نجاح أول عملية زرع لعين كاملة في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
واشنطن "أ.ف.ب": أعلن جراحون أمريكيون أنهم أجروا أول عملية زرع لعين كاملة، في أول إنجاز من نوعه يحمل آمالاً لمَن فقدوا البصر في إحدى عينيهم، مع العلم أنّ المريض لم يسترجع حتى اللحظة قدرته على الرؤية.
بعد نحو خمسة أشهر على الجراحة، تستمر عين المريض في إظهار علامات إيجابية بينها استمرار تدفق الدم إلى شبكتها.
وقال الجراح "إنّ ملايين الأشخاص فقدوا قدرتهم على الرؤية، ونحن لا نؤكّد أننا سنحلّ هذه المشكلة اليوم، لكننا بُتنا بلا شك قريبين جداً من ذلك".
وتولّى فريق من مستشفى جامعة "لانغون هيلث" في نيويورك إجراء العملية التي استغرقت نحو 21 ساعة في نهاية مايو.
بالإضافة إلى العين اليسرى وما هو محيط بها، أقدم الجراحون أيضاً على زرع أنف وشفتين وأنسجة أخرى من الوجه أُخذت من أحد المتبرعين.
وكان المريض آرون جيمس، تعرّض عام 2021 لحادث سير كبير تسبب باصطدام وجهه بخط كهرباء عالي الضغط.
وتناول جيمس مثبطات مناعة لتفادي أن يرفض جسمه عمليات الزرع التي أُجريت لوجهه، فيما تبيّن أنّه المريض المثالي لتلقي عملية زرع لعين كاملة.
وخلال المؤتمر الصحافي، ظهر جيمس الذي لا تزال عينه اليمنى تعمل بشكل طبيعي، ووجهه مكشوف بالكامل لكنّ عينه اليسرى مغطاة تحت جفنه الذي يعجز حتى الآن عن تحريكه بشكل طبيعي.
وتوجّه المريض بالشكر إلى المتبرّع وعائلته. وقال "كان يتعيّن أن نبدأ من مكان ما، وآمل أن تساعد هذه العملية في تحسين عملية الزرع للمريض التالي، حتى لو لم أستعد نظري".
وقال لوكالة فرانس برس "استرجعت القدرة على الشم والأكل"، مشيراً إلى رغبته في معاودة "ارتياد الأماكن العامة". هل سيسترجع جيمس حاسة النظر في العين التي زُرعت له؟ تقول المتخصصة في شبكة العين لدى مستشفى جامعة "لانغون هيلث" فايديهي ديدانيا "في الطب، لا نحبّذ كلمة مطلقاً. سنواصل متابعته لنرى كيف سيتطوّر وضعه"، مضيفةً "لدينا أمل كبير".
وتابعت "تم الحفاظ على جزء كبير من شبكة العين، فيما تظهر اختباراتنا أنها قادرة على توليد إشارة".
ولم يتوقع الأطباء نتائج جيدة كالتي سُجلت. وشُكّل بصورة عاجلة فريق سيعمل على استكشاف السبل المختلفة التي يمكن أن تساعد في استعادة المريض بصره بالعين المزروعة.
وآرون جيمس الذي كان يدرك أنّ هذه العملية لن تعود بالفائدة عليه سوى من الناحية التجميلية، بات قادراً على العودة إلى أركنسو برفقة زوجته وكريمته، فيما يتعيّن عليه المجيء إلى نيويورك كل شهر لمتابعة حالته.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قال الأستاذ المساعد في طب العيون لدى جامعة ميامي دانييل بيليز، إن ما تحقق هو "إنجاز مذهل" وخطوة مهمة نحو "الهدف النهائي المتمثل في استعادة البصر".
وقالت الجراحة كيا واشنطن التي تعمل على هذه المسألة منذ 10 سنوات في جامعة كولورادو "إنه إنجاز كبير"، مشيرة إلى أنّ "أشخاصاً كثيرين كانوا لا يزالون يشككون في أنّ عملية زرع مماثلة قبالة للنجاح لدى البشر".
وتتمثل الصعوبة الرئيسية لعملية زرع العين في استعادة نقل المعلومات إلى الدماغ عبر العصب البصري، الذي كان مقطوعاً لدى المريض والمتبرّع على السواء.
وأشارت كيا واشنطن إلى أنّ عمليات زرع عيون كاملة أُجريت في السابق لحيوانات صغيرة، استعاد بعضها حاسة البصر جزئياً.
لكنّ نجاح عمليات مماثلة لدى البشر يتطلب الجمع بين "أساليب مختلفة كثيرة"، بحسب واشنطن، التي تعدّد مثلاً العلاج الجيني واستخدام الخلايا الجذعية وجعل دماغ المريض مستعداً عن طريق التحفيز الكهربائي.
في حالة آرون جيمس، حُقن عصبه البصري بخلايا جذعية من الحبل الشوكي خاصة بالمتبرع، على أمل إعادة إحياء هذا العصب.
هل سيتم التوصل يوماً ما إلى إعادة حاسة البصر لشخص وُلد كفيفاً، من خلال عملية زرع؟ تجيب واشنطن أن هذه المسألة لا تزال بعيدة المنال، وتقول "لكن أعتقد أنّ الأمر قابل للتحقق، ربما خلال العقود المقبلة".
بقلم لوسي اوبور
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عملیة زرع
إقرأ أيضاً:
بيانات ملاحية تكشف تحركات عسكرية.. ما الذي يجري قبالة الساحل الفنزويلي؟
كثف الجيش الأميركي طلعات جوية قرب الساحل الفنزويلي بمشاركة مقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة، بحسب بيانات ملاحية، وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس.
سُجِّل نشاط جوي مكثف للجيش الأميركي قبالة الساحل الفنزويلي خلال الأسابيع الأخيرة، شمل مقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة للاستطلاع، بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات موقع "فلايت رادار 24" لتتبع حركة الطيران، في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس.
وأظهرت بيانات الموقع أن طائرتين من طراز "إف/إيه 18" تابعتين لسلاح البحرية الأميركي حلّقتا فوق خليج فنزويلا لأكثر من أربعين دقيقة، واقتربتا لمسافة تقل قليلا عن خمسة وثلاثين كيلومترا من الساحل، بينما كانت طائرة عسكرية أخرى تنفذ مهمة في الأجواء الشمالية للمنطقة نفسها.
وفي اليوم ذاته، رُصد تحليق طائرة استطلاع مسيّرة بعيدة المدى لساعات فوق امتداد واسع من البحر الكاريبي، في سابقة لم تُسجّل منذ ما لا يقل عن شهر، تلا ذلك تحليق مسيّرة أخرى على ارتفاعات عالية صباح الجمعة.
كما سُجّلت خمس طلعات جوية لقاذفات من طراز بي-1 وبي-52، إضافة إلى طلعتين لمقاتلات "إف/إيه 18"، على مسافة تقارب أربعين كيلومترا من الساحل الفنزويلي بين أواخر تشرين الأول/أكتوبر وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر. وأظهرت صور نشرها الجيش الأميركي مشاركة طائرات شبح من طراز "إف-35" في مهام جوية لم تظهر ضمن بيانات تتبع الطيران.
Related فنزويلا: احتجاز واشنطن للسفينة قرصنة دولية وترامب يشبه جاك سبارو مع فارق أن الأخير "كان بطلًا"واشنطن تصعّد ضد فنزويلا: احتجاز ناقلة نفط وتلويح بخيارات أكثر حدّةالمقاتلات الأميركية تقترب من فنزويلا.. ومادورو يشتكي مازحًا من "اتصالات الشمال" خلفية توتر متصاعديأتي هذا النشاط الجوي في وقت عززت فيه الولايات المتحدة حضورها العسكري في منطقة الكاريبي، عبر حشد أسطول من السفن الحربية ضمن ما تصفه بجهود مكافحة تهريب المخدرات. وشنت واشنطن منذ أيلول ضربات استهدفت سفنا يُشتبه بتورطها في التهريب، ما أسفر عن مقتل نحو تسعين شخصا.
واتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة باستخدام ملف المخدرات كذريعة لتصعيد الضغوط والسعي إلى تغيير النظام في كراكاس.
تصعيد بحري وعقوبات اقتصاديةوبالتوازي مع التحركات الجوية، برز توتر إضافي بعد احتجاز القوات الأميركية ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية، في خطوة قالت واشنطن إنها تمهد لمصادرة شحنتها، بالتزامن مع فرض عقوبات جديدة طالت أشخاصا وشركات مرتبطة بقطاع النفط الفنزويلي.
وأدت هذه التطورات إلى إرباك حركة الشحن، مع مخاوف لدى مالكي السفن من تعرض ناقلات أخرى لإجراءات مماثلة، في وقت تظهر فيه بيانات ملاحية وجود عشرات الناقلات المحملة أو المنتظرة قرب السواحل الفنزويلية، بينها عدد كبير خاضع للعقوبات.
ويعكس تزامن التحليق الجوي والتصعيد البحري والعقوبات الاقتصادية مرحلة ضغط متكاملة تمارسها واشنطن على كراكاس في واحدة من أكثر المراحل حساسية في العلاقة بين البلدين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة