عربي21:
2025-06-27@21:07:53 GMT

مـتـى تـنـتـهـي الـحـرب ..؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

من لم يجرب الحرب لا يمكنه وصفها، ومن لم يجرب الحروب في غزة لا يعرف شيئاً عنها. لكن من جرب الحرب الأخيرة وكتبت له الحياة بقية سيتحدث عن زيارة الموت وتفاصيله، والهذيان سيكون التعبير الحقيقي عما حدث ويحدث، فالصدمة والرعب أكبر من أن ترويهما خيالات الكتاب.

«لقد هرمنا»، هكذا أرسل أحد الأصدقاء الذي أعرف فائض حيويته وحبه للحياة، وكثيرون يتساءلون عن نهاية هذا الجنون الذي انفتح في وجوههم.

فكل الحروب كانت مجرد عينات صغيرة أمام هول ما يحدث من حريق لم تشهده منطقة أخرى في العالم على امتداد التاريخ المدجج بالحروب.

في هذه الحرب التي وقفت غزة شاهدة على الحياد الجارح للإخوة والأصدقاء حتى الذين فتنوها بالنصر، لكنها تنزف بصخب السؤال الذي يعني النجاة من الموت بالنسبة لأناس يعدون حياتهم بالدقائق، فكل واحدة منها تحمل قدراً يجرف أعزاء وأحبة لا علاقة لهم بكل ما يجري، كل ما يعرفونه أنه كان هناك نصف أو ربع حياة كانت مليئة بالحزن والهَمّ فرضت عليهم في غزة فارتضوها ... ولكنهم كما يقول المثل لم ترتضِ بهم.
الحقيقة صعبة هذه المرة لأنه لا يبدو أن هناك نهاية قريبة لهذه الحرب.
فإسرائيل فقدت توازنها إثر ضربة السابع من أكتوبر وتضرب بكل ما تملكه من قوة غير آبهة بالمجتمع الدولي ولا بالمدنيين ولا بالتظاهرات التي تجوب كبرى العواصم، ولا بالمحاكم التي يمكن أن تحاكم قادتها على كل جرائم الحرب البائنة بينونة كبرى ولا تحتاج لتحقيقات، فالتجويع المتعمد ونزوح السكان أكثر وضوحاً في عالم فقد قيمته لكثرة ما أصيب بالعمى.

في إسرائيل بعد الضربة تولّد إجماع على إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة بصرف النظر عن مجريات الأحداث وإمكانية ذلك، وهذا يعني حرباً طويلة تلاحق فيها إسرائيل كل غزة وتصل لكل مكان، وهذا الأمر مدعوماً من الولايات المتحدة بل هي صاحبة القرار ومعها أوروبا، فلم يكن من المصادفة أن يتم تشبيه «حماس» بداعش أو بالنازية من قبل نتنياهو في اليوم الأول للحرب ولا أضيف كثيراً إذا ما أضفت أن جزءا كبيراً من العرب ينتظر نهاية حماس.

قامت إسرائيل بقصف جوي مروّع قبل أن تبدأ عمليتها البرية، لكن الأهداف التي وضعتها لا تتحقق بالقصف الجوي. والجرح العميق الذي تسبب بتلك الهزة العنيفة للمشروع لا تعالجه الطائرات مهما ألقت على غزة مما تحمل من صواريخ ومن ذخيرة، ولا بد لها من النزول على الأرض.

ولأن الأهداف التي وضعتها كبيرة كان على الفلسطينيين أن يتهيؤوا لحرب طويلة فإسقاط حماس وإنهاؤها يعني أن تدخل اسرائيل كل بيت والبحث عن محتجزيها يعني التنقيب تحت كل حجر، وتلك مهمات لا تكفي أسابيع لإنهائها. تلك هي الحقيقة .

ذهبت إسرائيل في هجومها أبعد مما يجب لتحرج أصدقاءها الذين يقفون على رأس منظومة ثقافية تتعارض مع ما ترتكبه ضد المدنيين والأطفال، وزادت من الضغط حداً لم يحتمله الناس الذين يتساءلون عن نهاية هذا الكابوس الذي لا يشبه سابقيه دون أن يدركوا هذه المرة أن إسرائيل لديها غطاء دولياً لملاحقة حركة حماس وللاستمرار.

قد يصاب العالم بحرج نتاج القتل العنيف والكثيف ونسب الأطفال والنساء وحجب المساعدات التي يريد الإسرائيلي من خلالها دفع السكان للرحيل والهجرة ودفعهم نحو سيناء ذاتياً، ولكن الناس التي لم تندفع فإن دمها يضع العالم في حالة حرج شديد ما يعني أن علينا الفصل بين القصف الإسرائيلي العشوائي الذي يطال المدنيين ولا يرى العالم أي مبرر له وحجب المساعدات وتجويع شعب وبين الحرب البرية.

الحرب البرية التي تهدف لإزاحة حماس تحظى بإجماع دولي يبدأ من واشنطن وينتهي في تل أبيب وما بينهما من عواصم عربية وأوروبية تختلف حول الشكل المكمل للحرب بالعقاب والإعدام الجماعي من الجو. ما يعني أن ضغط العالم ربما سيتزايد على إسرائيل لتجنب المدنيين وإدخال المساعدات فلا تستطيع الصمود كثيراً أمامه وستقدم تنازلات في هذه الجوانب وقد بدأ إدخال الوقود أول من أمس لكن الدبابات الإسرائيلية لن تجد صوتاً في العالم يطالب بوقف عمليتها لأنها بنظرهم تقوم نيابة عنهم بتنفيذ مهمة هي مطلب لهم جميعاً، ما يعني أن الحرب البرية لن تهدأ قريباً فإسرائيل تحدثت عن أشهر طويلة لتلك العملية.

أثناء كتابة هذا المقال كانت آخر صور المذبحة تأتي من مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، الجثث موزعة بين صفوف الدراسة وفي الردهات والدم يسيل بلا حساب والأطفال الذين يمزقون القلب يموتون في حضن أمهاتهم.

كيف للعقل البشري أن يستوعب ما يجري، قال صديق في العقد الثامن من عمره سافر إلى مصر إنه يتمنى الموت لهول ما رأى من مشاهد تحولت إلى كوابيس ترافقه لن يستطيع العيش معها.
قال لي ما لا يمكن أن يمر في الذاكرة دون أن تبكي ... كيف رأى الأبناء يدفعون لسائق تاكسي كي يتخلص من جثمان أبيهم الشهيد دون أن يذهبوا معه لأن لا ضمان لهم بالحياة إن تحركوا ...وكيف رأى الأرض مفروشة بالجثث في طريقه الطويل والكثير الكثير من كوابيس لن تشفى منها روح غزة إن بقي لها حياة، ويبدو أنه بات حلماً لا يصدق.
(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یعنی أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو عن مقـ.تل 7 من جنوده: يوم بالغ الصعوبة على شعب إسرائيل

 
أعرب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن اسفه بسقوط 7 من جنود الجيش خلال الهجوم الاخير الذي قامت به فصائل المقاومة في فلسطين، حيث قال: هذا يوم بالغ الصعوبة على شعب إسرائيل ونتألم لسقوط 7 من مقاتلينا في غزة خلال المعركة ضد حماس.

وكانت كتائب القسام أعلنت نجاح عناصرها  في تدمير ناقلة جند صهيونية بعبوة "شواظ" تم وضعها داخل قمرة القيادة وذلك خلال كمين مركب لقوات الاحتلال، مما أدى إلى احتراق الناقلة وطاقمها بشكل كامل.

وقالت القسام أيضا: "بعدها استهدف مجاهدونا ناقلة جند صهيونية أخرى بعبوة "العمل الفدائي" وذلك بالقرب من مسجد علي بن أبي طالب بمنطقة معن جنوب مدينة خان يونس جنوب القطاع".

وأشارت الي ان عناصرها رصدت هبوط الطيران المروحي للإخلاء الذي استمر لعدة ساعات.

وأكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن مجاهديها تمكنوا من تنفيذ كمين مركب استهدف قوة صهيونية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة "الياسين 105" وقذيفة "RBG".

كما تمكن مجاهدو القسام من تدمير جرافة عسكرية من نوع "D9" بعبوة "شواظ" معدة مسبقًا، واشتعال النيران فيها لمدة ساعة وبعد تقدم جرافة عسكرية أخرى للإنقاذ تم استهدافها بقذيفة "الياسين 105" في منطقة التوحيد بمعن جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع.

وقبل ذلك بأيام، قالت القسام، إنه بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدو القسام قنص جندي صهيوني على جبل المنطار شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، واستهداف قوات العدو المتمركزة على نفس المكان بدفعتين من قذائف الهاون.

وخلال الأسبوع، أكد مجاهدو القسام الإجهاز على 3 جنود صهاينة بالأسلحة الخفيفة من المسافة صفر شرق مدينة جباليا شمال القطاع.

ونشر الاعلام العبري، صور  الجنود السبعة الذين أعلن جيش الاحتلال مقتلهم بعد تفجير المقاومة عبوة ناسفة في آلية مدرعة من نوع "بوما" في قطاع غزة .

يأتي ذلك فيما قالت مصادر في مستشفيات غزة أنه ارتقى 31 شهيدا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بينهم 10 من منتظري المساعدات.

ترامب يرفع صوته على نتنياهو قبل دقائق من قصف إيرانأكسيوس تكشف انفعال ترامب ضد نتنياهو ..ومكتب قائد الاحتلال ينفذ ضربة ختامية على إيرانإعلام إسرائيلي: ترامب يتحدث مع نتنياهو الآنحالة غضب في الاحتلال بسبب نتنياهو.. ودعوة جديدة لخرق اتفاق ترامب طباعة شارك نتنياهو جيش الاحتلال القسام حماس حكومة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدس حبوباً مخدرة في سلة غذاء الفلسطينيين.. حماس تتحدث
  • إسرائيل هيوم: نتنياهو اتفق مع ترامب على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين
  • إسرائيل توقف مؤقتاً إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟
  • "القسام" تنشر فيديو كمين خان يونس الذي هزّ إسرائيل
  • الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلال الحرب
  • ترامب: إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف للتأكد من تدميرها
  • روته يشيد بـ"دادي" ترامب الذي أوقف حرب إسرائيل وإيران
  • نصر على الورق وهزيمة في الميدان.. معركة إيران وإسرائيل تنتهي وسباق الروايات يبدأ
  • نتنياهو عن مقـ.تل 7 من جنوده: يوم بالغ الصعوبة على شعب إسرائيل