أكد المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، أن الرئيس وجه باعفاء ضريبي كامل باستثناء ضريبة القيمة المضافة من أجل تشجيع وتوطين الصناعة في مصر، كما أنه تم التوسع في منح الرخصة الذهبية خلال الفترة  الأخيرة.
 

جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الصناعة بمجلس النواب بالأمس الأحد.

وقال «سمير» إن مصر تستورد ورق ب٦٥٠ مليون دولار سنويا كما تستورد مسامير بـ٢٠ مليون دولار وهذه أرقام كبيرة ويجب أن يتم تصنيع هذه المنتجات محليًا.

فيما قالت دعاء سليم المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، إن قائمة الصناعات المستهدفة التي أعدتها الوزارة تفتح الباب أمام ١٥٢ فرصة استثمارية تساعد في توطين الصناعة المصرية.

وأضافت «سليم» أنه تم عمل تحليل للواردات المصرية على مدار الأربع سنوات الأخيرة حتى يتم الوصول إلى هذه القائمة.

 الدكتور رشاد عبدة الخبير الاقتصادي

وفي هذا السياق يقول الدكتور رشاد عبدة الخبير الاقتصادي، أن الدولة المصرية تبذل جهودا مضاعفة خلال المرحلة الأخيرة للنهوض بالصناعة المصرية في ظل إرتفاع سعر الدولار وكسرة حاجز الثلاثين جنيها مما يكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة عند استيراد أي منتج من الخارج.

وأضاف عبده في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أن توطين الصناعة المحلية والاعتماد على المنتج المحلي يوفر عدة عوامل من بينها توافر فرص عمل للشباب وتقليل نسب البطالة إلى جانب زيادة الإنتاج وتقليل الواردات وزيادة الصادرات المصرية للخارج.
 

 الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي

وفي نفس السياق يقول الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إن هناك عدة عوامل لابد من توفرها لتوطين الصناعة المحلية وزيادتها من بين تلك العوامل الأهتمام بالمستثمرين والاستثمار وتشجيع رجال الأعمال على الدخول في الاستثمار وتوفير جوامع العوامل لهما إلى جانب إزالة العوائق التي تواجههم لأن ذلك يصب في مصلحة الجميع سواء كان المستثمر أو الدولة أو المواطن.

 

وأضاف الإدريسي في تصريحاته لـ "البوابة نيوز"، ان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعفاء ضريبي كامل باستثناء ضريبة القيمة المضافة خطوة مهمة للغاية لزيادة الصناعة المحلية في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم وليس مصر فقط خاصة وأن الاهتمام بالصناعة يعد ركيزة أساسية للنهوض من بالاقتصاد المصري.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ضريبة القيمة المضافة الصناعة البوابة نيوز زيادة الإنتاج

إقرأ أيضاً:

هل تتعلّم سوريا السر من ألمانيا وكوريا؟

حين تُرفع العقوبات، لا تُفتح فقط الأبواب أمام المال والمشاريع، بل تُطرح أسئلة عميقة: هل يمكن إعادة بناء بلد خرج بعد عقد من الحرب، دون إعادة إنتاج الأسباب التي أوصلته إلى الانهيار؟

إن ما تحتاجه سوريا اليوم ليس مجردَ إعمار للبنية التحتية، بل تعافيًا سياسيًا ومجتمعيًا يضع الأسس لدولة حديثة عادلة ومشتركة.

إنّ التحولات العميقة في رواندا، وألمانيا، وكوريا، وأميركا، لا تمنحنا وصفات جاهزة، لكنها تكشف كيف يمكن للدول أن تنهض من تحت الركام إذا امتلكت إرادة جماعية ورؤية واضحة. فهي تساعدنا على تمييز ما يُصلح الدول بعد الصراع، وما يُعيدها إلى الدوامة. ومن هنا، نفهم أن الإعمار لا يبدأ من المال، بل من الإصلاح والمؤسسات.

تجارب الفشل: حين يُبنى الإعمار على الطائفية والإنكار العراق

بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، خُصصت مبالغ ضخمة لإعادة الإعمار، لكن النتائج كانت كارثية. غابت الرؤية الوطنية، وهيمنت المرجعيات الدينية على المشهد السياسي، وتشكّلت مليشيات طائفية موازية لمؤسسات الدولة تُدار من الخارج، ما أدى إلى تآكل السلطة المركزية.

تزامن ذلك مع انتشار واسع للفساد المالي والإداري، وغياب أي مساءلة حقيقية، مما حوّل الإعمار إلى أداة تعميق للانقسام بدل أن يكون وسيلة لتجاوزه.

إعلان لبنان

تجربة إعادة الإعمار بقيادة الرئيس رفيق الحريري بعد الحرب الأهلية بدت واعدة في بدايتها، لكنها افتقرت إلى استقلالية القرار الوطني، الذي كانت تهيمن عليه آنذاك أجهزة المخابرات السورية، بالإضافة إلى غياب إصلاح جذري في بنية الدولة.

تركّز الجهد بشكل مفرط على دور الحريري كمحرّك للإعمار، على حساب بناء مؤسسات فاعلة ومستقلة. تم التركيز على البنيان العمراني، فيما غابت المحاسبة والشفافية، واستُبدلت الدولة بشبكات مصالح طائفية، ما أدى لاحقًا إلى انهيار شامل في مؤسسات الدولة ومقوماتها الاقتصادية.

كما تكشف لنا التجارب السابقة: لا يمكن بناء دولة عادلة ما لم تتوفر مصالحة وطنية شاملة، وعدالة انتقالية، وهوية وطنية جامعة، وفي حال التغاضي عما سبق فإن أي مشروع إعمار لن يكون إلا استراحة قصيرة في طريق أزمة أعمق.

تجارب النجاح: من رماد الدمار إلى نهضة الدول.. كيف نجحت رواندا وكوريا وألمانيا وأميركا؟ رواندا

خرجت من إحدى أفظع الإبادات في القرن العشرين، لكنها اختارت طريق المصالحة الجماعية بدل الثأر. أنشأت محاكم شعبية (غاتشاكا)، وركزت على التعليم، وتمكين المرأة، واستخدام التقنية والحكومة الإلكترونية. فنجحت في التحول من دولة فاشلة إلى واحدة من أكثر الدول كفاءة في أفريقيا.

ألمانيا الغربية

بعد الحرب العالمية الثانية، كانت البلاد مدمرة اقتصاديًا وسياسيًا. لكن تجربة مشروع مارشال فيها لم تكن ناجحة بسبب المال، علمًا بأنها ليست أكثر المستفيدين أوروبيًا منها، بل لأن الشعب الألماني امتلك مشروعًا للإصلاح وإعادة البناء. ارتبط الدعم الخارجي بحكومة شرعية، ومؤسسات منتخبة، وقانون صارم ضد الفساد. ويُعزى تميز النجاح الألماني مقارنة بدول أوروبية أخرى إلى عدة عوامل:

وجود قاعدة صناعية وتعليمية متقدمة نسبيًا قبل الحرب. تمكين القيادة المحلية من إدارة الدعم بدل فرضه من الخارج. البيروقراطية الفعالة. الإرادة الشعبية الواضحة للنهوض من جديد. إعلان كوريا الجنوبية

بعد الحرب الكورية، كانت من بين أفقر دول العالم. لكنها اختارت طريق التنمية من خلال التعليم، والإصلاح الزراعي، والتصنيع الموجه للتصدير. بدعم من الدولة، نشأت شركات وطنية كبرى واستثمرت في الإنسان قبل البنيان، مما مهّد لتحولها إلى قوة اقتصادية عالمية.

ما تعلّمناه من التحولات الكبرى الناجحة: التنمية ليست منحة خارجية، بل رؤية داخلية. إعادة الإعمار الناجحة تبدأ من الإنسان، ومن الثقة بين الدولة والمجتمع، ومن العدالة، قبل أن تبدأ من التمويل أو العقود.

ما الذي تحتاجه سوريا؟

سوريا لا تحتاج فقط إلى أموال أو مؤتمرات، بل إلى رؤية وطنية جذرية تُرسي أسس الدولة الجديدة على أربعة محاور مترابطة:

هيئة وطنية مستقلة لإدارة الإعمار: تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، وتخضع لمجلس رقابي متعدد التمثيل وبرلمان محترف فاعل، مما يضمن الشفافية التامة في التمويل والتنفيذ. مصالحة وطنية عميقة: لا تستند إلى تسويات فوقية، بل إلى حوار مجتمعي شامل يشمل جميع الضحايا والفاعلين، وتؤطره آليات العدالة الانتقالية والمساءلة. اقتصاد إنتاجي وتنمية متوازنة: يقوم على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتعليم المهني، والزراعة والصناعة، والانتقال إلى اقتصاد حيوي لا رَيعي. سيادة وطنية وشراكات نزيهة: الانفتاح على التمويل الخارجي يجب ألا يتحول إلى وصاية سياسية، بل إلى شراكات إستراتيجية تحفظ القرار الوطني.

وفي الوقت ذاته، من الضروري أن يعي كل من يعوّل على الخارج أو يراهن على تدخلاته، أن هذا الخيار لم يكن يومًا مسارًا ناجحًا لبناء الأوطان. فالتجارب القاسية في الإقليم والعالم أثبتت أن الاستقرار لا يُستورد، وأن التنمية الحقيقية لا تُبنى على انتظار الخارج، بل على إرادة الداخل.

خاتمة

رفع العقوبات لا يعني بالضرورة بداية التعافي، بل هو فرصة مشروطة. نجاحها يتوقف على خيارات الداخل أكثر من الخارج. سوريا اليوم أمام مفترق طرق: إما أن تختار طريق رواندا، وألمانيا، وكوريا في لحظاتها التحولية، فتنهض ببطء ولكن بثقة، أو تعيد تكرار أخطاء العراق، ولبنان فتُغرق نفسها في دوامة جديدة.

إعلان

لكن ما تحقق حتى الآن ليس بالقليل: من التحرير العسكري لأجزاء واسعة من البلاد، إلى تعزيز الانفتاح الإقليمي، وصولًا إلى رفع العقوبات. كلها مؤشرات على أن مشروع الدولة السورية الجديدة يسير بثبات نحو استعادة السيادة والفاعلية.

وتبقى إحدى المهام المصيرية أمام القيادة اليوم هي استكمال استعادة وحدة الأراضي السورية، لا سيما في شمال شرق البلاد، وتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، وتشكيل البرلمان الفاعل، بما يعزز الشعور الوطني ويؤسس لبيئة سياسية واقتصادية مستقرة.

ويبقى السؤال: هل تنجح القيادة؟ وفي مقدمتها الرئيس الشرع في إنجاز المهام الكبرى القادمة من إعادة بناء المؤسسات، وتحقيق العدالة إلى إطلاق تنمية حقيقية؟

إنها لحظة كتابة التاريخ مجددًا لا ترميمه، إعادة الإعمار ليست إعادة بناء لما كان، بل رؤية إبداعية لما يجب أن يكون.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • «منظومة متكاملة».. محافظ أسيوط يتفقد تطوير مزارع بـ 55 مليون جنيه لزيادة الإنتاج الحيواني
  • كامل الوزير يُعلن عن رخص بليت جديدة وخطة لدعم المصانع الوطنية وتعميق صناعة الحديد
  • هل تتعلّم سوريا السر من ألمانيا وكوريا؟
  • وزير الإنتاج الحربي: نعمل على تعزيز القيمة المضافة للصناعة وتقليل الفاتورة الاستيرادية
  • الشربيني يؤكد أهمية توطين الصناعة فيما يخص كافة المهمات التي تحتاجها محطات التحلية
  • تعزيز الصناعة المصرية.. الحكومة تكثف جهودها لإزالة التحديات وتقديم الحوافز
  • حزب المصريين: مشروع مستقبل مصر يحقق الاكتفاء الذاتي ويقلل فاتورة الاستيراد
  • السيسي: تحسين الثروة الحيوانية ضرورة لزيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • هخاطب الدولة للسيطرة.. السيسي للصيادين: تعاونوا معنا لزيادة الإنتاج
  • 200 مليار دولار.. أموال ليبيا المجمدة كنز في مهب الأطماع الغربية والناتو كلمة السر