مخاوف عالمية من ارتفاع حدة التوتر والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتدخل أذرع إيران فى الصراع، مما قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب لأطراف أخرى، خاصةً بعد مشاركة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان تضامنًا مع حركة حماس في غزة. وتلقي تلك المخاوف والمؤشرات ظلالها على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية المختلفة للمجتمع الدولي بشكل عام، ودول الشرق الأوسط بشكل خاص.

هذا وقد حذر البنك الدولي مع استمرار الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، من أن تصاعد الحرب في غزة قد يسفر عن تضرر بالغ للاقتصاد العالمي، خاصةً على أسعار السلع الأساسية وفى مقدمتها النفط والأغذية، وقال إنديرميت جيل كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، إنها المرة الأولى التي نتعرض فيها لصدمتين للطاقة في نفس الوقت، نحن في واحدة من أكثر المراحل هشاشة بالنسبة للاقتصاد العالمي، في إشارة إلى الحرب الأوكرانية الروسية، والصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحماس في غزة من جانب آخر.

تداعيات اقتصادية

وأوضح د.عبدالنبي عبدالمطلب الخبير الإقتصادي أن حرب غزة لم تؤثر بشكل كبير حتى الآن على إمدادات الوقود والغذاء، وأن مؤشرات الأسعار في معدلها الطبيعي، ومقارنةً بما حدث من ارتفاع الأسعار؛ أثر الحرب الروسية الأوكرانية، فإن أسعار النفط كادت تصل إلى 200$ للبرميل، وأسعار القمح 500$ للطن، وأسعار الذرة 480$ للطن، علاوة على إرتفاع أسعار الزيوت.

وأضاف الخبير الاقتصادي لــ "البوابة نيوز"، أن الدول النامية تأثرت بشكل كبير جراء ارتفاع أسعار الأغذية والوقود، خاصة أفريقيا والتي تعتمد على استيراد احتياجاتها من روسيا وأوكرانيا.

وأشار "عبدالنبي" إلى إن الأسعار العالمية لم تتأثر بشكل واضح جراء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني إبان حرب غزة، وعلى غير المتوقع انخفض سعر برميل النفط لــ 76$، رغم إنه وصل إلى 90$ قبل الحرب.

سيناريوهات اتساع الصراع في الشرق الأوسط

وقال الخبير الاقتصادي لــ "البوابة نيوز" إن إعلان الحوثيين في اليمن الاستيلاء على سفينة في البحر الأحمر، أثار مخاوف كبيرة نحو توسيع نطاق الحرب والصراع الاسرائيلي الفلسطيني وبالتالي تأثر الاقتصاد العالمي واقتصاد دول الشرق الأوسط.

وأضاف أن هذه المخاوف مستمرة على الرغم من تصريحات الجانب الاسرائيلي أن السفينة لا تخصها، وتعود ملكيتها لشركة بريطانية، إلا أن الحوثيين أعلنوا أنهم لا يستهدفون الطرق الملاحية بشكل عام، وأنهم مستمرين في تهديد أي سفينة أمريكية أو إسرائيلية، وأن استيلائهم على السفينة سابقًا ردًا على العدوان على غزة.

ووضع الخبير الاقتصادي سيناريوهان لهذه المخاوف، أولهما الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، والثاني أن تقوم اسرائيل بزيادة بلطجة العدوان برعاية أمريكية وتحويل منطقة الشرق الأوسط لصراع مستمر.

وحذر من السيناريو الأخير حول استمرار الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، مؤكدًا أن ظلاله ستكون سيئة على الاقتصاد العالمي وارتفاع الأسعار للنفط والأغذية، خاصةً مع الاتجاه الحالي بزيادة مصاريف التأمين على السفن المارة بالبحر الأحمر.

هذا وقد أعلن الحوثيون في وقت سابق، أنها احتجزت "سفينة شحن إسرائيلية" جنوبي البحر الأحمر واقتادتها إلى ميناء الحديدة غربي اليمن، وأن السفن الإسرائيلية "هدف مشروع"، وجاءت تصريحات المتحدث الرسمي لجماعة الحوثيين إنّ احتجاز السفينة هو "البداية"، مضيفًا أنّ "أيّ حرص على عدم اتّساع الصراع يكون بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب غزة الحوثيين حركة حماس الصراع الاسرائیلی الفلسطینی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

من الواضح اليوم أن وقف إطلاق النار في غزة ليس سوى «خفضٍ للنار»، لا أكثر؛ فالعدوان مستمر، والهجمات على القطاع تتكرر شبه يوميًّا.

ففي يوم واحد فقط في نهاية أكتوبر قُتل نحو مائة فلسطيني. وفي 19 نوفمبر قُتل 32، وفي 23 نوفمبر قُتل 21، وهكذا دواليك؛ فمنذ بدء وقف إطلاق النار تجاوز عدد القتلى 300، وارتفع عدد الجرحى إلى ما يقارب الألف، وسترتفع هذه الأرقام بلا شك.

التحول الحقيقي الذي حدث مع الهدنة هو تراجع الاهتمام العالمي، وتخفيف الرقابة الدولية فيما تتضح ملامح المخطط الإسرائيلي شيئًا فشيئًا، وهي فرض سيطرة دامية لا تقتصر على غزة وحدها، بل تشمل فلسطين بأكملها، وتمتد إلى المنطقة المحيطة.

وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشونال أنييس كالامار ما بعد الهدنة بأنه «وهم خطير يوحي بأن الحياة تعود إلى طبيعتها في غزة». وقالت: إن السلطات الإسرائيلية قلّصت الهجمات وسمحت بدخول بعض المساعدات، «لكن لا ينبغي للعالم أن يُخدع. فالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لم تنتهِ»؛ فلا مستشفى واحدا في غزة عاد إلى العمل بكامل طاقته.

ومع هبوط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة باتت آلاف العائلات مكشوفة الأسقف في خيام متهالكة. ومنذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر مُنعت أكثر من 6,500 طن من المساعدات التي تنسقها الأمم المتحدة من دخول القطاع.

ووفق منظمة أوكسفام فقد مُنعت في الأسبوعين التاليين للهدنة شحنات مياه وغذاء وخيام وإمدادات طبية تعود لسبع عشرة منظمة دولية.

والنتيجة أن سكانًا فقدوا منازلهم وأرزاقهم ومأوى آمنًا ما زالوا عاجزين عن الحصول حتى على خيام أفضل أو غذاء كافٍ. وتمسك السلطات الإسرائيلية سكان غزة في وضعية عقاب جماعي مؤلم تمنع فيها بروز أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، وتترسخ من خلالها إسرائيل كقوة منفردة لا يُحاسبها أحد تمتلك سلطة مطلقة على أرواح الناس.

غزة ليست سوى رأس الحربة في توسّعٍ واضح للنزعة الإمبريالية الإسرائيلية توسّع يمتد إلى الضفة الغربية وما بعدها.

ففي الأراضي المحتلة يتحول القمع الذي تصاعد منذ 7 أكتوبر 2023 إلى حصار عسكري شامل. وقد أُجبر عشرات آلاف الفلسطينيين هذا العام على مغادرة منازلهم في نمط قالت عنه منظمة هيومن رايتس ووتش إنه يشكل «جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهيرًا عرقيًا يوجب التحقيق والمحاسبة».

وفي الأسبوع الماضي ظهرت لقطات مصورة لقيام جنود إسرائيليين بإعدام فلسطينيَّين في جنين بعد أن بدت عليهما نية الاستسلام. وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير منح العناصر المتورطة دعمه الكامل قائلاً إنهم تصرفوا كما يجب.

الإرهابيون يجب أن يموتوا. وما هذه إلا نافذة صغيرة في لحظة موثقة نادرة وسط نزيف مستمر؛ فقد قُتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين على يد قوات الاحتلال والمستوطنين خمسهم من الأطفال، وأكثر من 300 حالة يشتبه بأنها «إعدامات خارج القانون».

وفي أكتوبر سجّل مكتب الأمم المتحدة مئتين وستين هجومًا للمستوطنين، وهو أعلى رقم منذ بدء توثيق هذه الاعتداءات قبل عشرين عامًا. وأكثر من 93 في المائة من التحقيقات تُغلق بلا توجيه تهم. كما تُسجّل وفاة عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بسبب الضرب أو الإهمال الطبي، ويخرج من ينجون منها ليحكوا عن جحيم من التعذيب وسوء المعاملة.

وعلى الرغم من ذلك ما تزال دائرة التفويض الإسرائيلي في القتل والاستيلاء على الأرض تتوسع.

فالأسبوع الماضي نفّذت القوات الإسرائيلية عملية توغل برّي في جنوب سوريا أسفرت عن مقتل 13 سوريًا بينهم أطفال. ورفض الجيش الإسرائيلي تقديم أي معلومات عن الجهة المستهدفة مكتفيًا بالتذكير بحقّه في ضرب الأراضي السورية، وهو ما يكرره منذ احتلاله مناطق واسعة من الجنوب السوري سابقًا.

وقد اتُّهمت القوات الإسرائيلية هناك، وفق تحقيقات هيومن رايتس ووتش باتباع الأساليب الاستعمارية نفسها المستخدمة في فلسطين، وهي التهجير القسري، ومصادرة منازل، وهدم بيوت، وقطع مصادر رزق، ونقل غير قانوني لمعتقلين سوريين إلى إسرائيل. وتعتزم إسرائيل البقاء هناك بلا أفق للانسحاب.

وفي لبنان حيث ما يزال 64 ألف شخص نازحين منذ حرب العام الماضي تتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية رغم المفاوضات التي جرت في نوفمبر. فقد واصلت إسرائيل قصفها شبه اليومي للأراضي اللبنانية كان آخره الأسبوع الماضي فقط، وما تزال تحتل خمس نقاط استراتيجية تستخدمها لشن هجمات على أهداف تزعم أنها لحزب الله.

ووفق قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان؛ ارتكبت إسرائيل أكثر من 10 آلاف خرق جوي وبري للهدنة قُتل خلالها مئات الأشخاص. وفي هذه الفوضى يُطرد المدنيون مجددًا من أراضيهم، ويُتركون تحت رحمة الضربات الإسرائيلية، وكأنهم رعايا خاضعون لسيادة إسرائيلية فائقة تتجاوز كل حدود القانون.

وبحسب تقرير حديث من صحيفة نيويورك تايمز؛ فإن «الوضع في لبنان يقدم مثالًا صارخًا على شرق أوسط جديد باتت فيه اليد الإسرائيلية ممتدة في كل مكان».

فكيف يمكن وصف كل ذلك بأنه «وقف إطلاق نار»؟ وما هذا «الوضع القائم» سوى واقع متفجر لا يمكن أن ينبت فيه أي سلام حقيقي، لا في فلسطين ولا في المنطقة.

فالساسة والوسطاء والدبلوماسيون قد يكررون مفردات «الهدنة المرحلية» و«خطط إعادة الإعمار»، لكن الحقيقة أن هذه أفكار لمستقبل لن يتحقق ما دامت الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة في أراضٍ لا حقّ لها فيها.

والوهم الخطير الذي يصوّر أن الحياة تعود إلى طبيعتها لا ينطبق على غزة وحدها، بل يمتد إلى فلسطين كلها والمنطقة بأسرها. ولن يلبث أن يتبدّد.

نِسْرين مالك كاتبة في صحيفة الغارديان

مقالات مشابهة

  • لا تقدم في علاقة التيار وحزب الله
  • مستشار الرئيس الفلسطيني لـ«الاتحاد»: الظروف المعيشية في غزة تتفاقم بشكل متسارع
  • نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • خبير اقتصادي: الدين الخارجي لمصر انخفض بنحو 4 مليارات دولار.. وهناك حالة تحسن بمؤشرات الاقتصاد
  • بين صور وصور
  • كيف يؤثر العمل من المنزل على الصحة النفسية؟
  • قبل عام 2026.. ملامح الشرق الأوسط في ثوبة الجديد
  • مخاطر استدعاء شبه القارة الهندية للصراع في الشرق الأوسط
  • هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
  • قبل الجولة الحاسمة.. شوبير يوضح سيناريوهات صعود مصر في كأس العرب