المخابرات الأوكرانية: الأمن الروسي مكلف باغتيال بريغوجي
تاريخ النشر: 30th, June 2023 GMT
قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن جهاز الأمن الفدرالي الروسي مكلف بمهمة اغتيال قائد مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين.
وفي حوار مع مجلة "ذا وور زون" The War Zone، أوضح بودانوف أن اغتيال بريغوجين لن يكون سهلا وسيتطلب وقتا.
مادة اعلانيةوأضاف رئيس المخابرات الأوكرانية أن السؤال المطروح هو.
وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد أكد أنه لا يملك معلومات حول مكان وجود مؤسس شركة فاغنر العسكرية الخاصة حالياً. وقال بيسكوف للصحافيين، ردا على سؤال ذي صلة: "ليس لدي مثل هذه المعلومات". كما امتنع بيسكوف عن التعليق على سؤال حول وجود خطط لإقالة عناصر وضباط قوات الأمن والجيش الذين كانوا على اتصال مع بريغوجين أو تربطهم علاقة وثيقة به، وقال: "هذا السؤال ليس من اختصاصي على الإطلاق".
وأمس الخميس، قال قائد فاغنر بريغوجين، في تسجيل صوتي، إن قواته "تعتبر الأكثر خبرة في روسيا وقد تكون الأكثر في العالم"، مضيفاً أن "مجموعتنا تنفذ العديد من المهام لمصلحة روسيا".
وأضاف: "مجموعتنا تنفذ مهامَّ في إفريقيا والدول العربية ومناطق مختلفة في العالم.. حققنا نتائج جيدة في أوكرانيا ونفذنا مهام جدية للغاية".
وقال قائد فاغنر قبل الإعلان عن التمرد: "تم استهدافنا بضربة صاروخية وبسلاح المروحيات بالرغم من أننا لم نقم بأي مقاومة.. وقتل قرابة 30 شخصاً من مجموعتنا وأصيب آخرون.. توجهت برسالة حول عدم نيتنا القيام بأعمال عدائية وأننا لن نرد إلا في حالة استهدافنا".
وأضاف أن "عملية التمرد استمرت 24 ساعة وقافلتنا الأولى توجهت إلى روستوف والأخرى نحو موسكو.. وخلال يوم التمرد قطعت قافلتنا 780 كم ولم نقتل أي جندي على الأرض".
وأبدى أسفه "لأننا اضطررنا خلال التمرد لتوجيه ضربات لسلاح الجو الذي ألقى القنابل وأطلق الصواريخ علينا.. وصلنا لمشارف موسكو خلال التمرد وكانت تفصلنا عنها 200 والقليل من الكيلومترات.. أغلقنا كافة المباني العسكرية على الطريق نحو موسكو خلال التمرد.. الخسائر البشرية خلال عملية سيرنا نحو موسكو وصلت لعسكريين ممن انضم إلينا وعدد من الجرحى من قواتنا.. توقفنا عن التمرد في اللحظة التي أصبح فيها من الواضح أن الكثير من الدماء ستراق.. اكتفينا بعرض قوتنا ولم يكن لدينا هدف للإطاحة بالحكومة الحالية أو الرئيس.. نحن أردنا العدالة فقط".
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News بريغوجين أوكرانيا فاغنر روسيا قائد_فاغنرالمصدر: العربية
كلمات دلالية: بريغوجين أوكرانيا فاغنر روسيا قائد فاغنر
إقرأ أيضاً:
من فاغنر إلى فيلق إفريقيا.. روسيا تُنظّم تدخلها العسكري في الساحل
في تحول لافت ضمن مشهد التمدد الروسي في القارة الإفريقية، أعلنت مجموعة فاغنر شبه العسكرية انسحابها من مالي بعد ثلاث سنوات من الحضور الميداني المكثف، لتُسلّم المهام إلى كيان جديد يحمل اسم "فيلق إفريقيا" (Africa Corps)، والذي يُعدّ امتدادًا أكثر انضباطًا وخضوعًا لوزارة الدفاع الروسية. هذا التحوّل لا يُعبّر عن تراجع في النفوذ الروسي، بقدر ما يكشف عن إعادة هيكلة دقيقة للتدخل العسكري الروسي في دول الساحل الإفريقي، بما يعكس رغبة الكرملين في إحكام قبضته الاستراتيجية عبر أدوات أكثر رسمية وأقل إثارة للجدل الدولي.
