واشنطن تحذّر قوات الدعم السريع من تداعيات "هجوم وشيك واسع النطاق" بشمال دارفور
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس 2-11-2023 قوات الدعم السريع السودانية مما وصفّتها واشنطن بأنها "مؤشرات على هجوم وشيك واسع النطاق" في عاصمة ولاية شمال دارفور التي لجأ إليها الآلاف هربًا من المعارك.
وقال بلينكن في بيان إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من التقارير التي تتحدث عن هجوم وشيك واسع النطاق من قبل قوات الدعم السريع السودانية على الفاشر في شمال دارفور، من شأنه أن يعرّض لأقصى درجات الخطورة مدنيين بينهم مئات آلاف النازحين فر العديد منهم مؤخرا إلى الفاشر من مناطق أخرى".
وأفاد بأن "الولايات المتحدة تحضّ أطراف النزاع على الوقف الفوري لأي هجمات أخرى في الفاشر ومحيطها".
وبينما لم تذكر الولايات المتحدة مصدر معلوماتها، يعد البيان قويا بشكل غير معهود نظرا لصدوره باسم بلينكن.
منذ نيسان/أبريل، أودت الحرب بين قوات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو بحياة اكثر من 9000 شخص وأدت إلى نزوح أكثر من 5,6 ملايين.
واستأنف الطرفان المحادثات في جدة الأسبوع الماضي برعاية الولايات المتحدة والسعودية، لكن مسؤولين أميركيين يشيرون إلى أن الأهداف تقتصر حاليا على الضغط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان "في الوقت الذي يُعلق فيه الكثير من الأمل على محادثات جدة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، أدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن تصعيد النزاع وتوسيع نطاقه".
في موازاة المفاوضات، اندلع العنف في دارفور حيث قال شاهد عيان في الفاشر لوكالة فرانس برس إن طائرات مسيرة استهدفت قاعدة للجيش الخميس.
تعاني منطقة دارفور الشاسعة التي يسكنها نحو ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة، من جروح عميقة جراء حملة الأرض المحروقة التي شنتها قبل عقدين ميليشيا الجنجويد التي رفدت قوات الدعم السريع.
فقد استخدم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير الجنجويد لقمع الأقليات غير العربية في حملة دموية أدت في نهاية المطاف إلى اتهامه بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
ويحذر مدنيون ومنظمات دولية من أن يعيد التاريخ نفسه.
وقالت نكويتا سلامي "أشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن المدنيين عالقون في القتال الدائر"، مستذكرة الأحداث التي وقعت في الجنينة في دارفور في حزيران/يونيو الماضي، عندما أبلغت جماعات حقوق الإنسان وشهود عيان عن ارتكاب مذابح وتفشي العنف الجنسي وعن مقابر جماعية في عاصمة غرب دارفور.
أدى العنف في الجنينة والتقارير الأخرى عن عمليات القتل ذات الدوافع العرقية على أيدي قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، إلى أن تفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا جديدًا بشأن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرا من خطر تقسيم البلاد وتداعيات ذلك على جهود السلام، وداعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيان الجديد.
دعا الاتحاد الإفريقي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرًا من تداعيات هذه الخطوة على وحدة البلاد وجهود السلام الجارية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
تحذير من تقسيم السودان
وفي بيان له، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي “جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية” التي شكلتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو “حميدتي”.
وأكد البيان أن هذه الخطوة “ستكون لها عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان”، منددا مجددا بـ”جميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج النزاع السوداني، في انتهاك صارخ” لقرارات الأمم المتحدة.
حكومة موازية وسط رفض محلي ودولي
وأعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26 تموز/يوليو تشكيل حكومة موازية تتألف من 15 عضوا، يرأسها حميدتي، ويتولى عبد العزيز الحلو، زعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي. كما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، والإعلان عن حكام للأقاليم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور.
وكان حميدتي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي، في الذكرى الثانية للحرب الأهلية، نيته تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مؤكدا أن التحالف الجديد يمثل “الوجه الحقيقي للسودان”، مع وعود بإصدار عملة ووثائق هوية جديدة، واستعادة الحياة الاقتصادية.
وقد أعربت الأمم المتحدة في حينه عن قلقها العميق من خطر “تفكك السودان”، محذّرة من أن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع وترسيخ الأزمة.
اتهامات لـ”الدعم السريع” باستهداف المدنيين
وقبل أيام، اتهمت مجموعة “محامو الطوارئ” السودانية، المعنية بتوثيق الانتهاكات خلال الحرب المستعرة في البلاد، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم استمر يومين على قرية بريما رشيد بولاية غرب كردفان.
وذكرت المجموعة، في بيان صدر الجمعة 25 تموز/يوليو، أن الهجوم وقع يومي الأربعاء والخميس واستهدف القرية الواقعة قرب مدينة النهود، وهي منطقة استراتيجية لطالما شكلت نقطة عبور للجيش السوداني في إرسال التعزيزات نحو الغرب. وأسفر اليوم الأول من الهجوم عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينما ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 27.
وأكد البيان أن “من بين القتلى نساء وأطفال، ما يجعل من الهجوم جريمة ترقى إلى انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، لاسيما من حيث الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين”.
وفي تطور خطير، اتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام عدد من المنشآت الطبية في النهود، بينها مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي، ووصفت ذلك بأنه “انتهاك صارخ لحرمة المرافق الطبية”.
ولم تصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات.
انقسام ميداني يعمق الأزمة الإنسانية
وتخوض قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر قوات الجيش على مناطق الشمال والشرق والوسط، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.
في ظل هذا الانقسام، تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم مع انتشار المجاعة وصعوبة وصول المساعدات.
13 وفاة بسبب الجوع في دارفور
وفي مؤشر على عمق الكارثة الإنسانية، أعلنت مجموعة “شبكة أطباء السودان” أمس الثلاثاء عن وفاة 13 طفلا في مخيم لقاوة بشرق دارفور خلال الشهر الماضي بسبب سوء التغذية. ويأوي المخيم أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الغذاء.
ودعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل، محذرة من تفاقم الوضع في ظل تزايد معدلات الجوع بين الأطفال. كما ناشدت منظمات الإغاثة الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى مناطق النزاع.
أزمة إنسانية خطيرة
وبحسب تقييمات الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تحول دون الوصول الآمن للمساعدات. ومع تزايد المبادرات المنفردة لتقاسم السلطة، تبدو البلاد مهددة بتفكك فعلي، في غياب تسوية شاملة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه “رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا”.
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن “أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%”.
وتوقع بلبيسي عودة “نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب”.
يورو نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب