أدانت مجموعة السبع ما قالت إنه نقل أسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا، في الوقت الذي أعلنت فيه أوكرانيا صد هجمات روسية في الشرق ومحاولتها السيطرة مجددا على مدينة محورية شرق البلاد.

فقد أعلنت اليابان -اليوم الأربعاء- إثر محادثات أجراها في طوكيو وزراء خارجية دول مجموعة السبع أن المجموعة "متحدة" في مواصلة "دعمها القوي" لأوكرانيا "حتى في ظل الوضع الدولي الراهن"، في إشارة واضحة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت الخارجية اليابانية -في بيان- إن الوزراء أكدوا كذلك أنهم سيواصلون فرض "عقوبات صارمة" على موسكو، وتسريع جهود إعادة إعمار أوكرانيا على المديين المتوسط والطويل، ومتابعة العمل نحو عملية سلام.

وتتصاعد مخاوف أوكرانيا من أن يتضاءل دعم حلفائها لها في الوقت الذي فشل فيه هجومها المضاد الذي تشنه منذ يونيو/حزيران في إحراز نتائج ملموسة، وتتزايد احتمالات تحوّل النزاع الراهن إلى حرب استنزاف طويلة.

وأدانت مجموعة السبع شحنات الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا والتجارب الصاروخية التي أجرتها مؤخرا بيونغ يانغ، كما أدانت أيضا عمليات نقل الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا، الأمر الذي ينتهك بشكل مباشر قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، بحسب بيان الخارجية اليابانية.

ميدانيا

من جهة ثانية، قال الجيش الأوكراني إن قواته صدت هجمات روسية في قطاعات متباعدة إلى حد كبير في ساحة الحرب، وتستعد لصد هجوم روسي جديد للسيطرة على مدينة أفدييفكا الواقعة شرق البلاد.

وتشن روسيا حملة بطيئة في المناطق الشرقية من خط المواجهة الذي يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر بعد إخفاقها في محاولة التقدم نحو كييف في الأيام الأولى من الصراع.

ولم تحرز أوكرانيا سوى تقدم محدود في الهجوم المضاد الذي تشنه في الشرق والجنوب منذ يونيو/حزيران.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقرير صدر في وقت متأخر مساء أمس الثلاثاء إن قواتها صدت 15 هجوما بالقرب من كوبيانسك شمال شرق البلاد و18 هجوما بالقرب من مارينكا إلى الجنوب حيث تدور معارك منذ أشهر.

وصدت القوات 9 هجمات في أفدييفكا وبالقرب منها حيث شنت موسكو أحدث محاولة من بين عدة هجمات في منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

أفدييفكا ينظر إليها على أنها بوابة أوكرانيا لاستعادة المناطق الرئيسية في الشرق (رويترز) أفدييفكا بوابة الشرق

وقال رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا فيتالي باراباش إن هطول الأمطار لعدة أيام حال دون أي تقدم روسي جديد في الوقت الراهن فيما وصفه "بالموجة الثالثة".

وقال باراباش إن القوات الروسية استهدفت مصنع فحم الكوك الضخم في المدينة بالمدفعية خلال الأسبوع المنصرم.

وأشار إلى إجلاء آخر 16 عاملا كانوا في المصنع، ولم يبق سوى طبيبين و4 ممرضات في البلدة التي كان عدد سكانها 32 ألف نسمة قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وينظر إلى أفدييفكا بأنها بوابة إذا أرادت أوكرانيا استعادة المناطق الرئيسية في الشرق بما فيها مدينة دونيتسك على بعد 20 كيلومترا.

وسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على المدينة لفترة وجيزة عندما استولوا على مناطق واسعة من شرق أوكرانيا في عام 2014، واستعادت القوات الأوكرانية المدينة وأقامت تحصينات كبيرة حولها لاحقا.

وذكرت روايات روسية عن القتال إن قوات موسكو شنت ضربات على رجال وعتاد من الجانب الأوكراني في قرى قريبة من بلدة باخموت شرق البلاد التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو/أيار الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجموعة السبع شرق البلاد إلى روسیا فی الشرق

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا لم تُهزم بعد! معضلة كبيرة لترامب بعد هجمات أوكرانيا الاستثنائية

واشنطن- بعنوان "أوكرانيا لم تُهزم بعد" عبّرت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال المحافظة، والمعروفة بقربها من الحزب الجمهوري وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن إيمانها بأن غارات الطائرات المسيّرة الأوكرانية في عمق الأراضي الروسية عكست إرادة كييف المستمرة بالقتال، وقدرتها على تحقيق إصابات موجعة لعدوها، على عكس ما يكرره ويعتقده الرئيس ترامب، ونائبه، وكبار مساعديه.

في الوقت ذاته، مثّل هجوم أوكرانيا على قواعد جوية عسكرية روسية، والذي نتج عنه تدمير قاذفات تطلق صواريخ كروز، وبعضها يمكنه حمل حمولات نووية، مفاجأة سارة من العيار الثقيل لواشنطن، ومعضلة كبيرة للرئيس دونالد ترامب في الوقت ذاته.

هجمات نوعية

أشار خبراء إلى أن الهجمات الأوكرانية لن تغير مسار الحرب، لكنها تظهر قدرة أوكرانيا على شن هجمات بعيدة عن حدودها المباشرة مع روسيا.

وعلى الرغم من تمتع روسيا بميزة ضخامة القوة النارية، خاصة في الصواريخ التي يصعب اعتراضها، مع تضاؤل إمدادات أوكرانيا بمنظومات الدفاع الجوي الاعتراضية الأميركية، تمكنت كييف -وبدون دعم أميركي مباشر- من إنجاز أحد أكبر هجماتها على الإطلاق منذ بدء الحرب قبل أكثر من 3 سنوات.

ويقارن الأوكرانيون هذه الهجمات بنجاحات عسكرية بارزة أخرى منذ الغزو الروسي، بما في ذلك غرق السفينة الرائدة في أسطول البحر الأسود الروسي "موسكفا"، وقصف جسر كيرتش، وكلاهما في عام 2022، بالإضافة إلى هجوم صاروخي على ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم في 2023.

إعلان

وتشير تقارير أميركية إلى امتلاك روسيا 120 قاذفة إستراتيجية، تم تدمير 40 منها في هذه الضربة الأخيرة، أي ثلث القوة الروسية من هذه الطائرات المقاتلة.

وإلى جانب الأضرار المادية، ترسل الهجمات التي سمتها كييف بعملية "شبكة العنكبوت" رسائل مهمة أخرى، ليس فقط إلى روسيا، ولكن أيضا إلى واشنطن والرئيس ترامب.

ترامب صعّد من لهجة خطابه العدائي ووصف زيلينسكي بـ"الدكتاتور" (أسوشيتد برس) حُكم ترامب المسبق

أقنع الأميركيون أنفسهم أن أوكرانيا تخسر الحرب، ومن هذا الافتراض تنطلق سياسة الرئيس ترامب تجاه الصراع، فمنذ عودته للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، بدا مقتنعا بأنه يمكن أن يحمل روسيا على التوقف عن القتال، طالما أنه أبقى أوكرانيا خارج "الناتو" وجمد خطوط القتال الحالية، مما يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي تحتلها بالفعل.

كما جمد ترامب إرسال أسلحة ومساعدات لكييف، وأوقف مشاركة المعلومات الاستخبارية كوسيلة للضغط على أوكرانيا للقبول بالواقع الجديد.

وكان ترامب قد قال للرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما الشهير بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض أمام عدسات المصورين "لم يتبق لأوكرانيا سوى 6 أشهر، ليس لديك كروت للعب بها، الكرة في ملعبك من أجل السلام، لا يمكن لروسيا أن تخسر".

وصعد ترامب من لهجة خطابه العدائي، حيث وصف زيلينسكي بـ"الدكتاتور"، وقال إن أوكرانيا هي من بدأت الحرب، بينما طالب رئيسها بضمانات عسكرية أميركية مقابل توقيعه على صفقة المعادن النادرة، التي طرحها ترامب كتعويض عما قدمته واشنطن من مساعدات تخطى مجموعها 180 مليار دولار، حيث تم التوصل لاحقا لصفقة دون ضمانات أمنية.

وكرر ترامب ونائبه جيه دي فانس سردية أن "أوكرانيا لا تنتصر في حربها مع روسيا"، وهي الحجة التي يعتمد عليها في اتخاذ قرار وقف الدعم العسكري والاستخباراتي الأميركي لأوكرانيا، إلا أن كييف أظهرت بهجماتها أنها تملك عددا من الكروت التي لا تعرف عنها واشنطن شيئا.

كم بلغت خسائر #روسيا في هجوم "شبكة العنكبوت" المباغت؟#إنفوغراف pic.twitter.com/v37RE7pvjR

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 2, 2025

إعلان ضغط داخلي

قال جون هيربست، مدير مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي وسفير الولايات المتحدة السابق في أوكرانيا، إن بلاده تعتبر روسيا خصما رئيسيا، وكما أشارت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد في تقييم الاستخبارات الوطنية لهذا العام، فإن "روسيا مثل الصين، خصم للولايات المتحدة، وهذه العملية تثبت أن أوكرانيا تسهم عمليا في تحسين أمن الولايات المتحدة".

ويزيد الإنجاز العسكري الأوكراني الأخير من حجم الضغط السياسي في واشنطن على ترامب، سواء من قِبل الجمهوريين أو الديمقراطيين، لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد روسيا.

وجاءت الهجمات الأوكرانية بعد أيام فقط من زيارة السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام والديمقراطي ريتشارد بلومنتال إلى أوكرانيا، حيث أعلنا أن مجلس الشيوخ سيمضي قدما الأسبوع المقبل في مشروع القانون الذي طال انتظاره لفرض عقوبات إضافية كبيرة ضد روسيا.

وبعيدا عن ساحة المعركة، ربما يكون تأثير هذه العملية أكثر أهمية على الساحات السياسية والدبلوماسية، بما تمثله من رد قوي على رؤية إدارة ترامب بأن الحرب تتحرك حتما لصالح موسكو، ويفسر هذا الافتراض نفسه سبب رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعديد من المقترحات لوقف إطلاق النار من قبل الرئيس ترامب، ورفضه إرسال ورقة بشروط الكرملين لوقف إطلاق النار قبل محادثات إسطنبول.

رد فعل ترامب

وحتى كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي رد فعل عن البيت الأبيض أو الرئيس ترامب تجاه هذه الهجمات، إلا أن واشنطن أكدت أن كييف لم تخبرها مسبقا بها، واكتفت واشنطن بمحادثة هاتفية بين وزير خارجيتها ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، دون الكشف عما دار فيها.

وتعرض ترامب لانتقادات متزايدة بسبب تردده في ممارسة ضغط حقيقي على فلاديمير بوتين، بسبب امتناع الرئيس الروسي قبول شروط وقف إطلاق النار التي اقترحتها واشنطن، رغم قبول كييف بها.

إعلان

ومن على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب قبل أيام إن "شيئا لن يحدث بخصوص الحرب في أوكرانيا إلا بعد أن يلتقي شخصيا مع نظيره الروسي لحسم هذه الأزمة"، ورغم ذلك، عاد ترامب وحدد موعدا نهائيا مدته أسبوعان لبوتين، مهددا برد مختلف إذا لم يرد الأخير بصورة إيجابية على مقترحاته لوقف القتال.

من جانبه، نصح السفير السابق في أوكرانيا جون هيربست، في عرض له على الموقع الإلكتروني للمجلس الأطلسي، الرئيس ترامب بضرورة نقل رسالة مفادها أنه "إذا لم يتمكن بوتين من إقناع نفسه بقبول وقف إطلاق النار، فإن عقوبات أميركية جديدة كبيرة قادمة"، معتبرا أن هذه الرسالة ستكون طريقة ذكية للاستفادة من نجاح أوكرانيا في ساحة المعركة لتحقيق هدف ترامب بـ"سلام دائم في أوكرانيا".

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تخسر فرصتها الأخيرة.. ترامب يعلّق على هجمات كييف
  • هجمات سيبرانية من قراصنة مغاربة يدعمون غزة على الحكومة التونسية
  • أوكرانيا لم تُهزم بعد! معضلة كبيرة لترامب بعد هجمات أوكرانيا الاستثنائية
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في ولاية كولورادو الأمريكية
  • اخترق الـ CIA ..”كراكا” الهاكر المراهق الذي هزّ أميركا دفاعا عن فلسطين
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في ولاية كولورادو الأميركية
  • أجسام مجهولة على بارجة كورية شمالية منكوبة.. ما رأي الخبراء؟
  • اخترق الـسي آي إيه.. كراكا الهاكر المراهق الذي هزّ أميركا دفاعا عن فلسطين
  • بعد إنزال فاشل.. بالونات عملاقة تحاول إنقاذ مدمرة كورية شمالية من الغرق (صور)
  • رئيس وزراء اليابان يدرس عقد اجتماع تجاري مع ترامب قبل قمة مجموعة السبع