بوابة الفجر:
2025-08-02@19:46:24 GMT

د. رشا سمير تكتب: فلسطين الأمل.. وستبقى

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

نركض أحيانا في طلب الموت ليس سعيا وراء الحياة بل سعيا وراء البقاء..نركض أحيانا من أقدارنا ومن أحلام ربما تحولت إلى كوابيس في أذهان الصغار، أو أطلال بيوت لم تُبنى وأنقاض قضية لم تُنصف وبقايا أحاسيس لم يعرفها سوى أصحاب الأرض.

إنها صور صامتة وصرخات مكتومة ودموع لو فاضت لانقلبت موازين العدالة والإنسانية..

كيف نكتب عن الحرب في صفحات؟ كيف نروي كل تلك المآسي على الشاشات وفي الروايات؟

إنها الحرب..إنه القتل..إنه التهجير.. إنها قصة وطن..فكيف نكتب عنها؟

لكل قصة بداية ولكل رواية نهاية.. 

إرتبط إسم فلسطين منذ الأمد في أذهان العالم بمحاولات إستعادة الأرض المحتلة، بأطفال يحملون الحجارة ويقذفون بها المحتل الخسيس..إنها إذن قصة الإحتلال الغاشم والإستيلاء على أرض عربية ومحاولة تطويعها بالقوة لتحمل جنسية مزيفة. 

تبدأ الحكاية منذ أن سيطرت بريطانيا على المنطقة المعروفة بإسم فلسطين بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية، التي كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط، في الحرب العالمية الأولى، وقد زادت وتيرة المناوشات بين الجانبين عندما أعطى المجتمع الدولي لبريطانيا شرعية تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين التي تمثل بالنسبة لليهود أرض أجدادهم زورا وبهتانا..

في الفترة بين العشرينيات والأربعينيات، تنامى عدد اليهود القادمين إلى فلسطين، فكان العديد منهم ممن فروا من الاضطهاد الديني الذين تعرضوا له في أوروبا، باحثين عن وطن في أعقاب ما عرف بالمحرقة "الهولوكوست" في الحرب العالمية الثانية بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد الحكم النازي في ألمانيا..

إنها المحرقة التي وقف العالم كله ضدها واصفا النازيين بأنهم مجرمي حرب، والغريب أن كل تلك البشاعة والقسوة التي تمت بها إبادة اليهود لم تتسبب ولو للحظة في إعادة الرحمة إلى قلوبهم أو تغاضيهم عن تلك الوحشية التي قرروا بها فجأة يوم 7 أكتوبر الرد الوحشي على المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ وضرب المستشفيات زاعمين أنهم ليسوا من أطلقوا شرارة الحرب..إنهم يؤكدون كل يوم على صورتهم التي يوما قبلها العالم وهاهو اليوم يرفضها ويدينها، بل ويخرج البشر من كل صوب وحدب في مظاهرات عنيفة هزت أرجاء لندن وألمانيا وأمريكا وكندا ينددون ويهتفون ضد المحتل الغاصب، يطالبون بمحاكمة نتنياهو كمجرم حرب وبسقوط شرعية اليهود وعودة الأرض العربية إلى أصحابها..

الحقيقة أنني لا أرى ما حدث نكبة ولا نهاية، بل أراها خطوة إيجابية وأكيدة لبداية النهاية لدولة غاصبة..

إنها شمس تشرق على دولة عربية عانت طويلا في ظل الإحتلال وطالما صرخ أبنائها طالبين الدعم العربي والإلتفاف العالمي بلا جدوى، لم تبدأ معاناة هذا الشعب الصامد يوم 7 أكتوبر بل للمعاناة تاريخ أصيل طويل يبدأ منذ أن إستقبل الفلسطينيون هؤلاء القتلة على أرضهم وفتحوا لهم أحضانهم ليبادلوهم الورود بالرصاص..

ما دام روى لي صديقي العزيز القاص والمستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين العربية بالقاهرة ناجي الناجي عن قصص أطفال لم يهزمهم الإحتلال وشباب لم يتوروا أو يختبئوا خلف الجدران، بل قاوموا بكتابة الشعر وبالحكي وبالتطريز وبالرسم لتبقى الهوية الفلسطينية، حتى أصبحت القضية ثقافة تتحدى العالم وتحمل الرسالة لأجيال ربما لم ترى ولم تسمع، لقد كتب هو شخصيا روايات ليروي فيها للعالم كله عن القضية التي حملها هو وغيره على أكتافهم وبأقلامهم..ثم عاد يحكي لي اليوم وكله تفائل عن من قدموا أرواحهم فداء لأرض مقدر لها أن تبقى..

أتفق معك يا صديقي..فلسطين اليوم ليست عنوانا للسواد ولا للموت بل كانت وستظل عنوانا للأمل، راح من راح واستشهد من استشهد ولازال باقيا على قيد الحياة من يحملون خارطة فلسطين العربية في قلوبهم..

أكتب وكلي أمل وتفاؤل في نهاية وشيكة لقتلة الأطفال، أكتب وكلي أمل في أن تتوحد الصفوف العربية من أجل إعادة الحق وإعادة صورة العرب القوية التي كان صلاح الدين يوما عنوانها..أكتب والإبتسامة لا تفارق قلبي وأنا أشاهد ألاف المتظاهرين في كل عواصم العالم الذين بدأوا ينقبون في الكتب عن أصل القضية وجابوا الشوارع يطالبون بإسقاط إسرائيل ومحاسبة القتلة..أكتب وكلي تفاؤل وفخر لأن ضحايا تلك المجزرة صنعوا عنوانا جديدا للمقاومة وأعادوا القضية لتصبح عنوانا للساحة العالمية من جديد..

الحق سيعود حتما لأصحابه وستظل فلسطين العربية باقية مهما طال الزمان.

                                              [email protected] 

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يفشل في تبرير حربه على غزة أمام العالم.. رواية تل أبيب تنهار

في قلب الحرب على غزة، لا تزال هشاشة جهاز الدعاية الرسمي للاحتلال الإسرائيلي، المعروف بـ"الهاسبارا"، تتكشف بشكل متزايد، إذ  يتعرّض اليوم لانتقادات حادة داخلية وخارجية، بعد أن فشل في بناء سرد واضح ومتماسك، رغم ميزانيات ضخمة واحتراف مواقع وعلاقات عامة.

ونشر مؤخرًا تقرير عبر موقع "واللا" العبري، وصف الواقع الإعلامي بأنه فشل متكرر ومقصود، لأن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعد تسعى لتبرير موقفها أخلاقيا، بل صار يقال فقط إنها "لم تقصد السيء"، وفي اللحظة التي يلتزم فيها مسؤولون بالإجابات الواقعية، يقف آخرون صامتين، تاركين الجمهور يملأ الفراغ بروايات بديلة.

وأضاف التقرير أنه خلال الأسبوع الماضي، أعاد الإعلام العبري بث مقابلة قيادية مع وزير الثقافة، عميحاي إلياهو، عبر قناة بريطانية شهيرة، بدا فيها الوزير مرتبكا ومترددا في الإجابة عن أسئلة بسيطة مثل: "ما الذي تفعلونه في غزة؟" و"لماذا يبدو كل شيء بهذا السوء؟"، في مشهد قيل إنه: "يشبه طالبا كاذبا أمام معلم عربي".


واعتبرت تصريحات إلياهو تصعيدا تحريضيا مثل قوله إنّ "كل غزة ستكون يهودية"، وإنه "لا يجب أن يهتم أحد بجوع سكان غزة"، حيث باتت تُترجم أثناء دقائق، فتنتشر في الإنترنت وتُستخدم كأدلة رسمية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى المنظمات الدولية.

إلى ذلك، طالت الانتقادات وزيرة الإعلام السابقة، غاليت ديستيل، التي استقالت بعد أيام من اندلاع الحرب، تقول إنها كانت دون سلطة كافية ولا ميزانية، ولم تستطع مواجهة خطاب التصعيد، ثم في مقابلة اعتذرت عن التحريض لكنها صوّتت لاحقًا لصالح الحكومة نفسها.

وكشف الموقع أن هناك محاولة مضنية لرد المعارك الرقمية، حيث قال خبراء مثل مايكل أورين وأستاذات العلاقات، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعتمد رسائل معقدة لا تؤثر في العالم المنشغل بالمشاعر، وأدركت أن المعركة الإعلامية الجديدة هي في الأساس "حرب غير تقليدية للرأي العام"، لكن بدون قيادة واضحة أو أدوات فعالة.

كما كشفت خروقات بالغة في ممارسة الهاسبارا الرقمية، مثل روبوتات دعائية تعمل آليًا ثم تصدر محتوى مناهضًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، وهو ما أبرز فشل الأدوات في السيطرة على السرد الإعلامي. 


واختتم التقرير بالقول إنّ: "الإعلام الرسمي الإسرائيلي لم يعد قادرا على احتواء المشهد، خاصة عندما يتصادم إفراط التصريحات مع غياب استراتيجية متماسكة، ومع تضخيم الميديا الغربية لقضايا إنسانية".

في ظل هذا التآكل المستمر للثقة، يبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، فقد بات فشل الهاسبارا ليس مجرد تهديد سياسي، بل جزءًا من أزمة شرعية كبيرة تواجهها دولة الاحتلال الإسرائيلي في ساحات العدالة الدولية والرأي العام العالمي.

مقالات مشابهة

  • د. هبة عيد تكتب: من الطفولة تبدأ الرجولة.. كيف نُربي رجلًا لا شبه رجل
  • إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أكتوبر
  • هل تسهم الاعترافات العالمية بـ “دولة فلسطين” في إنهاء الحرب على غزة؟
  • غزة في قلب العاصفة.. اعتراف بدولة فلسطين يعرقل وقف الحرب ويزيد الانقسام الدولي
  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • شيخ الأزهر يستقبل رئيس الأركان الباكستاني.. ويؤكد: لا استقرار في العالم دون حل لقضية فلسطين
  • ويتكوف يصل تل أبيب..وعيون العالم على وقف العدوان
  • ترامب يصعد الحرب التجارية مع كندا عقب موقفها تجاه فلسطين
  • الاحتلال يفشل في تبرير حربه على غزة أمام العالم.. رواية تل أبيب تنهار
  • فرسان الحقيقة في زمن الحرب الكبرى.. صمود غزة وتحديات الأمة