المسند: الطقس المصاحب للمنخفض الجوي غير مستقر
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
الرياض
أوضح أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا عبدالله المسند، المقصود بالمنخفض الجوي .
وقال المسند عبر حسابه الرسمي على منصة إكس :” أنه انخفاض في قيم الضغط الجوي سببه الهواء الصاعد إلى أعلى، لأسباب متعددة ومنها التقاء كتلتين هوائيتين، وفيه تتشكل السحب إذا كان يحمل رطوبة متزامنة مع برودة في طبقات الجو العليا.
وأشار إلى أن الطقس المصاحب له يتميز بعدم الاستقرار (رياح، غبار، سحب، مطر، تقلبات حرارية.. الخ)، والرياح تدور حول المنخفض عكس عقارب الساعة، وفي مقدمته تكون الرياح جنوبية شرقية دافئة وفي نهايته شمالية باردة، وسرعته تترواح بين 30-60كم/س.”
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الضغط الجوي الطقس
إقرأ أيضاً:
ما وراء ضباب الحرب: تحليل ادعاءات التفوق الجوي بين الهند وباكستان
لقد أشعل التصعيد الأخير الذي استمر أربعة أيام بين باكستان والهند، رغم قصر مدته، جدلا حادا، ليس فقط حول الصراع نفسه، بل وأيضا حول أبطاله الحقيقيين. وظهرت رواية غريبة من بعض الدوائر الفكرية والإعلامية الهندية مفادها أن الاشتباك لم يكن مواجهة مباشرة بين باكستان والهند، بل كان معركة بالوكالة بين الهند والصين. ومع ذلك، فإن هذا التأكيد يتناقض بشكل صارخ مع موقف باكستان القاطع، الذي ينسب الفضل إلى قواتها الجوية في الهجمات الصاروخية الحاسمة عالية التقنية وإسقاط ست طائرات هندية، بما في ذلك ثلاث طائرات رافال فرنسية متطورة. وتشير الدراسة النقدية لهذه الروايات المتنافسة إلى أن المنظور الباكستاني يقدم رواية أكثر دقة وإقناعا للأحداث، ويسلط الضوء على القدرات الاستثنائية للقوات الجوية الباكستانية (PAF) وطياريها.
الرواية الهندية: إعادة توجيه استراتيجية؟
إن ادعاء بعض الأوساط الهندية بأن الصين كانت الخصم الحقيقي في الصراع الأخير هو انحراف ملحوظ عن التحليل العسكري التقليدي. وتشير هذه الرواية إلى أن الأسلحة والتكتيكات المتطورة التي استخدمتها باكستان كانت في الأساس صينية في الأصل والتنفيذ، مما يقلل من دور باكستان ويحول التركيز إلى منافسة جيوسياسية أكبر. ورغم أن وجهة النظر هذه ربما تخفف من الانتكاسة التي لحقت بصورة الهند العسكرية، فإنها تثير عن غير قصد أسئلة أكثر مما تجيب عليها.
ادعاء بعض الأوساط الهندية بأن الصين كانت الخصم الحقيقي في الصراع الأخير هو انحراف ملحوظ عن التحليل العسكري التقليدي. وتشير هذه الرواية إلى أن الأسلحة والتكتيكات المتطورة التي استخدمتها باكستان كانت في الأساس صينية في الأصل والتنفيذ، مما يقلل من دور باكستان
لماذا تسعى الهند إلى إعادة صياغة المواجهة المباشرة مع جارتها المباشرة إلى حرب بالوكالة؟ أحد التفسيرات المعقولة هو الحاجة إلى إدارة التصور العام. فإن خسارة العديد من الطائرات، وخاصة طائرات رافال المشهورة، من شأنها أن تشكل ضربة قوية لهيبة أي قوة جوية. ويمكن اعتبار عزو هذه الخسائر إلى قوة عالمية متقدمة تقنيا مثل الصين، بدلا من منافس إقليمي، محاولة لتخفيف التأثير وصرف الانتقادات المتعلقة باستعداد الهند الدفاعي وقدراتها العملياتية. إنه يشير إلى إعادة توجيه استراتيجية للوم، بهدف الحفاظ على سرد التفوق العسكري الهندي في المنطقة.
موقف باكستان الثابت: تأكيد واضح على البراعة
على النقيض تماما من الرواية الهندية، حافظت باكستان على موقف ثابت لا لبس فيه. ورغم اعتراف باكستان بأن بعض مخزوناتها الدفاعية تتضمن أسلحة وتكنولوجيا متقدمة مصدرها حلفاء مثل الصين -وهي ممارسة شائعة بين الدول في جميع أنحاء العالم- فإنها تؤكد بقوة أن النجاح العملياتي ودقة الهجمات الصاروخية والبراعة التكتيكية التي أدت إلى إسقاط أحدث الطائرات الهندية كانت نتيجة كاملة للقدرات المحلية للقوات الجوية الباكستانية. هذا ليس مجرد ادعاء بملكية المعدات العسكرية، ولكنه إعلان قوي عن مهارة وتدريب وفطنة استراتيجية للطيارين والأطقم الأرضية.
بالنسبة لباكستان، كان هذا عرضا مباشرا لا يمكن إنكاره لقدراتها الدفاعية الجوية. ويتم التركيز بشكل كامل على العنصر البشري: الطيارون الذين نفذوا المهام، والفنيون الذين قاموا بصيانة الطائرات، والاستراتيجيون الذين خططوا للمواجهات. ويؤكد هذا الموقف الثقة العميقة في الجاهزية العملياتية للقوات الجوية الباكستانية وقدرتها على استخدام أصولها بشكل فعال، بغض النظر عن مصدرها.
القدرات المثبتة للقوات الجوية الباكستانية: ما وراء الأجهزة
تتمتع القوات الجوية الباكستانية بتاريخ طويل ومتميز من التميز المهني والاستعداد القتالي. وقد ساهمت برامجها التدريبية الصارمة، وجهودها المستمرة في التحديث، ومشاركتها في التدريبات الدولية المعقدة، في صقل قدراتها إلى درجة عالية. وفي حين أن الوصول إلى المنصات والتقنيات المتقدمة أمر بالغ الأهمية بلا شك في الحرب الحديثة، فإن إتقان هذه الأنظمة، إلى جانب التنفيذ التكتيكي المتفوق، هو الذي يحدد النجاح في النهاية. ويؤكد المبدأ العملياتي للقوات الجوية الباكستانية على المرونة والقدرة على التكيف والتكامل الفعال لمختلف أصول الدفاع الجوي. ولا يشمل ذلك الطائرات المقاتلة فحسب، بل يشمل أيضا أنظمة الرادار المتطورة، ومنصات الإنذار المبكر، وشبكات الدفاع الجوي الأرضية. ويشير سيناريو الصراع الأخير، كما هو موصوف، إلى تنسيق سلس بين هذه العناصر، مما يسمح للقوات الجوية الباكستانية باكتشاف التهديدات الواردة وتتبعها والتعامل معها بدقة ملحوظة. إن هذا المستوى من التآزر التشغيلي هو شهادة على سنوات من التدريب الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي، وليس مجرد نشر التكنولوجيا الأجنبية.
عامل رافال: اختبار للتفوق الجوي الحقيقي
لعل الدليل الأكثر إقناعا الذي يدعم الرواية الباكستانية هو إسقاط ثلاث طائرات رافال الفرنسية. وتعتبر طائرة رافال على نطاق واسع واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة متعددة الأدوار تقدما في العالم، وهي مجهزة بأحدث الأجهزة الإلكترونية وأنظمة الرادار والقدرات التسليحية. وقد اعتبر استحواذ الهند عليها بمثابة ترقية كبيرة لقوتها الجوية، بهدف توفير ميزة حاسمة في التفوق الجوي الإقليمي.
وإن فكرة إمكانية تحييد هذه الطائرات المتطورة للغاية في القتال، وخاصة بهذا العدد الكبير، تتحدث كثيرا عن قدرات القوة المعارضة. وتحقيق القوات الجوية الباكستانية لمثل هذا الإنجاز لا يؤكد فعالية منصاتها فحسب، بل الأهم من ذلك أنه يسلط الضوء على المهارة الاستثنائية والتفوق التكتيكي لطياريها. ومواجهة وهزيمة مقاتلات من الجيل الرابع أو أكثر مثل رافال لا يتطلب فقط تكنولوجيا مماثلة، بل يتطلب أيضا تدريبا متفوقا للطيارين، ووعيا بالموقف، والقدرة على استغلال المزايا التكتيكية العابرة. وسيكون ذلك بمثابة إشارة واضحة إلى أن طياري القوات الجوية الباكستانية ليسوا مجرد مشغلين لمعدات أجنبية، بل هم محترفون يتمتعون بمهارات عالية وقادرون على التفوق على الخصوم الأكثر تقدما في المناورة والقتال.
التداعيات الاستراتيجية والديناميكيات الإقليمية
إنّ تداعيات انتصار باكستان المُعلن في هذه المعركة الجوية عميقة. بالنسبة لباكستان، فإن ذلك من شأنه أن يعزز مكانتها كقوة جوية إقليمية هائلة، قادرة على الدفاع عن مجالها الجوي ضد أي عدوان. ومن شأن ذلك أن يرفع الروح المعنوية الوطنية ويعزز ثقة الجمهور في قواتها المسلحة. ومن الناحية الاستراتيجية، فإن ذلك من شأنه أن يشكل رادعا قويا، ويرسل إشارة إلى أي معتد محتمل بأن تكلفة المغامرة العسكرية ضد باكستان سوف تكون باهظة للغاية.
محاولة نسب الخسائر إلى الصين، رغم أنها ربما تكون إجراء قصير الأمد لحفظ ماء الوجه، من شأنها في نهاية المطاف أن تقوض مصداقية تقييماتها العسكرية والاستخباراتية. كما أنه سيثير تساؤلات حول فعالية عمليات الاستحواذ الدفاعية عالية التكلفة والتكامل التشغيلي للمنصات الجديدة
بالنسبة للهند، سيتطلب ذلك التأمل الجاد في استراتيجيات المشتريات الدفاعية، وتدريب الطيارين، والاستعداد العسكري الشامل. وإن محاولة نسب الخسائر إلى الصين، رغم أنها ربما تكون إجراء قصير الأمد لحفظ ماء الوجه، من شأنها في نهاية المطاف أن تقوض مصداقية تقييماتها العسكرية والاستخباراتية. كما أنه سيثير تساؤلات حول فعالية عمليات الاستحواذ الدفاعية عالية التكلفة والتكامل التشغيلي للمنصات الجديدة.
ما وراء الأجهزة: العنصر البشري الحاسم
في نهاية المطاف، ورغم اعتماد الحرب الحديثة بشكل كبير على التكنولوجيا، إلا أنها في جوهرها صراعٌ بين المهارة البشرية والتصميم. وفي حين أن الأسلحة المتقدمة توفر ميزة حاسمة، فإن الطيارين الذين يقودون الطائرة، والقادة الذين يتخذون القرارات الاستراتيجية، والأطقم الأرضية التي تضمن الاستعداد التشغيلي، هم الذين يحددون حقا نتيجة المعارك.
وإن تأكيد باكستان على أن الفضل في الهجمات الصاروخية عالية التقنية وإسقاط الطائرات الهندية يعود إلى القوات الجوية الباكستانية هو تذكير قوي بهذه الحقيقة الأساسية. ويؤكد أنه على الرغم من إمكانية الحصول على التكنولوجيا الأجنبية، فإن القدرة على دمجها وتدريب الأفراد إلى أقصى إمكاناتها ونشرها بفعالية في القتال هي قدرة محلية.
والنجاح الذي تحقق ضد منصات متقدمة مثل رافال يشكل دليلا واضحا ومقنعا على القدرات والإمكانات غير العادية التي يتمتع بها طيارو القوات الجوية الباكستانية، مما يدل على أن مهارتهم وشجاعتهم وبراعتهم التكتيكية هي العوامل الحقيقية التي تغير قواعد اللعبة في مسرح الحرب الجوية المعقد. وبالتالي، يبدو أن سرد التدخل الصيني هو تحويل مناسب، وفشل في الاعتراف بالواقع الذي لا يمكن إنكاره للقوة العسكرية الباكستانية.