كمال الجزولي.. فقدنا سراجاً منيراً في عز العتمة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
كمال الجزولي.. فقدنا سراجاً منيراً في عز العتمة
رشا عوض
أحقاً غادرتنا؟! أحقاً غابت شمس حضورك الآسر في منابر الفكر الحر والنضال السياسي الحقوقي! أحقاً لن نلتقيك في أماسي أمدرمان الثقافية المفرهدة باحاديث الفكر والسياسة والأدب والفن والتاريخ فتفتح نوافذ بيتنا السوداني الكبير على شوارع المدنية وميادين الاستنارة! أحقاً لن نرَ مجدداً وقفتك المهيبة في المحاكم مترافعاً بجسارة واقتدار مهني رفيع في قضايانا ضد السلطة الغاشمة!
أحقاً لن نراك مجدداً في ساحات التضامن والدفاع عن حقوق الانسان والعمل المدني والنضال الديمقراطي!
أحقاً ما عاد بالإمكان المزيد من الكتب والقصائد والروزنامات الفخيمة والأحاديث الشيقة التي تطوف بنا في تعاريج تجربتنا الوطنية وتستدعي احداثا وشخوصا ومعاني بفرادة في التعبير وسلاسة في الحكي ورصانة في الفكر!
هل من الآن فصاعداً سنتحدث عن كل ذلك بضمير الغائب وصيغة الماضي!
كم كانت مراثيك التي تكتبها وفاءً لمن رحلوا من رموزنا الوطنية مدرسة في تحويل الرثاء إلى حياة جديدة للراحلين وضياءً يكشف ما كان غائباً من سيرتهم!
ما أحوجنا اليوم لجزالة لغتك وشاعرية تعابيرك لكي ننظم كلماتنا في وداعك كما يليق بمقامك السامي وبحزننا عليك!
يا له من فقد أليم لمناضل جسور قاوم بصلابة كل النظم الدكتاتورية وعلم وطني سيظل خفاقا في سماء بلادنا المكلومة!
لا حول ولا قوة الا بالله، تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته!
حرمتنا الحرب من أن نودعك الوداع الذي يليق بك! وحرمتك أنت من أن ترقد في أرض وطنك متوسداً أرض السودان التي تغنيت لها شعراً ونثراً، وفي سبيلها دخلت المعتقلات وقدمت التضحيات، وكنت ثمرةً من ثمارها وتجلياً لما هو كامن في شعبها من بذور العقلانية والاستنارة والشجاعة في مواجهة الباطل وإرادة النهوض والتقدم.
أنشدت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في تعلقها بتراب وطنها:
كفاني أموت عليها وأدفن فيها
وتحت ثراها أذوب وأفنى
وأُبعث عشباً على أرضها
وأبعث زهرة إليها
تعبث بها كف طفل نمته بلادي
كفاني أظل بحضن بلادي
ترابًا، وعشبًا، وزهرة.
رحلت فدوى طوقان ودفنت في أرضها المحتلة وكتبوا على شاهد قبرها “كفاني أظل بحضن بلادي.. تراباً وعشباً وزهرة”
ما أشقى بلادنا نحن التي ما عاد فيها من سبيل لا إلى العيش الكريم ولا الموت الكريم! حتى مقابرها باتت عصية بعيدة لا يمكن الوصول إليها حالياً!
رحمة الله على الحبيب كمال الجزولي، وأحر التعازي لزوجته الدكتورة فائزة ولابنه أبي وابنته أروى، ولأخته الأستاذة أميرة ولبنات أخته مي محجوب شريف ومريم محجوب شريف، ولكل أفراد أسرته ولكل محبيه وعارفي فضله.
اللهم افرغ علينا صبراً وأعنا على هذا الحزن الكبير.
الوسومالفكر الحر النضال السياسي رشا عوض فدوى طوقان كمال الجزولي محجوب شريفالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: النضال السياسي رشا عوض كمال الجزولي کمال الجزولی
إقرأ أيضاً:
انتصار للشعب على الإرهاب.. أسامة كمال عن 3 يوليو : الإخوان رفعوا شعار يا نحكمكم يا نقتلكم
قال الإعلامى أسامة كمال أن 3 يوليو حقيقة أعمق وأقوى من سقوط نظام أو إنتصار إرادة شعب .
وأضاف كمال خلال تقديمة برنامج مساء دى أم سى على قناة dmc أن 3 يوليو إنتصار للشعب على الإرهاب والإخونة .
وتابع كمال قائلا : الأخوان جماعة لا تعرف معنى الوطن وفى عام حكم الإخوان كان الإرهاب فى كل مكان موضحا أن الاخوان رفعوا شعار يا نحكمكم يا نقتلكم .
أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، أهمية قيام ثورة 30 يونيو وإصدار بيان 3 يوليو، موضحًا: "علينا أن ننظر إلى حال عدد كبير من الدول العربية التي اكتوت بنيران الإرهاب في الفترة بعد عام 2011 وتحولت إلى ساحات لصراعات طائفية وميليشيات مسلحة"، لافتًا إلى أن هناك دولًا عربية "لا توجد بها حكومات، أو بها أكثر من حكومة، وانقسمت طائفيًا وعرقيًا، وتراجعت بشكل مأساوي.
وقال حسين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عمرو شهاب عبر قناة "إكسترا نيوز"، اليوم الخميس، إن ما حدث في تلك البلدان من انهيار تام شمل تفكك الجيوش الوطنية، وبروز الميليشيات والمرتزقة كقوى حاكمة، مؤكداً أن مصر مختلفة ولديها شعب عريق وحضارة عريقة ودولة مركزية راسخة وشعب واعٍ وقوات مسلحة تنتمي إلى هذا الشعب.
وتابع، أن مصر استطاعت أن تتجاوز هذه العثرات بفضل حضارتها الراسخة ومؤسساتها الصلبة، قائلًا: "الحمد لله أننا انتصرنا وحافظنا على هوية الدولة المصرية في لحظة كانت فيها المنطقة تموج بالفوضى".