التمييز والتلاعب وتدمير الوظائف... أكبر المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
إعداد: حسين عمارة تابِع | باربرة غابيل إعلان اقرأ المزيد
قلق عالمي قوي يتزايد يومًا تلو الآخر. لذا نظمت المملكة المتحدة في 1 و2 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أول قمة عالمية حول أخطار الذكاء الاصطناعي. وهدفت هذه القمة، التي عقدت في بلتشلي بارك، مركز فك التشفير الرمزي لرموز الحرب العالمية الثانية، إلى تحديد ومناقشة المخاطر المحتملة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل روبوتات الدردشة والمحادثة.
من الهواتف الذكية إلى السيارات، الذكاء الاصطناعي موجود بالفعل في العديد من جوانب حياتنا. في السنوات الأخيرة، تسارع تقدم التطبيقات المرتبطة به وبخاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادر على إنتاج النصوص والأصوات والصور في بضع ثوان. وتثير إمكانات تلك التقنية الجديدة آمالا هائلة: فهي يمكن أن تحدث ثورة في العديد من المجالات، مثل الطب أو التعليم أو البيئة.
لكن تطورها غير المقيد يمكن أن يؤدي أيضا إلى مخاطر جسيمة على البشر، مثل الهجمات على الخصوصية أو حملات التضليل أو حتى إمكانية "تصنيع أسلحة كيميائية أو بيولوجية"، بحسب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
إليكم لمحة عامة عن المخاطر الرئيسية للذكاء الاصطناعي.
معلومات مضللةتستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوليد النصوص والأصوات والصور، وهي قادرة على إنتاج محتوى يصعب تمييزه بشكل متزايد عن ذلك الذي ينتجه البشر. يمكن إساءة استخدام هذا المحتوى لخداع المستخدمين، لا سيما من خلال إنشاء مقاطع فيديو مزيفة أو شهادات تبدو أصلية.
هذا هو الحال بشكل خاص منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبداية الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي تميزت بالعديد من المحتويات المضللة الجديدة التي يتم مشاركتها كل يوم على الشبكات الاجتماعية. فقد تم نشر صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تظهر مشجعي أتلتيكو مدريد وهم يرفعون علما فلسطينيا عملاقا في مدرجات ملعبهم على نطاق واسع على تويتر وفيس بوك. كما تم التلاعب بفيديو لعارضة الأزياء من أصل فلسطيني بيلا حديد لجعلها تقول إنها تدعم إسرائيل.
في حرب المعلومات هذه بين إسرائيل وحماس، تستخدم هذه المحتويات للتأثير على الرأي العام والإضرار بسمعة الطرف المعارض.
صور "التزييف العميق" هذه التي تم إنشاؤها من الصفر بواسطة الذكاء الاصطناعي، وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الواقعية، وتمثل تهديدا للقادة السياسيين. صور لإيمانويل ماكرون في هيئة جامع قمامة، البابا فرانسيس يرتدي سترة بيضاء مضادة للمطر، دونالد ترامب قيد الاعتقال... وغيرها الكثير من الصور المضللة التي تمت مشاركتها على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية، ووصلت إلى ملايين المشاهدات.
التلاعبالخداع وممارسة الضغط واستغلال نقاط الضعف... فوفقا للباحثين في هذا المجال، يمثل التلاعب إحدى المشكلات الأخلاقية الرئيسية للذكاء الاصطناعي. ومن بين الأمثلة الأكثر شهرة، يمكننا الاستشهاد بحادثة انتحار رجل بلجيكي أقام علاقة قوية مع روبوت محادثة، قبل بضعة أشهر، وهو ذكاء اصطناعي قادر على الإجابة على أسئلة مستخدمي الإنترنت في الوقت الفعلي. وأيضا ذلك المثال عن اقتراح المساعد الشخصي "أليكسا" لأحد الأطفال بلمس مقبس كهربائي بعملة معدنية.
