اختطاف الحوثيين للسفينة جالاكسي "خطير.. وانتهاك لحرية الملاحة"
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
بثت جماعة الحوثي المدعومة من إيران لقطات مصورة تظهر مسلحين ينزلون من طائرة هليكوبتر ويسيطرون على سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر.
أعلنت الشركة المالكة للسفينة جالاكسي ليدر، التي أعلنت جماعة الحوثي اليمنية احتجازها ، إن "عسكريين صعدوا على متنها بشكل غير قانوني عبر طائرة هليكوبتر" أمس الأحد وهي الآن موجودة في ميناء الحديدة باليمن.
من جانبها بثت جماعة الحوثي المدعومة من إيران لقطات مصورة اليوم الاثنين (20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) تظهر مسلحين ينزلون من طائرة هليكوبتر ويسيطرون على سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر.
وأضافت شركة جالاكسي ماريتايم المسجلة في جزيرة آيل أوف مان والمالكة للسفينة في بيان اليوم الاثنين "لقد فُقدت جميع الاتصالات مع السفينة". وأردفت "باعتبارنا شركة شحن، فلن نعلق أكثر على الوضع السياسي أو الجيوسياسي".
وقالت الشركة إن طاقم السفينة التي ترفع علم جزر الباهاما يضم مواطنين من بلغاريا وأوكرانيا، والفلبين، والمكسيك، ورومانيا.
وذكرت شركة جالاكسي ماريتايم "يرى مالكو السفينة والقائمون على إدارتها أن احتجازها يمثل انتهاكا صارخا لحرية الملاحة لسفن العالم وتهديدا خطيرا للتجارة الدولية".
وأضافت "أهم ما يقلقنا في هذا الوقت هو سلامة وأمن أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 الذين يحتجزهم مرتكبو هذا العمل الإجرامي".
والسفينة تستأجرها شركة نيبون يوسن اليابانية. وناشدت الحكومة اليابانية الحوثيين الإفراج عن السفينة وطلبت مساعدة السلطات السعودية والعُمانية والإيرانية للعمل من أجل الإفراج السريع عنها وعن طاقمها.
من جهة أخرى أظهرت بيانات شحن وشركة أمبري البريطانية للأمن البحري أن سفينتين تجاريتين مرتبطتان بنفس الشركة التي استولى الحوثيون في اليمن على سفينة تابعة لها، حولتا مسارهما في البحر الأحمر وخليج عدن.
طهران تنفي تورطها في اختطاف السفينة
وردا على اتهامات إسرائيلية لطهران اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن "هذه الاتهامات فارغة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد اعتبر الاحتجاز بمثابة "هجوم إيراني على سفينة دولية" متّهمًا الحوثيين بالقيام بالعملية بناء على "تعليمات إيرانية".
من جانبه قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ "لقد شهدنا بالأمس رقما قياسيا جديدا.. للمرة الأولى نرى إعلانا رسميا عن قراصنة يستولون على سفينة في أعالي البحار، وهو ما أعتقد أنه يشكل تهديدا كبيرا للقانون والنظام الدوليين".
ونفت إٍسرائيل ملكيتها للسفينة أو وجود إسرائيليين على متنها، لكن تقارير ومواقع الكترونية متخصصة بالنقل البحري قالت إن السفينة مسجّلة باسم شركة بريطانية، وأن الشركة الأمّ للمجموعة مدرجة باسم أبراهام رامي أونغار ومقرّها في إسرائيل.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنّ احتجاز السفينة "حادث خطير للغاية ذو عواقب عالمية"، بينما وصفه مسؤول عسكري أمريكي بأنّه "انتهاك صارخ للقانون الدولي".
وحذر المتمرّدون الحوثيون في اليمن على لسان المتحدث باسمهم من أنّ السفن الإسرائيلية "هدف مشروع".
ع.ج.م/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: السفينة جالاكسي ليدر الحوثيون في اليمن جماعة أنصار الله الحوثي إيران السفينة جالاكسي ليدر الحوثيون في اليمن جماعة أنصار الله الحوثي إيران البحر الأحمر على سفینة
إقرأ أيضاً:
معادلة البحر الأحمر
أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون لليمن وجيشها العظيم الدور المفصلي والمحوري في ضبط إيقاع المستجدات التي طرأت في البحر الأحمر، على إثر وتداعيات معركة طوفان الأقصى التي تخوضها المقاومة الفلسطينية الباسلة والشعب الفلسطيني والتي غيرت المعادلات والمسميات واتجهت عقاربها نحو الانتصار للقضية والأمة .
فكل الأحلام والخطط الصهيونية، كُشفت للعالم أجمع، وطوفان الأقصى النقطة الفاصلة والمحورية في كبح المخططات الصهيونية والأمريكية والبريطانية؛ التي أرادت تمرير صفقة القرن اللعينة، بالعديد من الإجراءات والتحركات السياسية والإعلامية التي تقنع الشارع العربي بالاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين العربية، وأبرز تلك التحركات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لمحاولة تهويدها وطمس عروبتها والتوسع في التطويع أي (التطبيع ) للدول والشعوب وتبادل الزيارات وفتح السفارات والقنصليات في تلك الدول العربية التي تم تطويعها للكيان الصهيوني والقيام بالزيارات المماثلة من حكومات الدول العربية التي هرولت نحو الاعتراف بكيان العدو كدولة بديلة على أرض فلسطين المحتلة، وشن حملات إعلامية ممنهجة، وفق استراتيجيات نسيان القضية الفلسطينية وتغييبها من الذاكرة العربية الجامعة وحجب الأنظار عنها بعبارات ومسميات مختلفة وصولاً بها إلى الموت السريري.
بينما ظلت المقاومة وشعبها الجبار، ومن خلفهما حركات المقاومة في دول المحور وشعوبها، تراقب وترصد وتعد العدة وتجهز ليوم السابع من أكتوبر النقطة الفاصلة بين الأحرار والمطبعين، وبين الحق والباطل؛ لتعيد إنعاش القضية الفلسطينية في قلب الشارع العربي وتسحب البساط من تحت أقدام ملوك ورؤساء وزعامات وحكام التطبيع وتضعهم في دائرة الحرج أمام شعوبهم وأُمتهم إن استمروا في التطبيع فشعوبهم رافضة، وإن رفضوا السير في معاهدات التطبيع، فالصهيوأمريكية وبريطانيا تدفع بهم ليكونوا في عداد الموتى، فماتوا سياسياً وشعبياً -عربياً وعالمياً – في المقابل أنتعش نبض القضية في قلوب الأحرار من جديد، وبزخم مختلف عن أي مرحلة سابقة منذ 77عاماً، والمعطيات الميدانية برهنت ذلك، ثم أفشلت الحسابات والمخططات .
لذلك أصبحت معركة الطوفان معركة استراتيجية عربية امتدت من غزة وغلافها وفلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق، واليمن العظيم صاحب الموقع الجغرافي الاستراتيجي المطل على البحرين الأحمر والعربي، يمتلك سيادته في التحكم بتلك الحدود البحرية، التي مكنته من فرض استراتيجية أمن البحار والتحكم بالدخول والخروج إليها، والتعامل مع التهديدات التي تُحاك ضد الأمة العربية، وضد القضية الأساسية والمركزية للعرب والمسلمين فلسطين.
تدخل اليمن عسكريا، لمنع السفن الصهيونية من المرور من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وكذلك السفن التي تنقل البضائع للكيان الصهيوني من أي دولة كانت، وبهذا فرض اليمن معادلة جديدة وفاعلة في معركة طوفان الأقصى تقول “حصار فلسطين مقابل حصار الصهاينة”؛ فنجحت تلك المعادلة في فرض استراتيجية أمن البحار، وظهور اليمن كلاعب دولي قوي في المنطقة له الحق الكامل في التحكم بمضيق باب المندب .
لقد فرض اليمن استراتيجية أمن البحار بموقفه الحاسم وجيشه العظيم، الذي شارك في معركة الطوفان بقوة وشجاعة غير مسبوقة منذ 1948م، وذلك بالقصف الصاروخي والطيران المسيّر الذي نفذته القوات الجوية اليمنية لاستهداف كيان الاحتلال وكذلك بالحصار والعمليات البحرية ضد السفن المتجهة إلى كيان العدو عبر البحر الأحمر، وإجبارها على اتخاذ طرق إبحار بعيدة، عبر الرجاء الصالح مكلفة اقتصادياً.
الإسناد اليمني لغزة أذل الأعداء وأحرج المتاجرين بالقضية الفلسطينية من المطبعين والجبناء والخانعين، وظهروا في موقف الضعف والوهن برغم ما يمتلكونه من قدرات وإمكانيات ومقومات (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ) .
إن تمسك اليمن وفلسطين ودول المحور المقاوم الحر بقوله تعالى (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) نتج عنه تحقق العلو نتيجة الإيمان بالله والعمل بكتابه.