البطريرك: وحدة المصريين حقيقة راسخة و«حجر الزاوية» فى صمود الوطن
الكنيسة تكرم «الأنبا إرميا» ورموزاً إعلامية.. والقمص موسى إبراهيم: القنوات والصحف من أهم أدوات الخدمة
بولس حليم: نواجه تحديات «تغول» وسائل التواصل الاجتماعى برؤى تعيد بناء الإنسان

 

قال قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية: إن ظهور «الهاتف المحمول» أنهى عصر الإنسانية، لافتًا إلى أن الأجهزة سيطرت على الإنسان، مما يستدعى جهادًا روحيًا لتقوية إرادته.


وأضاف خلال احتفالية الكنيسة بـ«يوم الصحافة، والإعلام القبطى»، التى أقيمت للعام الثالث على التوالى بالمقر البابوى، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أن «الهواتف المحمولة» تسرق الوقت، والعمر.
البابا الذى أهدته صحيفة الأهرام نسخًا من صفحتها الأولى بالعدد الصادر فى الرابع من نوفمبر عام 1952 فى ذكرى يوم ميلاده، والقرعة الهيكلية فى الرابع من نوفمبر 2012، أشار إلى أن الأسرة هى مصدر جمال الكنيسة، معرجًا على أنها تخرج القديسين، وتحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها.
وأردف قائلًا: «إن صلوات سر الزيجة تصلى أمام الهيكل بالمكان ذاته التى تتم فيه سيامة الأسقف، والكاهن، والشماس».
وأعرب البطريرك عن استيائه مما أسماه «عصر التفاهة»، فى إشارة إلى أن الجماهير تختار الأسهل، والأسوأ، وتصفق للشخصيات الفارغة، حتى صار هؤلاء مشاهير يحصلون على مكاسب خيالية.
وتأسى قائلًا: بينما صارت الشخصيات الجادة على الهامش، مؤكدًا أن الأسرة تلعب دورًا حاسمًا فى ذلك، فمنها إما يخرج الشخص تافهًا، أو جادًا.
وفى الحفل الذى شهد تكريم الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، والمشرف على قناة «مى سات»، طالب القنوات والصحف بإعداد برامج توعوية فى سياق تكوين الأسرة، بدءًا من سن الطفولة.
وحضر الاحتفالية الأنبا تادرس مطران بورسعيد، والأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، والأنبا ماركوس أسقف دمياط، وكفر الشيخ، والبرارى، والأنبا بطرس الأسقف العام، وعدد من الآباء الكهنة، والصحفيين، والإعلاميين بالقنوات الكنسية.
وفى السياق ذاته قال المتحدث باسم الكنيسة القمص موسى إبراهيم: إن اهتمام البابا تواضروس الثانى بإقامة احتفالية يوم الصحافة، والإعلام القبطى يعكس رؤيته للرسالة الإعلامية كونها صارت إحدى أهم أدوات الخدمة بالكنيسة.
يأتى ذلك بالتوازى مع تأكيد القس بولس حليم المتحدث السابق باسم الكنيسة أن دور الإعلام بات مهمًا، نظير تغول منصات التواصل الاجتماعى، وتأثيرها على استقرار الإنسان بشكل عام، لافتًا إلى أن البابا تواضروس يريد أن يوحد الرؤى الإعلامية على ضرورة الإسهام فى إعادة بناء الإنسان، والمجتمع.
وكرم البابا قنوات «أغابى، وسى تى فى، ومى سات، وكوجى»، والمنظومة الإعلامية الرسمية الكنسية، والمركز الإعلامى، ومجلة دنيا الطفل، بجانب أسماء عدد من الكتاب، والمفكرين الراحلين.
على صعيد مختلف، وصف البابا تواضروس الثانى رؤيته للعمل الرعوى منذ تجليسه على الكرسى المرقسى بــ«النسيج»، لافتًا إلى أنه يتكون من خيوط طولية، وعرضية يتم نسجها لتصبح أقمشة متماسكة.
وقال: إن الخيوط الطولية «الرأسية» هى القطاعات الرعوية، والإيبارشيات الموجودة بطول مصر، والتى يخدم بها أساقفة، وكهنة، وخدام.
وأضاف خلال لقائه «كهنة الرعاية الاجتماعية بالوجه البحرى» أن ثمة خطوات تمثل الخيوط العرضية «الأفقية» يأتى أولها فى «اللوائح المنظمة» التى أرساها منذ قدومه للكرسى البابوى، مشيرًا إلى أنها لوائح عامة تحكم، وتنظم عمل الأسقف، والكاهن، والخدام، لتفادى أثر الهوى الشخصى.
وأشار البابا إلى أن معهد التدبير الكنسى، والتنمية الذى أسسه عام 2015 يعد أحد الخيوط الهامة، مؤكدًا اعتناءه بإعداد كوادر من الأساقفة، والكهنة، والخدام، والإداريين، لتحويل الخدمة لعمل منظم يدار بكفاءة، وأردف قائلًا: «مؤخرًا أسست مكاتب التنمية فى الإيبارشيات، وتهتم أسقفية بعملية تدريب، وتدعيم الكوادر الخادمة فى هذه المكاتب».
ولفت البطريرك إلى أن أكاديمية مارمرقس القبطية، والتى افتتحت مؤخرًا أصبحت المظلة الجامعة لكل ما هو تعليمى فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتهدف إلى ضبط الأداء التعليمى فى الكنيسة، فى حين أن الأمانة العامة للمدارس القبطية باعتبارها كيان جديد يضم ٥٥ مدرسة، تتواصل مع وزارة التربية والتعليم للتنسيق، لتصبح كيانًا قويًا، ومؤثرًا، ومفتوحًا أمام كل المصريين.
واستطرد قائلًا: «على الخطى ذاتها تسير الأمانة العامة للمستشفيات القبطية بالقاهرة (تحت التأسيس)».
وحضر اللقاء الذى يعقد فى ديسمبر من كل عام مطارنة، وأساقفة الإيبارشيات، وكهنة الرعاية الاجتماعية، والقطاعات الرعوية بالوجه البحرى، ومطروح، والإسكندرية، والقاهرة، والقليوبية، وتتضمن أفلامًا تعريفية عن برنامج «علم ابنك» الذى يحمل شعار لا يحرم أحد من التعليم، والشركاء الداعمين لخدمة الرعاية الاجتماعية.
وقال الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة، وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية: إن لجنة البر تعمل بنشاط كبير، وأعداد المخدومين فى تزايد بل فى تضاعف مستمر، إضافة إلى مبالغ الدعم المقدم للفتيات المقبلات على الزواج.
وأضاف خلال كلمته بمؤتمر الرعاية الاجتماعية أن دير الشهيد مارمينا بمريوط يتولى تغطية احتياجات لجنة البر بالإسكندرية، لافتًا إلى أن قداسة البابا يدعم إلى جانب لجنة البر احتياجات إخوتنا السودانيين، والعديد من حالات مرضى السرطان.
وطالب «أسقف الخدمات» بتحديث بيانات أسر «إخوة الرب» بما يسهم فى الوصول إلى كافة الحالات المحتاجة.
من جانبه استعرض القمص بيشوى شارل سكرتير البابا للرعاية الاجتماعية، الأنشطة الرعوية خلال عام ٢٠٢٥، معرجًا على منظومة قاعدة البيانات، وتطويرها، والموقع الإلكترونى لسكرتارية الرعاية الاجتماعية، والصفحات التابعة لها.
وأشار إلى توزيع ١٣ ألف شنطة بركة شهريًا بخلاف الأعياد، وأن المواد الغذائية التى تحويها الشنطة مختارة بدقة بغية تحسين صحة أفراد الأسرة، مؤكدًا تفعيل ٤٠ مكتبًا للتنمية فى الإيبارشيات حتى الآن.
إلى ذلك هنأ البابا تواضروس الثانى الأقباط ببدء شهر «كيهك»، أحد الشهور القبطية المميزة بالتسابيح، والألحان، الذى يتسم بتسابيحه وألحانه المميزة، معربًا عن سعادته بزيارة منطقة المرج، وهى الزيارة البابوية الأولى لبطاركة الكنيسة.
وقال: إن الكنيسة معنية بإعداد المواطن الصالح، عبر تنشئة الناس على القيم البناءة، مثمنًا جهود كهنة المرج فى الخدمة.
وأضاف خلال عظته الأسبوعية بكنيسة السيدة العذراء، والشهيد مارمينا بالمرج الشرقية أن وجود الكنيسة فى أى مكان يعنى إتاحة فرصة لإيجاد المواطن الصالح، لافتًا إلى أنها تسهم مع المسؤولين بالدولة فى عمل وطنى يتبلور فى التربية، والتنشئة الجيدة.
واستقبل البابا تواضروس الثانى كريستيان كاميل، سفير الحوار بين الأديان، يرافقه السفير داغ يوهلين–دانفيلت، سفير السويد لدى مصر، بالمقر البابوى، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
واستعرض البطريرك خلال اللقاء تاريخ مصر العريق، لافتًا إلى أن وحدة المصريين ليست شعارًا مستحدثًا، بل حقيقة راسخة تشكلت عبر آلاف السنين على ضفاف النيل.
وقال: إن المصريين عاشوا دومًا كعائلة واحدة، تجمعهم أرض واحدة، ونهر واحد، ومصير واحد، مشيرًا إلى أن هذا التعايش المتجذّر خلف الوحدة الوطنية الطبيعية، والتى تُعد أحد أهم أسرار قوة الدولة المصرية عبر العصور.
وأضاف خلال لقائه سفير حوار الأديان، بالمقر البابوى أن الروابط الاجتماعية العميقة التى تجمع المصريين – مسلمين ومسيحيين – لا تزال حجر الزاوية فى صمود الوطن، وقدرته المستمرة على مواجهة التحديات بروح موحّدة، وإرادة مشتركة.
وأوضح البابا أن دور الكنيسة القبطية لم يقتصر على الجانب الروحى فحسب، بل يمتد ليشمل مسؤولية وطنية أصيلة تجاه خدمة المجتمع المصرى بكل فئاته، مؤكدًا أن الكنيسة تقدّم مشروعات وخدمات تنموية يستفيد منها جميع المصريين دون تمييز، وفى مقدمتها المدارس، والمستشفيات القبطية التى تجسد رسالة إنسانية راسخة تعبر عن محبة الوطن، وأبنائه.
وجدد البطريرك تأكيده على العلاقات العميقة التى تربط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بكل الكنائس، والطوائف المسيحية، مؤكدًا احتفاظها بروابط قوية مع الكنائس البيزنطية، والشرقية، فى امتداد طبيعى لروح الأخوة المسيحية عبر التاريخ.
واستطرد قائلًا: «الكنيسة القبطية تصلّى دومًا من أجل سلام الكنائس جميعها، وسلام العالم أجمع، إيمانًا بأن رسالة المحبة، والسلام هو جوهر العمل الكنسى».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثانى الرعایة الاجتماعیة الکنیسة القبطیة لافت ا إلى أن وأضاف خلال مؤکد ا قائل ا

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يهنئ الأقباط ببدء شهر كيهك

هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،  أبناء الكنيسة القبطية ببدء شهر كيهك الذي يتسم بتسابيحه وألحانه المميزة، والذي بدأ اليوم الأربعاء.

جاء ذلك قبل إلقاء قداسته عظته في اجتماع الأربعاء الأسبوعي، والذي عقد مساء اليوم في كنيسة السيدة العذراء والشهيد مار مينا بالمرج الشرقية.

كما أعرب قداسة البابا عن سعادته بزيارة منطقة المرج، والتي يعد قداسته أول بطريرك يزورها، مشيدًا بالخدمات والأنشطة المقدمة في الكنيسة ومثمنًا الجهد الذي يقوم به الآباء كهنة المنطقة.

إعداد المواطن الصالح

وأشار قداسته إلى أن أحد أهم أدوار الكنيسة هو إعداد المواطن الصالح من خلال تنشئة الناس على القيم البناءة التي تدعم المجتمع ككل.

وفي هذا السياق قال قداسة البابا: "إنني في غاية السعادة بزيارة أهل المرج وكنيستكم الجميلة، والأنشطة الكثيرة التي شاهدتها مثل الحضانة وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والمكتبة ونشاط الأطفال الجميل والكورال. وأشكر مدرسة الشمامسة والألحان القوية التي قدموها، أشكر خدامهم وآباءهم الذين يساعدونهم ويعلمونهم. كذلك أشكر نيافه الأنبا سيداروس على كلماته الطيبة وخدمته وتعبه، وأشكر أبونا بيشوي وكلمته نيابة عن الكهنة الذين يخدمون معه.

ووجه كلامه للآباء الكهنة: "أقدٓر تعبكم وخدمتكم في هذه المناطق، الله يعوضكم عن خدمه الشعب كبارًا وصغارًا فأنتم تبذلون مجهودًا كبيرًا كما قال بولس الرسول «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ« ( رو ٨ : ٣٦ ) وأشكركم على الفيلم الوثائقي الجميل الذي يشرح تاريخ هذه الكنيسة وعمل الله معكم ومحبته لكم من خلال أبونا الأسقف والكهنة والشمامسة والإمكانيات المتاحة لتغطية الخدمة والامتداد فيها."

وأضاف: "إن وجود الكنيسة في أي مكان يعني إتاحة فرصة لإيجاد المواطن الصالح، ونحن نساهم مع كل المسؤولين في الدولة من أجل هذا العمل الوطني، فوجود الكنيسة ليس فقط للصلاة بل للمساعدة في التربية والتنشئة وإيجاد المواطن الصالح."

البابا تواضروس يقدم التعزية في وفاة القمص كيرلس عبد الملاكالبابا تواضروس يلقي عظته الأسبوعية اليوم من كنيسة العذراء ومارمينا بالمرجالإكليريكية اللاهوتية تمنح دكتوراه لدراسة تحليلية في مخطوط البابا يوحنا الثالثالبابا تواضروس يلتقي طلاب مدرسة مارمرقس بسيدني

وقدم الشكر لرجال الأمن قائلاً: "أشكر كل المسؤولين الذين تعبوا معنا وبصفة خاصه أشكر رجال الأمن والمسؤولين عن النظام والمرور وتدبير الأمور ههنا، باسمكم أتقدم بالشكر لكل إنسان له تعب في تنظيم هذا اليوم الجميل."

طباعة شارك البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني الكنيسة الكنيسة القبطية شهر كيهك كيهك

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية
  • «فخ» كأس العرب
  • البابا تواضروس يشهد أثناء احتفالية يوم الصحافة والإعلام القبطي
  • قداسة البابا لاون الرابع عشر يستقبل أعضاء لجنة جائزة زايد للأخوة الإنسانية
  • البابا تواضروس يشهد احتفالية «يوم الصحافة والإعلام القبطي»
  • البابا تواضروس يلتقي كهنة الرعاية الاجتماعية بإيبارشيات الوجه البحري والقاهرة الكبرى والإسكندرية
  • شركة "tpay" تدخل السوق المصرية لتقديم خدمات الدفع المباشر
  • البابا تواضروس: الكنيسة ليست للصلاة فقط بل لإيجاد المواطن الصالح
  • البابا تواضروس يهنئ الأقباط ببدء شهر كيهك