40 يوما من التجويع والحصار.. هكذا يتدبر أهالي قطاع غزة أمور معيشتهم؟
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
مع اقتراب مرور 40 يوما على الإبادة الجماعية والحصار التام الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تستمر معاناة المواطنين من انعدام الموارد والتموين الغذائي.
وشدد الاحتلال من حصاره لقطاع غزة، وعمل على قطع الماء والكهرباء وإغلاق كافة المعابر ومنع دخول الوقود والمواد الغذائية، مع التهديد بقصف أي شاحنات تمر عبر معبر رفح مع مصر إلا بموافقته.
ترصد "عربي21" السبل والطرق التي يتبعها المواطنون في غزة من أجل عدم الموت جوعا وعطشا.
يقول ثابت (33 عاما) إنه منذ عشرات الأيام لا يتوفر في بيته الذي بقي فيه داخل مدينة غزة سوا الطحين والزعتر و"الدقة" (نوع مقبلات أو طعام خفيف مقترن بالزعتر من حيث طريقة الأكل).
ويضيف ثابت لـ"عربي21" أنه يعد من الطحين فراشيح أو رقاق يخبز على آنية منزلية فوق منصب متنقل كان معدا للشواء، وذلك بعد اقتراب نفاد الغاز لديه، والذي يبقي آخره للطوارئ، مضيفا بسخربة "مش عارف إيش فيه طوارئ أكثر من اللي إحنا فيه".
ويوضح أنه يستخدم الأوراق والكتب من أجل إشعال النار، التي كان يغذيها في البداية بما توفر لديه من أخشاب وحطب وأغصان، ثم أدوات المطبخ الخشبية من مغارف كبيرة، وأخيرا بما توفر من أثاث منزلي صغير الحجم.
ويذكر أن "سندويشة الزعتر أو الدقة هي كل ما نملك، لا يوجد حتى خضار إلا نادرا وبسعر أضعاف وأضعاف ما كان قبل الحرب، حتى المعلبات غير موجودة".
بدوره، يقول سليمان (43 عاما) والذي نزح الى مدينة خانيونس بعدما كان يسكن في شمال مدينة غزة إنه اضطر لشراء كيس الطحين بسعر يتجاوز 150 شيكل (38 دولارا) بعدما كان 30 شيكل (7 دولار).
ويوضح سليمان لـ"عربي21"، أنه "في بداية وصولي إلى مركز الإيواء كانت البضائع متوفرة، لكن حركة النزوح المتزايدة قضت على كل شيء وارتفعت الأسعار بشكل كبير".
ويشير إلى أن العديد من الأيام مرت على عائلته دون توفر طعام، قائلا: "مش لأنه أنا ما بدي أوقف في طابور الخبز الطويل، لكن في أول الأيام ومع الازدحام كان أطفالي مع زوجتي لا يستطيعون تدبير أمورهم.. كان الخوف يسيطر عليهم في كل خطوة، ولهذا كنت منشغلا بهم، لكن الآن تعودوا.. للأسف".
من جهته، يقول محمد (37 عاما)، إنه أوصى أفراد عائلته النازحين إلى بيت أصدقاء مقربين له أن الطعام سيكون وجبة واحة في اليوم وهي الغداء، ويمكن خلال الصباح تناول البسكوت إذا توفر.
ويضيف محمد لـ"عربي21" أنه أنشأ مع أصدقائه نظاما لإدارة الموارد المتاحة حاليا، ويتلخص بإطالة وجودها إلى أطول فترة ممكنة، قائلا: "ما زال يوجد لدينا غاز للطهي لكننا لا نستخدمه، ونسخدم الفحم والحطب والخشب وعلبه نعد طعامنا".
ويبين أن النظام المتبع هو "رغيف خبز واحد لكل شخص في اليوم من الخبز البيتي المعد على فرن الطينة في منزل مجاور"، كاشفا أن ابنة صديقه قالت بصوت منخفض لأمها أثناء فترة الليل "بدي خبزة.. والله كسرت قلبي، أعطيتها ربع الرغيف الذي أبقيه لي من رغيفي اليومي.. ثم قلت صديقي مازحا سأخصمه منك غدا".
أما صفاء (23 عاما)، وهي أم حديثة لطفل يبلغ من العمر أكثر من ست أشهر بقليل، فهي تحظى بأكبر نصيب من الغذاء في المنزل الذي نزحت له باعتبار أنه غذاء لشهرين.
وتضيف صفاء لـ"عربي21"، أن طفلها لم يحصل على تطعيمات مهمة له في سن ٦ شهور بسبب الحرب، وفي البيت يحرصون على توفير كل ما يلزم من غذاء لكي تستمر في عملية الرضاعة ظنا منهم أنه يمنحه المناعة اللازمة.
وتقول "أنا متعلمة وثقفت نفسي كثيرا خلال فترة الحمل، صحيح أن حليب الأم يمنح المناعة للطفل، لكن ذلك خلال الست شهور الأولى من عمره وبعد ذلك يجب أن يتلقى التطعيمات.. حليب الأم يعمل الآن على تغذيته وتقويته، لكنه ليس دواء.. ربنا يخلص الحرب وما يضر ابني ولا أي طفل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة الطعام الغذاء غزة الاحتلال الغذاء الطعام التجويع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
غزة - 326 وفاة و300 إجهاض في 80 يوما من الحصار
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ، الثلاثاء 20 مايو 2025، أن سياسة التجويع التي تفرضها إسرائيل عبر مواصلة إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ 80 يوما، أدت إلى وفاة 326 فلسطينيا، إضافة إلى أكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل في ظل الإبادة الجماعية التي ترتكبها.
وقال المكتب في بيان: "سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة أدت إلى وفاة 326 شخصا بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء والدواء، إلى جانب أكثر من 300 حالة إجهاض خلال 80 يوما".
وأعرب المكتب عن "بالغ القلق والاستنكار تجاه تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، جراء استمرار الاحتلال في تنفيذ سياسة التجويع الممنهج".
وأكد أن ما يجري "جريمة مكتملة الأركان ترتقي إلى الإبادة الجماعية، وتُنذر بكارثة إنسانية كبرى تهدد حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر".
وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح بدخول أي شاحنة مساعدات إنسانية وطبية ووقود بشكل تام منذ 2 مارس (آذار) 2025".
وأشار المكتب، إلى أن "غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 44 ألف شاحنة مساعدات خلال هذه الفترة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان الأساسية".
وفي تفاصيل حالات الوفاة خلال 80 يوما من الحصار، قال المكتب إن 58 شخصا توفوا بسبب سوء التغذية، و242 آخرين بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم من كبار السن، إضافة إلى وفاة 26 مريضا بالكلى نتيجة عدم توفر التغذية والرعاية الصحية اللازمة.
وأضاف أن "أكثر من 300 حالة إجهاض سجلت بين النساء الحوامل بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية لاستمرار الحمل".
وبشأن سوء التغذية، لفت إلى أن "ضعف أجساد المواطنين أدى لفشل حملات التبرع بالدم، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد بوحدات الدم مع تزايد أعداد الجرحى والمصابين المحتاجين لعمليات طارئة".
وطالب المكتب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ"التحرك العاجل ل فتح المعابر وإدخال الغذاء والدواء والوقود إلى غزة، وإنقاذ مئات آلاف المدنيين قبل فوات الأوان".
وأوضح أن "قطاع غزة بحاجة يومياً إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود للمرافق الحيوية والطبية".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بدء توافد الدفعة الأولى من حجاج المحافظات الشمالية إلى المدينة المنورة حماس تتحدث عن مفاوضات الدوحة وإدخال المساعدات لقطاع غزة الصحة العالمية: المساعدات الداخلة إلى غزة ليست سوى "قطرة في بحر" الأكثر قراءة محدث: إطلاق صواريخ من غزة على سديروت وعسقلان جنوبي إسرائيل إسرائيل – محاولة اغتيال محمد السنوار تحاكي سيناريو تصفية نصر الله حماس والشعبية تعقبان على استهدف مستشفى غزة الأوروبي الاحتلال يطالب بإخلاء مناطق واسعة شمال غزة تمهيدًا لهجوم جديد عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025