تقول جيادا بيستيلي، عالمة الأخلاق في الشركة الفرنسية الناشئة "هاغينغ فيس" والباحثة في جامعة السوربون، متحدثة عن "خطر شخصنة الروبوتات"، وهو الميل إلى عزو ردود الفعل البشرية إلى الحيوانات والأشياء: "حتى لو تم تحديد روبوت المحادثة بوضوح على أنه وكيل محادثة، يمكن للمستخدمين إسقاط الصفات الإنسانية عليه". "هذا يرجع إلى حقيقة أن روبوتات المحادثة أصبحت أكثر فاعلية في محاكاة محادثة بشرية. ومن السهل جدا الوقوع في الفخ. وفي بعض الحالات، يصبح المستخدم ضعيفا لدرجة أنه مستعد لفعل أي شيء للحفاظ على العلاقة" مع الروبوت.
اقرأ أيضاروبوتات ميتا للمحادثة: شخصنة الذكاء الاصطناعي... الوهم الكبير
في فبراير/شباط الماضي، قرر تطبيق ريبليكا، الذي يسمح بإنشاء روبوت دردشة مخصص والدردشة معه، تعليق الميزات الجنسية المثيرة. تعلق الخبيرة بالقول: "تسبب هذا القرار في صدمة عاطفية ونفسية بين بعض المستخدمين، الذين شعروا بفقدان علاقة وثيقة". "وغالبا ما يعتقد المهندسون الذين يطورون هذه الأدوات أن مستخدميهم قادرون على استخدامها بطريقة آمنة ومسؤولة. لكن ذلك ليس الحال دائما. فالقصر أو كبار السن، على سبيل المثال، قد يكونون عرضة للخطر بشكل خاص".
تدمير الوظائفأثار وصول روبوت الدردشة في حياة الملايين من الأفراد، في خريف عام 2022، مخاوف كثيرة بشأن تحول عالم العمل وتأثيره على التوظيف. على المدى المتوسط، يخشى الخبراء من أن الذكاء الاصطناعي سيسمح بإلغاء العديد من المناصب، مثل الموظفين الإداريين أو المحامين أو الأطباء أو الصحفيين أو المعلمين.
وخلصت دراسة أجراها بنك غولدمان ساكس الأمريكي نشرت في مارس/أذار 2023 إلى أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد المحتوى يمكنه أتمتة ربع الوظائف الحالية. وبالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يقدر البنك خسارة ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل. وستكون الوظائف الإدارية والقانونية هي الأكثر تضررا.
"هذه هي الحجج التي يتم طرحها لزيادة الوعي بوصول الذكاء الاصطناعي"، توضح كلمنتين بوزيه، طالبة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي والحقوق الأوروبية في جامعة جان مولان ليون 3. "بالطبع، سوف تختفي بعض الوظائف. ومع ذلك، ستظهر وظائف أخرى جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية بشكل عام، وهي مجالات ستكون ذات أهمية متزايدة في مجتمعاتنا".
بهذا المعنى، تشير دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية نشرت في أغسطس/آب الماضي إلى أن معظم الوظائف والصناعات معرضة جزئيا فقط للأتمتة. وتعتقد الوكالة الأممية أن هذه التكنولوجيا "ستجعل من الممكن مرافقة أنشطة معينة بدلا من استبدالها".
التمييزحاليا، تمثل مخاطر التمييز إحدى نقاط الضعف الرئيسية في الذكاء الاصطناعي، وفقا للباحثين. فخوارزميات الذكاء الاصطناعي تشيع الصور النمطية العنصرية أو الجنسية. وخير مثال على ذلك هو خوارزمية التوظيف التي استخدمتها أمازون قبل بضع سنوات. في أكتوبر/تشرين الأول 2018، أدرك المحللون أن برنامجهم الذكي، القائم على نظام تسجيل آلي، يعاقب المتقدمين للوظائف التي أوضحت سيرهم الذاتية أنهم من النساء. فعندما تم إنشاء هذا البرنامج الذكي، تم تدريبه بإدخال بنوك السيرة الذاتية للمرشحين السابقين الذين كانوا بأغلبية ساحقة من الرجال. وحسب منطقه الداخلي، حرم البرنامج المرشحين الذين ذكرت سيرتهم الذاتية، على سبيل المثال، أنهم شاركوا في "دوري رياضة نسائية".
توضح جيادا بيستيلي: "غالبا ما يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على بيانات لا تمثل، إن وجدت، التنوع الغني للسكان". "يمكن أن يؤدي هذا إلى تحيزات وتمييز يظهر في ضعف التعرف على الأشخاص الملونين أو أولئك الذين لديهم سمات جسدية غير شائعة. الآلة تعمل فقط على ترسيخ التحيزات الموجودة بالفعل في المجتمع".
انتهاك الخصوصية والبيانات الشخصيةانتهاك مباشر آخر لحقوق الإنسان: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعرض خصوصيتنا للخطر. نظرا لأن النماذج اللغوية الكبيرة يتم تدريبها على البيانات التي قد تحتوي على معلومات شخصية، فمن الصعب عمليا ضمان أن هذه النماذج لن تضر بسرية المستخدمين.
كما كان الأمر قبل خمس سنوات مع اللائحة الأوروبية بشأن البيانات الشخصية، فقد أراد المجلس الأوروبي والاتحاد الأوروبي أن يكونا أول من يضع قواعد صارمة بشأن الذكاء الاصطناعي. توضح كلمنتين بوزيه بالقول: "تعتبر المؤسسات الأوروبية أن انتهاكات الحقوق الأساسية هي أحد المخاطر الرئيسية الناشئة عن الذكاء الاصطناعي". "ويحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد توازن بين حماية الحقوق الأساسية للمستخدمين الأوروبيين وتسليط الضوء على الابتكار".
سرقة الملكية الفكريةأخيرا، يثير استخدام الذكاء الاصطناعي للبيانات المفتوحة قضايا الملكية الفكرية. فغالبا ما يتم تشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية بواسطة نماذج مدربة على كميات هائلة من البيانات النصية أو المرئية. توضح جيادا بيستيلي: "نظرا لأن العديد من المقالات الصحفية متاحة مجانا على الإنترنت، فلا شيء يمنع المطور أو مهندس الذكاء الاصطناعي من جمع هذه البيانات واستخدامها لتدريب نموذج ما"، "لذلك يمكننا أن نتساءل عن مسألة الموافقة والأجر العادل لاستخدام الملكية الفكرية المتاحة على الشبكة".
هناك بالفعل حالات دعاوى قضائية ضد الشركات التي تطور الذكاء الاصطناعي لهذه الأنواع من الانتهاكات. في يوليو/تموز الماضي، رفع ثلاثة مؤلفين دعوى قضائية ضد "أوبن آي" لاستخدام مقتطفات من كتبهم لتزويد تشات جي بي تي بالمعلومات. وقبل ذلك ببضعة أشهر، قدم فنانون بشكل جماعي شكوى ضد "ميد جورني" و"ستابل ديفيوجن" و"دريم أب"، والتي يتهمونها باستخدام مليارات الصور المحمية بشكل غير صحيح لتدريب ذكائهم الاصطناعي.
النص الفرنسي: باربرة غابيل | النص العربي: حسين عمارة
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج تشات جي بي تي للمزيد الذكاء الاصطناعي ميتافيرس فيس بوك روبوت إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الذکاء الاصطناعی العدید من
إقرأ أيضاً:
غوغل تطلق "وضع الذكاء الاصطناعي" لتحويل البحث إلى حوار ذكي
تُعيد غوغل تشكيل تجربة البحث عبر الإنترنت من خلال إطلاق "وضع الذكاء الاصطناعي"، الذي يحوّل التفاعل مع محرك البحث إلى محادثة ذكية، في خطوة تهدف إلى تعزيز هيمنتها الرقمية ومواجهة المنافسة المتزايدة. اعلان
أطلقت شركة "غوغل" يوم الثلاثاء موجة جديدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) بهدف تسريع عملية إعادة تصميم محرك البحث الخاص بها التي بدأت قبل عام.
وتعمل الشركة على تغيير طريقة حصول المستخدمين على المعلومات، وذلك عبر تقليل اعتمادهم على التنقل عبر المواقع الإلكترونية.
وتتضمن المرحلة الجديدة، التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر المطورين السنوي لشركة غوغل، إطلاق خيار جديد يُسمى "وضع الذكاء الاصطناعي" في الولايات المتحدة.
تُحوّل هذه الميزة تجربة التفاعل مع محرك بحث غوغل إلى حوار مع خبير يمكنه الإجابة عن أي سؤال، مهما كان موضوعه.
وقد تم إطلاق "وضع الذكاء الاصطناعي" لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة بعد أقل من ثلاثة أشهر من اختباره مع مجموعة محدودة من المستخدمين ضمن قسم المختبرات.
كما تقوم غوغل الآن بدمج أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، Gemini 2.5، في خوارزميات البحث لديها، وستبدأ قريبًا باختبار ميزات جديدة أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل شراء تذاكر الحفلات تلقائيًا والبحث عبر بث الفيديو المباشر.
وفي مثال آخر على التزام غوغل المتسع باستخدام الذكاء الاصطناعي، أعلنت الشركة أنها تخطط لاستخدام هذه التقنية في إعادة دخول سوق النظارات الذكية عبر إطلاق جهاز جديد يعمل بنظام Android XR.
ستأتي هذه النظارة المنتظرة بكاميرا تُستخدم دون الحاجة إلى اليدين، وبمساعد ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي. هذا الإعلان يأتي بعد 13 عامًا من طرح "نظارات غوغل"، وهي نظارات أوقفت الشركة إنتاجها إثر رد فعل سلبي واسع بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان.
لم تحدد غوغل موعد توفر نظارات Android XR أو سعرها، لكنها أوضحت أن تصميم النظارة سيتم بالتعاون مع شركتي Gentle Monster وWarby Parker.
ومن المتوقع أن تنافس هذه النظارة منتجًا مشابهًا موجودًا بالفعل في السوق، وهو النظارات الذكية التي أطلقتها شركة Meta Platforms (الشركة الأم لفيسبوك) بالشراكة مع Ray-Ban.
Relatedعلى خطى غوغل ومايكروسوفت.. أمازون تتحول نحو الطاقة النووية لتشغيل مراكز البيانات اليابان تدعو الاتحاد الأوروبي للتعاون في تطوير نماذج ذكاء اصطناعيوسط ضغوط فدرالية وامتثالًا لقواعد ترامب.. غوغل تُعدّل سياساتها في التنوع على برامج الذكاء الاصطناعيالذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل تجربة البحث في غوغليُعد هذا التوسع امتدادًا للتحول الذي بدأتْه غوغل قبل عام، حين أطلقت ملخصات محادثة تحت اسم "ملخصات الذكاء الاصطناعي"، والتي تظهر بشكل متزايد في أعلى صفحة النتائج، وتحتل مكانةً أعلى من الروابط التقليدية في نتائج البحث.
وبحسب ما أعلنت غوغل، فإن نحو 1.5 مليار شخص يتفاعلون بانتظام مع هذه الملخصات، كما أصبح المستخدمون يدخلون استفسارات أطول وأكثر تعقيدًا.
وفي كلمة أمام حضور كبير في قاعة مؤتمرات قريبة من مقر الشركة في ماونتن فيو بكاليفورنيا، قال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل: "كل هذا التقدم يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة في تطور منصتنا المبنية على الذكاء الاصطناعي، حيث تحولت عقود من الأبحاث إلى واقع يستفيد منه الناس في كل أنحاء العالم".
الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل سلوك المستخدموعلى الرغم من توقعات سوندار بيتشاي وفريق الإدارة في غوغل بأن ميزة "النظرة العامة للذكاء الاصطناعي" ستزيد من عمليات البحث والنقر على الروابط، إلا أن الواقع لم يكن على هذا النحو حتى الآن، بحسب بيانات شركة BrightEdge المتخصصة في تحسين محركات البحث.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها الشركة انخفاضًا بنسبة 30% في معدلات النقر على نتائج بحث غوغل خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي هو اكتفاء المستخدمين بالمعلومات المقدمة عبر الملخصات الذكية دون الحاجة للنقر على الروابط.
ويُعد قرار إتاحة "وضع الذكاء الاصطناعي" على نطاق واسع بعد فترة اختبار قصيرة دليلًا على ثقة غوغل في دقة التكنولوجيا وعدم انتشار المعلومات المضللة عبرها، وهو ما يعكس أيضًا وعي الشركة بالمنافسة الشديدة التي تواجهها من أدوات بحث أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وPerplexity.
الصعود السريع للذكاء الاصطناعي يُعيد رسم خريطة المنافسةبرز الصعود السريع لبدائل الذكاء الاصطناعي كمصدر اهتمام رئيسي في الإجراءات القانونية التي قد تؤدي إلى اضطرار غوغل إلى إعادة هيكلة أجزاء من إمبراطوريتها على الإنترنت، بعد أن أعلن قاضٍ فيدرالي أمريكي أن محرك بحث الشركة يمثل احتكارًا غير قانوني.
وأفاد إيدي كيو، المدير التنفيذي لشركة Apple، خلال شهادته في المحاكمة مبكرًا هذا الشهر، بأن عمليات البحث عبر غوغل من خلال متصفح Safari على iPhone انخفضت، نتيجة تحول المستخدمين إلى بدائل تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وأشارت غوغل إلى التغيرات الناتجة عن صعود الذكاء الاصطناعي كسبب رئيس لضرورة إجراء تعديلات طفيفة فقط على آلية عمل محرك بحثها، مشيرة إلى أن هذه التكنولوجيا تعيد تشكيل المشهد التنافسي بشكل جذري.
لكن على ما يبدو، فإن الاعتماد المتزايد لغوغل على الذكاء الاصطناعي حتى الآن ساعد محرك بحثها في الحفاظ على مكانته كبوابة رئيسية للإنترنت، وهو العامل الرئيسي الذي يجعل قيمتها السوقية ضمن شركتها الأم ألفابت تصل إلى تريليوني دولار (1.8 تريليون يورو).
وبحسب بيانات جمعها موقع onelittleweb.com، بلغ عدد زيارات غوغل الشهرية خلال العام المنتهي في مارس الماضي 136 مليار زيارة، أي ما يعادل 34 ضعف الزيارات الشهرية لموقع ChatGPT البالغة أربعة مليارات زيارة.
وعند سؤال "وضع الذكاء الاصطناعي" الخاص بغوغل من قبل صحفي في وكالة أسوشيتد برس، عما إذا كان اعتماد الذكاء الاصطناعي قد يؤثر سلبًا على محرك البحث، أكد أن ذلك غير محتمل، مشيرًا إلى أنه قد يعزز مكانة الشركة أكثر.
ورد "وضع الذكاء الاصطناعي": "نعم، من المحتمل جدًا أن يجعل هذا الوضع شركة غوغل أقوى، خاصةً في مجال الوصول إلى المعلومات والتأثير على الإنترنت". وحذّرت الميزة أيضًا من أن الناشرين على الويب قد يواجهون انخفاضًا في الزيارات القادمة من نتائج البحث.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة