جريدة الوطن:
2025-12-13@17:09:38 GMT

قطاع غزة يصرخ .. أغيثوا الشعب الفلسطيني المحاصر

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

قطاع غزة يصرخ .. أغيثوا الشعب الفلسطيني المحاصر

قِطاع غزَّة يَصرخ: أغيثوا الشَّعب الفلسطيني، فالعدوان «الإسرائيلي» غير المُسبوق والقصف الجوِّي المُرعب أحال كُلَّ شيء إلى ركام، ودمَّر البنى التحتيَّة كمصادر المياه العذبة والطَّاقة، وأصاب ـ وعن سابق إصرارٍ وتصميم ـ مستودعات التموين والأغذية، بما فيها مستودعات وكالة الأونروا التابعة للأُمم المُتَّحدة بالضَّرر الفادح، عدا عن المشافي الَّتي طالها القصف، فيما شحُّ الأدوية والمضادَّات وأدوات الجراحة، في تناقصٍ مُريع فيما تبقَّى من مشافي عاملة حتَّى الآن.

وكُلُّ هذا سعيًا وتنكيلًا من الاحتلال لدفع الشَّعب العربي الفلسطيني للخروج من القِطاع نَحْوَ سيناء المصريَّة، وتنفيذ نكبة ثانية بحقِّه بعد نكبته الكبرى عام 1948.
يعيش في قِطاع غزَّة نَحْوَ مليونين وثلاثمئة ألف مواطن فلسطيني، على مساحة لا تتجاوز (366) كيلومترًا مربَّعًا، ومُعْظمهم مواطنوه من اللاجئين الفلسطينيِّين على نَحْوٍ يفوق 75%، وهُمْ اللاجئون من مناطق فلسطين من مُدُن وأرياف وقُرى: اللّد والرملة ويافا والنقب منذ تشريدهم عام 1948. وبذا تُعدُّ الكثافة السكَّانيَّة في قِطاع غزَّة هي الأعلى على الإطلاق في العالَم، حيث تبلغ نَحْوَ (6320) مواطنًا في كُلِّ كيلومتر مربَّع.
إنَّ سلسلة العمليَّات العدوانيَّة «الإسرائيليَّة» الَّتي وقَعَت بحقِّ قِطاع غزَّة وعموم مواطنيه، لَمْ تهدأ منذ احتلاله الأوَّل وبشكلٍ كامل أثناء العدوان الثلاثي على مصر في تشرين الأوَّل/أكتوبر عام 1956، وصولًا إلى جولات القتل والتدمير والقصف الجوِّي الَّتي طاولته خلال العقود التالية، خصوصًا بعد الانتفاضة الكبرى الأولى عام 1987. وكُلُّ تلك الحروب الظَّالمة والدمويَّة المُتكرِّرة على القِطاع طاولَت واستَهدَفت مُقوِّمات الحياة للفرد الفلسطيني، وقَدْ أعطَت انعكاساتها بارتفاع مُعدلات البطالة والفقر لِتصلَ إلى أعلى مستوياتها لِتتجاوزَ معدَّلات البطالة 45% خلال النِّصف الأوَّل من عام 2023، يُضاف إلى ذلك أنَّ ما يزيد عن 50% من الشَّباب الخرِّيجين من أبناء القِطاع عاطلون عن العمل. وحسب معطيات المكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني في رام الله، فإنَّ مُعدَّلات الفقر وسوء التغذية في قِطاع غزَّة، تفاقمت حتَّى تجاوزت حاجز 80%، لذلك تُعدُّ وكالة أونروا مصدرًا أساسيًّا لتزويد المواطنين الفلسطينيِّين بالمساعدات العينيَّة والمادِّيَّة.
ومن جانب آخر بلغت حصَّة الفرد في قِطاع غزَّة من المياه العذبة حوالي (80) لترًا في اليوم، وهي أقلُّ بكثير من الحدِّ الأدنى الَّذي تُوصي به منظَّمة الصحَّة العالَميَّة والَّتي تقدّر بحوالي (150) لترًا في اليوم للفرد الواحد.
إذًا، إنَّ قِطاع غزَّة يُعاني أصلًا من وضعٍ اقتصادي صعبٍ نتيجة الحصار وسياسات الاحتلال، والإطباق على حياة المواطنين الفلسطينيِّين المُحاصَرين، وجاء العدوان «الإسرائيلي» الأخير لِيفاقمَ الأمور حين مَسَّت غارات القصف الجوِّي العنيف بطائرات (F35) «الإسرائيليَّة» الأميركيَّة الصنع شبكات المياه والكهرباء ومستودعات الوقود، وكما أسلفنا أعلاه، مع نقصٍ كبير في الأدوية والمستلزمات الصحيَّة الأساسيَّة، وهو ما يُنذر بكارثة إنسانيَّة وبيئيَّة. وهو ما يتطلب تدخلًا سريعًا من المُجتمع الدولي لوقف التدمير والقصف الجوِّي «الإسرائيلي» ورفع الحصار عن القِطاع، وترك الطُّرق والمعابر مفتوحة لتدفُّق المساعدات الأُمميَّة.
أخيرًا، إنَّ وجود الاحتلال وتطويقه للقِطاع أصل البلاء. فزوال الاحتلال هو الطريق الوحيد لإرساء التسوية المستديمة.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
[email protected]

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الق طاع

إقرأ أيضاً:

مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة

أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين، أن السلطة الوطنية الفلسطينية تنظر إلى الخطوات الصادرة عن البيت الأبيض، بما فيها ما ذكره موقع «أكسيوس» حول الاستقرار على جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار في قطاع غزة، في سياق التطورات المرتبطة بقرار مجلس الأمن وخطة الرئيس ترامب المتعلقة بالقطاع.

وشدد على أن قبول هذه الخطة جاء لأنها توقف ولو نسبيًا حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتفتح المجال أمام وضع مستقر ودائم لقطاع غزة كجزء من الدولة الفلسطينية.

وأضاف في مداخلة مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنه الرؤية الفلسطينية واضحة وثابتة، وهي أن الخيار الوحيد القادر على تحقيق الأمن والاستقرار وضمان أن يبقى قطاع غزة منطقة آمنة لا تشكل تهديدًا لأحد، يتمثل في عودة السلطة الوطنية الفلسطينية ودولة فلسطين للقيام بمسؤولياتها داخل القطاع.

وأكد أن أي حديث عن بدائل أخرى لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل والارتباك في المنطقة، بل وقد يفاقم التهديدات التي تطال الأمن الإقليمي وربما الأمن الدولي أيضًا.

اقرأ أيضاًالهباش: وجود مصر في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة مطمئن للشعب الفلسطيني

بينهم 18 من طالبي المساعدات.. استشهاد 41 فلسطينيا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

الهباش: الشعب الفلسطيني لن يُهجّر من أرضه رغم المخططات الإسرائيلية

مقالات مشابهة

  • عاجل | مجمع الشفاء الطبي: شهيد بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره بجباليا شمالي قطاع غزة
  • “الديمقراطية” تدين بشدة تراجع بوليفيا عن مقاطعة الكيان الإسرائيلي
  • فضـ.يحة بسلاح الجو الإسرائيلي.. البيرة تتسبب في إقالة قائد وتهدد عشرات الطيارين
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: "أعددنا خططا للتعامل مع حجم الدمار الهائل في غزة"
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: جهود أممية محدودة لإزالة النفايات في غزة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • رئيس وزراء إسبانيا يدعو لمواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومحاسبة مرتكبي الإبادة
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني: تصعيد نتنياهو في غزة لتأمين البقاء في الحكم
  • الخارجية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل