سرايا - رصد - يوسف الطورة - نجحت حركات المقاومة الفلسطينية على مدار 43 عاماً، إجبار حكومة الاحتلال إبرام عشرة صفقات تبادل للأسرى، شملت عدد من أصحاب الأحكام المؤبدة.

شكلت الصفقات الـ 10 حتى العام 2011، غضب في الأوساط الإسرائيلية، بوصف نتائجها غير متوازنة، خاصة وأنها شملت أسرى في معتقلات الاحتلال يواجهون احكام المؤبد، بتهم صنفتهم "خطرين" وفق وصفها.



ما بين 1968 وحتى عام 2011 استطاعت حركات المقاومة الفلسطينية إجبار الاحتلال على الرضوخ لصفقات اعتبرت في صالح الفلسطينيين، حررت آلاف الأسرى والمعتقلين، من النساء والأطفال، ومحكومون يواجهون احكام المؤبد المكرر.

واسفرت أولى صفقات التبادل الإفراج عن 37 أسيراً فلسطينياً، في اعقاب خطف عناصر من "الجبهة الشعبية" طائرة إسرائيلية متجهة من روما إلى الأراضي المحتلة على متنها 100 مواطنين من الاحتلال.

اعقبها معاودة الجبهة الشعبية أيضاً خطف طائرة ركاب أمريكية أثناء توجهها إلى تل أبيب وعلى متنها 116 إسرائيلياً، ليتم الإفراج عن فدائيين فلسطينيين وطيارين سوريين مقابل صفقة جرت في ذلك الوقت.

واختطفت مجموعة من الجبهة الشعبية للمرة الثالثة، طائرة بريطانية عام 1970، أجبرتها التوجه إلى بيروت ثم إلى الأردن وتم الإفراج آنذاك عن ليلى خالد التي اعتقلت أثناء تنفيذها عملية خطف طائرة لسلطات الاحتلال بنفس العام.

وفي سنة 1971، تم إختطاف حارس من مستوطنة "ميتولا" المحاذية للحدود اللبنانية على يد فدائيين من حركة فتح، أسفرت الإفراج عن أسير فلسطيني يواجه عقوبة بالإعدام.

وأثناء اجتياح الاحتلال، العاصمة اللبنانية بيروت سنة 1979، أسرت الجبهة الشعبية جندياً وقتلت 4 آخرين، أسفرت الصفقة حينها الإفراج عن 76 معتقلا فلسطينيا من كافة الفصائل بينهم 12 فتاة.

واحتجزت حركة فتح الأردنية سنة 1980 ، " أمينة المفتي" عميلة المخابرات الإسرائيلية في لبنان، قادت المفاوضات الإفراج عن المعتقلين مهدي بسيسو، أبو علي ووليام نصار بصفقة تبادل.

وأفرج عن " 4700" معتقل فلسطيني من معتقلي معسكر أنصار، إلى جانب 65 أسيرا من سجون الاحتلال، في صفقات تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال، 1983، في اعقاب أسر حركة فتح عندما ثمانية جنود، أثناء العدوان على لبنان، شملت الصفقة 6 منهم واحتفظت الجبهة الشعبية بجنديين.

وفي صفقة أخرى جرت في العام 1985، اعتبرت امتداد لما قبلها، بعد أن تمكنت الجبهة الشعبية أسر الرقيب" حجازي يشياي" خلال معركة السلطان يعقوب، وضمه للجنديين المحتجزين لديها.

أفرج الاحتلال في الصفقة عن 1115 معتقلا في السجون ومعتقلات الاحتلال، بينهم 99 أسيرا من دول عربية، و 118 من معسكر أنصار.

وبعد سنوات نجحت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، عام 2009، أسر الجندي جلعاد شاليط، في عملية تسلل من خلال الانفاق باغتت قوة متمركز لقوات الاحتلال في غلاف غزة، وبصفقة ناجحة استطاعت القسام إطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية لدى الاحتلال مقابل شريط مدته دقيقتين يظهر فيه شاليط بصحة جيدة.

وبعد نحو 5 سنوات على أسر الجندي "شاليط"، أسفرت صفقة عرفت "صفقة وفاء الأحرار" إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً من معتقلات الاحتلال.

وتحتجز كتائب القسام والفصائل الفلسطينية في غزة نحو 250 أسيرا من جانب الاحتلال، ضمن عملية طوفان الأقصى 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، رداً على اعتداءات الاحتلال المتكررة في المسجد الأقصى، وسعيا لتحرير الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

وكان قائد حركة حماس في القطاع يحيى السنوار، أكد في تصريحات سابقة، إن الفصائل الفلسطينية مستعدة لصفقة تبادل مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى الاحتلال، مقابل جميع الأسرى لدى المقاومة.

وجاء إعلان "السنوار" أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد ثلاثة ساعات من حديث الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، حيث قال:"إن ثمن العدد الكبير من الأسرى لدى المقاومة في غزة هو تبييض كافة سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين".

وسبق أن أعلنت القسام أن عدد أسرى الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية يتراوح ما بين 200 إلى 250 أسيراً أو ما يزيد، لفت حينها إلى مقتل العشرات منهم جراء الغارات الجوية التي يشنها جيش الاحتلال، تنفذها طائرات الاحتلال الحربية على قطاع غزة المحاصر.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الجبهة الشعبیة الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

هآرتس: بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت إسرائيل 20 جنديا

انتقد الكاتب الإسرائيلي أمير تيبون حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لفشلها الذريع في استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال إن على الرأي العام الإسرائيلي أن يتساءل عن أي غرض تخدمه الحرب على قطاع غزة حاليا؟ ومن أجل ماذا يموت هؤلاء الشباب؟

وكتب تيبون في مقاله بصحيفة هآرتس أنه منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي قُتل 20 من جنودها، وهو ما يعادل عدد أسراها الأحياء الذين كان من الممكن إنقاذهم.

وأضاف أن إسرائيل كانت في مفترق طرق قبل 3 أشهر -وتحديدا منذ أوائل مارس/آذار الماضي- وكان أمامها خياران: الأول أن تنتقل من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في يناير/كانون الثاني إلى المرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين وإنهاء الحرب التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكان الخيار الثاني يتمثل في خرق وقف إطلاق النار واستئناف الحرب كما ورد في المقال الذي قال كاتبه لو أن حكومة نتنياهو تبنت الخيار الأول لكان الأسرى الإسرائيليون الأحياء الـ20 قد عادوا إلى ديارهم، وكان من الممكن إطلاق سراحهم قبل عيد الفصح اليهودي الذي مضى عليه شهران تقريبا.

إعلان

لكن الحكومة لجأت إلى الخيار الآخر، وهو استئناف الحرب، وكان دافعها في الأغلب سياسيا، لكن تيبون يقول إن قرارا يعيد الأسرى ويضع حدا للحرب في غزة حسب مقتضيات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار كان من شأنه أن يكتب نهاية للائتلاف الحاكم في إسرائيل باستقالة المتطرفين مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

ولهذا السبب، تجددت الحرب في غزة قبل 3 أشهر، ومنذ ذلك الحين لم يُفرج من الأسرى الإسرائيليين الأحياء سوى عن عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضا، حيث جاء إطلاق سراحه باتفاق منفصل بعد مفاوضات بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحركة حماس ودون أي تدخل من جانب حكومة نتنياهو التي تصر على وقف إطلاق نار جزئي ومؤقت يسمح لها باستئناف الحرب.

إذا كان الهدف المعلن هو إعادة الأسرى فإن الكاتب يؤكد أن الحرب تحقق عكس ذلك تماما، أما إذا كانت الغاية منها القضاء على حماس فما الخطوات الدبلوماسية التي يجري اتخاذها لإنشاء حكومة مستقرة في غزة تكون بديلا لحركة المقاومة الإسلامية؟

وقال تيبون إن إدارة ترامب انحازت إلى نتنياهو، لكنها لم تنجح في زحزحة حركة حماس من موقفها، في حين نفد صبر بقية العالم وهو يرى تلك الصور المرعبة تخرج من قطاع غزة وارتفاع أعداد القتلى من المدنيين جراء القصف الإسرائيلي.

وتابع تيبون أنه إذا كان الهدف المعلن هو إعادة الأسرى فإنه يؤكد أن الحرب تحقق عكس ذلك تماما، أما إذا كانت الغاية منها القضاء على حماس فما الخطوات الدبلوماسية التي يجري اتخاذها لإنشاء حكومة مستقرة في غزة تكون بديلا لحماس؟

مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تُدين بشدة العدوان الإسرائيلي الجديد على ميناء الحديدة اليمني
  • “الشعبية” تُدين العدوان الصهيوني الجديد على اليمن
  • اشتباكات عنيفة بين عناصر القسام وميليشيا أبو شباب.. والاحتلال يتدخل
  • هآرتس: بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت إسرائيل 20 جنديا
  • إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا من غزة بعد شهور من التعذيب
  • من تحت الأنقاض..كيف تُعيد كمائن القسام صياغة معادلة الردع في غزة؟
  • الكشف عن تفاصيل كمين الجمعة: هكذا ضللت المقاومة قوة من جيش الاحتلال في خانيونس
  • العدو الإسرائيلي يفرج عن 12 أسيراً فلسطينياً من غزة
  • مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر
  • بعد تحذير القسام.. مظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى