تناول الإعلام العبري ردود فعل المحللين وبعض ذوي الأسرى الإسرائيليين على صفقة التبادل التي تم الإعلان عنها صباح اليوم الأربعاء بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكومة الاحتلال، وقد حملت التعليقات في معظمها انتقادات كبيرة للقيادة الإسرائيلية.

فقد أكد رازي بركائي -من إذاعة جيش الاحتلال- أن إسرائيل "مقبلة على أسبوع من الجنون"، وأن الحكومة أمامها أسبوع صعب "عندما تبدأ الحروب بين ذوي الأسرى بسبب عودة بعضهم وعدم عودة البعض الآخر".

وبالمثل، قالت نوعام دان -وهي قريبة 3 من الأسرى- إن على أعضاء حكومة الحرب أن يحققوا نتائج أو أن يستقيلوا، مؤكدة أنها لم تكن مقتنعة بالحرب البرية كسبيل لاستعادة الأسرى.

وأضافت دان "هذه ليست مهنتي، لكنني لاحظت أن هناك محاولة لخلق خلاف طوال الوقت، وهذا الخلاف يتمدد حاليا في اليسار واليمين وبين عائلات المختطفين".

وأكدت أنه "من الصعب جدا أن تمنع الغاضبين من الاحتجاج لوقت طويل، لأن عائلات الأسرى بينها من ينتمي لليمين ومن ينتمي لليسار"، مضيفة "لقد استبدلنا شعار عار عار بشعار الآن الآن، وكان يجب أن يكون ذلك (الآن) بالأمس".

ولفتت إلى أن "هناك إصرارا حتى الآن على إبقاء هذا الموضوع بعيدا عن السياسية، بسبب الأزمة العميقة التي يعيشها الجميع".

أما إلياهو ليبمان -والد الأسير شلومو- فلا يبدو مقتنعا بصفقات التبادل، ويرى أن الحرب هي السبيل الوحيدة التي يجب المضي فيها حتى النهاية.

وقال ليبمان إنه يشعر بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيتمار بن غفير ومجلس الحرب يهملون الأسرى و8 ملايين إسرائيلي، ويخاطرون بالجيش في غزة.

وأضاف "لقد فقد الثقة في التوراة.. كان لدينا أمل.. أناشدكم يا قادة دولتنا ألا تكرروا غلطة شاليط"، في إشارة للأسير جلعاد شاليط.

وتابع ليبمان "رئيس الحكومة لقد حدثتنا أنت وغانتس (بيني غانتس) عن الشك مقابل اليقين، لكن لدينا مئات القتلى والجرحى بسبب هذا الشك مقابل اليقين الذي تتحدثون عنه".

وخاطب ليبمان أعضاء مجلس الحرب بالقول "تراجعوا عن ذلك، واهتموا بإعادة المخطوفين، يجب ألا تدير أميركا معركة إسرائيل، لأن العالم كله ينظر إلينا. واصلوا قصف حماس حتى هزيمتها، وإعادة كل المخطوفين".

في المقابل، تحدث إيتان بن ديفيد -نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق- عن أن لكل صفقة عدة وجوه من ناحية الأمن القومي، قائلا إن "كل قرار يتخذه مجلس الحرب بشأن تحرير الأسرى الفلسطينيين سيكون له تأثير على الأمن القومي للأجيال القادمة لأن يحي السنوار كان أحد المحررين في صفقة شاليط".

وأضاف ديفيد "هذا لا يعني عدم عقد صفقة لإعادة الأسرى، لكنه يعني أن على المجلس المصغر فهم تداعيات قراراته على الأجيال القادمة".

الهدنة تعني خسارة الحرب

وفي ما يتعلق بوقف القتال مؤقتا، قال الجنرال احتياط ميخائيل ريتسون إن "الجنود سيكونون مثل القنافد خلال أيام الهدنة التي تم الاتفاق عليها"، مضيفا "سيكون عليهم حماية أنفسهم، وهذا أمر مرعب".

وأضاف ريتسون أن الحديث عن هدنة لإدخال الوقود والطعام أمر سهل، لكن عندما يبدأ التنفيذ "سنرى مسارات أخرى. إذا عقدنا هذه الصفقة سنكون قد خسرنا الحرب".

وفي السياق، قال المستشرق موطي كيدار إن المنطقة (التي دخلت إليها قوات الاحتلال في غزة) مليئة بالمخربين -في إشارة لمقاتلي المقاومة- وهذا يعني أن الجيش عليه أن يظل يقظا وألا يغفل للحظة واحدة، لأنهم يرسلون رجالهم لقنصنا.

وأضاف "أنهم يرون الجنود، وهم يتجولون في المنطقة ويقنصونهم. علينا أن نفهم هذا. إنها معركة ثابتة وليست متحركة. إننا نتقدم خطوة خطوة، أي مئة متر بمئة متر، إنه وضع معقد جدا ويسبب خسارات لنا".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة عملية طوفان الأقصى التي أسرت خلالها 251 إسرائيليا، من بينهم عشرات الجنود والضباط، بالإضافة إلى عدد من العمال الأجانب الذين كانوا يعملون في مستوطنات غلاف غزة.

ومنذ ذلك الحين شهد ملف الأسرى تطورات متسارعة شملت صفقات تبادل وعمليات عسكرية ومبادرات إنسانية.

ووفقا للبيانات المتوفرة، فإن إسرائيل تمكنت من استعادة 200 من هؤلاء الأسرى (أحياء أو جثامين)، وذلك على النحو التالي:

صفقات التبادل الصفقة الأولى (2023): تم خلالها الإفراج عن 81 إسرائيليا حيا. الصفقة الثانية (2025): تم بموجبها الإفراج عن 25 إسرائيليا، إلى جانب جثامين 8 إسرائيليين، وهو ما يعني أن المقاومة أفرجت في المجمل عن 106 أسرى إسرائيليين في صفقتي التبادل المذكورتين.

مبادرات إنسانية أفرجت حركة حماس عن الأسير عيدان ألكسندر (يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية) كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. كما أطلقت سراح 4 إسرائيليات مسنات خلال الأسبوع الثالث من الحرب دون مقابل. العمال الأجانب تم الإفراج عن 10 عمال تايلنديين وفلبيني أحياء خلال صفقة التبادل الأولى باتفاق منفصل وبجهود قطرية. كما أطلقت المقاومة أيضا سراح 5 عمال من تايلند ضمن صفقة التبادل الثانية. إعلان

العمليات العسكرية تمكن الجيش الإسرائيلي من استعادة 8 أسرى أحياء فقط عبر 4 عمليات عسكرية، في حين كان الفشل مصير عدد آخر من العمليات العسكرية المخصصة تحديدا لاستعادة أسرى، وأكدت المقاومة أكثر من مرة أن الضغط العسكري لن يؤدي إلا إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين. كما استعاد 42 جثة لأسرى خلال العمليات البرية، بالإضافة إلى جثة سائح مكسيكي وجثة عامل تايلندي. ضحايا العمليات العسكرية

أفادت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن 41 أسيرا لقوا حتفهم بعد أسرهم نتيجة القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ماذا بقي؟

حتى اليوم، يقدّر عدد المحتجزين في قطاع غزة بـ55 شخصا، من بينهم 20 ما زالوا على قيد الحياة، في حين يُعتبر 35 آخرون في عداد الموتى وفقا للتأكيدات الرسمية الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • عاجل | نتنياهو: هناك تقدم كبير في مفاوضات صفقة التبادل
  • يغازل أسر الرهائن.. نتنياهو: تقدم كبير في مفاوضات صفقة التبادل مع حماس
  • وجّهت أمهات جنود وأسرى إسرائيليين دعوة لتنظيم مسيرة للمطالبة بعقد صفقة تبادل، في حين تسعى أحزاب معارضة لحل الكنيست وإسقاط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، أن أمهات جنود وأسرى وجّهن دعوة لتنظيم مسيرة تستمر 5
  • مسؤول إسرائيلي: شعار نتنياهو عن النصر المطلق "كذبة"
  • إعلام عبري .. بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت “إسرائيل” 20 جنديا
  • هآرتس: بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت إسرائيل 20 جنديا
  • إعلام إسرائيلي: جنون حكومة نتنياهو جعلنا نتولى مسؤولية غزة
  • مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر
  • مظاهرات في قلب تل أبيب ضد نتنياهو.. أوقف الحرب فورًا وأعد الأسرى
  • أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو