مقابر لأكثر من 300 شخص في تيغراي.. أقمار صناعية تكشف
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
قدمت صور الأقمار الصناعية نظرة ثاقبة جديدة لما حدث في الأسابيع التي أعقبت المجزرة المروعة التي ارتكبها جنود إريتريون متحالفون مع القوات الحكومية الإثيوبية في قريتين صغيرتين شرق بلدة أدوا في منطقة تيغراي الشمالية بإثيوبيا، بعد عامين من الحرب التي انتهت باتفاق سلام في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" أكثر من عشرين صورة أقمار صناعية لما قالت إنه مقبرة جماعية بحق 300 شخص، حيث قدمت الصور "بلانيت لابز" بالإضافة إلى صور إضافية قدمتها "ماكسار إيمجز" والتُقطت في الفترة ما بين 25 أكتوبر و10 ديسمبر، بالإضافة إلى شهادات حية، وفحص مادي لموقع واحد واستشارة سبعة أشخاص مستقلين.
وحدد خبراء متخصصون المدافن واسعة النطاق والمقابر التي أقيمت في الأيام التي أعقبت مقتل المئات في المذابح التي نشرتها الصحيفة لأول مرة في مارس/آذار الماضي.
إلى ذلك قال الناجون إن الجنود الإريتريين وصلوا إلى قرية مريم شيويتو الصغيرة الواقعة على سفح الجبل صباح 25 أكتوبر/تشرين الأول، وبدأوا في قتل السكان.
وخلال الأسبوع التالي، أرهب الجنود تسع قرى مجاورة أخرى، فقتلوا أكثر من 300 وأضرموا النيران في أكثر من 60 مبنى، معظمها داخل مجمعات سكنية، وفقاً لمقابلات مع شهود وفحص لصور الأقمار الصناعية.
فرار السكانفيما فر العديد من السكان من منازلهم، مختبئين في الغابة المجاورة. ودفن آخرون القتلى في مقابر ضحلة مؤقتة، بينما كانوا ينتظرون مغادرة الجنود وعودة الأمان.
وبعد مغادرة القوات الإريترية في أوائل نوفمبر، عاد القرويون وبدأوا العملية الطويلة لدفن الموتى والحداد على من فقدوا.
في حين قال قرويون إن أكثر من 50 شخصاً قتلوا بالقرب من كنيسة مريم شيويتو ودفن أكثر من 150 شخصاً بالقرب من كنيسة أبوني ليبانوس، رغم أنهم لم يتمكنوا من تقديم المزيد من المواقع المحددة أو الجداول الزمنية.
وقف القتالوتم دفن ما لا يقل عن 34 من الضحايا في أواخر نوفمبر في هذه الكنيسة، كما تتذكر امرأة حضرت مراسماً جماعية للقتلى، فيما تم دفن أكثر من 150 شخصاً في المنطقة.
يشار إلى أنه وبعد ثمانية أشهر من اتفاق السلام، خمد القتال لكن الوضع لا يزال متردياً.
وبينما انسحب الكثيرون، ظل بعض الجنود الإريتريين في تيغراي. وتوقف برنامج الأغذية العالمي مؤخراً عن تقديم المساعدات، حيث كانت تُسرق ويُعاد بيعها في الأسواق، مما أنهى التغذية الحيوية لسكان يتضورون جوعاً بالفعل.
ويحاول المزارعون زراعة محاصيل جديدة عبر الحقول المليئة بالغبار على أمل تجنب المجاعة، ويواصلون العثور على ضحايا مذابح أكتوبر.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News تيغراي إثيوبياالمصدر: العربية
إقرأ أيضاً:
سائق تكسي وسلاح منصب: كيف أصبحت المناصب مقابر للمارة
27 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ارتجّت شوارع الدورة في بغداد بصوت لا يشبه زحام الصباح، بل يشبه نداء موت عاجل أطلقته رصاصة لم تكن تعرف ملامح الضحية.
وخرّ سائق التكسي الخمسيني صريعاً على قارعة الطريق، بعدما باغتته رصاصة طائشة وهو يمرّ أمام اشتباك اندلع على منصب إداري في وزارة الزراعة، دون أن تكون له يد أو نية في الصراع، سوى أن ساقه القدر في لحظة تصادف فيها الفقر مع العنف.
ووصلت صور جثته الممدّدة على الأسفلت بسرعة النار إلى وسائل التواصل، فغرّدت حسابات بغضب واستنكار، مثلما كتب الصحفي أحمد الجاف: “هل أصبحت المناصب أغلى من أرواح الأبرياء؟ رصاصة سياسية قتلت خبز هذا الرجل”.
وتصاعدت حالة الصدمة في الشارع العراقي، ليس لأن الرصاصة الأولى، بل لأن ما تبعها من بيانات لم تحمِ بعدُ البقية.
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن تشكيل لجنة تحقيق، في محاولة لاحتواء الغضب، واعداً بمحاسبة من خالف الأوامر العسكرية وتسبب بسفك الدم. لكن الذاكرة العراقية التي خزّنت آلاف الوعود السابقة، لم تعد تكتفي بالتحقيقات التي تبدأ بصوت مرتفع وتنتهي بصمت ثقيل.
ووثّقت تقارير منظمات حقوقية في العراق، مثل “حقوق بلا حدود”، أكثر من 70 حالة وفاة نتيجة الرصاص الطائش خلال السنوات الثلاث الأخيرة، معظمها في بغداد، وغالبها أثناء نزاعات عشائرية أو صدامات على النفوذ والمناصب، ما يجعل الرصاصة الطائشة ظاهرة لا استثناء.
وكتب أحد النشطاء في تعليق متداول على منصة إكس: “كلّ من يموت برصاص بلا صاحب، له قاتل معروف.. اسمه الإهمال وغياب القانون”.
وغابت مشاهد الحياة عن سيارة الأجرة المتواضعة التي كان يقودها القتيل، بينما وقفت عائلته المكوّنة من ثلاثة أطفال وزوجة على باب مشرحة مدينة الطب، لا تعرف كيف تسأل: من سيجيب على هذا الموت؟
واستمرّ إطلاق الرصاص في بغداد، ليس في الهواء فقط، بل في القلوب، والذاكرة، واليقين بأن الطرق التي تحمل الباحثين عن الرزق، قد تخذلهم عند أول تقاطع مع الطمع.
وعاد سؤال الحياة والموت في بغداد معلّقاً: لماذا لا يكفي الإنسان أن يكون بريئاً حتى ينجو؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts