جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@16:14:37 GMT

رَجْفَة!

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

رَجْفَة!

فاطمة اليماني

ما كُنتُ أعْرِف ما اعتراك من الأذى

لكنّ صوتك حين صحتَ أتى بي!

لم أبكِ... ما نزلت لفقدك... دمعة!

جفّت لهول فجيعتي ... أهدابي!

"زكي العلي"

قالَت لابنتها الكبيرة:

شقيقك يبكي... فاذهبي إليه، وأسْكِتيه...

لكنّ ابنتها لم ترّد عليها؛ بل اكتفت بالتحديق إليها، ومسح الدموع المنهمرة على خدّيها...

اقتربت منها، وجذبتها.

.. وشعرت بأنّ ابنتها ثقيلة جدًّا، ولا تتزعزع من مكانها!

نظرت إلى يديها... وتساءلت:

كيف خارَت قواها؟!

ثمّ غادرت المكان؛ باحثة عن ابنها! وهي تسمع صوت بكائه، ولا تراه! وأخذت تنادي عليه، وتندَه بصوتٍ مبحوح:

حبيبي جِهاد! سآتي حالًا...

وشعرت بأنّ جسدها أصبح شفّافًا... خفيفَ الوزن! وبأنّها استطاعت الوصول إلى صوتِ ابنها... جهاد!

ورأته متّكِئًا على جدار... وحيدًا... يرتجفُ جسده النحيل بردًا، وخوفًا، ورعبًا! وقطرات دماء تتسلل من جبهته، وتتساقط على خدّه الناعم!

اقتربت منه أكثر، حضنته!

لكنّه ظلّ يرتجفُ، وما زالت أطرافه وأصابعه ترتعش… كان يحدّق في الحشود، باحثًا عن وجهٍ يشبه وجهها، ويبكي ويئن بصوتٍ متهدّجٍ:

ماما...

احتضنته بقوة، وطبعت قبلة على جبينه، ومسحت شعر رأسه المليء بغبارٍ رماديّ اللون!

عاجزة عن تفسير ما تراه الآن؟!

جمعٌ غفير من الناس، وممرات طويلة تشبه ممرّات المستشفيات، وجثثً مسجاه على الأرض، ورائحة الدماء تغمر المكان، وتُزْكِمُ الأنوف، وأطباء وممرضون يتراكضون بطريقة عشوائية في كلّ اتّجاه...

وصوتُ نحيبٍ قاسٍ، وأنين يمزّق القلوب والأفئدة...

لكنّها لا تبكي! لم تذرف دمعة واحدة! كما كان يحدث لها سابقًا عندما تشاهد أبسط المواقف؛ فتثارُ دموعها، وتتطور الدموع إلى نحيب قد يمتدّ إلى ساعات! فتشعر بالنكد والحزن، طوال اليوم، وربّما يمتد الحزن إلى يومين أو أسبوع!

وهل هي الآن تحلم، وستفيق بعد دقائق قليلة؟! هل سيطول هذا الحلم؟! أمّ أنّه حلم في حلم لا ينتهي!

ولماذا تحتضن ابنها، ولا يشعرُ بها؟!

لماذا يرتجفُ رغم أنّها غمرت يديه الصغيرتين المرتعشين بيديها الناعمتين الدافئتين؟!

لكنّ الشيء الوحيد المحسوس لديها، هو أنّ رعشة ابنها سَرَت إليها! وأخذت ترتجفُ مثله، وتبكي، وتبحث عن دفءٍ يحتويها، ويحتوي ابنها الذي لم يتجاوز العامين بعد!

وسمعته يردّد مرّة أخرى:

ماما...

ثمّ أخذ يردد:

بابا... جِنان...

فرأت زوجها، وابنتها جِنَان مُسْرِعَين تجاه جهاد، وحمله زوجها، واحتضنه وبكى بكاءً مرًّا، وغرق الثلاثة في بكاء عميق شعرت بأنّه يفتّت كبدها!

لكنّهم لم ينظروا إليها، ولم يفسحوا لها مجالًا لترتمي في حضنهم! لتشاركهم نحيبهم، وخوفهم، وألمهم! ولم يردّوا على ندائها، واستجدائها؛ لينتبهوا لوجودها!

ثمّ نهض زوجها حاملًا جِهاد، وممسكًا بيد جنان، واقتربَوا من جسدٍ ممدّد، وعندما رفع الممرضُ الغطاءَ، صرخوا كلّهم وجعًا على:

جثّتها! رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الوداع الأخير.. وصول موكب جثمان الموسيقار زياد الرحباني إلى كنيسة الرقاد

وصل جثمان الفنان زياد الرحباني، إلى كنيسة الرقاد بلدة المحيدثة بكفيا، لإتمام مراسم الدفن، وتشيعه إلى مثواه الأخير في مقابر الأسرة.

جثمان زياد الرحباني

وغابت الفنانة فيروز عن صلاة جنازة ابنها زياد الموسيقار زياد الرحباني، وقد تزينت الكنيسة بأكاليل الورود استعدادًا لمراسم الجنازة، وتوافد شخصيات عامة مرموقة ومحبي وجمهور وأسرة الراحل الذين كان في مقدمتهم منصور الرحباني وهدى الشقيقة الصغرى لفيروز.

زياد الرحباني

وظهرت والدته النجمة فيروز، أثناء مراسم تشييع جثمان ابنها زياد الرحبانى، وظهر على وجهها ملامح الحزن، والفقد الذي تعيشه للمرة الثانية بعدما فقدت ابنتها ليال في عام 1988، كما ظهرت بجوارها شقيقته ريما الرحباني.

فيروز في جنازة زياد الرحباني

وكانت بدأت أسرة زياد الرحباني في استقبال واجب العزاء من الشخصيات اللبنانية الهامة وحضور نجوم الفن، في صالون كنيسة رقاد السيدة المحيدثة بكفيا، وتستمر مراسم العزاء حتى السادسة مساء، ويُستأنف استقبال المعزّين غدًا الثلاثاء، في التوقيت ذاته.

جنازة زياد الرحباني

وخرج صباح اليوم، جثمان الموسيقار زياد الرحباني، من مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بـ لبنان، تمهيدا لتشييعه إلى مثواه الأخير من كنيسة رقاد السيدة، وذلك بحضور الآلاف من جمهوره ومحبيه الذي تواجدوا منذ الصباح الباكر أمام المستشفى حرصًا منهم على توديعه.

واحتشد الجمهور ومحبو الموسيقار زياد الرحباني، أمام المستشفى لتوديعه للمرة الأخيرة، وانتظار لحظة خروج الجثمان، وسط زغاريد وغناء العديد من ألحانه وإلقاء الورود على الموكب، مع بكاء الآلاف حزنًا على فراقه.

اقرأ أيضاًفيروز تذوق مرارة فقد الابن للمرة الثانية.. بدء تشييع جثمان زياد الرحباني

بث مباشر.. فيروز تتقبل التعازي في نجلها زياد الرحباني بصالون كنسية رقاد السيدة

الأم الحزينة.. طلب مؤثر من فيروز قبل دفن ابنها زياد الرحباني

مقالات مشابهة

  • «بحب مصر».. فيروز توجه رسالة لسفير مصر بلبنان خلال عزاء ابنها زياد الرحباني
  • صور.. فيروز تودع ابنها زياد الرحباني وسط الحزن في لبنان
  • فيروز تظهر علنا لتشييع ابنها زياد وتثير حزن المنصات
  • أجرى عمليتين جراحيتين.. بسمة بوسيل تكشف الرحلة العلاجية لابنها آدم
  • ماجدة الرومي تنحني أرضًا لتقديم العزاء للسيدة فيروز بوفاة ابنها.. فيديو
  • أحلام تعلّق على دخول ابنها للفن.. وتعود إلى جمهورها الأردني من بوابة جرش
  • الوداع الأخير.. وصول موكب جثمان الموسيقار زياد الرحباني إلى كنيسة الرقاد
  • الأم الحزينة.. طلب مؤثر من فيروز قبل دفن ابنها زياد الرحباني
  • فيروز تشارك في مراسم تشييع جنازة ابنها زياد الرحباني| شاهد
  • أحلام الشامسي تكشف حقيقة دخول ابنها فاهد عالم الغناء