خبير آثار يشيد باختيار مصر المقصد السياحي الأفضل لعام 2023
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
تسلمت وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، جائزة مجلة Lonely Planet البريطانية، باعتبار مصر المقصد السياحي الأفضل لعام 2023 ضمن قائمة المقاصد العالمية وفقا للاستفتاء التي أجرته المجلة، جاء ذلك بنهاية مشاركة الوزارة في بورصة لندن الدولية للسياحة (WTM2023) في دورتها 44 التي انطلقت فعالياتها خلال الفترة من 6 وحتى 8 نوفمبر الجاري بالعاصمة البريطانية لندن.
وفى ضوء ذلك يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن القيادة السياسية وضعت نصب أعينها على منظومة السياحة فى مصر وكيفية تطويرها منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى باعتبارها تنشيط لكافة أوجه النشاط الاقتصادى فى مصر من زراعة وصناعة ونقل وغيرها، وتم وضع مخطط وجهت كل الوزارات للمشاركة فيه كل فيما يخصه للوصول بالسياحة المصرية إلى 30 مليون سائح، علاوة على تنشيط كافة المقومات السياحية لزيادة عدد الليالى السياحة ومعدلات الإنفاق السياحي واستهداف شرائح ذات إنفاق أعلى من السائحين، حيث يعمل بالسياحة ما يقرب من مليون شخص بطريقة مباشرة، و2.4 مليون شخص بطريقة غير مباشرة من خلال العمل بالصناعات التكميلية التي تصل إلى ما يقرب من 70 صناعة مكملة لصناعة السياحة.
وأضاف الدكتور ريحان أن خطة التطوير انطلقت بعد فترة ركود تام بعد أحداث 2011 وهو التحدى الأول وكان على الدولة مواجهة ذلك بتوفير الأمن المناخ الرئيسى لنمو السياحة وزيادتها، وقطعت الدولة شوطًا كبيرًا فى محاربة الإرهاب كان له تضحيات كبرى من رجال الشرطة الأوفياء حتى تحققت الركيزة الأولى وهى توفير الأمن، ثم اتجهت لبناء البنية الأساسية من مياه وكهرباء وغاز طبيعى وشبكة طرق متطورة وتطوير وسائل النقل برًا وبحرًا وجوًا بعد أن كانت تعالج بالمسكنات مما هددها بالتوقف التام
وأصبحت مصر بفضل قياداتها السياسية الواعية قلب العالم العربي وواسطة العالم الإسلامي وحجر الزاوية في العالم الإفريقي، كما وصفها الكاتب والفيلسوف جمال حمدان، وعادت إليها مكانتها اللائقة بين الشعوب وألغت بريطانيا وروسيا الحظر، وبدأت الانطلاقة بمعدلات كبرى رغم أزمة كورونا والتى تعاملت معها الدولة بمعايير خاصة أشاد بها العالم واستمرت الزيارات السياحية وقت الأزمة نفسها ثم تلتها أزمة أوكرانيا، واستأنفت رحلات الطيران من روسيا إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة بعد توقف منذ عام 2015، وكذلك رحلات الطيران من إنجلترا إلى شرم الشيخ.
وأشار الدكتور ريحان إلى التحركات الملموسة فى قطاع السياحة والتى وصلت بها من 5 مليار دولار "2013 - 2014" إلى 12.6مليار دولار "2018 - 2019"، ففى قطاع الآثار تم إنشاء المتاحف الجديدة مثل متحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والغردقة ومتحف سوهاج القومى ومتحف الحضارة، وتطوير متاحف تعرضت للتلف بفعل الإرهاب مثل متحف الفن الإسلامى ومتحف ملوى، وتطوير ميدان التحرير محط أنظار سياح العالم بتكلفة 150 مليون جنيه، وانتظار العالم لافتتاح الرئيس السيسى للمتحف الكبير
هذا علاوة على استعادة 30 ألف قطعة أثرية من الخارج معظمها غير مسجل أى كان فى حكم المستحيل عودته ولكن تم استعادتها بمجهودات مكثفة وعلاقات دبلوماسية ومعاهدات ثنائية، ووفرت الدولة الموارد لانطلاق أعمال التنقيب التى أنتجت اكتشافات أثرية بحجم اكتشاف خبيئة الدير البحرى عام 1881 ومقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وهى اكتشاف خبيئة العساسيف بالأقصر والاكتشافات المتوالية بسقارة، علاوة على مائة كشف أثرى بالأقصر وسقارة والمنيا والمنوفية وسيناء عن طريق البعثات الأثرية المصرية التى بلغت 80 بعثة، والبعثات الأجنبية العاملة في مصر والتى بلغت 190 بعثة
وينوه الدكتور ريحان إلى افتتاح أول مصنع للمستنسخات الأثرية في مصر، وتطوير وإعادة تأهيل 24 متحف، ومائة مشروع للترميم والتطوير بمختلف المحافظات، كما شهد قطاع الآثار تنظيم 253 معرضًا دوليًا وإقليميًا منها معرض توت عنخ آمون في باريس، وتساهم هذه المعارض فى دعاية كبرى للسياحة المصرية وتحقق إيرادات عالية، وحصلت أعمال الترميم فى مصر على جوائز عالمية، حيث منحت جريدة "يوميوري" اليابانية، مشروع حفظ وترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير جائزة "يوميوري" للتعاون الدولي، كما فاز مشروع ترميم وتوثيق المعبد اليهودي "الياهو هانبي بالإسكندرية" بجائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات الترميم وإعادة التأهيل، في مسابقة التحكيم العالمية لأفضل أعمال إنشائية في العالم لعام 2021، في نسختها السنوية التاسعة، بمشاركة 21 دولة فى 18 مجال مختلف فى صناعة التشييد والبناء، وفقا لمجلة "Engineering News - Record" الأمريكية.
وتبنت الدولة حدثين تاريخيين أسهما فى عودة الولع بالحضارة المصرية داخليًا وخارجيًا وهما نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصرى إلى متحف الحضارة وافتتاح طريق الكباش فى احتفالية شهدتها كل وسائل الإعلام العالمية وأشعرت المواطن المصرى بقيمة حضارته ونشأ الشغف والحب بين الشباب للحضارة المصرية انعكست على نشاطهم فى وسائل التواصل الاجتماعى.
ويشير الدكتور ريحان إلى تبنى الدولة ثلاثة مشاريع قومية لإحياء السياحة الروحية بمصر، والتأكيد على مبدأ تلاقى وتعانق الأديان، باعتبار مصر نقطة الانطلاق لنشر السلام العالمى، وهما مشروع التجلى الأعظم الذى يحول منطقة سانت كاترين إلى ملتقى دولى للسلام والمحبة بين روحانيات المنطقة التى تجلى فيها المولى عز وجل، وناجى فيها نبى الله موسى ربه ثلاث مرات، وتلقى من على جبل طور سيناء ألواح الشريعة.
ومشروع إحيار مسار العائلة المقدسة كطريق للحج فى مصر الذى يستهدف 2.3 مليار مسيحى فى العالم لو حصلت مصر منهم على نسبة 2% فقط فقد ضمنت دخول 46 مليون سائح مما ينعش الحياة الاقتصادية فى مصر، ومشروع تطوير القاهرة التاريخية وإحياء مسار آل البيت.
ويتابع الدكتور ريحان بأن التنشيط السياحى داخليًا وخارجيًا أسهم بشكل كبير فى اختيار مصر المقصد السياحي الأفضل لعام 2023 حيث تم إنتاج مجموعة من الأفلام الترويجية والتوثيقية مثل فيلم "مصر الحضارة" عن جهود الدولة في مجال الآثار، وفيلم ترويجي للأسواق العربية، وفيلم توثيقي لأعمال إعادة الألوان لمعابد الأقصر والكرنك وإسنا ودندرة، و27 فيلمًا لإبراز المقومات السياحية بكل محافظة من محافظات الجمهورية، وكذلك إطلاق عددًا من الحملات الترويجية لتشجيع السياحة الداخلية والوافدة، كما قام سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالقاهرة بنشر أكثر من 20 فيلمًا للترويج للأماكن السياحية والأثرية المصرية المفضلة لهم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم وبسفارات دولهم
وفازت مصر بأفضل حملة ترويجية رقمية على منصات التواصل الاجتماعي في روسيا في نوفمبر 2021، كما فازت بجائزة أفضل فيلم دعائي في الشرق الأوسط لفئة القصص الاستثنائية عن السياحة المستدامة.
كما أطلقت وزارة السياحة والآثار حملة Same Great Feelings على منصات التواصل الاجتماعي المصرية والعربية والدولية بهدف تعريف المسافرين بالمقصد السياحي المصري وطمأنتهم وتشجيعهم على زيارة مصر، استهدفت أسواق أوكرانيا وإيطاليا والسعودية والتشيك وبولندا والامارات وبيلاروسيا وألمانيا وغيرها من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر.
وأردف الدكتور ريحان بأن هذه الطفرة شهد بها العالم أجمع حيث تقدمت مصر 18 مركزًا في مؤشر تنافسية السياحة والسفر في الفترة من 2015 وحتى 2019
كما أكدت مجلة "travel inside" أن مصر الأولى عالميًا بين الوجهات السياحية الأكثر طلبًا خلال الفترة الحالية، لتتفوق بذلك على العديد من المقاصد السياحية الأخرى كجزر المالديف وجزر الكاريبي، كما أكد المجلس العالمي للسفر والسياحة، حصول مصر على خاتم السفر الآمن، فضلا عن اختيار موقع "tripadvisor"- الذي يعتبر أكبر منصة للسفر في العالم- مدينة الإسكندرية أحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم، حيث جاءت في المركز 23 عالميًا، كما اختارت الإيسيسكو القاهرة كعاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامى 2022، كما تم اختيار سيوة من قبل منظمة السياحة العالمية لتكون ضمن أجمل القرى السياحية حول العالم في 2023.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدکتور ریحان فى مصر
إقرأ أيضاً:
تعزيز الصناعة المصرية.. الحكومة تكثف جهودها لإزالة التحديات وتقديم الحوافز
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، الاجتماع الأسبوعي لـ الحكومة بمقرها في العاصمة الإدارية الجديدة؛ لمناقشة عدد من الموضوعات والملفات.
واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم، حفل افتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية، وفعاليات موسم الحصاد بمحور الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (محور الضبعة سابقاً).
وفي هذا الإطار، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالمداخلات التي أجراها الرئيس حول التحديات التي تواجه استصلاح أراض جديدة وجعلها صالحة للزراعة؛ سواء من حيث البنية الأساسية المطلوبة، وكمية الطاقة اللازمة لذلك، بالإضافة إلى الطرق وشبكة الكهرباء وغيرها، فضلا عن حديث سيادته عن أهمية مشاركة القطاع الخاص في مجال الزراعة، علاوة على تأكيد الرئيس على أهمية استغلال الأراضي المتاحة في صعيد مصر، باعتبار أن هذه الأراضي تحمل قيمة تنموية واقتصادية عالية يجب أن يتم توظيفها لصالح مشروعات إنتاجية عديدة.
وفي الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء أن الدولة تعمل كما قال الرئيس على رفع كفاءة واستغلال كل شبر من الأراضي المتاحة، خاصة في المحافظات التي كانت تعاني من ضعف في الخدمات والاستثمارات، ولذا فستعمل الحكومة بكل أجهزتها والجهات المعنية على تكثيف ومضاعفة جهودها؛ من أجل تحقيق التنمية في كل مناطق الجمهورية.
وخلال الاجتماع، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن الأيام الماضية شهدت مشاركة الرئيس في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الرابعة والثلاثين، التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد، مُثنيا على ما جاء في كلمته من رسائل قوية تحمل الإصرار على استمرار الدولة المصرية في جهودها الحثيثة من أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة، ومشيرا لما ذكره فخامة الرئيس في كلمته من أن الأمانة الثقيلة التي نحملها جميعا واللحظة التاريخية التي نقف فيها اليوم، تلزمنا بأن نُعلي مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، وأن نعمل معا على تسوية النزاعات والقضايا المصيرية التي تعصف بالمنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما أشاد رئيس مجلس الوزراء بتأكيد الرئيس السيسي خلال كلمته بأنه حتى إذا نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وفيما يتعلق بالشأن المحلي، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى مواصلته الجولات الميدانية، مشيرا إلى قيامه أمس بافتتاح المصنع الجديد لشركة "إس إي وايرينج سيستمز إيجيبت ش.م.م"، إحدى شركات "سوميتومو إليكتريك وايرينج سيستمز يوروب"، التي تتبع "سوميتومو" العالمية، وهي واحدة من أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم، مؤكدا استمرار الجهود الحكومية؛ من أجل إتاحة المزيد من التيسيرات والمحفزات وإزالة أي تحديات من الممكن أن تواجه قطاع الصناعة، بما يسهم في توطين الصناعات المستهدفة، ومشيدا بما لمسه خلال جولته بالمصنع الجديد من حجم تطور كبير لإنتاج الضفائر الكهربائية للسيارات، والتي يتم فيها الاستعانة بأحدث التكنولوجيا والتقنيات المتبعة في هذا المجال.
كما أشار الدكتور مدبولي إلى قيامه مطلع الأسبوع الحالي بجولة ميدانية أخرى لمتابعة التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي BRT، الممتدة من محطة تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي وحتى محطة أكاديمية الشرطة، وتفقده أيضا مشروع حدائق تلال الفسطاط لمتابعة سير الأعمال به.
وفي هذا الإطار، شدد رئيس مجلس الوزراء على استمرار التحرك الميداني للحكومة في مختلف مواقع العمل بجميع مناطق الجمهورية؛ لمتابعة سير العمل بالمشروعات القومية والخدمية المختلفة، التي تقوم الدولة بتنفيذها؛ من أجل تحسين نوعية وجودة الحياة للمواطنين، والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة إليهم، مع السعي الجاد لإزالة أي عقبات أو تحديات تعوق تنفيذ تلك المشروعات بما يخدم المواطنين.