د. رشا سمير تكتب: فلسطين الأمل.. وستبقى
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
نركض أحيانا في طلب الموت ليس سعيا وراء الحياة بل سعيا وراء البقاء..نركض أحيانا من أقدارنا ومن أحلام ربما تحولت إلى كوابيس في أذهان الصغار، أو أطلال بيوت لم تُبنى وأنقاض قضية لم تُنصف وبقايا أحاسيس لم يعرفها سوى أصحاب الأرض.
إنها صور صامتة وصرخات مكتومة ودموع لو فاضت لانقلبت موازين العدالة والإنسانية..
كيف نكتب عن الحرب في صفحات؟ كيف نروي كل تلك المآسي على الشاشات وفي الروايات؟
إنها الحرب..إنه القتل..إنه التهجير.. إنها قصة وطن..فكيف نكتب عنها؟
لكل قصة بداية ولكل رواية نهاية..
إرتبط إسم فلسطين منذ الأمد في أذهان العالم بمحاولات إستعادة الأرض المحتلة، بأطفال يحملون الحجارة ويقذفون بها المحتل الخسيس..إنها إذن قصة الإحتلال الغاشم والإستيلاء على أرض عربية ومحاولة تطويعها بالقوة لتحمل جنسية مزيفة.
تبدأ الحكاية منذ أن سيطرت بريطانيا على المنطقة المعروفة بإسم فلسطين بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية، التي كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط، في الحرب العالمية الأولى، وقد زادت وتيرة المناوشات بين الجانبين عندما أعطى المجتمع الدولي لبريطانيا شرعية تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين التي تمثل بالنسبة لليهود أرض أجدادهم زورا وبهتانا..
في الفترة بين العشرينيات والأربعينيات، تنامى عدد اليهود القادمين إلى فلسطين، فكان العديد منهم ممن فروا من الاضطهاد الديني الذين تعرضوا له في أوروبا، باحثين عن وطن في أعقاب ما عرف بالمحرقة "الهولوكوست" في الحرب العالمية الثانية بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد الحكم النازي في ألمانيا..
إنها المحرقة التي وقف العالم كله ضدها واصفا النازيين بأنهم مجرمي حرب، والغريب أن كل تلك البشاعة والقسوة التي تمت بها إبادة اليهود لم تتسبب ولو للحظة في إعادة الرحمة إلى قلوبهم أو تغاضيهم عن تلك الوحشية التي قرروا بها فجأة يوم 7 أكتوبر الرد الوحشي على المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ وضرب المستشفيات زاعمين أنهم ليسوا من أطلقوا شرارة الحرب..إنهم يؤكدون كل يوم على صورتهم التي يوما قبلها العالم وهاهو اليوم يرفضها ويدينها، بل ويخرج البشر من كل صوب وحدب في مظاهرات عنيفة هزت أرجاء لندن وألمانيا وأمريكا وكندا ينددون ويهتفون ضد المحتل الغاصب، يطالبون بمحاكمة نتنياهو كمجرم حرب وبسقوط شرعية اليهود وعودة الأرض العربية إلى أصحابها..
الحقيقة أنني لا أرى ما حدث نكبة ولا نهاية، بل أراها خطوة إيجابية وأكيدة لبداية النهاية لدولة غاصبة..
إنها شمس تشرق على دولة عربية عانت طويلا في ظل الإحتلال وطالما صرخ أبنائها طالبين الدعم العربي والإلتفاف العالمي بلا جدوى، لم تبدأ معاناة هذا الشعب الصامد يوم 7 أكتوبر بل للمعاناة تاريخ أصيل طويل يبدأ منذ أن إستقبل الفلسطينيون هؤلاء القتلة على أرضهم وفتحوا لهم أحضانهم ليبادلوهم الورود بالرصاص..
ما دام روى لي صديقي العزيز القاص والمستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين العربية بالقاهرة ناجي الناجي عن قصص أطفال لم يهزمهم الإحتلال وشباب لم يتوروا أو يختبئوا خلف الجدران، بل قاوموا بكتابة الشعر وبالحكي وبالتطريز وبالرسم لتبقى الهوية الفلسطينية، حتى أصبحت القضية ثقافة تتحدى العالم وتحمل الرسالة لأجيال ربما لم ترى ولم تسمع، لقد كتب هو شخصيا روايات ليروي فيها للعالم كله عن القضية التي حملها هو وغيره على أكتافهم وبأقلامهم..ثم عاد يحكي لي اليوم وكله تفائل عن من قدموا أرواحهم فداء لأرض مقدر لها أن تبقى..
أتفق معك يا صديقي..فلسطين اليوم ليست عنوانا للسواد ولا للموت بل كانت وستظل عنوانا للأمل، راح من راح واستشهد من استشهد ولازال باقيا على قيد الحياة من يحملون خارطة فلسطين العربية في قلوبهم..
أكتب وكلي أمل وتفاؤل في نهاية وشيكة لقتلة الأطفال، أكتب وكلي أمل في أن تتوحد الصفوف العربية من أجل إعادة الحق وإعادة صورة العرب القوية التي كان صلاح الدين يوما عنوانها..أكتب والإبتسامة لا تفارق قلبي وأنا أشاهد ألاف المتظاهرين في كل عواصم العالم الذين بدأوا ينقبون في الكتب عن أصل القضية وجابوا الشوارع يطالبون بإسقاط إسرائيل ومحاسبة القتلة..أكتب وكلي تفاؤل وفخر لأن ضحايا تلك المجزرة صنعوا عنوانا جديدا للمقاومة وأعادوا القضية لتصبح عنوانا للساحة العالمية من جديد..
الحق سيعود حتما لأصحابه وستظل فلسطين العربية باقية مهما طال الزمان.
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
في الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين.. صاروخ فرط صوتي يمني يدك مطار المجرم «بن غوريون»
بشّر المجاهد الشاب العميد ركن يحيى سريع – الناطق الرسمي باسم جيش الجمهورية اليمنية في مساء يوم الخميس الموافق 15/ مايو / 2025م، بشر العالم أجمع بإرسال الصاروخ اليماني المبارك إلى قلب فلسطين المحتلة، هذا الصاروخ هو هدية عملية للمقاومة الفلسطينية الشجاعة وللشعب الفلسطيني المقاوم الصامد بمناسبة يوم النكبة الكبرى للعرب والمسلمين وللإنسانية جمعاء، نكبة تقسيم فلسطين المشؤومة في الذكرى الـ 77 ليوم النكبة، في العام 1948م.
هذا اليوم المشؤوم تناساه الحكام العرب لأنهم قد خانوا القضية الفلسطينية واعتبروها عبئاً ثقيلاً عليهم وعلى سلطاتهم واقتصاداتهم وخططهم المتناغمة واللصيقة بالخط العام للحركة الصهيونية العالمية وفروعها اليهودية والأمريكية والأطلسية والعربية والإسلامية للأسف الشديد.
يوم النكبة المأساوية التي حلت بأمتنا الإسلامية يجب أن تبقى حية في ذاكرتنا الشعبية الجمعية، وراسخة في عقولنا ووجداننا وضمائرنا ومصدر إلهام لنضالاتنا ومقاومتنا المستمرة حتى استرداد الأرض والكرامة والمواقع الدينية المقدسة من العصابات الصهيونية، وعودة الفلسطيني من مناطق الشتات على حدود فلسطين من النهر إلى البحر، تلك النكبة يجب أن تبقى حية ملتهبة في عقول الأحرار وقلوب المجاهدين مدى الحياة للأسباب الموضوعية الجمة وأبرزها الآتي:
أولا:
إطلاق الصاروخ اليماني المبارك في يوم الذكري المشؤومة، هو تذكير مباشر لجميع الأحرار في العالم أجمع بأن قضية فلسطين هي قضية مركزية للأمة العربية والإسلامية في العالم أجمع، ولن تمر الذكرى السنوية وفي عامها الـ 77 إلا والأحرار المقاومون اليمانيون دون أن يساهموا في إيقاظ أسماع وضمائر الرأي العام العالمي بأن هناك شعباً فلسطينياً يتم قتلهم وذبحهم من الوريد إلى الوريد، ويجوع الأطفال والنساء والعجزة في قطاع غزة المحاصر من قبل العالم اجمع، دونما إحساس من ضمير حي وأخلاق إنسانية وقليل من الشرف والكرامة والتقدير.
ثانياً:
إطلاق الصاروخ اليماني في هذا اليوم بالذات هو لتذكير المجرم البلطجي دونالد ترامب زعيم دولة الإجرام الأمريكي العالمي بأن غطرسته وعنجهيته وتجاوزاته وإجرامه بحق الشعوب لن يفيد مطلقاً دولة الكيان الإسرائيلي الصهيوني الذي يشاركها دونالد ترامب في مدها بالسلاح القاتل والذخائر المميتة والمحرمة دوليا لقتل أهلنا الفلسطينيين بالجملة والمفرق وتجويعهم.
ثالثاً:
الصاروخ اليماني المبارك وفي هذا اليوم تحديداً، يذكر حكام وملوك وأمراء مجلس التعاون الخليجي، بأنهم لازالوا مدونين في جميع السجلات المحلية والدولية بأنهم لازالوا عرباً و مسلمين وبانهم لازالوا بشراً، فكيف لهم بهذا السخاء المفرط من أموال الأمة العربية والإسلامية لدفعها جزية وهم صاغرين، بمقابل الحماية لعروشهم، وممالكهم ولإماراتهم، دفعوها للطاغية دونالد ترامب، الذي يتحدث جهارا نهارا دون أدنى احترام ولا تقدير لكينونتهم وكراسي عروشهم، ويقول بشكل علني “ادفعوا لي مقابل حماية عروشكم وكراسيكم وأمكنتكم”.. يقولها ببجاحة دون احترام ولا حياء.
هل شاهد أحدكم وأنتم تتراقصون مع هذا الطاغية قنواتكم المتلفزة أو قنوات اجنبية بتدافع أطفال غزة ونسائها العفيفات الشريفات أمام موزع التغذية، قليل من الفول و الفاصوليا والأرز، يتدافعون أمام التكيات الخيرية، وانتم تتباهون بتوزيع مال المسلمين على كل من هب ودب.
رابعاً:
الصاروخ اليماني المبارك، انطلق باتجاه العدو البغيض لتذكير حكام نجد والحجاز بأنكم تحتلون أرض الحرمين الشريفين وهي أرض مقدسة شريفة، لا يجوز البتة ان تتعاملوا مع مسؤولياتكم وكأنها ارض بعيدة من أرض البقاع الطاهرة للحرم المكي الشريف والمدينة المنورة الطاهرة حيث يحوي ثراءها الطاهرة الجسد الشريف المقدس لرسولنا الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وعلى وآله وصحابته الأخيار وعلى زوجاته الطاهرات ورفاق دربه من التابعين وتابعي التابعين، كل تلك الأقمار المضيئة عليكم ان لا تخونوها ولا تدنسوا ارض الجزيرة بالأنجاس الخساس من أمثال دونالد ترامب والصهينة من اليهود والنصارى.
خامساً :
الصاروخ اليماني المبارك يذكر حكام آل سعود و آل نهيان بان جنودهم ومخابراتهم وعملاءهم ومرتزقتهم من اليمنيين الخونة والمرتزقة يدنسون جزءاً من التراب اليماني الحر في [ تعز وعدن وأبين وحضرموت والجزر اليمنية ]، وان بقاءهم على سياسة ( ان لا سلم ولا حرب ) سيعرضهم لوبال عظيم وغضب لا حدود له من شعبنا اليمني الحر في قادم الأيام بقياد قائد الثورة اليمنية.
الصاروخ اليماني المبارك يذكر حكام مجلس التعاون الخليجي – باستثناء سلطنة عمان – بأنهم قد عبثوا عبثاً واسعا، وبدون أخلاق ولا ضمائر إنسانية حية، عبثوا بتضاريس وجغرافيا البلدان العربية جميعها تقريبا بأموالكم القذرة والمدنسة، وتذكروا بان يوماً قادما وليس ببعيد باذن الله، ستحاسبون على كل قطرة دم تمت إراقتها في مدن وقرى وضواحي وجبال وصحاري وطننا العربي الكبير، وان ذلك اليوم للرد والحساب لن ننتظره طويلاً يا حكام الخليج الظلمة .
سابعاً :
الصاروخ اليماني المبارك هو للرد على خطابات البلطجي دونالد ترامب الذي ألقى خطابه المشؤوم في القاعدة الأمريكية في معسكر العديد بإمارة قطر، وقال مزهوا بانه يقابل وحدة عسكرية من الجيش الأمريكي الذي وصفه بانه الأقوى والأحدث تسليحاً في العالم، اين هي القوة وانتم طلبتم من قادة سلطنة عمان بالتدخل لإقناع اليمن وجيشها البطل بأن توقعوا على اتفاق بينكم كأمريكيين وبين ممثل الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء، مع اشتراطنا أن أي اتفاق معكم لا يشمل موقفنا المساند لمحور المقاومة الفلسطينية البطلة، ووافقتم وانتم صاغرين.
نعم أنتم أقوياء على حكام السعودية وحكام الإمارات العربية المتحدة، أما على اليمن وحركة حماس والدولة الإيرانية فأنتم تجعجعون بلا طحين مع إرسالكم للوساطات بشكل خفي وعلني والواقع يشهد.
الخلاصة :
بمرور الذكرى الـ 77 ليوم نكبة الشعب الفلسطيني في الـ 15 / مايو من العام 1948 م، يجب على المثقفين والإعلاميين والكتاب والمؤرخين الأحرار من حول العالم أن يدونوا جميع أسماء الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى والمهجرين والمنفيين من أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، كي تشكل أرواحهم وذكراهم ودروسهم لعنة أبدية خالدة على النظام الرسمي العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، ولعنة على الصهاينة في كل مكان، و على الحكام العرب المنبطحين وعلى حكام السلطة اللاوطنية الفلسطينية في الأرض المحتلة عملاء الكيان اليهودي الصهيوني والمنسقين الأمنيين معها .
“وفوق كل ذي علم عليم”
*عضو المجلس السياسي الأعلى