أعلنت السلطات الروسية إسقاط التهم الجنائية في قضية التمرد المسلح الذي نفذته مجموعة فاغنر العسكرية غير النظامية، وقالت إن المجموعة تستعد لتسليم عتادها الثقيل إلى وزارة الدفاع.

وأفادت وسائل إعلام روسية، اليوم الثلاثاء، بأن جهاز الأمن الفدرالي أسقط التهم الجنائية بحق قائد فاغنر يفغيني بريغوجين وآخرين على صلة بالتمرد المسلح الذي نفذته المجموعة السبت الماضي، وانتهى خلال ساعات بموجب اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.

وكان إسقاط التهم من البنود الرئيسية للاتفاق الذي يسمح لمقاتلي فاغنر بالتوجه إلى بيلاروسيا، لكن شكوكا أثيرت بشأنه بعدما قالت وكالات الأنباء الرئيسية الثلاث في روسيا أمس إن القضية الجنائية لم تغلق.

في السياق نفسه، نقلت وكالة "ريا" عن "الدفاع" الروسية أن مجموعة فاغنر تستعد لتسليم معداتها العسكرية الثقيلة إلى الوزارة.

من جانبه، أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين يتوجه اليوم بكلمة إلى وحدات هيئات إنفاذ القانون التي ضبطت "فاغنر" أثناء التمرد، وذلك بعدما ألقى خطابا متلفزا أمس.

وأضاف الكرملين أن "التفاف المجتمع الروسي حول بوتين في أعلى مستوياته".

وشدد على أن حل أزمة التمرد يعود بشكل أساسي لجهود الرئيس بوتين و"إرادته في منع تطور الأحداث نحو السيناريو الأسوأ".

بعد تحرك فاغنر العسكري في #روسيا.. ما حيثيات وتفاصيل التفاهمات التي جرت بين الجانبين؟ وما الأبعاد الخارجية للأزمة والسيناريو التي انتهت إليه؟ pic.twitter.com/XvVK8FLIe6

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 27, 2023

تحذيرات لوكاشينكو

من جهة أخرى، صرح رئيس بيلاروسيا بأنه أعطى أوامر لكل قادة جيشه بالاستعداد القتالي الكامل خلال الأحداث الأخيرة في روسيا.

وفي تصريحاته اليوم، ذكر لوكاشينكو أن المعارضة البيلاروسية كانت مستعدة للقيام بتمرد -حسب وصفه- على خلفية الأحداث في روسيا.

ورأى لوكاشينكو أنه "إذا ما سقطت روسيا سنبقى تحت الأنقاض وسننتهي جميعا".

وقال أيضا إن بيلاروسيا ترى بوضوح "موجة جديدة لتوسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتراكما غير مسبوق لإمكانات دول الحلف بما في ذلك قرب حدودنا". وأضاف أن خطر اندلاع صراع عالمي لم يكن من قبل قريبا كما هو اليوم.

في تلك الأثناء، لم يتضح بعد مكان قائد فاغنر الذي شوهد آخر مرة ليل السبت وهو يحيي رجاله من سيارة أثناء انسحابه من مدينة روستوف على نهر الدون جنوبي روسيا، والتي سيطرت عليها مجموعته بداية التمرد.

وقال الكرملين -اليوم- إنه لا معلومات لديه بشأن وصول بريغوجين إلى بيلاروسيا.

وكان بريغوجين صرح السبت بأنه سيرحل إلى بيلاروسيا، وقال في تصريحات لاحقة أمس إن لوكاشينكو عرض السماح لفاغنر بالعمل في إطار قانوني، لكنه لم يذكر تفاصيل.

من جانبه، قال البيت الأبيض إنه لا يستطيع تأكيد وجود قائد مجموعة فاغنر في بيلاروسيا.

ونقلت وكالة رويترز عن موقع "فلايت رادار 24" (Flightradar24) أن طائرة مرتبطة بقائد فاغنر سافرت اليوم من روسيا إلى بيلاروسيا.


مقتل طيارين روس

من ناحية أخرى، أكد الرئيس الروسي -في خطاب متلفز أمس- صحة الأنباء التي أفادت بمقتل طيارين من القوات الروسية إثر إسقاط طائراتهم أثناء تصديهم لتحركات فاغنر.

وقال بوتين إن "شجاعة وتضحية الطيارين الأبطال الذين سقطوا أنقذت روسيا من عواقب مأساوية مدمرة" وأضاف أن التمرد شكل تهديدا لوجود روسيا وأن مرتكبيه لن يفلتوا من العقاب.

ولم ترد أي معلومات رسمية عن عدد الطيارين الذين لقوا حتفهم أو عدد الطائرات التي أسقطت.

وكانت مدونات روسية، على تطبيق تليغرام، تتابع النشاط العسكري الروسي -ومن بينها مدونة "ريبار" التي تضم أكثر من مليون مشترك- قد ذكرت السبت أن 13 طيارا روسيا لقوا حتفهم أثناء تصديهم للتمرد.

وذكرت "ريبار" أن من بين الطائرات التي أسقطت 3 مروحيات.

من ناحية أخرى، قال الكرملين إن الرئيس بوتين أجرى محادثات عبر الهاتف أمس مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد.

وأضاف أن الرئيس الإماراتي حرص على الاستماع إلى تقييم للوضع في روسيا فيما يتعلق بتمرد.

وتابع الكرملين "بعد تلقيه معلومات شاملة، أعلن رئيس الإمارات دعمه الكامل لإجراءات القيادة الروسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى بیلاروسیا فی روسیا

إقرأ أيضاً:

هل وجود المرتزقة الروس في أفريقيا يفاقم التوتّرات وعدم الاستقرار؟

في إطار التطورات التي تمرّ بها أفريقيا وسعيها للسيادة والتعويض عن ما تعرّضت له شعوبها من الظلم والاضطهاد، وضمن فصول جديدة من إعادة التموقع والبحث عن النفوذ من اللاعبين الدوليين، تبرز روسيا كقوّة جديدة تسعى إلى تعزيز حضورها في القارة السمراء، وتسوّق نفسها بدعاية عدم المشاركة في ماضي الاستعمار لدول المنطقة.

ومنذ عام 2018، ركّزت سياسة الكرملين على الحضور في أفريقيا عن طريق القوّة والشراكات العسكرية، ولكنها لم تستخدم الجيوش النظامية، وإنّما عبر شركات مليشيات خاصّة، حقّقت من ورائها نجاحات في مجالات الاقتصاد، وتسويق السلاح، والتغلغل داخل الأنظمة العسكرية التي استولت على السلطة عن طريق الانقلابات.

وقد كشف تقرير جديد صدر عن مؤسسة راند الأميركية، أن روسيا تعمل على تعزيز حضورها العسكري غير الرسمي في أفريقيا عن طريق مجموعات من المتعاونين أو المرتزقة في مقدمتهم "مليشيات فاغنر" التي واصلت أنشطتها في القارة حتى بعد تمرّدها الفاشل في عام 2023 ومقتل زعيمها يفغيني بريغوجين.

ويوثّق التقرير، الذي صدر تحت عنوان "الجماعات الروسية المرتزقة وشبه العسكرية في أفريقيا.. دراسة التغيّرات والتأثيرات منذ تمرد فاغنر" التّحوّلات التي طرأت على النفوذ الروسي في القارة خلال الفترة الممتدة من منتصف 2023 وحتى سبتمبر/أيلول 2024.

إعلان مجموعات المرتزقة

من أبرز المليشيات، أو المرتزقة الذين يعملون على خدمة مصالح روسيا في أفريقيا، مجموعة فاغنر التي انتشرت منذ عام 2018 في عموم القارة.

وتعمل فاغنر كآلية مهمة تسعى موسكو من خلالها إلى الحد من عزلتها الاقتصادية والسياسية الدولية المتنامية، وقد ساعدت في انتشار روسيا وتوسيع نفوذها العالمي بتكلفة منخفضة نسبيا.

وفي إطار سعيها إلى أن تتسيّد المشهد السياسي والاقتصادي في أفريقيا، أسّست موسكو تشكيلا عسكريا جديدا أو جيشا خاصا أطلق عليه "الفيلق الأفريقي" مطلع العام 2024.

وحسب بعض المراقبين والمحللين فإن الفيلق يضم من 40 إلى 45 ألف مقاتل، وبدأت عمليات الانتداب والتجنيد له في ديسمبر/كانون الأول 2023 في عدد من الدول الأفريقية وفي روسيا.

ومن خلال تطبيق تليغرام، والقنوات التلفزيونية العسكرية الروسية، تمت الدعاية والترويج له على نطاق واسع من أجل أن يلتحق به الشباب في أفريقيا، أو المقاتلون الروس الذين لديهم خبرات في الحروب.

ورغم أن الفيلق الأفريقي أُنشئ ليكون بديلا من مجموعة فاغنر التي تمرّدت عام 2023، فإنها لا تزال موجودة في العديد من البلدان وتخدم مصالح روسيا.

ويؤكد الباحثون، أن الهيكل التنظيمي للمرتزقة يختلف من بلد إلى آخر، مما يمنح موسكو مرونة في التعامل مع الحكومات الأفريقية والتهرّب من الالتزامات القانونية الدولية.

التركيز على 6 دول

وعلى عكس الخطابات الرسمية التي تزعم أن المرتزقة الروس يساهمون في دعم الاستقرار وبناء القدرات الدفاعية للدول الأفريقية، يقول تقرير مؤسسة راند الأميركية، إن هذه الجماعات في الواقع تستغل حالة انعدام الأمن لتحقيق الأرباح، خصوصًا في دول تشهد نزاعات مسلحة أو ضعفًا في مؤسّسات الدولة.

مقاتلون من الطوارق إلى جوار مدرعة مدمرة استولوا عليها من قوات فاغنر الروسية في شمال مالي (رويترز)

ووفقا للتقرير، تتمتّع الجماعات الروسية المسلّحة بحضور واضح في 6 دول أفريقية وهي السودان، وليبيا، والنيجر ومالي، وبوركينافاسو، وجمهورية أفريقيا الوسطى. ووفقا للتقرير، فإن المرتزقة الروس يقومون بتهريب الذهب من السودان ومالي إلى خارج البلاد، الأمر الذي يحتمل أن يضيع على البلدين مئات الملايين من الدولارات.

إعلان

وتشير بعض التقارير إلى أن المرتزقة الروس حصلوا على قرابة 2.5 مليار دولار من الذهب منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي ليبيا، تقوم الجماعات المرتبطة بالمرتزقة الروس بالعديد من الأنشطة الاقتصادية غير الشرعية، مثل تهريب المخدّرات، والاتجار بالبشر، وتزوير العملة المحلّية.

الرأي العام يرفض المرتزقة

وتظهر تحليلات توجّه الرأي العام في عدد من الدول الأفريقية التي تشهد نشاطًا للمرتزقة الروس، أن نظرة السكان تجاه هذه الجماعات المسلّحة سلبية في الغالب.

مقاتلو الطوارق الذين اشتبكوا مع مرتزقة فاغنر الروس في شمال شرق مالي، قرب تنزاواتن، في يوليو 2024 (رويترز)

ويرى مواطنون أن وجود المرتزقة يفاقم معاناتهم الأمنية والاقتصادية ولا يقدم حلولًا، إذ زاد عدد الهجمات والقتلى التي ارتكبتها الجماعات الإسلامية المتشددة بشكل كبير منذ أن حلّت مليشيات الروس محل قوات الأمن التابعة للأمم المتحدة في غرب أفريقيا

وتخلص الدراسة إلى التحذير من الأنشطة التي تقوم بها هذه الجماعات موكّدة أنّها لا تبقى محصورة داخل حدود الدول المستضيفة، بل تمتد لتؤثر على البلدان المجاورة بفعل العنف العابر للحدود والاقتصادات غير المشروعة التي تصاحب العمليات.

مقالات مشابهة

  • منظمة الطيران المدني الدولي: روسيا مسؤولة عن إسقاط الطائرة الماليزية في يوليو 2014
  • منظمة الطيران المدني الدولية: روسيا وراء إسقاط طائرة إم.إتش 17 ومقتل 298 شخصاً
  • أول تعليق من الكرملين على اتهام روسيا بإسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية
  • منظمة الطيران المدني تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط الطائرة الماليزية عام 2014
  • منظمة الطيران المدني الدولي تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط طائرة الرحلة “إم إتش 17”
  • الأمم المتحدة: روسيا مسؤولة عن إسقاط الرحلة MH17 فوق أوكرانيا 2014
  • سرايا القدس تعلن إسقاط مسيّرة إسرائيلية متطورة في أجواء غزة
  • الكرملين: روسيا عازمة على البحث بجدية عن تحقيق تسوية طويلة الأمد في أوكرانيا
  • البرازيل تتوج بلقب كأس العالم للكرة الشاطئية بعد فوز مثير على بيلاروسيا
  • هل وجود المرتزقة الروس في أفريقيا يفاقم التوتّرات وعدم الاستقرار؟