ما سبب تسمية سيناء بأرض الفيروز؟.. السر في «سرابيط الخادم»
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
معبد كبير يقع على حجر رملي، بجنوب شرق مدينة أبو زنيمة في قرية الرملة بمحافظة جنوب سيناء، على بعد 50 كيلومترًا من جبل، يسمى معبد سرابيط الخادم، ربما لا يعرف كثيرون أنه سبب تسمية سيناء بأرض الفيروز، التي أصبحت قبلة لهواة تسلق الجبال والباحثين عن الحضارة المصرية القديمة والمهتمين بالبحث عن معدن الفيروز.
منطقة سرابيط الخادم واحدة من أهم المناطق الأثرية والسياحية في جنوب سيناء، حيث تضم أهم الآثار القديمة مثل معبد الإله حتحور الذي يعلو قمة جبل سرابيط الخادم، ويحوي الفيروز الذي طالما بحثت عنه بعثات التعدين المصرية، وفق هشام محمد حسين المشرف العام على آثار جنوب سيناء، لـ«الوطن»: «المنطقة استُخدمت قديمًا لتعدين الفيروز، بدأ من عصر ما قبل الأسرات ومرورًا بالدولة القديمة والوسطى والحديثة حتى أُطلق على أرض سيناء مسمى أرض الفيروز».
معبد حتحور، هو الآخر يعلو قمة جبل سرابيط الخادم، ويقع على ارتفاع 1100 متر عن سطح الأرض، ويبلغ طوله 80 مترًا وعرضه 35 مترًا، وأسسه الملك أمنمحات الأول من 1991 إلى 1962 قبل الميلاد، وفق «هشام»: «بدأ من الأسرة الثانية عشر وشُيد بمقر قدس أقداس الألهة حتحور في جسم الجبل، ونجد على العمود القائم بمنتصف الهيكل صورة للملك إمنمحات الأول، وهو يقدم القرابين للألهة حتحور، واقفًا تحت جناحي الألهة نخبت ممسكة بخاتم يحمل رمز السرمدية وحكم الملك».
محتويات معبد سرابيط الخادمقدس الأقداس الثاني، أصغر من الأول وكان مخصصًا لعبادة الإله بتاح، راعي الفنانين والنحاتين، بينما تحتوي الصالة على نصب تذكاري لفراعنة مصر مثل رمسيس الثاني وتحتمس الثالث وأمنمحات الأول وحتسبشوت وغيرهم، وكان آخرهم رمسيس السادس الذي قدم للمنطقة بغرض تعدين الفيروز، وفق المشرف العام على آثار جنوب سيناء.
أكثر من 28 مغارة لتعدين الفيروز أعلى الجبل، منقوشة عليه بالنصوص الهيروغليفية لحكام الدولتين الوسطى والحديثة، ونجد في بعض المغارات نقوش سينائية التي تعد أصل الأبجدية العالمية، وحينما نصل لمنتصف الطريق الرئيسي الصاعد نجد منطقة روض العير، التي سُجل عليها نقوش هيروغليفية ورسوم لحيوانات مثل «النعام والزراف وتجسيد للسفن والمراكب المستخدمة من قبل بعثات التعدين»، كانت هذه محتويات المعبد وفق «هشام».
هيئة الآثار، اهتمت بالصيانة الدورية وترميم اللوحات والنقوش للمعبد سنويًا، وأيضًا ترميم السور الخارجي المحيط بالمعبد، إذ تم تعلية السور على مدار السنوات الماضية، وتطوير المنطقة بأكملها في 2010، بدأت برصف طريق «وادي النصب» وحتى جبل سرابيط الخادم بطول 7 كيلومترات، وتطوير الطريق الصاعد إلى معبد حتحور، وإنشاء مركز إداري للإشراف الأثري على المعبد ووادي النصب ووادي الصهو ووادي الخريج ووادي اللحيان والركايز، ويشمل مركز تدريب تابع لإدارة التدريب المركزي، بهدف تدريب الأثريين على الأساليب العلمية الحديثة لتوثيق الآثار خاصة النقوش الصخرية، فضلا عن توصيل التيار الكهربائي للمنطقة، وفق المشرف العام على آثار جنوب سيناء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جنوب سيناء سيناء أرض الفيروز أثار جنوب سيناء آثار جنوب سيناء جنوب سیناء
إقرأ أيضاً:
الجبل الذهبي.. معبد فوق تلّة صناعية في بانكوك
في بلد تعتنق غالبية سكانه الديانة البوذية، يبدو طبيعيا أن تنتشر المعابد في كل مكان، وإذا لم تجد معبدا في منطقة ما فستجد حتما العديد من المجسمات الصغيرة لمعابد وتماثيل، فضلا عما يطلق عليه بيوت الأرواح.
في وسط العاصمة التايلندية بانكوك، يقع القصر الملكي الكبير، أحد أكبر معالم المدينة، وعلى بعد لا يتجاوز عشر دقائق سيرا على الأقدام، يمكنك أن تصل إلى أحد أبرز المعابد، وكذلك المعالم السياحية في بانكوك والذي يطلق عليه اسم معبد الجبل الذهبي.
من البداية دعني أخبرك عزيزي القارئ، أن المعابد في تايلند يقصدها البوذيون للعبادة، لكنها لغيرهم تعد معلما سياحيا جذابا بالنظر إلى روعة بنائها وفخامة معمارها وكذلك الطبيعة التي تحيط بها في غالب الأحيان.
وفي حالة هذا المعبد خصوصا، تجد عناصر جذب إضافية تلوح لك عندما تقترب من المكان وتقع عيناك على مشارفه، تجده يتربع على ربوة عالية، تبدو مثل جبل ضخم، وإن كانت في الحقيقة تلة اصطناعية من بناء البشر.
الإبهار يبدأ مبكرا من المنطقة الخارجية حيث الأشجار والزهور والإضاءة وبعض النافورات المتناثرة، وهي أجواء تحفزك أكثر قبل أن تبدأ رحلة الصعود إلى أعلى.
344 خطوة عليك قطعها كي تصل إلى المعبد عبر سلم طويل لكنه مريح، ويزيد من متعة رحلة الصعود تلك الأشجار التي تحيط بك، ونوافير المياه التي يزيد من جمالها خليط من أضواء تأتي من أعلى وبخار ينبعث من أسفل.
نحو خمس دقائق وينتهي بك المسير إلى قمة التلّة التي ترتفع 77 مترا فوق سطح الأرض، فتعبر ممرا تحيط به من الجانبين أجراس تدق باستمرار بفعل تيارات الهواء إذا غاب تدخل الزائرين.
إعلانالمعبد الذي يقع على القمة وينطق اسمه باللغة التايلندية هكذا: (وات ساكت راتشاوراويهان) يرجع تاريخه إلى أكثر من 300 عام، حيث بدأ بناؤه في عهد الملك راما الرابع، ثم اكتمل في عهد الملك راما الخامس، وهو يضم تماثيل لبوذا في أوضاع مختلفة وكذلك رفات له تم إحضارها من الهند.
وعندما تصعد إلى المعبد ستجد في مدخله أحد الرهبان يردد في مكبر صوت بعض التوصيات للقادمين، كما يستمع إلى بعض من جاؤوا بغرض العبادة.
وفي الداخل ستبهرك مجموعة من التماثيل المتنوعة وكلها مذهبّة إلا قليلا، كما ستشاهد أتباع الديانة البوذية وهم يؤدون طقوس ديانتهم.
وأخيرا سيكون بإمكانك أن تصعد إلى أعلى نقطة في المعبد عبر سلم ضيق تجد في نهايته ساحة دائرية يعلوها تمثال هائل الحجم، يطوف حوله أتباع الديانة البوذية.
أما السياح فستكون لديهم فرصة ثمينة للاستمتاع بطقس رائع وبمشاهدة العاصمة التايلندية من أعلى مكان فيها، حيث المباني التي يغطيها القرميد الأحمر وتتسم بالميل إلى الجوانب لتصريف مياه الأمطار التي تهطل في تلك البلاد معظم شهور السنة.
ومع النظر أسفل نحو مباني المناطق المحيطة من بانكوك، فهناك متعة أخرى ستحصل عليها إذا نظرت إلى الأفق وطالعت بديع صنع الله من سحب بيضاء ورمادية تكاد تغطي زرقة السماء.
ويبقى أن زيارة المعبد لن تكلفك عزيزي القارئ إلا شراء تذكرة دخول بمبلغ 100 بات تايلندي، أي ما يعادل نحو ثلاثة دولارات، علما أن الزيارة متاحة من السابعة صباحا وحتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي.