قال الكاتب الأمريكي ديفيد إغناثيوس إن من شأن صفقة الرهائن بين إسرائيل وحماس، أن تجلب الطمأنينة إلى عائلات النساء والأطفال الإسرائيليين الخمسين الذين سيفرج عنهم أولاً، فضلاً عن وقف القتال أربعة أيام، وهو ما تشتد الحاجة إليه من المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في حرب غزة، ويمكن أن يتوسع الأمر تدريجياً لتهدئة أوسع نطاقاً للصراع الكابوس.

الواضح أن إسقاط حماس من السلطة يظل مطلب إسرائيل الوحيد غير القابل للتفاوض.

ويقول إغناثيوس في "واشنطن بوست" إن الفكرة الأساسية التي تحرك اتفاقية إطلاق سراح الرهائن، التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية، في وقت مبكر اليوم الأربعاء في القدس، هي "المزيد مقابل المزيد"، وهي صيغة معروفة جيداً في مفاوضات الحد من التسلح. فإذا سلمت حماس المزيد من الرهائن، ستكون إسرائيل مستعدة لتمديد الهدنة، حسب مسؤول إسرائيلي كبير، مضيفاً أن لا حد أقصى للمدة التي قد توقف فيها إسرائيل عملياتها في غزة، حيث تسعى تل أبيب إلى إطلاق سراح جميع الأسرى في نهاية المطاف، بمن فيهم العسكريين.

مزيد من الوقت

وقال المسؤول الإسرائيلي: "إذا استغلوا فترة التوقف لإطلاق سراح المزيد من الرهائن مقابل المزيد من الأسرى، فسنمنحهم مزيداً من الوقت".
ورأى إغناثيوس أنها صيغة عملية لتخفيف الصراع الذي بدأ بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) واستمر خلال الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ 6 أسابيع والذي أوقع المدنيين الفلسطينيين في مرمى النيران.

Gaza: Assuming that this initial deal goes forward, trading Hamas hostages for Israeli prisoners, humanitarian aid, and a pause in the fighting, the hope is that it could be expanded, with a gradual reduction in harm to civilians caused by the conflict. https://t.co/jWkBVCV6AP

— Kenneth Roth (@KenRoth) November 22, 2023

وتستند هذه الرواية إلى لقاءات يوم الثلاثاء مع مسؤول قطري كبير ومسؤول إسرائيلي كبير. وطلب كلاهما حجب عن هويتهما بسبب حساسية المفاوضات. وأشاد المسؤولون الأمريكيون، الذين لعبوا دوراً حاسماً في رعاية الصفقة، بوساطة قطر ودعم  مصر.


 تفاصيل الاتفاق

وبموجب الاتفاق، ستحصل حماس على الإفراج عن نحو 150 امرأة وشاباً فلسطينياً محتجزين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى وقف القتال. وسيطلق سراح المعتقلين من الجانبين في مجموعات خلال الهدنة التي تستمر أربعة أيام.


ويرى إغناثيوس أن الصفقة ، التي توسط فيها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني،  نموذج  لعمل الوساطة الدبلوماسية، إذا كانت القناة عبارة عن عملية استخباراتية، تدار بهدوء من وكالة المخابرات المركزية، والموساد الإسرائيلي. ورغم انتقاد بعض الإسرائيليين لقطر لإيوائها إرهابيي حماس، فإنها أثبتت أنها وسيط لا غنى عنه. وبمرور الوقت، أصبحت إسرائيل وحماس تثق في الوسيط. كما أشاد مسؤول كبير في إدارة بايدن بمصر للمساعدة في نجاح الصفقة.
كما هو الحال في معظم المفاوضات، كان الشيطان يكمن في التفاصيل. وُضع الإطار الأولي للاتفاق المتوقع في 25 أكتوبر(تشرين الأول)، أي قبل يومين من بداية إسرائيل هجومها البري على غزة. وتسبب القتال البري في تعطيل المحادثات لكنها استمرت.


 نجاح الحوار

وقال مسؤول قطري كبير لإغناثيوس يوم الثلاثاء: "هذا دليل على نجاح الحوار...إنها خطوة أولى. في جميع وساطاتنا، تتخذ خطوات صغيرة تؤدي إلى صفقات أكبر".


كانت القضية الأكثر صعوبة هي تحديد من يسيطر بالفعل على الرهائن، وأنهم تحت سيطرة حماس بالكامل، إلا أن المسؤول الإسرائيلي قال إن من بين حوالي 100 امرأة وطفل إسرائيلي، بمن فيهم الرضع، لم تكن لحماس إمكانية الوصول الفوري، إلا إلى الخمسين الذين سيطلق سراحهم. وقال المسؤول إن من المحتمل أن تتمكن المجموعة من السيطرة على 20 موقعا آخر، وإذا أطلق سراحهم، فستمدد إسرائيل بفترة التهدئة.
أما النساء والأطفال وعددهم 30 أو نحو ذلك، فهم محتجزون لدى فصائل أصغر مثل حركة الجهاد، الفلسطينية، وبعضهم لدى عائلات، وسيكون العثور على الآخرين وإطلاق سراحهم أمراً أكثر صعوبة، ولكن حماس لديها الحافز.


 الجائزة الذهبية

وخلال فترة التوقف التي تستمر أربعة أيام، ستسمح إسرائيل بتسليم الوقود وغيره من الضروريات للفلسطينيين الذين تعرضوا للقصف خلال الحرب التي دمرت المناطق المدنية في قطاع غزة. وقد تسمح هذه الهدنة لحماس بإعادة تجميع صفوفها، ولكنها قد تخفف أيضاً الانتقادات الدولية المتصاعدة لإسرائيل، والتي بدأت تهدد المصالح الوطنية الإسرائيلية.


وحتى لو أطلق سراح جميع النساء والأطفال الإسرائيليين، سيبقى حوالي 140 رهينة . ويأمل القطريون أن تطلق حماس سراحهم تدريجياً أيضاً، وربما وصولاً إلى الجائزة النهائيةأي نالرجال والنساء العسكريين. وليس واضحاً الثمن الذي ستطالب به حماس.

وكانت التفاصيل اللوجستية موضوع مساومة مكثفة. وأصر الإسرائيليون على رفض فصل الأطفال عن أمهاتهم. وطالبت حماس طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بالتوقف عن تعقب عناصرها أثناء تحركهم بين المواقع لجمع ونقل الرهائن. وأرادت قطر إنشاء غرفة عمليات في الدوحة، تدار بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للمساعدة في إدارة الاتصالات.

وخلص الكاتب إلى إن ما لم تتنازل عنه إسرائيل في الصفقة هو رغبتها المطلقة في تدمير قوة حماس السياسية في غزة.

وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير: “لا يمكننا أن نسمح لحماس بالخروج من الأنفاق وإعلان النصر والسيطرة على غزة”. من الواضح أن إسقاط حماس من السلطة يظل مطلب إسرائيل الوحيد غير القابل للتفاوض.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

إعلام الاحتلال: نقطة الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحماس هي صيغة الضمانات الأمريكية

عرضت قناة “القاهرة الإخبارية” خبرا عاجلا يفيد بأن إعلاما إسرائيليا قال إن نقطة الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحماس هي صيغة الضمانات الأمريكية.
 

مظاهرات حاشدة لمرور 600 يوم على أسر الرهائن لدى حركة حماسسموتريتش يصف صفقة جزئية مع حماس بـ"الجنون المحض"حماس: إنكار نتنياهو وجود مجاعة بغزة تعبير عن عقلية إجرامية مريضةنتنياهو: سنحقق النصر المطلق وسنعيد محتجزينا وسنقضي على حماس

وجاء أيضًا أن مقترح ويتكوف لإسرائيل وحماس يتضمن إطلاق سراح 9 محتجزين أحياء و18 جثمانا.. يتم تسليمهم على دفعتين خلال أسبوع.

وقال بشير جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من خان يونس، إن أزمة الجوع والمجاعة في قطاع غزة تتفاقم بشكل خطير، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية، وسط تحذيرات من منظمات أممية بحدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وأضاف جبر، خلال رسالة له على الهواء، أن المعابر مغلقة منذ الثاني من مارس الماضي، وهو ما تسبب في توقف دخول الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، إضافة إلى غياب المستلزمات الطبية والأدوية، الأمر الذي أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في القطاع.

وأشار إلى أن مستشفيات عدة لم تعد قادرة على تقديم خدماتها، ما نتج عنه وفاة عشرات المرضى، لا سيما الأطفال وكبار السن.

وأكد مراسل "القاهرة الإخبارية" أن هناك تقارير محلية ودولية توثق وفاة عدد من الأطفال نتيجة سوء التغذية الحاد، وأن عشرات الآلاف من العائلات لا تجد ما تسد به رمقها اليومي.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة "الحصار والتجويع" كسلاح إضافي إلى جانب عدوانه العسكري، ما يضع أكثر من مليوني فلسطيني أمام خطر الموت البطيء في ظل صمت دولي مريب.


 

طباعة شارك القاهرة الإخبارية حماس إسرائيل

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو: إسرائيل وافقت على مقترح ويتكوف.. وحماس تواصل الرفض
  • حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن في حالة واحدة
  • تطورات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.. بنود التفاوض وأحدث المستجدات
  • نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة
  • لابيد: على إسرائيل قبول خطة ويتكوف الجديدة "علنا وفورا"
  • إسرائيل وافقت وحماس تدرس.. ما جديد مقترح ويتكوف؟
  • إسرائيل توافق وحماس تدرس المقترح الأميركي حول غزة
  • كشف تفاصيل مقترح ويتكوف.. إسرائيل تعلن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة
  • إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس
  • إعلام الاحتلال: نقطة الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحماس هي صيغة الضمانات الأمريكية