حسابات التكلفة والخسارة تقرب الدعم الأمريكي لإسرائيل من الوصول لنقطة تحول
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
رأي المحلل السياسي والباحث في شؤون الشرق الأوسط "جيمس دورسي" أن مشاهد الجرائم المروعة والمتواصلة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول، وما يصاحبها من غضب وضغط شعبي متصاعد داخل أمريكا وفي السياسية الدولية يؤشر باقتراب وصول دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المشروط إلى الحكومة الإسرائيلي من نقطة التحول.
وذكر "دورسي"، في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" وترجمه "الخليج الجديد"، نهج بايدن الحالي بدعم إسرائيل أثار اتهامات للإدارة الأمريكية بالنفاق وتبني معايير مزدوجة، إذ لا تملك الولايات المتحدة، ولا حتى أوروبا، تطبيق نفس معايير القانوني الإنساني الدولي التي توفرها لأوكرانيا ضد روسيا، عندما يتعلق الأمر بالحرب الإسرائيلية على غزة.
ونقل دروسي عن دبلوماسي غربي قوله" نحن نخسر معركة كسب القلوب والعقول في جنوب الكرة الأرضية، فقد أصبحت عبارات مثل النظام العالمي القائم على القواعد لا معنى لها في هذه المرحلة.
وتسائل الدبلوماسي الغربي قائلا "لماذا يجب على سكان جنوب الكرة الأرضية أخذ إصرارنا بتطبيق معايير حقوق الإنسان العالمية والقانون الدولي على محمل الجد إذا كنا أول من يلقيها على جانب الطريق؟
نفوذ وقيود
وأوضح أنه بالنظر إلى هيمنة مشاهد المجازر الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين خلال حرب غزة، فإن سكان جنوب الكرة الأرضية لا يملكون بالفعل خيارات جيدة، مقارنة بواشنطن التي تعد القوة العالمية الوحيدة التي تمتلك نفوذا على تل أبيب.
ومع ذلك، يمكن القول إن بايدن لا يتمتع بالحرية الكاملة في هذا الصدد، وبغض النظر عما إذا كان يريد إرغام إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي، فإنه محاصر بقيود سياسية داخلية.
واستشهد دروسي بتقديم الجمهوري مايك جونسون مشروع قانون في الكونجرس يدعم إسرائيل، مشيرا إلى أن المشرع تم اقراره بأغلبية ساحقة وكان أول لجونسون كرئيس لمجلس النواب الأمريكي.
اقرأ أيضاً
تحذيرات متزايدة لبايدن.. رد إسرائيل على غزة يغضب ديمقراطيين
ولفت دروسي إلى أن خطوة إقرار المشروع الداعم لإسرائيل تظهر قيودًا داخلية على الرئيس الأمريكي في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وأضاف أن مشروع القانون سلط الضوء على الفجوة بين الكونجرس والرأي العام المنقسم بشكل أكبر بكثير حيث خرج الآلاف إلى شوارع المدن في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم في مسيرة ضد الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، طالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين إسرائيل بجعل إطلاق سراح الأسرى أولوية على تدمير القضاء على حركة حماس في غزة.
نقطة تحول
وذكر دروسي أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان محدودية الهجوم البري الإسرائيلي حتى الآن كانت نتيجة لممارسة الإدارة الأمريكية ضغوطا على تل أبيب أم أنه مرحلة أولى من غزو واسع النطاق لقطاع غزة.
وأشار إلى أن ما لم تفعله الضغوط الأمريكية حتى الآن هو إقناع إسرائيل بوقف قصفها العشوائي للقطاع الذي أوقع آلاف الشهداء من المدنيين معظمهم النساء والأطفال.
علاوة على ذلك، فإن صدق وقوة نهج بايدن فيما يتعلق بحقوق الإنسان والقانون الدولي أصبحت موضع شك عالمي الآن بسبب جرائم إسرائيل.
لكن إدارة بايدن عادت هذا الأسبوع، وهددت إسرائيل بوقف إمداداتها للأسلحة إذا تم توزيعها على المدنيين الإسرائيليين، وذلك في إشارة إلى انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وزير الأمن القومي القومي المتطرف إيتامار بن جفير وهو يوزع أسلحة على فرق أمن المجتمع المدني في بني براك وإلعاد، وهما مدينتان يهيمن عليهما اليمين الديني المتطرف في إسرائيل.
ورداً على التهديد الأمريكي، وعدت إسرائيل بأن الأسلحة لن يتم توزيعها إلا من قبل الشرطة والجيش على القوات المساعدة التي تم تشكيلها منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتي تشرف عليها الشرطة والجيش.
وعلى الرغم من ذلك فإن التهديد الأمريكي لا يغير شيئا على الأرض في غزة لكنه يشير إلى أن الولايات المتحدة لديها نفوذ للتأثير على سلوك إسرائيل في الحرب.
وفي دليل آخر على نفوذها، قال مسؤول أمريكي إن إسرائيل أعادت خدمة الإنترنت في غزة تحت ضغط أمريكي.
ووفق المحللة تريتا بارسي فإن إن ضغط بايدن على إسرائيل لا يهدف إلى منع القتل الجماعي وجرائم الحرب في غزة، ولكن يبدو أنه يهدف إلى إبقاء التفجيرات وجرائم الحرب الإسرائيلية عند مستوى مقبول لإبقاء رد الفعل العنيف ضد إسرائيل تحت السيطرة.
وذكر دروسي إلى أنه بغض النظر عما إذا كان تحليل بارسي دقيقا أم لا، فإن السؤال يبقى مطروحا الآن هو ما إذا كان تكلفة وعائد دعم واشنطن لإسرائيل سيصل إلى نقطة التحول، وعند أي نقطة.
وخلص إلى أن المشاهد المروعة القادمة غزة وتزايد الضغوط الشعبية والسياسية الدولية ضد النهج غير المشروط لدعم إسرائيل بجانب قدرة واشنطن على ممارسة ضغوطا محدودة على تل أبيب تشير إلى أن هذه نقطة التحول لا يمكن أن تكون بعيدة المنال.
اقرأ أيضاً
مستشار سابق بالبنتاجون يحذر بايدن: إما وقف حرب غزة أو صراع واسع ومعقد
المصدر | جيمس دورسي/أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الدعم الأمريكي لإسرائيل حرب غزة جو بايدن إذا کان فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرنوت: رصد تهديد إيراني على الحدود الشرقية لإسرائيل
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن "رصد تهديد إيراني على الحدود الشرقية لإسرائيل"، مشيرة إلى إن طهران لم تتخل عن خطة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري حتى اغتياله في عام 2020، والتي تهدف إلى إحاطة إسرائيل بـ "حلقة مزدوجة من النار".
وجاء في تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يقوم حالياً، بإعادة نشر قواته في المنطقة، حيث تقوم بإعادة إشغال المواقع العسكرية التي تم التخلي عنها في السابق، ويتم إنشاء 5 ألوية من جنود الاحتياط.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن الجهة المكلفة حاليًا بالقطاع الشمالي من الحدود الشرقية هي "فرقة جلعاد"، التي تأسست مؤخراً وتعمل تحت قيادة المنطقة المركزية، ومهمتها هي حماية القطاع الشمالي من الحدود الشرقية.
وقالت إنه عند اكتمال إنشاء الفرقة، ستعمل تحت قيادتها ألوية إقليمية، مشيرة إلى أنه، في الماضي، كانت معظم هذه المنطقة تحت سيطرة لواء واحد، وهو لواء غور الأردن، بينما مسؤولية القطاع الجنوبي من الحدود مع الأردن فهي لفرقة "إدوم 80"، التي تعمل تحت قيادة المنطقة الجنوبية.
الخطة التي لم تتخل عنها إيران
وفقا للصحيفة، في أساس مفهوم الدفاع المحدث عن الحدود الشرقية، والذي يُعرف باللغة العسكرية بـ "سيناريو المرجعية"، تكمن رؤيتان استراتيجيتان:
الرؤية الأولى: أن إيران لم تتخل عن خطة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري حتى اغتياله في عام 2020، والتي تهدف إلى إحاطة إسرائيل بـ "حلقة مزدوجة من النار" (صواريخ وطائرات مسيرة) وقوات برية متسللة، والتي ستعمل معاً في التوقيت المناسب وتؤدي إلى تدمير دولة إسرائيل بحلول عام 2040. الرؤية الثانية: الهجوم المروع لحماس في أكتوبر 2023 أربك الخطة الإيرانية، وتسبب بشكل غير مباشر في أن يصبح الأردن مسار هجوم محتمل وتهديداً مركزياً لإسرائيل.الميليشيات العراقية والحوثيون يهددون بالهجوم عبر الأردن
بحسب الصحيفة فإن القادرين على دفع هجوم على إسرائيل من الأراضي الأردنية وجنوب سوريا هم الميليشيات الشيعية من العراق والحوثيون من اليمن.
أحد السيناريوهات التي يجب أخذها في الاعتبار هو أن المجموعات المسلحة التابعة لهذه الميليشيات يمكن أن تصل، بل وقد تصل، عبر قيادة سريعة في مركبات "بيك أب" في غضون ساعات قليلة من العراق إلى الحدود مع الأردن، أو إلى الجولان السوري، لتفاجئ قوات الأمن الأردنية، وبدون توقف تصل إلى جسور ومعابر الأردن وتحاول شن هجوم مفاجئ على الأراضي الإسرائيلية.
قد يتسلل هؤلاء المسلحون إلى المنطقة الواقعة جنوب بحيرة طبريا، أو إلى وسط غور الأردن، بما في ذلك "جسر اللنبي" و"جسر آدم" اللذان يمكن من خلالهما الانطلاق نحو القدس.
وفي هذا السياق، يجب الإشارة إلى أنه وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، والمقربة من حزب الله، فإن لهاتين القوتين الميليشياويتين غرفة عمليات مشتركة في بغداد والأردن، يتواجد فيها حوالي 8,000 عامل أجنبي يمني، وربما ينتمي عدة مئات منهم إلى الحوثيين.
الحاجة إلى قوات احتياط جديدة
في ضوء هذا التهديد المرجعي، فإن المهمة الرئيسية والأولى لمنظومة الدفاع التي تتشكل تدريجياً على الحدود الشرقية هي وقف أي هجوم مفاجئ راكب وراجِل يأتي دون سابق إنذار، عبر الأراضي الأردنية.
تم بلورة هذا المفهوم بالفعل في أوائل عام 2024، لكن رئيس الأركان السابق هاليفي أمر بتأجيل تنفيذه على الأرض لسبب بسيط: كان قوام قوات الجيش الإسرائيلي أصغر من اللازم.