زيارة الدكتور بندر بليلة تعزز العلاقات مع أئمة وخطباء البحرين وتعظم رسالة الحرمين الوسطية
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
حققت زيارة فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور بندر بليلة الرسمية لمملكة البحرين مخرجات دينية؛ لإبراز سماحة الإسلام، ووسطية منهجه واعتداله، فضلًا عن تعميق رسالة الحرمين الشريفين الدينية، ودور أئمتهما والخطباء في المحيط البحريني، وتعزيز أواصر العلاقات بين الشعبين السعودي والبحريني، وتوطيد مكانة المملكة في وجدان الشعب البحريني.
وجاءت زيارة إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور بندر بليلة لمملكة البحرين، في إطار استراتيجية رئاسة الشؤون الدينية المستقبلية؛ لتعظيم دور أصحاب الفضيلة أئمة وخطباء الحرمين؛ لإثراء الرسالة الدينية الوسطية، وإثراء تجربة المسلمين في العالم، واستثمار مكانتهم كقوة دينية، تعكس صورة المملكة ومكانتها إسلاميًا وعالميًا، وما تبذل للإسلام والمسلمين والإنسانية في أرجاء العالم.
من جهته، حث فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة، خلال خطبة الجمعة؛ التي ألقاها بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بمملكة البحرين، على السير في درب المحسنين في كل قول وفعل، وأن تكون حال المسلم كلها دائرة مع الإحسان، مؤكدًا على رفعة مقام الإحسان؛ الذي ينطلق من عمق العقيدة الإسلامية الغراء، إذ إن الدين الإسلامي منبع للمكارم والإحسان، وفيه من أتم الصور وأجل العبادات.
واختتم خطبته بالدعاء بأن يحفظ الله المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة، وأن يديم عليهما نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ قيادة البلدين الشقيقين.
واستضافت إدارة الأوقاف السنية البحرينية، فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة، حيث عقد فضيلته لقاءً مع عدد من الأئمة والخطباء البحرينيين؛ أكد فيه: أن للإمامة والخطابة في الدين مقامًا رفيعًا ومنزلة كبيرة، وفي الوقت نفسه هي تكليف خطير، وأمانة عظيمة تقع على أهل العلم، فاجتمع فيها التكليف والتشريف.
والتقى فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة خلال زيارته لمملكة البحرين؛ سعادة القاضي عيسى المناعي، وكيل العدل والشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بالبحرين، وفضيلة الشيخ الدكتور عدنان القطان، خطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي.
كما أم فضيلته المصلين في صلاة العشاء بجامع سمو الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة بمملكة البحرين.
وأشاد فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة بجهود وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بالبحرين؛ لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال، وتعظيم المهام الدينية، مؤكدًا على أهمية تعزيز التعاون مع إدارة الأوقاف السنية بالبحرين، والتي تعنى بالمساجد وتقوم على تعزيز دور الأئمة والخطباء.
وتأتي زيارة فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام لمملكة البحرين؛ ضمن استراتيجيات رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، في إيصال رسالة الحرمين الدينية الوسطية عالميًا؛ باستثمار منزلة أصحاب الفضيلة أئمة الحرمين في نفوس المسلمين ومكانتهم الدينية؛ لما حباهم الله -تعالى- من المنقبة العلية والاصطفاء بالإمامة والخطابة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بليلة لمملکة البحرین المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
محمد بن علي بن ضعين البادي
في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعدًا ملحوظًا في الأصوات التي تنادي بمنع دخول بعض الجنسيات إلى البلاد، بحجة انتشار أمراض مُعدية في أوطانهم، وهو أمر ظاهرٌ منه الحِرص على الصحة العامة، ويستحق التقدير والمتابعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في القرارات وحدها، بل في اختزال القضية في البُعد الصحي فقط، وإغفال البُعد الديني والأخلاقي الذي يضمن حماية الإنسان والمجتمع على حد سواء.
المجتمع المسلم لا يدير شؤونه بالخوف أو الإجراءات الصحية وحدها، بل يستند إلى منهج رباني جعل الوقاية قبل العلاج، والسلوك قبل القانون، وتقوى الله قبل كل شيء. فالأمراض مهما كثرت أسماؤها أو تنوعت صورها، لا تنتشر إلا في بيئةٍ خالية من الضوابط الأخلاقية، ومرتعٍ للسلوكيات المنحرفة، وفراغٍ قيَمي.
إن تصنيف النَّاس على أساس جنسيتهم، أو ربط الأمراض بهويات بشرية، لا يعالج جذور المشكلة، بل يخلق وهمًا بالأمان، ويغفل المجتمع عن مسؤولياته الداخلية، ويتساهل فيما هو أخطر وأشد تأثيرًا. فقد انتقل مرض في بيئة تعلن الأمان، وولد خطر من داخل المجتمع نفسه، لا من خارجه.
ويبين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم المبين في الوقاية من الأوبئة والأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها." وهذا الحديث يضع مبدًا شرعيًا عظيمًا، قائمًا على منع نقل الوباء، وحفظ الأنفس، وسد أبواب الضرر قبل وقوعه. فلا يجوز شرعًا أن يدخل الإنسان أرضًا يعلم أنها موبوءة، كما لا يحل لمن كان في أرض موبوءة أن ينتقل إلى غيرها، فيكون سببًا في نقل الأذى للآخرين.
وعليه، فإنَّ المسؤولين عن حماية المجتمع مطالبون بمراعاة هذا الأصل النبوي الواضح، خاصة إذا أعلنت دولة ما بشفافية أن لديها أعدادًا هائلة من المصابين بمرض مُعدٍ. فكيف لنا أن نسمح بقدومهم، ونحن نعلم أن الشرع سبقنا بالتحذير، وأوجب حفظ النفس والمجتمع من كل ما يهددهما؟
وفي هذا الوطن المبارك، الذي أنعم الله عليه ببيوت الله العديدة، تتضاعف مسؤوليتنا في توجيه الناس وترسيخ القيم الصحيحة؛ فالمساجد لم تُبنَ للصلاة فقط؛ بل للتعليم والتوجيه، ولتحصين النفوس قبل وقوع الزلل. ومن على المنابر يجب أن يُسمع خطاب صريح وحكيم، يذكّر الناس بخطورة المحرمات، وأن التساهل فيها لا يهدم الفرد فقط، بل يُهدد سلامة المجتمع بأسره. فبالعفة تُحفظ الأجساد، وبالاستقامة تُصان الأبدان، وبالوعي الديني الصادق تُغلق أبواب الفتن والأمراض معًا، ويصبح المجتمع حصينًا بترابط قيمه وسلوكياته.
المطلوب ليس التراخي في الإجراءات الصحية، ولا التهاون في حماية المجتمع؛ بل المطلوب أن يسير الوعي الصحي والوعي الديني جنبًا إلى جنب، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؛ فالقرار وحده لا يصنع أمة واعية، والمنع وحده لا يبني حصانة دائمة، أما ترسيخ القيم فهو الضمانة الأبدى.
حماية المجتمع تبدأ من داخله، من تربية الضمير، وإحياء الرقابة الذاتية، وتذكير الناس أن طاعة الله ليست خيارًا ثانويًا، بل هي خط الدفاع الأول عن صحتهم وأخلاقهم وأمنهم المجتمعي. فبالدين تُصان الأجساد، وبالقيم تُحمى الأوطان، ومن أراد وقاية حقة فليبْدأ بإصلاح السلوك قبل التفكير في منع الدخول.