقي اليمن ووفد سعودي يبحث التهدئة
  • الانتقالي الجنوبي في اليمن يعلن استكمال السيطرة على محافظة المهرة
  • توسع الانتقالي الجنوبي وتماسك الحوثيين وتراجع الحكومة.. هل يعود اليمن إلى مشهد ما قبل 1990؟