واشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلم
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
#سواليف
إنها لحظة انقسام حاد؛ في جانب، هناك الواقع اليومي الساحق لـ قطاع #غزة، إذ بلغ حجم #المجاعة_الجماعية في هذه الأرض المحاصرة مستويات مأساوية، وفي الجانب الآخر، هناك #رؤية_سريالية يروّج لها سياسيو أقصى اليمين في إسرائيل.
بهذه العبارات استهل الكاتب بواشنطن بوست إيشان ثارور مقالا له، موردا أن أعضاء في #الحكومة_الإسرائيلية يتبنون رؤية مستوحاة من الرئيس الأميركي دونالد #ترامب لغزة مليئة بالأبراج اللامعة، والسياحة الفاخرة، والأحياء النظيفة، ولكن من دون فلسطينيين.
وكتب ثارور عن #المجاعة في القطاع، قائلا إنها بلغت مستوى أن العاملين في المجال الطبي والإنساني المكلّفين بإغاثة المجوعين بالكاد يستطيعون الصمود بأنفسهم، ومنظمات الإغاثة إما فرغت مخازنها أو توشك على النفاد، بعد أكثر من 4 أشهر من الحصار، مضيفا أن الأمم المتحدة كشفت عن أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي عدة أيام من دون طعام.
مقالات ذات صلةواستمر الكاتب في عرض حالة التجويع الشامل في غزة، موضحا أن كل يوم يجلب معه صورا جديدة لأطفال هزلى وأُسر يائسة تبحث عما يسدّ الرمق وسط أنقاض غزة، ووفيات متزايدة من كل الأعمار.
رؤية سريالية
وفي الجانب الآخر، يقول ثارور، هناك الرؤية السريالية، ومنها ما طرحته وزيرة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، جيلا غمليئيل، التي نشرت هذا الأسبوع مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي يُصوّر كيف يمكن أن تبدو غزة ما بعد الحرب.
استحضر هذا الفيديو نسخة سابقة مشابهة نشرها ترامب على منصته “تروث سوشيال” في فبراير/شباط الماضي، ظهرت فيها شخصية شبيهة للملياردير الأميركي إيلون ماسك وهو يأكل الحمص من وعاء خبز، وتماثيل ذهبية لترامب، وأغنية بعنوان “غزة ترامب”.
احتفى المقطع، الذي لا يتجاوز الدقيقة، باقتراح ترامب للمساعدة في إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى منطقة أبراج شاهقة، وسياحة مترفة، وأحياء سكنية جديدة نظيفة، واليخوت الفاخرة تخترق شواطئ القطاع على البحر المتوسط، ويبتسم سكان يهود فوق أطباق من الحمص، وسكان غزة الأصليين، أو معظمهم، لا يظهر لهم أثر.
وأشارت الوزيرة الإسرائيلية إلى “ضرورة #الهجرة_الطوعية” لسكان غزة #الفلسطينيين.
ترحيل
ولم تكن وحدها في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي دعت إلى هذا المصير. فمنذ الأيام الأولى التي تلت هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023، سعى عديد من الساسة الإسرائيليين ليس فقط إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل صوّروا أكثر من مليوني فلسطيني في غزة كأنهم “سكان أعداء” ينبغي ترحيلهم.
وأوضح ثارور أن إفراغ غزة من سكانها برز مجددا يوم الثلاثاء خلال مؤتمر لأقصى اليمين في الكنيست، حيث وصف المشاركون غزة بأنها موقع مثالي لحل أزمة الإسكان في إسرائيل، كما كانت المستوطنات في الضفة الغربية، ودعوا إلى عودة المستوطنين اليهود إلى القطاع.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد أبرز رموز أقصى اليمين في حكومة نتنياهو، خلال المؤتمر الذي حمل عنوان (ريفيرا غزة- من الحلم إلى الواقع): “سنحتل غزة ونجعلها جزءا لا يتجزأ من إسرائيل”.
ريفيرا غزة
ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن بعض الخطط المطروحة تشمل إنشاء مدينتين منفصلتين داخل القطاع الضيق، إلى جانب منطقة سياحية تحتوي على فنادق شاطئية، ومناطق صناعية وزراعية جديدة. وأكد سموتريتش وجود خطط لـ”نقل سكان غزة إلى دول أخرى”، مشيرا إلى أن ترامب نفسه يدعم هذا التوجه.
ويوم الخميس، استمر تصعيد الخطاب، فقد أعلن وزير التراث الإسرائيلي أمنحاي إلياهو -وهو سياسي يميني متطرف كان قد اقترح في بداية الحرب استخدام قنبلة نووية ضد غزة- أن “غزة كلها ستكون يهودية”.
وقال لإحدى المحطات الإذاعية: “الحكومة الإسرائيلية تُسابق الزمن لمحو غزة من الوجود”، واصفا الفلسطينيين بأنهم “نازيون مغسولو الأدمغة”. وأضاف: “الحمد لله، نحن نمحو هذا الشر. نحن ندفع هذه الفئة السكانية التي تربت على كتاب كفاحي” في إشارة إلى كتاب أدولف هتلر.
وقال إلياهو في المقابلة نفسها: “لا توجد مجاعة في غزة”، واعتبر التقارير بشأن الجوع دعاية معادية لإسرائيل. وأضاف: “ليس علينا أن نقلق بشأن الجوع في غزة. فليقلق العالم بشأنه”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غزة المجاعة الجماعية الحكومة الإسرائيلية ترامب المجاعة الهجرة الطوعية الفلسطينيين فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد 6 أشهر من التعثّر.. واشنطن تراجع استراتيجيتها في غزة
ذكر "أكسيوس" أن صور الأطفال الجوعى في غزة باتت تثير انقساماً داخل قاعدة ترامب، التي بدأت تشكّك في دعمه غير المشروط لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. اعلان
أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت بإعادة تقييم مقاربتها لملف الحرب في غزة، عقب فشل الجهود الدبلوماسية الأخيرة وتصاعد الأزمة الإنسانية، في وقت لا يزال فيه الجمود يخيّم على مفاوضات التهدئة، رغم مرور ستة أشهر على تولّي ترامب الرئاسة.
