أستاذ هندسة بجامعة أمريكية يؤكد على دور التنبؤ بهطول الأمطار في رصد الفيضانات
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
القاهرة- أ ش أ:
قال الدكتور عماد حبيب، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة لويزيانا الأمريكية، إن التنبؤ بهطول الأمطار له دور كبير في رصد كوراث مثل الفيضانات، ومعرفة كيفية حدوثها.
جاء ذلك خلال الجلسة الرئيسية "تعزيز نظام الإنذار المبكر بالظواهر الجوية الحادة والجفاف الممتد"، اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات اليوم الرابع من أسبوع القاهرة السادس للمياه.
وقال حبيب إنه في ١٠ سبتمبر الماضي وقعت عاصفة كبيرة أثرت على ليبيا بشكل كبير، مؤكدا أن المراقبة وجمع البيانات عن مثل هذه العواصف أمر حيوي من أجل التنبؤ بالفيضانات وأي أحداث مناخية، ويساعدنا ذلك للتوصل لوضع حلول.
وأشار إلى أن الافتقار إلى البيانات يمثل تحديا كبيرا ويحتاج إلى الاستثمار والعمل عليه، موضحا أن هناك مؤسسات تعمل على جمع بيانات سواء على الأمطار أو الأقمار الاصطناعية ولكن في ظل ذلك، فإن هناك الكثير من هذه البيانات غير كافية وهناك منها غير الدقيق.
وأضاف "إننا نحتاج توافر المزيد من التكنولوجيا ذات التكلفة القليلة التي تقدم لما البيانات اللازمة لمساعدتنا في مواجهة هذه التحديات"، موضحا أن هناك بعض الأساليب والنظم الحديثة من الأقمار الاصطناعية التي تقدم المساعدة في جمع البيانات، مؤكدا أنه جار العمل على تطوير ذلك.
ولفت حبيب إلى أن النماذج لها دور كبير جدا في إعطائنا الإجابات اللازمة التي لا نعرفها حيث تساعدنا في التوصل لحلول، مؤكدا أنه بدون النماذج والبيانات يكون هناك مجازفة لمواجهة هذه التحديات.
وأوضح أن الأمر يبدأ بالتنبو بسقوط الأمطار ثم النماذج المائية ثم التوصل لخريطة للفيضانات التي قد تحدث، ومن هنا تبدأ أن تظهر لنا الصورة الكاملة للكوارث، ثم نقوم بعرض ذلك على صناع القرار لاتخاذ القرارات المناسبة.
وأضاف "نحاول جاهدين معرفة الاحتياجات من خلال التاريخ الذي مضى، فالكوارث السابقة تساعدنا في جمع البيانات اللازمة لمساعدتنا في التعرف على تأثير الفيضان على كل منطقة واحتمالية حدوثها"، مشيرا إلى أن هذه البيانات توضح لنا مدى الضرر الذي قد يحدث أيضا على كل منزل بشكل فردي نتيجة ذلك الفيضان.
واشار إلى أننا نسعى لتوسيع مستوى فهم الفيضان بمختلف أشكاله في المجتمع حتى نتفادى الأضرار المحتملة، وأن يكون هناك قرار شخصي وفردي لكل شخص.
كانت فعاليات "أسبوع القاهرة السادس للمياه" قد بدأت الأحد الماضي، بعنوان "العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الاستدامة"، وتستمر حتى 2 نوفمبر، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتتضمن فعاليات الأسبوع عقد العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى وورش عمل إقليمية وجلسات فنية، فضلا عن تقديم عروض ومشاركات من متحدثين دوليين بارزين، وتقديم أبحاث علمية من خبراء وأساتذة وطلبة وخريجي جامعات وطلاب مدارس. هذا المحتوى من
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني الأمطار الفيضانات طوفان الأقصى المزيد إلى أن
إقرأ أيضاً:
العيد.. بين هندسة العبارة وجمال المشاعر
كلمة العيد وحدها كافية أن تبعث في النفوس سروراً وسعادة وتكسب سامعها فرحاً وبهجة وأنساً فالأيام تمر متتابعة متشابِهة ويأتي العيد بعد عود ويومه ليس كمثله يوم ونهاره أبهى الأنهر والمتعة به أطول وشمسه اكثر إشراقاً وليله أكثر هناء وسلواناً وليس يوماً ينتظر فيه السعادة أن يأتي بل هو فرصةٌ أيضاً لصنعه بالأيادي ونثر أنسامه في كل زاوية في الحياة فكل شعوب العالم لها أعياد لأن الاحتفال بالأعياد وإقامتها يرتبط بغريزة خلق الإنسان عليها فكل الناس يحبون أن تكون لهم مناسبات وأعياد يحتفلون فيها ويبدون الفرح والسرور ويتبادلون الهدايا والتبريكات فيما بينهم وأمة من الأمم تتميز عن غيرها ولا توجد أمة بلا عيد كما لا يكون عيد بلا أمة لكن أعيادنا مختلفة فهي جزء مهم من النسيج الديني والثقافي والاجتماعي والإنساني فلا نجد انفصالاً بين الدين والدنيا فأعياد المسلمين كثيرة وكبيرة فالعيد الأسبوعي (يوم الجمعة) وعيدان كبيران هما فرحتا الأمة الإسلامية يأتيان بعد عبادتين لأن الله جعل العيد عيداً لتعظم فيه الشعائر وتحيا فيه السنن فعيد الأضحى مصاحب لشعيرة الحج ويتميز عن عيد الفطر بذبح الأضاحي لمن استطاع تقربا إلى الله وارتباطه مع موسم الحج -الذي هو من أعظم مواسم الخير- إيذان وإعلام بأن مواسم الخير من الله لا تنتهي فحجاج بيت الله الحرام ضيوف الرحمن يؤدون المناسك وقد أفاض الله عليهم ومعهم قلوب ومشاعر جميع المسلمين بأن يعيشوا لحظاته وأيامه المباركة والقلوب والألسنة تلهج بالدعاء لما فيه الخير ولا سيما أن الربط الإلهي بين هذا العيد وشعيرة الحج العظيمة مؤشر على فضله باعتباره ميداناً خصباً وساحة خضراء غناء زاخرة بالأعمال الصالحات فله جلاله وأثره العميق في النفس المؤمنة وفي التربية، وعندما يهل العيد كربيع عاوده الإزهار وهجر للهموم ويدور بين بعدين سعادة الفرد مع الجماعة والعكس صحيح وتندفع حزم الإلهام تطرزها المعايدة وعباراتها وطقوسها المجتمعية الذي يطبع في النفوس فن هندسة العبارة وجمال المشاعر وتظهر اللغة السامية التي تركز على إيقاظ الخير في كل شيء واستزراع المودة والتآخي وتطوى صفحات التعب وتفتح أبواب المحبة والتسامح، فلا يكفي فيه رسائل السلام والتبريكات عبر الهواتف التي باعدت إلى حد كبير بين القلوب وتراجعت بين الناس زيارات بعضهم البعض وتراخت في زحمة الحياة وتسارع إيقاعها وباتت الاجتماعات العائلية أمراً نادراً وأصبحت المشاغل اليومية والالتزامات العملية والتطورات التكنولوجية تشكل عوائق مرئية وغير مرئية تبعد أفراد الأسرة عن بعضهم البعض حتى وهم في المكان نفسه ومع ذلك يظل العيد محطة تذكير بأهمية صلة الرحم والقرابة تلك القيمة التي باركها الإسلام وأوصى بها فجعلها سبباً في بسط الرزق وطول العمر ذلك اللقاء الذي يعيد للقلوب دفئها وللعلاقات وهجها وللأرواح سكينتها وليس مجرد مناسبة على ورق التقويم أو متابعة هلاله بل هو احتفال يزهر في القلوب وسكينةٌ تفيض بها الأرواح.
كما تأتي نفقات العيد دفعة واحدة والتي شكلت ظاهرة حيث درجت العادة على تقديم العيدية وهي ليست باب الإنفاق الوحيد فمصاريفه ومتطلباته متعددة منها الملابس والحلويات وعزائم العيد والهدايا والألعاب وتكاليف المواصلات وغيرها هي ظاهرة مكلفة ماليا وبالتالي يمكن للعيد أن يعلمنا الترشيد وليس البخل لأن المفهوم الشائع “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب” مبدأ فوضوي لا يمكن تطبيقه إلا على المصاريف الأساسية والضرورية للحياة، وتحقيق التوازن يمكن أن يكون من خلال توزيع الإنفاق الاستهلاكي حسب مراحل الاحتياجات والمتطلبات وبالإمكانات والقدرات المتاحة أما النفقات الموسمية الاستهلاكية كمثل هذه المناسبة فهي جزء من مراحل فهناك فروق في القدرات المالية بين الناس سواء كانوا من محدودي الدخل أو الأكثر ضعفاً أو عديمي الدخل يجب مراعاتها والبعد عما لا حاجة له أمر مهم فالعيد من الممكن أن يقود إلى ضبط التخطيط المالي بحيث يصبح عادة راسخة ومستمرة لدى الأسر طوال العام وليس مجرد إجراء وتصرف مؤقت يلجأ إليه في المواسم بتوزيع الدخل بطريقة سليمة تضمن الوفاء بالالتزامات الأساسية كونه السبيل الأمثل لقضاء عيد سعيد ومبهج دون ضغوط مالية مصاحبة او لاحقة وفرصة للتعامل مع العيد بإيجابية حتى في أصعب الظروف ولا يعني ذلك عدم الشعور بالضغط أو غياب التحديات والإشكالات.
وكما استعد القادر للعيد بلبس الجديد وخرج من بيته يقبل أولاده ويهديهم الهدايا والعيدية فمن واجبات العيد تذكر القريب أو الجار أو المحتاج بالتعاون أو الضعيف بالعطف أو المريض بالزيارة أو الأخ في الإسلام في أمس الحاجة للتعاطف وعدم نسيانه وعندما نشاهد ونتابع ما نراه من مشاهد مؤلمة لنا جميعا في غزة من المعاناة الإنسانية الكبيرة الناجمة عن الحصار والقتل وتدمير كل شيء يشمل كذلك المجاعة التي تضرب أكثر من مليوني إنسان والتوتر والضغط العصبي الناتج عن القصف والتهجير وأزمة المياه والكهرباء والدواء بالإضافة إلى آثار الحصار على الاقتصاد والخدمات الأساسية وأمور من الصعب وصفها بكل دقة وكلها مشاهد دامية مؤلمة جرائم لا مثيل لها في التاريخ الحديث نسأل الله عز وجل للمرابطين النصر والعزة والغلبة والقوة والهيبة في قلوب الأعداء.
باحث في وزارة المالية