“حزب الله جزء من المواجهة على طريق فلسطين”.. قاسم: سنكون دائماً في الميدان مؤثرين ومعطلين لمخططات “إسرائيل”
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
الجديد برس:
أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن المجازر الإسرائيلية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة “تزيد القناعة والتصميم على مواجهة العدو”.
وتحدث الشيخ قاسم، السبت، في لقاءٍ حضره بدعوة من “المجمع العالمي لأهل البيت”، مُصرحاً: “أقول للعالم المستكبر، أوقفوا الحرب كي لا تتوسع، ولا تطلبوا منا ألا نسعى إلى توسيعها”.
وأشار قاسم في حديثه إلى أن أمريكا والغرب سقطا أخلاقياً وسياسياً، مؤكداً أن شعاراتهما عن حقوق الإنسان والديمقراطية سقطت أيضاً، لافتاً إلى أن هذا من إنجازات معركة “طوفان الأقصى” البطولية.
نائب الأمين العام لحزب الله أكد أن الحزب هو جزء من المواجهة على طريق فلسطين، مُشدداً على أنه لا يفصل في التحرير بين فلسطين ولبنان والمنطقة، مضيفاً، “لأن إسرائيل محتلة لفلسطين كركيزة ولكنها محتلة للمنطقة بأشكال مختلفة على مستوى الأرض أو الثقافة أو السياسة أو الاقتصاد”.
وتابع: “يستنكرون علينا أننا نجتمع مع فلسطين والفلسطينيين، أن المقاومة تجتمع في لبنان وسوريا وإيران واليمن وكل البلدان. السؤال هل يحق لهم أن يجتمعوا على شرورهم وعدوانهم وعلى قتل المدنيين وعلى تثبيت المغتصب على الأرض ولا يحق للمظلومين والمقاومين أن يجتمعوا؟! هم وضعوا هذه القواعد ليستفردوا ببلداننا وجماعاتنا”.
وأكد قاسم مسؤولية حزب الله قائلاً: “سنكون دائماً في الميدان مؤثرين ومعطلين لمخططات إسرائيل”، وأنه “سنبقى موحدين، وسنعمل للمقاومة، وسندفع الأثمان اللازمة في كل وقت يتطلب ذلك وبالطريقة التي نؤمن بها”.
وختم نائب الأمين العام لحزب الله كلامه بالقول: “لدينا قاعدة واحدة، الحق مع فلسطين والفلسطينيين، والقدس يجب أن تتحرر ونحن على طريق القدس سنساهم في تحريرها إن شاء الله بكل ما أوتينا من قوة على قاعدة قوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
أسامة حمدان: نعتز بإخواننا في محور المقاومة
من جهته، أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، ضمن حديثه في اللقاء الذي نُظم في العاصمة اللبنانية بيروت، اعتزاز حركته بوقوف محور المقاومة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، مُشيداً بتحركات الأمة الشعبية لأجل فلسطين.
وأعرب حمدان عن اعتزازه بالدعم الذي قدمته المقاومة الإسلامية في لبنان، مرسلاً أيضاً التحية إلى المقاومة الإسلامية في العراق وفي اليمن.
وكشف حمدان أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، زار العاصمة الإيرانية طهران قبل أيام، والتقى قائد الثورة الإسلامية في إيران، علي الخامنئي.
يُشار إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أكد، الجمعة، أن المقاومة في لبنان تخوض، منذ الـ8 من أكتوبر الماضي، معركةً حقيقية لا يشعر بها إلا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية، موضحاً أنها “معركة مغايرة في ظروفها وأهدافها وإجراءاتها واستهدافاتها”.
يُذكر أن حزب الله، ما زال مستمراً في استهدافه لمواقع الاحتلال الإسرائيلي ونقاطه عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الأمین العام لحزب الله
إقرأ أيضاً:
مؤتمر “حلّ الدولتين”.. خدعة سياسية لتصفية المقاومة وتجميل وجه الاحتلال
يمانيون | تقرير تحليلي
في ظل تصاعد المجازر الصهيونية في غزة، وبينما تغرق الأرض الفلسطينية في الدم والركام، عاد المجتمع الدولي ليطرح مجددًا ما يسمى “مشروع حلّ الدولتين”، عبر مؤتمر دولي يُراد له أن يُعيد خلط الأوراق، ويوجه البوصلة نحو مسار سياسي منحرف يخدم الاحتلال أكثر مما يدعم الحقوق الفلسطينية.
تبدو صيغة المؤتمر مملوءة بألوان دبلوماسية “جميلة” في الفضاء الإعلامي، لكنها لا تخفي قبح جوهرها. فالمبادرة ليست جديدة، بل هي مبادرة قديمة متعفنة أُعيد طلاؤها مجددًا بعد أن بقيت لعقود على الورق دون تنفيذ، تُستخدم كلما اشتدت المقاومة وتصدع وجه الكيان المحتل تحت ضربات الصواريخ أو صمود أبطال الأرض المحاصرة.
المطلوب من المؤتمر: نزع السلاح وتفكيك غزة
من أبرز بنود هذا المسار الذي يُراد فرضه سياسيًا، ما تسعى إليه القوى الغربية والأنظمة العربية المتماهية، وهو إنهاء سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وتسليم إدارة القطاع بالكامل، بما فيه من مؤسسات ومقدرات وأسلحة، للسلطة الفلسطينية الخاضعة للتنسيق الأمني مع الاحتلال.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يُطرح بوضوح في الكواليس ما هو أخطر: نزع سلاح المقاومة بالكامل، وتجريد الشعب الفلسطيني من آخر أدوات الدفاع عن نفسه، وشيطنة كل من يحمل السلاح ضد الاحتلال الصهيوني. وهي المطالب التي يروج لها القادة الصهاينة في تصريحاتهم، وتجد صدًى لها في باريس ولندن وواشنطن والرياض والقاهرة.
فرنسا وبريطانيا.. شراكة معلنة في جريمة الإبادة
الدول الأوروبية الكبرى لم تتزحزح خطوة واحدة عن دعمها المباشر وغير المباشر للعدو الصهيوني. لندن لم توقف تصدير الأسلحة، وباريس كذلك. بل تستمر الدول الغربية على اختلافها في توفير الدعم السياسي والعسكري، وتكتفي بتصريحات “قلقة” لا تعني شيئًا، سوى محاولة يائسة لحماية نفسها من اتهامات جرائم الحرب، عبر الادّعاء بأنها تُحذر وتُدين لفظيًا.
إن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل حرب إبادة ممنهجة تشترك فيها أطراف دولية بالصمت أو بالمشاركة الفعلية، تحت غطاء من الشرعية الكاذبة التي توفرها المؤتمرات الدولية، والتي لا تخرج عن كونها مظلّة لشرعنة الاحتلال ومساعدته على تحقيق ما عجز عن فرضه عسكريًا.
المقاومة “إرهابًا”.. والدفاع “خروجًا عن القانون”
لم يكن غريبًا أن يُعاد تصنيف حركات المقاومة في المؤتمرات الغربية بأنها “إرهابية”، فذلك جزء من الحرب النفسية والسياسية التي تهدف إلى نزع الشرعية الأخلاقية والدينية والوطنية عن كل من يقف في وجه الاحتلال.. بل إن بعض العواصم الأوروبية والعربية تطرح “حلولًا” تشمل تفكيك فصائل المقاومة، وتسفير من تبقى من مقاتليها إلى أي بقعة يُختار لهم النفي إليها.
وهكذا يُراد أن تُعزل المقاومة، وتُفكك، وتُجرد من سلاحها، ليُسلَّم القطاع بكل جراحه ومقدراته إلى مسار سياسي عقيم، عجز عن إنقاذ الضفة من التهويد، وعن حماية القدس من الاقتحامات، وعن وقف الاستيطان الذي يلتهم الأرض.
النتيجة: مؤتمر ضد المقاومة وليس ضد الاحتلال
ما يُطلق عليه “مؤتمر دولي لحل الدولتين” ليس في الحقيقة سوى مؤتمر ضد المقاومة، يُنظم تحت عناوين مضلّلة مثل “السلام” و”إنهاء المعاناة”، بينما يُمرر في كواليسه أخطر الأجندات: القضاء على المقاومة، شرعنة الاحتلال، تحويل الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى متمرّد إرهابي.
رغم الحضور الكبير والتصريحات المتكررة والدعوات الخجولة لوقف إطلاق النار، إلا أن المؤتمر خالٍ من المواقف العملية، ولا يقدّم شيئًا جوهريًا يمكنه وقف المجازر أو إنقاذ الأطفال الذين يموتون جوعًا وقهرًا تحت الحصار والركام.
العالم يتعرّى.. والاختبار يكشف زيف المواقف
لقد شكّل هذا المؤتمر اختبارًا فاضحًا لمواقف العالم “المتحضّر”، فكشف زيف الخطاب الأوروبي والإنساني. العالم الذي يكتفي بإحصاء الجثث وإرسال المساعدات المشروطة، دون اتخاذ موقف حقيقي ضد الاحتلال، ليس سوى شريكٍ في الجريمة.
وما لم تتحول هذه المؤتمرات إلى أدوات فعلية لمحاسبة العدو، ووقف شحنات الأسلحة، وملاحقة مجرمي الحرب، فإنها ستظل جزءًا من المشهد الدموي، وستسجَّل في ذاكرة التاريخ كأداة سياسية لشرعنة الإبادة، لا لإنقاذ الضحايا.