ونقل الموقع عن مشاركين في لقاء جرى يوم الجمعة بين وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وعائلات محتجزين، أن روبيو أعرب عن الحاجة إلى "إعادة التفكير بجدّية" في الاستراتيجية الحالية، قائلاً إن الإدارة تدرس تقديم خيارات جديدة للرئيس.
تعثر سياسي
وبحسب "أكسيوس"، لم تتمكن إدارة ترامب حتى الآن من تحقيق أي اختراق في ملف غزة، لا على مستوى إنهاء الحرب ولا في إعادة الرهائن، رغم وعود سابقة أُطلقت خلال الحملة الانتخابية. في المقابل، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، وتتزايد الانتقادات الدولية للولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تُتهمان بالمساهمة في تفاقم الوضع من خلال استمرار العمليات العسكرية وعرقلة وصول المساعدات.
وذكر التقرير أن صور الأطفال الجوعى في غزة باتت تثير انقساماً داخل قاعدة ترامب، التي بدأت تشكّك في دعمه غير المشروط لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
انهيار التهدئة
أشار الموقع إلى أن انهيار المفاوضات الأخيرة شكّل نقطة تحوّل محتملة في موقف واشنطن. فبعد ساعات من فشل الجولة، قال ترامب لدى وصوله إلى اسكتلندا: "ما حدث مع حماس أمر فظيع.. سنرى ما سيكون رد إسرائيل. لقد اقترب الوقت".
ورجّح مسؤولون إسرائيليون أن تكون تصريحات ترامب مؤشراً على تحول تكتيكي، أو ربما ضوءاً أخضر لتوسيع العمليات العسكرية.
Related ياسر أبو شباب يظهر مجدداً في "مقال رأي": الأراضي التي استولينا عليها في غزة لم تتأثر بالحربمجاعةٌ في القطاع ومعابرُ مغلقة: مستشفيات غزة تقف عاجزة وهي ترى الأطفال يموتون جوعابريطانيا تتحرّك لإسقاط مساعدات جواً فوق غزة.. و"الأونروا" تحذّر من محدودية الجدوىهامش واسع دون نتائج ملموسة
بحسب "أكسيوس"، فإن إدارة ترامب منحت نتنياهو طوال الأشهر الماضية هامشاً واسعاً للتصرف في الملف الغزّي، بما في ذلك العمليات العسكرية، ومفاوضات الرهائن، وإدارة المساعدات. ومع ذلك، لم يُسجّل أي تقدم واضح في إنهاء الصراع أو تحييد حركة حماس.
كما أشار مسؤول إسرائيلي للموقع إلى أن ترامب، في اتصالاته المتكررة مع نتنياهو، كان يقول له: "افعل ما تراه مناسباً"، بل إنه شجّعه في بعض الأحيان على "الضرب بقوة أكبر".
دعم عسكري مكثف بلا نتائج حاسمة
أضاف التقرير أن ترامب، خلافاً لسلفه جو بايدن، زوّد إسرائيل بقنابل زنة 2000 رطل، وامتنع عن توجيه انتقادات علنية بشأن الضحايا المدنيين. ومع ذلك، لم تسفر هذه الحملة المكثفة عن إنهاء وجود حماس، في حين ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى نحو 60 ألفاً، بحسب وزارة الصحة في غزة.
انقسام بشأن الصيغة التفاوضية
ونقل "أكسيوس" عن روبيو قوله خلال اللقاء مع العائلات إن النهج المرحلي الذي اعتمدته إدارة بايدن – والقائم على هدنة مقابل إطلاق رهائن – لم يكن مقنعاً، لكنه قبل به مؤقتاً مطلع العام. وأشار إلى احتمال البحث عن "مقاربة شاملة" تنهي الحرب وتؤدي إلى تحرير جميع المحتجزين.
مبادرات إنسانية مثيرة للجدل
أورد التقرير أن ترامب، رغم كونه من أوائل من حذروا من المجاعة في غزة، لم يمارس ضغوطاً حقيقية على إسرائيل لفتح ممرات إنسانية. وبدلاً من ذلك، دعم مبادرة إسرائيلية لإنشاء "صندوق غزة الإنساني" لإيصال المساعدات عبر شركة أميركية خاصة، بعيداً عن إشراف الأمم المتحدة.
لكن هذه الخطة لم تَحُل دون مقتل مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز التوزيع، في ظل ظروف بالغة الخطورة، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة.
وفي بيان مشترك صدر الجمعة، دعت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى وقف "الكارثة الإنسانية"، معتبرة أن "منع وصول المساعدات الأساسية إلى المدنيين أمر غير مقبول".
عزلة دبلوماسية واستراتيجية غير محسوم
واختتم "أكسيوس" تقريره بالإشارة إلى أن واشنطن وتل أبيب أصبحتا في عزلة متزايدة على الساحة الدولية، في ظل تحميلهما مسؤولية تفاقم الكارثة. ورغم أن بعض مسؤولي إدارة ترامب يعترفون خلف الكواليس بعدم فعالية الاستراتيجية الحالية، لم يُتخذ بعد قرار واضح بشأن التغيير.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة