مرصد الأزهر يكشف تباين الموقف الألماني من حرب غزة ويشيد بدور مصر في دفع مسار السلام
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
في تحليل معمّق لتطورات المواقف الدولية تجاه العدوان على قطاع غزة، أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريرًا جديدًا تناول فيه حالة الانقسام الواضحة داخل الساحة السياسية والمجتمعية في ألمانيا بشأن الحرب الدائرة، مشيرًا إلى أن هذا التباين يعكس صراعًا داخليًا بين ما تفرضه الذاكرة التاريخية على الألمان وبين ما يمليه الواقع الإنساني الراهن في غزة، والتي وصفتها منظمة «اليونيسف» بأنها تشهد «أول مجاعة مؤكدة في الشرق الأوسط».
وأوضح المرصد في تقريره أن السياسة الرسمية الألمانية، التي تتبناها حكومة برلين بقيادة المستشار فريدريش ميرتس، ما زالت تتعامل مع الاعتراف بدولة فلسطين على أنه «الخطوة الأخيرة» في مسار حل الدولتين، في حين يبدو أن الرأي العام الألماني قد تجاوز هذا الموقف الرسمي بمسافة كبيرة.
وأشار إلى نتائج استطلاعات مؤسسة ZDF Politbarometer، التي كشفت أن أكثر من 60% من المواطنين الألمان يؤيدون اعتراف بلادهم بدولة فلسطين، بينما طالب 83% منهم بوقف تصدير الأسلحة الإسرائيلية إذا ثبت استخدامها ضد المدنيين في قطاع غزة.
وبيّن المرصد أن هذا التباين لم يظل حبيسًا للاستطلاعات، بل ظهر بوضوح داخل البرلمان الألماني «البوندستاغ»، حيث شهدت الجلسات رفع علم فلسطين من قبل عدد من النواب، وهو ما أدى إلى طرد بعضهم.
كما انتقلت التفاعلات إلى الشارع الألماني، إذ خرجت مظاهرات ضخمة في مدن كبرى مثل برلين وفرانكفورت وهامبورغ، رفعت شعارات تدعو لوقف الحرب على غزة والاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، في مشهد وصفه التقرير بأنه يعكس تحوّلًا نوعيًا في المزاج الشعبي الألماني تجاه القضية الفلسطينية.
وفي المقابل، سلط التقرير الضوء على الدور المصري المتنامي في دعم جهود السلام والاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن القاهرة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تزال المحرك الأساسي في ملف التهدئة ومفاوضات شرم الشيخ، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى وفتح مسار سياسي جاد يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
واختتم مرصد الأزهر تقريره بالتأكيد على أن تحقيق السلام في المنطقة لا يمكن أن يكون حكرًا على العواصم الغربية، بل يعتمد بالأساس على المبادرات المصرية الصادقة، التي تجمع بين البعد الإنساني والسياسي، وتعمل على إعادة التوازن إلى القضية الفلسطينية في ظل التحديات الدولية الراهنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مرصد الأزهر الموقف الألماني ألمانيا الاعتراف بفلسطين مفاوضات شرم الشيخ مرصد الأزهر
إقرأ أيضاً:
التعاون الإسلامي: مخطط استيطاني إسرائيلي غير مسبوق يهدد بتفجير الأوضاع في فلسطين
أدانت منظمة التعاون الإسلامي، وبأشد العبارات، مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 764 وحدة استيطانية جديدة، إلى جانب إعلانها عن خطة لإنشاء 17 مستوطنة إضافية في الضفة الغربية المحتلة خلال السنوات الخمس المقبلة.
واعتبرت المنظمة أن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة منهجية تستهدف توسيع رقعة الاستيطان وترسيخ الضمّ الفعلي للأراضي الفلسطينية، في محاولة لفرض سيادة غير قانونية على أرض محتلة بحكم القانون الدولي.
وشدّدت المنظمة على أن الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 الذي يجرّم الأنشطة الاستيطانية دون أي التباس.
كما ذكّرت بالفتوى القانونية الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي أكدت عدم شرعية أي إجراءات يفرضها الاحتلال لتغيير الطابع الديمغرافي أو الجغرافي للأراضي الفلسطينية.
وفي سياق متصل، ربطت المنظمة بين تصعيد الاستيطان والمواقف السياسية المتشددة داخل الحكومة الإسرائيلية، ومنها الدعوات التحريضية المتواصلة لاحتلال قطاع غزة، والتي تراها المنظمة جزءاً من نهج تصعيدي شامل يستهدف الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده. وأكدت أن هذا المسار لا يهدد فقط بإجهاض فرص السلام، بل يدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والانفجار.
وجدّدت منظمة التعاون الإسلامي مطالبتها للمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بالتحرك العاجل وتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في وقف هذه الانتهاكات الخطيرة. ودعت إلى اتخاذ إجراءات عملية وملزمة لكبح الممارسات الإسرائيلية، وضمان حماية الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته من العدوان المستمر.
وشددت المنظمة على أن صمت المجتمع الدولي يشكل ضوءاً أخضر لمزيد من التمادي الاستيطاني، محذّرة من أن استمرار هذه السياسات سيقوّض أي جهد دولي لإحياء عملية السلام ويقود إلى واقع أحادي يفرضه الاحتلال بالقوة، على حساب الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني.