قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن القوات الإسرائيلية لم تحقق تقدما فعليا في الجبهة الشمالية لقطاع غزة، لأن خطوط التماس بقيت كما هي ولم تتغير، لكنها تقدمت في جهة الجنوب دون أن تحقق سيطرة فعلية على الأرض.

وأضاف الدويري، في تحليل للجزيرة، أن قوات الاحتلال تقدمت في الشيخ عجلين والرمال جنوب غزة، ثم توقفت بسبب تصدي المقاومة لها في كل المحاور.

هذا التصدي من جانب المقاومة -كما يقول الدويري- دفع الإسرائيليين للذهاب إلى الطريق الساحلي وصولا إلى أطراف الميناء دون قتال لأنهم لم يدخلوا للعمق، كما حاولوا الوصول إلى تل الهوى لكنهم قوبلوا بمقاومة أوقفتهم.

وبالتالي، فإن التقدم الوحيد الذي يمكن الحديث عنه حاليا -وفق الدويري- هو الموجود على الطريق الساحلي، لكنهم لو مضوا في هذا الطريق باتجاه مخيم الشاطئ فلن يتمكنوا أيضا من التوغل في عمق المخيم لأن الكتلة السكنية الكبيرة تعني حرب الشوارع التي يحاولون تجنبها.

وقال الخبير العسكري إن الإسرائيليين دخلوا إلى كتل سكنية في التوام وأبراج المخابرات وأبراج الكرامة منذ اليوم الثاني للتوغل البري، لكنهم يواجهون مقاومة في هذه الأماكن طيلة أسبوعين.

وحتى في منطقة تل الهوى والشيخ عجلين والرمال الجنوبي، فقد دخلت الآليات لكنها لم تحقق السيطرة بسبب مواجهة المقاومة الشرسة لها، وربما يتراجعون عن هذه الأماكن بسبب عمليات قد تتم خلف خطوطهم في هذه المناطق، حسب الخبير العسكري.

وعن إمكانية بقاء هذه القوات في الأماكن التي وصلت إليها، قال الدويري إن السير على طرق معبدة يختلف عن الطرق المفتوحة التي قد يعاني فيها من ألغام وعبوات ناسفة، وبالتالي ستحاول القوات إيجاد مناطق ارتكاز تؤمن لها التخفي والتستر، لكنها لن تبقى هكذا طويلا.

وقال الدويري إن الهدف من هذا التقدم هو محاصرة غزة ناريا من كل الجهات، وقد نجحت إسرائيل في هذا نوعا ما، لكنها لم تسيطر على الأرض.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

“جنود بلا نفس”… جيش إسرائيل يُخفي موجة انتحار وصدمات نفسية

صراحة نيوز ـ كشفت صحيفة هآرتس العبرية، نقلاً عن مصادر عسكرية مطلعة، أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة نفسية غير مسبوقة في صفوف جنوده منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، حيث سجلت حالات انتحار مقلقة وتزايداً في الإصابات النفسية، وسط تعتيم رسمي على الأرقام الحقيقية.

وبحسب الصحيفة، انتحر 35 جندياً إسرائيلياً حتى نهاية عام 2024، في وقت يتجنّب فيه الجيش الإعلان عن هذه الحالات، ويقوم بدفن بعضهم دون جنازات عسكرية أو بيانات رسمية، في محاولة واضحة لإخفاء حجم الأزمة.

المصادر ذاتها أفادت أن أكثر من 9 آلاف جندي تلقوا علاجاً نفسياً منذ بدء العمليات العسكرية، من بينهم عدد كبير من جنود الاحتياط الذين شاركوا في المعارك داخل قطاع غزة. كما أكّد مسؤول عسكري أن آلافاً من الجنود تواصلوا مع الجهات المختصة للإبلاغ عن معاناتهم من اضطرابات نفسية حادة ناجمة عن صدمات الحرب.

ورغم خطورة الوضع، يواصل الجيش استدعاء جنود الاحتياط المصابين بأمراض نفسية، بل ويعيد للخدمة من سبق تسريحهم لأسباب صحية ونفسية، بسبب النقص الحاد في القوى البشرية وامتناع متزايد من الجنود عن المشاركة في القتال.

ونقلت هآرتس عن أحد القادة العسكريين قوله: “بسبب امتناع عدد من الجنود عن الالتزام بالقتال، نضطر إلى تجنيد أشخاص ليسوا في حالة نفسية طبيعية… نحن نقاتل بمن يتوفر لدينا، حتى إن كنا نعلم أنهم غير مؤهلين نفسياً.”

وأكدت المصادر أن الجيش يتجنّب عمداً إجراء تقييم دقيق وشامل للحالة النفسية للجنود، خوفاً من أن تؤدي النتائج إلى تراجع كبير في أعداد القادرين على القتال، مما قد يهدد الجهوزية العملياتية على مختلف الجبهات.

في ظل هذه المعطيات، تبدو المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أمام أزمة تتجاوز ميدان المعركة، لتضرب عميقاً في معنويات وقدرات جنودها، في حرب لم تنتهِ فصولها بعد.

مقالات مشابهة

  • ديفيد هيرست: “إسرائيل” خسرت الحرب بالفعل لكنها لا تعلم ذلك
  • الدويري: إسرائيل تخطط لاحتلال غزة مع تهجير سكانها
  • خبير عسكري: هذه مراحل عملية “عربات جدعون” بغزة وأبرز ملامحها
  • خبير عسكري إسرائيلي: أفضل خبراء التجميل لا يمكنهم إخفاء صفعات ترامب المتتالية لنتنياهو
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يعاني أزمة تجنيد حادة وتذمر بين الجنود
  • خبير عسكري: هذه مراحل عملية عربات جدعون بغزة وأبرز ملامحها
  • إسرائيل تزعم انفتاحها على إنهاء القتال .. ومسئول لا تقدم يذكر بعد
  • عاجل. مكتب نتنياهو: إسرائيل منفتحة على اتفاق يتضمن إنهاء القتال في غزة
  • الدويري: إذا استمر العدوان على غزة فلن يتوقف الحوثيون عن قصف إسرائيل
  • “جنود بلا نفس”… جيش إسرائيل يُخفي موجة انتحار وصدمات نفسية