وسط حرب الجنوب.. هذا ما جناهُ حزب الله!
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
المعركةُ التي يخوضها "حزب الله" عسكرياً في الجنوب لا تكتملُ إلا بعناصر أساسية سياسية في الداخل. صحيحٌ أن الحزب يمتلك الآن قدرة التحّكم بالميدان ضد العدو الإسرائيلي، لكنه في الوقت نفسه سيبقى تحت سقف عدم التصعيد لأنَّ الجبهة الداخلية ليست جاهزة وحاضرة لأي معركة أو حربٍ مفتوحة.
الأمرُ هذا قد يحسمهُ أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله في كلمته يوم الجمعة المقبل، والمتوقع أن يتضمن الخطاب تهديداً ووعيداً من دون أي دخولٍ في التصعيد.
حالياً، تلقى عمليات "حزب الله" ضد العدو الإسرائيلي تأييداً واسعاً من شرائح شعبية لبنانية واسعة باعتبارها "محدودة"، لكنها قد تُصبح مرفوضة في حال توسّعت أكثر من دون وضع أي اعتبار لحسابات الحرب المدمرة.
الحزبُ هنا يُدرك هذا الأمر بشهادة جنبلاط، لكنه في الوقت نفسه يسعى إلى تأسيس أرضية سياسية لأي تحرُّك عسكري موسع قد يُبادر إليه في حال فُرضت الحرب عليه. هنا، فإن إسرائيل باتت تتحدث عن هذا الأمر، وتُلمح إلى أنها قد تتجهُ نحو "حزب الله" بعد القضاء على حركة "حماس" إثر الحملة البرية التي بدأتها، أمس الثلاثاء، في قطاع عزة. وانطلاقاً من المشهدية القائمة، بات لزاماً على الحزب تلقف أي مبادرة سياسية إيجابية اتجاهه ليبني عليها في حال حصول أي طارئ عسكري، ومثالٌ على ذلك هو موقف الحزب "التقدمي الإشتراكي".
ضمنياً، فإن الحزب لا يريد تكرار سيناريو العام 2006 حينما وجد أن هناك تكتلاً سياسياً كبيراً في مواجهته، ولهذا، فإنّ ما يطمحُ إليه الآن هو التأسيس والتمهيد لمؤازرة سياسية تدعمه، وما يساعده في هذا الإطار هو عامل الوقت ومشهدية الميدان في الجنوب. هناك، تعتدي إسرائيل على القرى الحدودية ويردّ الحزب عليها إنطلاقاً من فكرة "المقاومة" التي تبنتها الحكومات المُتعاقبة في بياناتها الوزارية. الأساس في هذا الأمر هو أن الحزب لم يذهب بعيداً نحو فرض الحرب بعكس ما تسعى إسرائيل لفعله، وفي حال حصل السيناريو المشؤوم وشنت إسرائيل عدواناً ضدّ لبنان، فعندها "حزب الله" لن يكون مخطئا إن ردّ ودافع عن نفسه، وبالتالي من الممكن أن يحظى بتأييد أطراف داخلية يمكن أن تشكل أرضية له أثناء اندلاع أي معارك موسعة على الجبهة.. فبكل بساطة، إسرائيل فرضت الحرب ولبنان يدافع عن نفسه على قاعدة "البادئ أظلم".
وللإشارة، فإن كل هذه الأمور محكومة بمسار التصعيد في الميدان، وقد لا يصلُ الحزب إلى هذه المرحلة من التوتر الكبير في حال فرضت التسوية نفسها على الصعيد الإقليمي وضمن غزة بالتحديد، لكنه على الأقل يكون قد أدّى دوراً مطلوباً منه، وأسدى الرسائل التي يريدها ضد إسرائيل من دون الدخول في حربٍ ستكونُ مُدمّرة لا محال.. ولكن، ما الثمن السياسي الذي سيناله الحزب بعد كل ذلك؟
سياسياً، سيكون الحزب قد حظيَ بتأييد أطراف كثيرة كانت ضده، وسيكون قد رمّم صورته الأساسية على أنه في الأساس حركة مقاومة ضد إسرائيل. كذلك، ومن خلال معركته الحالية، سيكون الحزب قد استطاع مُجدداً إستمالة جزء من الشارع المسيحي إليه مجدداً عبر رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي تحرّك لتشكيل تفاهم وطني وسط التوترات القائمة. الفكرةُ هنا أساسية، فـ"الحزب" يحتاج إلى الغطاء المسيحي بشكل قاطع كونه يمثل درعاً داخلياً للحزب وورقة قوة له مثلما حصل إبان حرب تموز عام 2006. لهذا السبب، فتح الحزب كل قنواته مع باسيل الآن، ووجد في الأخير سبيلاً للحصول على الحماية المسيحية التي ستكون مهمة في حال اندلاعِ أي مواجهة ضد إسرائيل.
لهذه الأمور وغيرها، فإنّ الخلفية السياسية لا يتجاهلها "حزب الله" حتى وإن كان مشغولاً في الميدان، فلا يُمكن بتاتاً فصلُ أي محورٍ عن الآخر، فالميدان يُكمل الجانب السياسي والعكس صحيح.. وإستناداً إلى ما ورد، فإنه يمكن اعتبار الحزب حالياً أقوى من العام 2006 كونه يدير المعركة بهدوءٍ وضمن الأطر التي يريدها من دون مفاجآت تُرهق اللبنانيين، وكونه يرى دعماً سياسياً يجنبه خضة داخلية في الحرب وبعدها، إن حصلت فعلاً.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الأمر حزب الله من دون فی حال
إقرأ أيضاً:
الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
صراحة نيوز- بقلم:المهندس زيد نفاع أمين عام حزب عزم
لم يعد بنيامين نتنياهو مجرد رئيس وزراء لإسرائيل؛ بل أصبح رمزًا للغطرسة السياسية والقتل والعدوان الهمجي، ووجهًا قبيحا لمرحلةٍ سوداء اغرقت المنطقة بالدم والكراهية والدمار والفوضى والعنصرية.
كلما اقترب الأمل من بزوغ فجر سلامٍ حقيقي شامل وعادل خرج نتنياهو ليُطفئ النور، ويُشعل نارًا جديدة، نارا من الحقد والظلم والبطش والكذب كأن بقاءه في الحكم مرهونٌ ببقاء الحرب مشتعلة هذا الرجل لا يريد الأمن لإسرائيل كما يزعم، بل يريد الخوف وقودًا لحكمه، والدم درعًا يحمي مكانه السياسي المهدد بالسقوط ، وصولا الى السجن المؤكد .
يتحدث عن “الإرهاب” ليُخفي إرهاب دولته، وعن “السلام” ليغطي نفاقه السياسي، وعن “الأمن” وهو أكثر من قوّض أمن شعبه وجرّهم إلى عزلةٍ دولية خانقة وخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية
كيف يطالب العالم الفلسطينيين بالتهدئة، فيما يقف نتنياهو على أطلال غزة يُبرر المجازر باسم الدفاع عن النفس؟
أي دفاعٍ هذا الذي يقتل الأطفال ويدفن الأحلام تحت الركام؟
وأي زعيمٍ هذا الذي يُكذب كل صوتٍ يدعو إلى السلام، ويُهاجم كل من يمد يده للحوار؟
لقد قالها جلالة الملك عبدالله الثاني بوضوح: “إن لم نجد حلًا، فسنُحكم بالهلاك.”
لكن نتنياهو، الذي لا يؤمن إلا بلغة السلاح، يجرّ المنطقة كل يوم إلى حافة الهاوية والفوضى والحرب الشاملة التي لن تبقي وتذر ثم يتباكى على “الضحايا الإسرائيليين” وكأن دماء الفلسطينيين لا وجود لها.
هو لا يخاف الصواريخ… بل يخاف السلام
لأن السلام يعني سقوط مشروعه المبني على الكراهية والعنصرية، وانتهاء حقبته التي قامت على الخداع والتهويل والكذب والتدليس.
ولهذا يهرب من كل مبادرة، ويُفشل كل فرصة، لأن بقاء النزاع هو بقاءه السياسي.
لقد نجح الملك عبدالله الثاني في أن يُعرّي هذا الزعيم أمام العالم، بخطابٍ أخلاقي وإنساني جعل الرواية الإسرائيلية تفقد بريقها، وكشف للعالم أن ما يجري في غزة ليس حربًا على الإرهاب، بل حربٌ على الحقيقة والحق والشرعية ولعل أكثر ما أوجع نتنياهو ليس الصواريخ ولا الضغوط، بل أن يرى صوتًا عربيًا حرًا يواجه أكاذيبه بالحكمة والمنطق، فيكسب ضمير العالم بينما يخسر هو صورته التي بناها على التزييف.
نتنياهو اليوم لا يقود إسرائيل نحو المستقبل، بل يسحبها إلى ظلامٍ أخلاقيٍّ عميق.
يزرع الكراهية في الأجيال القادمة، ويُحوّل كل طفل فلسطيني إلى شاهدٍ على جريمةٍ مفتوحة لا تعرف النهاية.
وإن كان العالم لا يزال يتردد في تسمية الأشياء بأسمائها، فإن الحقيقة باتت صارخة: نتنياهو ليس صانع سلام، بل صانع خراب ودمار.
لقد مثل جلالة الملك عبدالله الثاني صوت الانسانية والأخوة والتضامن والتي تشكل عنونا اردنيا هاشميا يفتخر به كل أردني وعربي ومسلم وتؤكد ان الأردن ينطلق من منطلقه الوطني العروبي وواجبة الديني والشرعي والاخلاقي مؤكدا أن لا أمن ولا استقرار ولا تنمية ولا حياة إنسانية كريمة ولا سلام في ظل الغطرسة الصهيونية التي تجاوزت كل الحدود وفي ظل النزاعات والصراعات التي تعصف بالمنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس وحق الشعب الفلسطيني الشرعي بنيل حقوقة كاملة ضمن سلام دائم وعادل وشامل على أساس حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .