يوآف غالانت جنرال إسرائيلي ولد في 1958 لأبوين بولنديين ممن نجو من "الهولوكوست" وهاجروا إلى فلسطين في 1948، عُرف بتميزه العسكري، وترقيه في المناصب القيادية وصولا إلى منصب وزير الدفاع، إذ عيّنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان قد أقاله من المنصب في مناسبتين قبل 2023.

يعدّ غالانت أحد أكبر الداعمين للاستيطان في الضفة الغربية، والقائلين بضرورة التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة، ويواجه اتهامات بانتهاك القانون الدولي الإنساني في حرب إسرائيل على غزة في 2008/2009.

المولد والنشأة

ولد يوآف غالانت بمدينة يافا في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 1958 لوالدين من البولنديين الذين هاجروا على متن سفينة "أكسودس" في 1948.

يوآف غالانت وسط جنود إسرائيليين على حدود غزة يوم 15 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 (وكالة الأناضول)

والدة غالانت فروما ووالده مايكل كانا من الناجين من الهولوكوست، كما كان والده قناصا في الجيش الإسرائيلي، وأحد الحائزين على شهادة تفوق عسكرية.

وعمل والده في لواء غفعاتي إبان حرب 1948، كما شارك في عملية "يوآف" العسكرية في صحراء النقب، فسمى ابنه يوآف غالانت نسبة لها.

وزوجة غالانت تدعى كلودين وقد تعرف إليها خلال عمله العسكري، وكانت قد عملت بمنصب ضابط في سلاح البحرية، وتقاعدت برتبة مقدم.

ولهما ابن وابنتان، ويعمل ابنه وإحدى بناته في القطاع العسكري أيضا.

التكوين العلمي

تخرج غالانت في جامعة حيفا، وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال.

المسيرة المهنية

في 1976، انضم غالانت إلى صفوف قوات الكوماندوز في الجيش الإسرائيلي، المعروفة باسم "شيطت 13″، وعمل ضابطا في القوات البحرية.

وعرف عن غالانت كونه "ضابطا بارعا" في وحدة النخبة البحرية، التي نفّذت عمليات عسكرية عدة داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.

وبعد تسريحه من الخدمة العسكرية الإلزامية في 1982، انتقل غالانت إلى ولاية ألاسكا الأميركية، وقضى فترة هناك يعمل حطّابا، ليعود بعد عامين إلى إسرائيل، ويعمل فيها قائدا لسفينة عسكرية مقاتلة.

وفي 1986، عيّن غالانت قائد سرية، ورُقّي إلى رتبة مقدم، ثم تدرج بعد ذلك سريعا في المناصب العسكرية.

وفي 1992، عين قائدا لوحدة الكوماندوز البحرية "شيطت 13″، وفي العام التالي انتقل إلى القوات البرية، وتولى قيادة لواء جنين في الضفة الغربية.

وفي 1997، تولى قيادة قطاع غزة، وفي 2002 حصل على رتبة جنرال، وشغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، وهو المنصب الذي يعود له الفضل في جعل غالانت "ذا معرفة واسعة بهيئة الأركان والمؤسسة الأمنية بشكل عام".

ووصفه بعض أصدقائه بأنه "قائد عسكري بارع، يعرف كيف يقرأ ساحة المعركة، ويحدد خريطة التهديدات، ويعرف الأهم، وهو وضع حلول جديدة لمواجهتها".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قرر نتنياهو تعيين غالانت وزيرا للدفاع خلفا لبيني غانتس.

المسيرة السياسية

يعدّ يوآف غالانت متفوقا عسكريا، إلا أن حياته السياسية تشوبها بعض الفضائح والمشكلات، وكان نشاطه السياسي قد بدأ في يناير/كانون الثاني 2015.

وبدأ بانضمامه إلى حزب "كولانو" الجديد (معنى اسمه: كلنا)، واحتل غالانت المركز الثاني في قائمة الحزب لانتخابات 2015، ثم انتخب عضوا في الكنيست، وعُين لاحقا وزيرا للإنشاءات في الحكومة الجديدة.

وفي 2019 ترك غالانت حزب "كلنا"، وانضم إلى الليكود، حزب حليفه نتنياهو.

في 2010، وبعد نجاح يوآف غالانت في عملية "الرصاص المصبوب" بغزة، رشحه وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك لتولي منصب رئيس "هيئة أركان الجيش الإسرائيلي"، وبذلك يكون أول ضابط من القوات البحرية يتولى هذا المنصب.

في الوقت نفسه رفعت منظمة "يش جفول" الإسرائيلية غير الحكومية دعوى ضد تعيينه، وذلك للاشتباه في "ارتكابه انتهاكات جسيمة للقانون الدولي إبان عملية الرصاص المصبوب"، إلا أنه وعلى الرغم من تلك الانتهاكات؛ تعززت مكانة غالانت داخل صفوف الجيش الإسرائيلي.

بالإضافة إلى هذه الاتهامات، كان طلب تعيين غالانت من باراك مثيرا للجدل، كونه جاء مخالفا لرغبة رئيس الأركان حينها غابي أشكينازي.

وبالتزامن مع تلك الأحداث، انتشر تسريب لغالانت عبر إحدى القنوات الإسرائيلية، يحاول فيه تشويه سمعة بيني غانتس منافسه على المنصب، وعرف ذلك التسريب بـ"وثيقة غالانت".

ونفى غالانت هذه الاتهامات وبرأته الشرطة، وبعد فترة قال، إنه لا ينوي متابعة الموضوع، ونقل عن مقربين منه أنه "ظلّ هادئا طوال فترة التحقيقات، وواثقا من أن هذه القضية لن تضر ترشيحه، لذلك لم يغير أيا من نشاطه اليومي المعتاد".

وفي سبتمبر/أيلول 2010، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو على تعيين غالانت.

وقال نتنياهو، إن غالانت أثبت أنه "مقاتل شجاع وضابط ممتاز وقائد معارك مسؤول وجاد على مدار 33 عاما من الخدمة العسكرية"، إلا أن نتنياهو نفسه ألغى تعيين غالانت في هذا المنصب في فبراير/شباط 2011.

وكان إلغاء تعيين غالانت في أعقاب اتهامه بمصادرة أرض ملكية عامة لبناء منزله، وأسفرت نتائج التحقيق عن "صعوبات قانونية كبيرة" إزاء تعيينه.

وعُدّت تلك "فضيحة" حالت دون تعيينه في المنصب، لكن لم توجّه إليه أي اتهامات جنائية في القضية.

وعُرض على غالانت حينها تقلد منصب قائد القوات البرية لكنه رفض، وقرر البقاء في قيادة المنطقة الجنوبية.

وبعد تعيين غالانت وزيرا للدفاع في 2022، أعلن نتنياهو في 26 مارس/آذار 2023 إقالته، وذلك إثر تصريحاته المثيرة للجدل حول قضية تعديل النظام القضائي.

وكان غالانت قد طالب بتجميد آلية تعديل النظام القضائي، التي تسعى لها الحكومة مقابل اعتراض شعبي واسع. وقال غالانت، إن دافعه إلى ذلك "الخشية من تهديد أمن إسرائيل بسبب الانقسام الشعبي حول الملف".

وفي 11 إبريل/نيسان 2023، أُعيد غالانت إلى منصب وزير الدفاع، وذلك إثر الضغط الجماهيري والمظاهرات التي أعقبت استقالته، إضافة إلى تقديم القنصل الإسرائيلي في نيويورك استقالته، وقوله، إنه لم يعد قادرا على تمثيل "هذه الحكومة وأن من واجبه ضمان بقاء إسرائيل منارة للديمقراطية والحرية في العالم".

ويعدّ يوآف غالانت أحد أبرز الداعمين لإقامة المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، ما جعل رئيس مجلس المستوطنات شلومو نئمان يرحب بتعيينه وزيرا للدفاع، إذ صرح حينذاك بأن "غالانت فعل كثيرا من أجل الاستيطان في الضفة الغربية".

تصريحات بعد "طوفان الأقصى"

في العدوان الإسرائيلي على غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن يوآف غالانت أن عملية "السيوف الحديدية" يجب أن تكون الأخيرة، وادعى بأنه لن يكون هناك وجود لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعدها.

كما أضاف أن هذه الحرب ستستغرق هذه المرة شهرا أو 3 أشهر، "وفي نهاية المطاف لن يكون هناك وجود لحماس"، وقال، إن إسرائيل تحارب "حيوانات بشرية" في غزة.

وتابع "قبل أن تلاقي حماس مدرعاتنا ستختبر القصف الجوي"، ثم خاطب قواته قائلا، "أنتم تعرفون كيف تفعلون ذلك بطريقة فتّاكة".

وحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أشار غالانت أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب إلى أن "هذه حملة من 3 مراحل منظمة".

وجاء في بيان لمكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن "غالانت عرض بالتفصيل أهداف الحملة، بما في ذلك القضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية والحكومية، وإخلاء مسؤولية إسرائيل تماما عن قطاع غزة، وإيجاد واقع أمني جديد في المنطقة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی یوآف غالانت وزیر الدفاع غالانت فی

إقرأ أيضاً:

نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟

#سواليف

أعلن #جيش_الاحتلال، اليوم الخميس، #اغتيال القيادي في #كتائب_القسام، الذراع العسكري لحركة #حماس، #رائد_سعد، في #غارة استهدفت سيارة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، في عملية أسفرت عن #استشهاد 5 #فلسطينيين على الأقل وإصابة نحو 20 آخرين.

ووصف جيش الاحتلال في بيان رسمي، سعد بأنه “الرجل الثاني” في #كتائب_القسام، والذي يتولى حاليا ملف إنتاج السلاح، وإعادة بناء القدرات العسكرية للجناح العسكري لحركة #حماس في قطاع غزة.

ويعد رائد سعد من مواليد العام 1972، وساهم في تأسيس الذراع العسكري لحركة حماس، وتدرج في شغل عدة مناصب ولعب أدوارا قيادية على مدار فترة عمله. وقبل #حرب_الإبادة_الإسرائيلية على غزة، كان سعد يُعتبر الرقم 4 في قيادة “القسام” بعد محمد الضيف ومروان عيسى اللذين اغتالتهما إسرائيل، وبعد عز الدين الحداد الذي تزعم المنظومة الأمنية الإسرائيلية توليه قيادة الذراع العسكرية لـ”حماس”.

مقالات ذات صلة البنتاغون يعلن حصيلة قتلاه الجنود والمصابين في كمين لداعش تعرضوا له في تدمر 2025/12/13

وأصبح سعد الرقم 2 في “القسام” بعد عمليات الاغتيال التي طالت عددا كبيرا من أعضاء المجلس العسكري.

وشغل سعد قيادة لواء غزة، وهو أحد أكبر ألوية كتائب القسام، لسنوات حتى الفترة التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005 وحتى عام 2021، حينما تولى مهمة جديدة في الذراع العسكرية لـ”حماس”. وانتقل سعد عام 2021، وبعد معركة “سيف القدس” التي يطلق عليها الاحتلال اسم “حارس الأسوار”، لشغل منصب مسؤول ركن التصنيع في الحركة، وهو المسؤول عن وحدة التصنيع التي تُعنى بتطوير وإنتاج الأسلحة، مثل الصواريخ، والقذائف المضادة للدروع، وشبكة الأنفاق.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن سعد أمضى في عام 1990 فترة اعتقال قصيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي على خلفية فعاليات تنظيمية. وفي بداية العقد الثاني من الألفية، أسس القوة البحرية التابعة لـ”حماس” في غزة، وتولى قيادتها. وبعد حرب عام 2014، انضم سعد إلى ما يُعرف بـ”هيئة الأركان” في “حماس”، وأصبح عضوا في المجلس العسكري المصغر للحركة.

وبحسب الإعلام العبري فقد “تم تعيينه قائدا لركن التصنيع، وفي إطاره أصبح مسؤولا عن إنتاج كافة الوسائل القتالية لصالح الجناح العسكري لحماس تمهيدا لعملية السابع من أكتوبر”. كما كان أحد مهندسي خطة “جدار أريحا”، التي هدفت إلى إخضاع فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال، خلال طوفان الأقصى.

وزعم الإعلام العبري أن سعد عمل بعد ذلك “لإعادة إعمار قدرات “حماس” في إنتاج الأسلحة خلال الحرب، وكان مسؤولا عن قتل العديد من الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة خلال الحرب، نتيجة تفجير عبوات ناسفة قام ركن التصنيع بإنتاجها”.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارة التي استهدفت سعد جاءت بعد سلسلة محاولات اغتيال فاشلة خلال الفترة الأخيرة، من بينها محاولتان خلال الأسبوعَين الماضيين لم تنضجا في اللحظات الأخيرة، كما نجا من عدة محاولات اغتيال خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
  • نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
  • الجيش الإسرائيلي يوضح سبب الإنذار في موشاف بيتيش بالنقب
  • بيانات ملاحية تكشف تحركات عسكرية.. ما الذي يجري قبالة الساحل الفنزويلي؟
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • عاجل | وزير خارجية لبنان للجزيرة: وصلتنا تحذيرات من جهات عربية ودولية أن إسرائيل تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان
  • روسيا تحسم معركة سيفيرسك.. وتدمر 90 مسيرة أوكرانية ليلا
  • معركة العقول: كيف تسيطر إسرائيل على السردية العالمية؟
  • مظاهرات 11 ديسمبر: تسمية مؤسسة تصليح وصيانة العتاد بالرويبة باسم المجاهد “العربي رشيد”
  • مناورات عسكرية جوية بين قوات الدفاع الذاتي اليابانية والجيش الأمريكي