رئيسة آيكان للجزيرة نت: تجزئة الإنترنت ستؤدي لانهياره
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
الإنترنت شبكة واحدة ذات بنية تحتية مرنة، وتجزئته أو محاولة تنظميه ستؤدي إلى انهياره، وهذا الخطر حتمي وحقيقي. هذا ما حذرت منه رئيسة منظمة آيكان (ICANN) الحالية سالي كوستيرتون في حوار خاص مع الجزيرة نت على هامش قمة الويب 2023 التي تجري فعالياتها حاليا في العاصمة البرتغالية لشبونة.
البنية التحتيةفقد قالت رئيسة مؤسسة الإنترنت للأسماء المخصصة (آيكان) سالي كوسترتون: ما لا يعلمه كثير من الناس أن ما يرونه على هواتفهم ليس هو الإنترنت، رغم أن معظمهم يعتقد ذلك، فالإنترنت يشبه المنزل المليء بالغرف والمحتويات (التطبيقات والمحتوى).
وأضافت أنه في أي مكان في العالم يمكن كتابة اسم موقع والحصول على النتيجة ذاتها، وذلك لأن الإنترنت شبكة واحدة، وهنا يكمن الخطر في تجزئته، فهذه المؤسسة التي تم بناؤها على مدى 30 عاما مبنية على الثقة، وهي عملية يشارك فيها أصحاب مصلحة متعددون لوضع السياسات والقواعد، ويمكن لأي شخص من جميع أنحاء العالم أن يلعب دورا فيها.
وترى الرئيسة الحالية لآيكان أن الإنترنت يواجه حاليا خطرين؛ الأول من الحكومات التي تريد تنظيم المحتوى بشكل خاص، ومن الواضح أن السبب هو ذلك الجزء من الإنترنت الذي لا يمكنهم رؤيته ولا يحبونه لأنهم يعتقدون أنه سيئ ويريدون حماية مواطنيهم منه، لهذا يقولون إنهم يريدون القيام بالقليل من التنظيم هنا.
وأضافت أن الإنترنت كما نعرفه ليس مصمما كي يكون محصورا ضمن حدود وطنية، لهذا فإن ما يفعلونه هو إحداث كسر في إمكانية التشغيل البيني للإنترنت، وهو الجزء الذي يجعله آمنا ومرنا، ما يُحدث شقا في المؤسسة، وإذا كان لديك شقوق كثيرة في أساس منزلك فإنه سينهار.
والخطر الثاني هو من بعض الجهات الفاعلة في العالم، الذين لا يعتقدون أن نموذج الإدارة متعددة المصالح هو النموذج الصحيح، وأن الحكومات وحدها هي التي يجب أن تقرر القواعد المتعلقة بكيفية إدارة البنية التحتية للإنترنت. وبالتالي فإن مستخدمي الإنترنت الذين يقدر عددهم بـ 5.6 مليارات في العالم سيختفون.
وتابعت كوسترتون بأن الأمر مدفوع بقضايا متعددة تتعلق بالجغرافيا السياسية والعالم الذي نعيش فيه، لكنْ لأن الإنترنت مهم جدا للجميع، فإنهم يرونه كشيء يريدون السيطرة عليه، وهذا ما كانت مؤسسة آيكان تحذر منه.
وأضافت بأنه لا ينبغي الاعتقاد بأن كل شيء مضمون، وأن الجميع هنا في قمة الويب يروجون لأعمالهم التجارية ويتوقعون الاستفادة من أولئك الـ5.6 مليارات مستخدم، لأن الوضع لن يكون دائما على هذا النحو، فخطر الانهيار موجود هنا وهو حقيقي.
ولدى سؤال كوسترتون عن الويب 3 -تلك التقنية الحديثة التي تستند إلى لامركزية الإنترنت- وما إن كان سيؤثر على الإنترنت بشكله الحالي، قالت: إن الإنترنت كفكرة تجارية عمرها 30 سنة تقريبا، وقبل ذلك كان أداة أكاديمية، وهو تقنية حديثة لكنه يتقدم بسرعة كبيرة وحقق إنجازات لا تصدق، وما حدث في هذا الإطار الزمني القصير هو ظهور تقنيات جديدة طوال الوقت، مثل الذكاء الاصطناعي وتأثير منصاته وما إلى ذلك، وقد سمعنا الكثير من المتحدثين الأكثر خبرة يقولون إنك لا تحتاج إلى الإنترنت لأن لدينا الذكاء الاصطناعي، لكننا نقوم دائما بتبني التقنيات الجديدة، وقد أثبت الإنترنت أنه يتمتع بمرونة غير عادية في بنيته التحتية التقنية، فلم يفشل أو ينهار أبدا خلال الـ30 عاما.
وأضافت أن إطار الدعم الذي يقدم كل المحتوى يتسم بالمرونة الكاملة والبنية التحتية التقنية القادرة على الصمود، ويساهم في ذلك الاعتماد على شبكة واحدة دون تجزئة.
وأشارت إلى أن فريق عمل هندسة الإنترنت (IETF) التابع للمؤسسة هو الذي يحدد فعليا الطريقة التي تتحرك بها البيانات حول الشبكات للتأكد من أنه عندما تكتب موقع ويب في القاهرة مثلا وأنا أكتبه في دلهي فإننا سنصل إلى موقع الويب الذي نريده، لكن إذا بدأنا بإدخال أنواع مختلفة من البنى التحتية وتوجهنا نحو اللامركزية فإننا نزيل بذلك المفهوم الوحيد القابل للتشغيل البيني ونضعه في خطر لأن الإنترنت ليس مصمما للتعامل مع هذا النوع من النماذج اللامركزية.
واعتبرت أن هذا الأمر ربما لا يجعله جيدا أو سيئا، لكنه مجرد مسألة للتفكير فيها.
التحيز والمحتوى الضاروفي سؤال عن تحيز بعض المنصات لمحتوى معين قالت رئيسة آيكان: إن ما يتعلق بمحتوى الإنترنت يرتبط بالسياسات التحريرية للمواقع والمنصات التي تنشره، فشركات مثل ميتا وغوغل مثلا تسمح للأشخاص بأن يكونوا موجودين على منصاتها والتعبير عن آرائها بالطريقة التي تراها مناسبة بحسب القواعد التي تضعها هي، وليس هذا من مهام آيكان.
وأضافت: لكن في بعض الأحيان يُستخدم الإنترنت بشكل ضار مثل بيع الأدوية الزائفة وارتكاب الجرائم وإلحاق الضرر بالآخرين، وهذا ما يجعل الحكومات أكثر احتمالا للعمل على تنظيم المحتوى، لأنها تريد حماية مواطنيها، ومع أنه لا يمكننا في آيكان أن نطلب من الحكومات عدم تنظم هذا الأمر، لكننا نطلب منها قبل أن تفعل أن تفكر جيدا وأن تأتي وتتحدث إلينا وسنساعدها.
وختمت بالقول: إنه كلما زادا المحتوى على الإنترنت زادت صعوبة مقاومة الحكومات لإغراء تنظميها، لكن مهمة آيكان تظل التحدث إلى تلك الحكومات ودفعها إلى الاستعانة بفرق المؤسسة التقنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أن الإنترنت
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تشدد إجراءات حماية القصّر من المحتوى الضار على الإنترنت
بدأت بريطانيا اليوم الجمعة تطبيق إجراءات جديدة لمنع الأطفال من الوصول إلى المحتوى الضار على الإنترنت، وأشاد نشطاء بالخطوة باعتبارها "نقطة تحول" في معركتهم المستمرة منذ سنوات.
وبموجب القواعد الجديدة التي ستطبقها هيئة الرقابة على الإعلام البريطانية، ستُلقى على عاتق المواقع الإلكترونية والتطبيقات التي تُقدم محتوى ضارا محتملا، مسؤولية التحقق من سن المستخدمين باستخدام إجراءات مثل صور الوجه وبطاقات الائتمان.
وبحسب الرئيسة التنفيذية لهيئة تنظيم الاتصالات البريطانية ميلاني داوز، وافق حوالي 6 آلاف موقع إباحي على تطبيق هذه القيود.
وأشارت إلى أن منصات أخرى، مثل إكس التي تواجه نزاعا بشأن قيود مماثلة في أيرلندا، يجب عليها أيضا حماية الأطفال من المحتوى الإباحي غير القانوني والمحتوى الذي يحض على الكراهية والعنف.
وقالت داوز لإذاعة بي بي سي "لقد قمنا بعمل لم تقم به أي جهة تنظيمية أخرى"، لافتة إلى أن "هذه الأنظمة يمكن أن تؤتي ثمارها. لقد أجرينا بحوثا في هذا المجال".
قانون السلامةوتنبع القواعد الجديدة الرامية إلى منع القاصرين من مواجهة محتوى يتعلق بالانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل، بالإضافة إلى المواد الإباحية، من قانون السلامة على الإنترنت الصادر عام 2023.
ويفرض هذا القانون مسؤوليات قانونية على شركات التكنولوجيا لحماية الأطفال والبالغين على الإنترنت بشكل أفضل، ويفرض عقوبات على من يخالفها.
ويواجه من يخالف القواعد غرامات تصل إلى 18 مليون جنيه إسترليني (23 مليون دولار) أو 10% من إيراداته العالمية، "أيهما أكبر"، بحسب الحكومة.
كما يمكن اتخاذ إجراءات جنائية ضد كبار المديرين الذين يفشلون في ضمان استجابة الشركات لطلبات المعلومات الصادرة عن مكتب الاتصالات.