الشارقة في 2 نوفمبر / وام / أكد الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني شخصية العام الثقافية للدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب أن العلم والمعرفة لا يأتيان بسهولة بل يتطلبان من الإنسان جهداً وعملاً واجتهاداً مبيناً أن الوطن هو قيمة روحية تتجاوز المكان والزمان وأن الهجرة تمثل تجربة إنسانية عظيمة اختار الله سبحانه وتعالى لها صفوة خلقه من رسل وأنبياء تعلموا دروس الحكمة من البيئة الصحراوية التي وصفها بأنها مدرسة الحكمة والإبداع.

جاء ذلك في جلسة حوارية تحدث خلالها الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب التي انطلقت في إكسبو الشارقة تحت شعار "نتحدث كتباً" وتستمر حتى 12 من نوفمبر الجاري بحضور عدد من كبار المثقفين والأدباء والإعلاميين.

ولفت الكوني في حديثه إلى قيمة العلم والمعرفة في حياة الإنسان مؤكداً أن العلم والحكمة رهينة للألم قائلا إذا أردت أن تتعلم فتألم لأن العلم رديف للألم شكلاً ومضموناً حتى إن الهمزة في كلمة (ألم) هي في الحقيقة العين في كلمة (علم) لأن الهمزة باللغة العربية ليست إلا عيناً صغيرة.

وتحدّث الكوني عن الوطن والهجرة مبيناً أن الوطن هو مفهوم عميق فهو روح تسكن الإنسان وتتشكل من خلاله هويته وثقافته لذلك فإن الوطن يبقى وطناً في أنفسنا وإن ابتعدنا عنه بأجسادنا فهو يظل حاضراً في قلوبنا وأفكارنا مؤكداً أن الوطن ليس مجرد مكان محدد في الزمان والمكان بل هو قيمة روحية تتجاوز هذه الحدود.

وأضاف الكوني لأن الوطن قيمة روحية فإنه يتطلب منا التضحية والصبر والتجديد فقد نضطر إلى مغادرة الوطن جسدياً لكن ليس روحياً فالمهاجرون هم أولئك الذين يفهمون قيمة الوطن ويعبرون عنه بصدق وإخلاص فهم يحملون الوطن في قلوبهم ويبثونه في أماكن جديدة.

وبين الكوني أن أعظم مثال على المهاجر هو الرسول صلى الله عليه وسلم، .. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان مهاجراً لأنه كان نبياً وكذلك جاءت كل الأنبياء من بيئات صعبة وصحارى قاسية فالصحراء هي مدرسة الحكمة والإبداع ولهذا السبب فإن التاريخ الإسلامي اختار أن يبدأ من تاريخ الهجرة لأن الهجرة هي التي أوجدت الأمة.

وأوضح الكوني أنه ينتمي إلى هويات متعددة ولكنه يفخر بانتمائه إلى الهوية العربية التي يتحدث بها أو الروسية التي يتكلم بها أو أي لغة أخرى تعلمها مؤكداً أن تعدد الهويات أمر إيجابي في الإنسان يدل على الثراء والتنوع ولكن الخطير في الأمر هو التعصب لهوية معينة و إذا لم نعتنق هوياتنا المتعددة كواقع روحي بالدرجة الأولى فسوف نفقد رصيدنا مما نسميه خزنة الهوية أما حين نتعصب لواحدة منها فإننا نفقد هذه الميزة التي تجعلنا أوفياء لكل ما يساهم في تشكيلنا .

بتل

محمد نبيل أبو طه/ بتول كشواني / زكريا محي الدين

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: أن الوطن

إقرأ أيضاً:

ندوة في معان تناقش جماليات المكان في الأدب الأردني

صراحة نيوز-استضافت محافظة معان، مساء اليوم الجمعة، ندوة ثقافية بعنوان “جماليات المكان في الأدب الأردني/ ذاكرة المكان وجمالياته”، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته التاسعة والثلاثين، بالتعاون مع رابطة الكتّاب الأردنيين

.
وأقيمت الندوة في قاعة بلدية معان، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي، وتناولت تجليات المكان في الأدب الأردني من خلال نماذج شعرية وروائية، وأدارها الشاعر تيسير الشماسين، وشارك فيها كل من الباحثة الدكتورة نادية الطويسي، والباحث عبدالله آل الحصان.

وقالت الدكتورة الطويسي، إن مدينة معان حضرت في عدد من الروايات الأردنية، وكانت مصدر إلهام للعديد من الأدباء، الذين تناولوا من خلالها أحداثًا تاريخية وقضايا اجتماعية ومواقع أثرية، بأساليب أدبية سردية، جعلت من معان عنصرًا فاعلًا في بنية العمل الروائي.

بدوره، قدّم الباحث عبدالله آل الحصان قراءة في حضور محافظة معان في الشعر الأردني، مستعرضًا نماذج من قصائد لشعراء استلهموا من المدينة صورهم الشعرية، وعبّروا من خلالها عن حنينهم العاطفي إلى المكان.
(بترا)

مقالات مشابهة

  • حوارية تحت عنوان “ذاكرة المكان وجمالياته” في الطفيلة
  • ندوة في معان تناقش جماليات المكان في الأدب الأردني
  • عمومية المهن الطبية.. الأعضاء يتوافدون على دار الحكمة لمناقشة 14 بندا
  • «الشارقة الدولي السينمائي للأطفال والشباب» ينطلق في أكتوبر المقبل
  • المدينة العجيبة.. غرائبية المكان وهموم مشتركة!
  • الهيئة العامة السورية للكتاب تطلق خطة ثقافية شاملة لإحياء التراث وتنمية أدب الطفل
  • قيمة مايكروسوفت السوقية تتجاوز 4 تريليونات دولار للمرة الأولى
  • رئيس جامعة القاهرة: الابتكار بصمة شخصية ونستهدف ربط الجامعة بالصناعة والاستثمار
  • إتصالات لاتخاذ قرار حكومي بشأن حصرية السلاح وفق روحية الطائف.. والعقدة في مهل التسليم
  • مكتبة الملك عبدالعزيز تحتفي بالتراث والحِرَفِ اليدويّة في معرض المدينة الدولي للكتاب