يأتي هذا التغيير في ظل تصاعد الانتقادات الحقوقية الموجهة إلى فاغنر، وتزايد الأسئلة حول فعالية وجودها في تحسين الأمن الداخلي في مالي، خصوصًا بعد الفشل في استعادة الاستقرار على نطاق واسع رغم استرجاع مدينة كيدال.
ويبدو أن "فيلق إفريقيا" ليس مجرد إعادة تسمية، بل خطوة نحو إضفاء شرعية ميدانية على أدوار موسكو الجديدة في إفريقيا، في وقت تتراجع فيه الشراكات الغربية التقليدية في المنطقة.
من فاغنر إلى فيلق إفريقيا: تبدل الأدوار لا يعني تغيّر الأهداف
حسب مصادر روسية، يأتي "فيلق إفريقيا" كبديل مباشر لمجموعة فاغنر، ويضم خليطًا من عناصر سابقة بالمجموعة إلى جانب مجندين جدد، تحت إشراف مباشر من وزارة الدفاع الروسية، وهو ما يقطع مع الطابع "الخاص" وغير الرسمي لفاغنر، ويعكس توجهًا روسيًا نحو عسكرة منظمة وأكثر انضباطًا للنفوذ في مالي ودول الجوار.
ورغم أن المجلس العسكري المالي لم يؤكد رسميًا وجود فاغنر من قبل، مكتفيًا بالحديث عن "مدربين روس"، فإن التحول الجديد يكشف جانبًا من التنسيق غير المعلن بين باماكو وموسكو منذ الانقلاب العسكري عام 2021، الذي تلاه انسحاب تدريجي للقوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة.
حصاد سنوات فاغنر: نجاحات محدودة وانتهاكات موثقة
تصف مجموعة فاغنر تجربتها في مالي بالإيجابية، مشيرة إلى دورها في استعادة مدينة كيدال من سيطرة المتمردين الطوارق. إلا أن هذا التقييم يتناقض مع تقارير منظمات حقوق الإنسان التي وثّقت انتهاكات جسيمة ارتكبها عناصر فاغنر بحق المدنيين، من بينها عمليات إعدام ميدانية واختفاءات قسرية.
كما فشلت المجموعة، وفقًا لمراقبين، في تحقيق الأمن الشامل على كامل الأراضي المالية، حيث لا تزال مناطق عديدة تعاني من هجمات الجماعات المسلحة وانعدام الاستقرار، ما يطرح تساؤلات حول جدوى هذا النموذج من التدخلات.
قراءة في التبدل الروسي: تكتيك جديد لنفوذ دائم؟يرى محللون أن استبدال فاغنر بـ "فيلق إفريقيا" لا يعني تراجعًا للنفوذ الروسي، بل هو "تعديل في التكتيك" بعد التفكك التنظيمي الذي طال فاغنر إثر مقتل قائدها يفغيني بريغوجين في حادث غامض عام 2023.
ويُرجح أن هذا التغيير يعكس رغبة موسكو في تنظيم أنشطتها الخارجية عبر مؤسسات أمنية أكثر خضوعًا للدولة، في ظل التنافس الجيوسياسي الحاد مع القوى الغربية.
تداعيات إقليمية محتملةهذا التحول الروسي في مالي يُتابَع عن كثب في دول الجوار مثل بوركينا فاسو والنيجر وتشاد، حيث تُعد الديناميات الأمنية هشة ومعرّضة للتأثر السريع بأي متغيرات في التوازنات العسكرية. ومع انكماش الدور الأممي والغربي، يتصاعد النفوذ الروسي بوصفه فاعلًا عسكريًا جديدًا، ولكن بتكلفة إنسانية وأمنية لم تُحدّد بعد.
في النهاية خروج فاغنر من مالي لا يعني مغادرة روسيا، بل دخولها من باب جديد أكثر تنظيمًا وتحكمًا. وبينما يأمل البعض أن يؤدي هذا التغيير إلى مزيد من الاستقرار، يخشى آخرون من استمرار نمط التدخلات غير الشفافة والممارسات القمعية، في ظل غياب مساءلة حقيقية أو رقابة دولية فعّالة.