منتدى الدوحة.. أفكار مُبدعة لعالم أفضل
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
اختُتمت فعاليات منتدى الدوحة: النسخة الشبابية 2023، الذي انعقد تحت شعار «بناء مستقبل مشترك»، أمس في جامعة جورجتاون في قطر، حيث ناقش المشاركون مختلف القضايا المطروحة. كما اغتنم المتحدثون الفرصة لتثمين العقول الشابة المبتكرة التي التقت لمناقشة بعض أبرز القضايا التي تواجه العالم اليوم.
وشكّل منتدى الدوحة: النسخة الشبابية من خلال الحوار التفاعلي منبرًا لتبادل وجهات النظر المتنوّعة والتوصّل إلى أفكار جديدة لبناء عالم أفضل.
حضر الجلسة الختامية سعادة السيدة بثينة بنت علي النعيمي، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة السيد يالشين رفييف نائب وزير الخارجية في جمهورية أذربيجان، ولفيفُ من الشخصيات المرموقة، إلى جانب أعضاء مركز مناظرات قطر تترأسهم الدكتورة حياة عبدالله معرفي، المدير التنفيذي للمركز.
وشملت قائمة المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الختامية كلا من سارة المعاضيد، وهي متحدثة قطرية ومناظرة ضمن فريق قطر، وبو سيو، بطل العالم مرتين في المناظرة من كوريا الجنوبية، ومدرب سابق لفريق المناظرات الوطني الأسترالي واتحاد مناظرات كلية هارفارد، وعمر الشغري، متحدث عام سوري ومدافع عن حقوق الإنسان، وريم علي، ناشطة سودانية أمريكية.
وقالت سارة المعاضيد، في كلمة أمام الحضور: «من خلال التدريب الجيد ومهارات زملائي الرائعين والكثير من العمل الجاد من جهتي، وصلنا إلى بطولة العالم وحققنا نجاحًا لم يحققه فريق قطر من قبل».
وذكر بو سيو: «إن المناظرة عبارة عن مجتمع؛ إنه نشاط يقوم على ثلاثة التزامات على الأقل. يتمثل الأول في أن الاختلاف في الرأي مهارة في حد ذاته، فالفروقات التي بيننا وبين أصدقائنا وأقراننا لا تُعجزنا».
وتابع: «الالتزام الثاني هو إعلاء جميع وجهات النظر وسماع الناس على حقيقتهم. وأخيرا، تحسم المناظرة من خلال محاولة تقديم مجموعة من المهارات ومجموعة من الإجابات على الأسئلة المتعلقة بكيفية التعايش مع من نختلف، وكيف نجعل اختلافاتنا تعمل لصالحنا، وليس ضدنا؟»
وقالت ريم علي: «أنا نتاج المقاومة، وجوهرها متأصل في أعماقي». وشجعت المشاركين على إحداث فرق داخل المجتمعات المضطهدة، وقالت: «عندما نعيش في مجتمعات لا نعاني فيها بشكل مباشر من الاضطهاد، فإننا نتحمل مسؤولية أخلاقية لرفع صوت من لا صوت لهم». وفي معرض تعليقه على مسيرة حياته الشخصية، قال عمر الشغري: «عليكم أن تتقبلوا أن تكونوا على صواب، ولكن أيضًا أن تكونوا مخطئين. عليكم أن تكونوا في أماكنكم، ولكن أيضًا أن تعتبروا أنفسكم في مكان الشخص الآخر».
وشهد منتدى الدوحة: النسخة الشبابية إقبالاً واسعًا، إذ حضره في اليوم الأخير أكثر من 100 مشارك من أكثر من 75 دولة، وقد تضمن مجموعة من الأنشطة منها جلسات تنمية المهارات حول صياغة السياسات، وجلسة بعنوان «الأمن السيبراني وخصوصية البيانات والذكاء الاصطناعي».
وتضم قائمة المتحدثين في الجلسة الختامية كلا من الدكتورة هدى بوعمور، من جامعة كارنيجي ميلون قطر، والدكتورة حليمة بن إسماعيل، عالم رئيسي بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، والدكتور محمد أبو رواي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Speetar وهي منصة للرعاية الصحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، والسيد عبدول عبدالرحيم، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للعمليات لشركة Stears، مزوّد البيانات والأبحاث.
وفي إشارة للوضع الراهن في فلسطين، قال السيد عبد الرحمن السبيعي، مدير إدارة البرامج في مركز مناظرات قطر: «بلا شك... فعندما تكون القضية هي رد الأرض المسلوبة... فنحن أصحاب القضية. وعندما تكون القضية حماية الإنسانية... فنحن أصحاب القضيّة. وعندما تكون فلسطين هي القضيّة... فنحن أصحاب القضيّة».
إلى ذلك، قال سعادة السيد مبارك بن عجلان الكواري، المدير التنفيذي للجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات في وزارة الخارجية، متحدثًا أمام الحضور في حفل ختامي رائع أقيم في متحف قطر الوطني: «إن هذه النسخة الشبابية لم تقدم فقط منصة للمناظرة والحوار المفتوح، ولكنها شددت أيضاً على أهمية تعزيز ثقافة النقاش بين الشباب. نحن نؤمن بالقوة التحويلية للأفكار والتأثير الذي يمكن أن تحدثه العقول الشابة في تشكيل العالم».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر منتدى الدوحة جامعة جورجتاون النسخة الشبابية النسخة الشبابیة منتدى الدوحة
إقرأ أيضاً:
إقبال جماهيري كبير على مسرحية الربان ضمن فعاليات مهرجان الدوحة
في الدورة 37 من مهرجان الدوحة المسرحي، ووسط إقبال جماهيري كبير، أسدل الستار على أحد أكثر العروض إثارةً للجدل والانبهار مسرحية "الربّان"، التي اجتاحت الخشبة بلغة درامية غير تقليدية، وبأداء بصري وفكري صادم خرج عن النسق السائد، لا من حيث الشكل فقط، بل من حيث الجوهر كذلك.
العرض، الذي كتبه الدكتور خالد الجابر وأخرجه علي ميرزا محمود، لم يكتفِ بكسر الجدار الرابع، بل حطّمه تمامًا، وحوّل الخشبة إلى بحرٍ متلاطم، دفع بالمتفرج إلى قلب العاصفة، لا كمتلقٍ سلبي، بل كراكبٍ على متن سفينة تائهة لا يملك ترف الانسحاب أو الاستسلام.
في حديثٍ أعقب العرض، أوضح الكاتب الدكتور خالد الجابر أن مسرحية "الربّان" ليست مجرد نص درامي، بل رؤية فلسفية مغلّفة بمأساة، عن مصير الجماعة في غياب القائد، مشيرًا إلى ان الإشكالية الكبرى في كتابة هذا العمل كانت تلاحقه كظل، لا تكفّ عن طرح تساؤلاتها المقلقة، من يقرر مصير الجماعة حين يسقط القائد؟ هل القوة وحدها تكفي؟ أم تُجدي الثورة؟ أم أن الحكمة وحدها من تنقذ السفينة؟ أم أن الانقسام مصير لا مفر منه؟
المسرحية لا تمنح إجابات جاهزة، بل تضع المتفرج أمام مرآة مضطربة، تعكس بحركتها الفوضوية ذات العواصف التي تضرب الخشبة. كل شخصية في العمل تجسد توجهًا أيديولوجيًا معينًا، لا كتنويع درامي فحسب، بل كمحاولة لتجسيد الصراع الداخلي في المجتمعات حين يفقد التوازن.
قاد المخرج علي ميرزا محمود العمل برؤية بصرية مشحونة بالرمز والاضطراب، حيث لم يكن هدفه تجسيد سفينة تتأرجح وسط البحر وحسب، بل ترجمة ما يدور داخل الشخصيات إلى الخارج، ليصبح المشهد المسرحي امتدادًا لقلقها الداخلي. يقول المخرج: اعتمدنا في التصميم على الانكسارات، التكرار، والصوت المتداخل، بحيث يشعر المشاهد أن الشخصيات لا تغرق في البحر، بل في أعماق ذواتها.
اختار المؤلف الدكتور خالد الجابر والمخرج علي ميرزا محمود أن يُسدل الستار على الربّان بمشهد غرق السفينة، دون تفسير أو خاتمة واضحة، دون إعلان عن من نجا أو من ابتلعته الأمواج. لم يكن الغرق نهاية سردية بقدر ما كان نهاية مفتوحة، محمّلة بالرمز. غرق السفينة جسّد انهيار المجتمعات حين تفقد بوصلتها، حين يختفي العقل وتعلو أصوات الصراع.
قال الدكتور الجابر عن هذا المشهد: الغرق ليس خاتمة... بل سؤال. كم مرة يجب أن نغرق حتى نعيد التفكير؟.. وبهذا الختام، غادر الجمهور القاعة مثقلاً بالتساؤلات. لا تصفيق عفوي، لا ابتسامات خفيفة، بل لحظات صمت وتأمل كثيف، وكأن كل متفرج خرج يبحث عن موقعه داخل تلك السفينة الغارقة.
نال العرض إعجابًا واسعًا من النقاد، الذين وصفوه بأنه تجربة "عقلية-شعورية"، تتجاوز حدود المتعة البصرية لتوقظ الفكر والحس. رأى كثيرون في الربّان عودة للمسرح إلى وظيفته الأصيلة: أن يكون ساحة للتساؤل والمساءلة، لا مجرد وسيلة للهروب. وقد أثنوا على تماسك النص، وجرأة الرؤية الإخراجية التي لم تتردد في طرح مواقف معقدة، ومشاهد تهزّ المشاهد بدل أن تريحَه.