مواجهة «أزمة المناخ» بين الطموحات والواقع
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
قرر أطراف مؤتمر المناخ عقد اجتماع سنوي كل عام، لمدة أسبوعين «cop» في إحدى الدول لإطلاق المبادرات والخطط وتوقيع الاتفاقيات وتقييم الجهود والتعامل مع مستجدات التغير المناخي.
شهدت قمة الأمم المتحدة للمناخ منذ انطلاقها عام 1995 التأجيل مرة واحدة عام 2020 بسبب جائحة «كورونا»، حيث أرجئ «cop26» إلى عام 2021 بدلاً من 2020.
كما شهدت القمة عملية استئناف واحدة خلال «cop6» التي تم استئنافها في بون الألمانية يوليو عام 2001، بعد أن توقفت هذه القمة في لاهاي بهولندا نوفمبر عام 2000 نتيجة عدم اتفاق المشاركين في الاجتماعات على خطة عمل مشتركة.
يأمل المجتمع الدولي أن تكون القمة الحالية لمؤتمر المناخ «cop28» التي تستضيفها الإمارات في مدينة إكسبو بدبي من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر من العام الجاري محطة فارقة في تاريخ تعامل البشرية مع التحديات المناخية.
12 ألف كارثة
أدت تداعيات التغير المناخي الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة إلى اندثار وتدمير مدن كاملة، وانتشار الحرائق في كثير من الغابات، ونزوح الملايين (الهجرة الداخلية)، وتفاقم أزمات الغذاء، وزيادة رقعة التصحر وحدوث الذوبان الجليدي.
وقال تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الصادر في سبتمبر الماضي الذي حمل عنوان «تغير المناخ يقوض جميع أهداف التنمية المستدامة تقريباً» إنه في المدّة بين عامي 1970 -2021، أبلغ عن 12 ألف كارثة ناجمة عن ظواهر متطرفة مرتبطة بالطقس والمناخ والماء، وهو ما تسبب في أكثر من مليوني وفاة، وخسائر اقتصادية تقدر ب 4.3 تريليون دولار.
10 محطات بارزة
خلال رحلة المجتمع الدولي للتعامل مع المناخ التي تضمنت عقد 27 دورة من مؤتمر الأطراف «cop» شكلت 10 مؤتمرات المراحل الرئيسية لجهود الإنسانية في مواجهة تحديات التغير المناخي التي تفاقمت خلال السنوات القليلة الماضية، لتصبح التغيرات المناخية وما يصاحبها من تهديدات شاملة للإنسان والحياة القضية الأكثر اهتماماً في العالم، بحسب رصد أجرته وكالة أنباء الإمارات «وام».
وتضمنت قائمة المؤتمرات الأكثر أثراً في تاريخ القمم المناخية: قمة المناخ «cop3» في مدينة كيوتو اليابانية عام 1997، و«cop7» في بون الألمانية عام 2001، و«cop15» عام 2009 في كوبنهاغن بالدنمارك، و«cop17» في مدينة ديربان بجنوب إفريقيا عام 2011، «وcop18» في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، و«cop21» في باريس عام 2015، و«cop22» في مدينة مراكش المغربية عام 2016، و«cop23» في بون الألمانية عام 2017، و«cop26» في غلاسكو البريطانية عام 2021، و«cop27» في مدينة شرم الشيخ المصرية.
- قمة الأرض.. 1992
عقدت الأمم المتحدة قمة الأرض التاريخية في ريو دي جانيرو بالبرازيل، لمساعدة الحكومات على إعادة التفكير في التنمية الاقتصادية وإيجاد طرق لوقف تلويث واستنفاد موارد الكوكب الطبيعية. ونتج عنها أول توافق عالمي رسمي في الآراء بشأن التنمية والتعاون البيئي،-اعتماد جدول أعمال القرن ال 21 بالإقرار بأن حماية البيئة تتطلب التعاون الدولي عبر الحدود.
كما تضمنت نتائج القمة إعلان ريو الذي تضمن 27 مبدأ، وبيان مبادئ حماية الغابات، وفتح صكين ملزمين قانوناً للتوقيع في القمة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية التنوع البيولوجي، كما بدأت المفاوضات بشأن اتفاقية مكافحة التصحر التي تم التوقيع عليها في عام 1994 ودخلت حيز التنفيذ عام 1996، واعتمدت 172 حكومة (108 ممثلة برؤساء دول أو حكومات) ثلاث اتفاقيات رئيسية لتوجيه النهج المستقبلية للتنمية.
الانتقال الطاقي
تعهدت 50 دولة مشاركة في مؤتمر «cop22» الذي استضافته مدينة مراكش المغربية عام 2016 تحت شعار «قمة من أجل المستقبل»، بالانتقال للطاقة المتجددة والاتفاق على دفع المستحقات لصندوق التكيف العالمي، واعتماد «إعلان مراكش» الذي عدّ مواجهة التغيرات المناخية أولوية عاجلة.
تخفيف العواقب
في نوفمبر 2017، استضافت بون الألمانية قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي «cop23»، بحضور أمريكا على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يوليو من العام نفسه انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس. وبحسب البيان الختامي اتفق المشاركون على المساهمة المالية في تأسيس صندوق تابع للأمم المتحدة لتخفيف عواقب التغير المناخي في الدول النامية.
الخسائر والأضرار
في حدث تاريخي، تعهد المشاركون في مؤتمر «cop27» الذي استضافته مدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر 2022، بتقديم تمويلات مناخية جديدة للمرة الأولى، وإنشاء صندوق «الخسائر والأضرار» لمساعدة البلدان النامية على معالجة آثار التغيرات المناخية وهي خطوة كبيرة جاءت بشكل مفاجئ بعد أسبوعين من مفاوضات مدّدت يوماً إضافياً بسبب الخلافات بين الدول والمجموعات المتفاوضة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المناخ الأمم المتحدة التغیر المناخی الأمم المتحدة فی مدینة
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة سكرتيرا تنفيذيا جديدا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
سطرت وزارة البيئة فصلا جديدا من من قصة نجاح مصر في مهاداة العالم نخبة أبنائها الاكفاء لدعم العمل الدولي بخبراتهم المميزة، حيث رحبت وزارة الخارجية المصرية بإعلان السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عن اختيار الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية لتولى منصب وكيل السكرتير العام السكرتير التنفيذى الجديد لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ( UNCCD )، وذلك بعد التشاور مع مكتب مؤتمر الأطراف للإتفاقية، حيث من المقرر أن تخلف سيادتها في هذا المنصب السيد إبراهيم ثياو من موريتانيا، وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن بالغ امتنانه لخدمته المخلصة والتزامه الكبير تجاه المنظمة.
هذا وتشغل الدكتورة ياسمين فؤاد منصب وزيرة البيئة في مصر وذلك منذ عام 2018، حيث قادت دفة التغيير التحولي في قطاع البيئة في مصر من خلال خلق بيئة تمكينية أكثر توجهًا نحو تشجيع دور القطاع الخاص، ودمج إبعاد الاستدامة البيئية في خطط الاستثمار القومية، كما تمتلك العديد من الخبرات في الدبلوماسية البيئية وتتمتع بخبرة تزيد عن ٢٧ عامًا في مجالات الحوكمة البيئية، وموضوعات البيئة العالمية، والدبلوماسية المناخية الدولية. وتتمتع بسجل حافل في تصميم وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية والمنهجية لبرامج التنمية المستدامة، وربطها بالتحديات البيئية على الصعيدين الوطني والدولي، مثل تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي وتدهور الأراضي وحوكمة المياه الدولية.
فعلى الصعيد الدولى، قدمت الدكتورة ياسمين فؤاد دورًا محوريًا في التعاون البيئى متعدد الأطراف، حيث ترأست سيادتها مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي (CBD-COP 14) خلال الفترة من ٢٠١٨ إلى ٢٠٢١، كما شغلت منصب المنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (UNFCCC COP27) بين عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢. وقد شاركت في قيادة التوافق على صياغة الإطار العالمي للتنوع البيولوجي حتى عام ٢٠٣٠، وقد أسهمت بشكل بارز في دفع العمل بالمبادرات العالمية الخاصة بالتكيّف، والأمن الغذائي، والزراعة، والحلول القائمة على الطبيعة خلال مؤتمر COP27، كما قادت المبادرة العالمية الرئاسية التي تربط بين اتفاقيات ريو الثلاثة، والتي أُطلقت خلال مؤتمر CBD COP14، واستكملت الدعوة إلى تحقيق التكامل بين التنوع البيولوجي والإدارة المستدامة للأراضي خلال مؤتمري COP27 وCOP28 . كما قادت وشاركت في تيسير مفاوضات تمويل المناخ في خمسة مؤتمرات للمناخ، ممثلة مصالح الدول النامية بالتعاون مع شركاء التنمية من الدول المتقدمة.
وعلى الصعيد الإقليمى، شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد في لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ (CAHOSCC) عام ٢٠١٥ وكذلك مؤتمر الوزراء الأفارقة المعنيين بالبيئة (AMCEN) خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠١٧، بصفتها مساعد وزير البيئة للتنمية المستدامة والتعاون الإقليمي والدولي. ولعبت دورًا محوريًا في الإعداد الفني والتنسيق لمبادرتي التكيف الإفريقية والطاقة المتجددة الإفريقية. كما شاركت في رئاسة لجنة توجيه البرامج الرائدة الإقليمية التابعة للشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (النيباد)، والتي تشمل الإدارة المستدامة للأراضي، ومكافحة التصحر، والتنوع البيولوجي، والتكيف مع تغير المناخ القائم على النظم البيئية.
وعلى الصعيد الأكاديمى، عملت الدكتورة ياسمين فؤاد كطالبة زائرة في جامعة كولومبيا، في معهد الأرض، حيث شاركت في تصميم مركز التميز للتكيف مع تغير المناخ في مصر، وأسهمت في إعداد أوراق سياسية حول تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتحمل وزيرة البيئة المصرية درجة الدكتوراة في العلوم السياسية- الدراسات الاورومتوسطية، ودرجة الماجستير في العلوم البيئية. وهي تتقن اللغتين العربية والإنجليزية.