يبدأ إنجيل يوحنا بهذه الكلمات: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ." (يوحنا 1: 1) ويكمل بعدها: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." (يوحنا 1: 14) في يوم عيد الميلاد الذي يطل علينا كل عام ما بين 25 ديسمبر و7 يناير، تتعدد الأفراح، والسبب هو الفرق بين التقويم الجولياني والتقويم الغريغوري واختلافهم في حركة الشمس والقمر في السماء منذ آلاف السنين.
وليكن، 25 ديسمبر أو 7 يناير فهما أعياد تحتفل بعيد الشمس، عيد النور، قديمًا كان الأصل هو الإحتفال بعيد النور، إن يسوع يقول عن نفسه في انجيل يوحنا "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ" (يو 8: 12). نعم، لقد ظل البشر آلاف السنين منذ معصية آدم وحواء في ظلام العصيان للخالق إلى أن أشرق النور علينا فصرنا نبصر مجد الله ونحتفل بخلاص يسوع المسيح الذي جلبه لنا من خلال مسيرة حب مجاني، محرر من كل قيود الطقوس المائتة التي أصبحت فارغة من كل معنى على يد معاصريه من الفريسيين والكتبة ورجال الدين.
إن الإحتفال بتجسد الكلمة، كلمة الله هو الإحتفال بينابيع الحياة تتفتح أمامنا لتروي عطشنا إلى الحب والحرية والسعادة، ولأن الإنسان في مقدوره أن ينحط إلى درجة كائن تافه غير ذي جدوى فقد عبد الأصنام والنجوم والعجول ورفض الله الحي الذي أنقذه من عبودية الفرعون في مصر، لقد ظل شعب الله المختار اربعين يومًا في البرية، يتمردون على الله وعلى موسى وهارون، ولم يتحملوا مشقات السير في الصحراء حتى يصلوا إلى أرض الميعاد التي وعدهم بها الله.
الانسان يمكنه أن يكون كسولًا جدًا، وما أشبه اليوم بالبارحة، فنحن نعيش في عالم استوطنت فيه آفة القتل، قتل الخ لأخيه والأم لإبنها والأب لبناته. دائمًا هناك ضجة للقاتل لا بل ومنطق ، لقد استطاع الإنسان المُعاصر أن يستخدم عقله لكي يوقر العالم ألف مرة، وإذا بحثت عن الأسباب ستجدها أسباب تمليها الغرائز وليس العقل، السيطرة على الموارد الأولية من أراضٍ شاسعة وخيرات ممتدة، الطمع والسلطة والتسلط على الآخرين بأي ثمن، وما رؤساء الدول والممالك إلا نسخة من هيرودس الذي قتل أطفال بيت لحم ليقتل يسوع.
غابت الكلمة الحية من عالمنا، ومن يتشرفون بحملها أصبحوا قلائل وصوتهم خافت، وشهاداتهم لله الحي مجروحة، لأنهم فقدوا مصداقيتهم أمام شعوبهم من كل الأديان، للأسف فالمسيحيون الذين يفتخرون بإنتمائهم للمسيح فارقهم المسيح منذ فترة طويلة، وجف كلام المسيح في حلقهم وإن كانت حناجيرهم أحيانًا قوية فإن أفعالهم تكذبهم.
اليوم نحتفل للمرة الالفين وشوية بمجيء يسوع الكلمة إلى عالمنا، وجاء بالخلاص يدعو للمحبة، للغفران، للسلام، للعدالة، فلم يبقى من كل ذلك إلا التماثيل الممسوخة للمخلص أما كلامه فقد فُقد في غياهب الضمائر الميتة، ووسط تسليع الانسان والحيوان والمادة، لم يبقى هناك اشخاص. تحولوا الى تماثيل مثل التي نراها في متاحف الشمع في العالم.
وفي كل الأحوال، فإن ميلاد المسيح اليوم يذكرنا بأن الرجاء مازال موجودًا، وأن الله يمد يده إلينا بكل قوة، ينتظر منا اختيارًا حر له ويدعونا الطفل يسوع اليوم .. اليوم وليس غدًا فعلينا أن لا نقسي قلوبنا بل نفتحها إستقبالًا للحي الذي لا يموت والذي عنده يوم واحد كألف سنة، لنفرح ونبتهج لأنه اليوم يصنع خلاصنا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الميلاد عيد الميلاد يسوع المسيح صوم صوم الميلاد ال ک ل م ة
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات البيك أب والتسلّل البرّي.. ما الذي يتدرّب عليه الطيّارون الإسرائيليون اليوم؟
سلّط التقرير الضوء على اعتماد سلاح الجو الإسرائيلي سيناريو تدريبيًا جديدًا يُعرف بـ"الحدث الانفجاري"، يحاكي تسللات مفاجئة على الحدود من دون إنذار استخباراتي مسبق.
كثّف سلاح الجو الإسرائيلي خلال العامين الماضيين تدريبات طيّاريه على سيناريوهات الدفاع الحدودي والتعامل مع تسلّلات برّية واسعة النطاق، في أعقاب هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، مع التركيز على خفض الارتفاع ورصد أهداف صغيرة من الجو، بحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزالِم بوست" لمراسل الشؤون العسكرية في موقع "والا" العبري أمير بوحبوط.
وأشار التقرير إلى أنّ أحد أبرز التحدّيات التي كشفتها الأحداث يتمثّل في صعوبة تمييز الأهداف الصغيرة من ارتفاعات عالية، مثل مجموعات مسلّحة أو مركبات من نوع "بيك آب"، ما دفع سلاح الجو إلى إعادة النظر في أنماط التدريب التقليدية التي اعتمدت لسنوات على تنفيذ مهام مخطّطة مسبقا من ارتفاعات تصل إلى 20 ألف قدم.
وأوضح التقرير أنّ "الطيران على ارتفاعات عالية يجعل من شبه المستحيل تمييز مركبات صغيرة أو مجموعات مسلّحة على الأرض، ما يفرض خفض الارتفاع إلى مستويات خطرة من أجل توجيه الذخائر بدقّة".
وأكد أنّ الطيران على ارتفاعات منخفضة، رغم ضرورته العملياتية، يعرّض الطائرات المقاتلة لمخاطر كبيرة، من بينها نيران صاروخية وأسلحة مضادّة للطائرات، ما يفرض على الطيّارين العمل في بيئة عالية التهديد تتطلّب تركيزا مضاعفا وقدرة سريعة على اتخاذ القرار.
تدريبات تحاكي "الحدث الانفجاري"وسلّط التقرير الضوء على اعتماد سلاح الجو سيناريو تدريبي جديد يُعرف بـ"الحدث الانفجاري"، وهو إطار تدريبي يحاكي حالات تسلّل مفاجئة على الحدود، من دون إنذار استخباراتي مسبق، وبوتيرة زمنية سريعة تتطلّب قرارات فورية من الطيّارين.
وأوضح أنّ هذه التدريبات تُجرى باستخدام أجهزة محاكاة متقدّمة لطائرات F-16i وF-15، وتركّز على العمل في بيئات غير مألوفة، حيث يُطلب من الطيّارين توليد صورة ميدانية ذاتية، والتعامل مع معطيات متغيّرة، في ظلّ نقص المعلومات وعدم وضوح هوية الأطراف على الأرض.
مقابلة مع أحد الطيّارين المشاركين في التدريبونقل التقرير عن أحد طيّاري سلاح الجو الإسرائيلي، الذي يشارك في تدريب الأسراب المقاتلة على أجهزة المحاكاة المتقدّمة، قوله إنّ طبيعة مهام الدفاع الحدودي تختلف جذريّا عن الضربات التقليدية بعيدة المدى، موضحا أنّ "العمل من دون معلومات استخباراتية كافية، وبإنذار قصير، يفرض على الطيّار اتخاذ قرارات سريعة مع الحفاظ على الهدوء والتركيز".
وأضاف الطيّار أنّ الطيران المنخفض يخلق معضلة دائمة بين مراقبة ما يجري على الأرض والنظر إلى أنظمة الطائرة ولوحات التحكّم، مؤكدا أنّ كل ثانية تمرّ أثناء الهبوط قد تحمل مخاطر ميدانية مباشرة.
سيناريوهات تمتد من غزة إلى جنوب لبنانوأشار التقرير إلى أنّ هذه التدريبات تتيح إلقاء نظرة على قدرات آخذة في التشكّل لدى الطيّارين، تهدف إلى إعاقة اقتراب قوات الرضوان التابعة لحزب الله في جنوب لبنان في حال وصولها إلى الحدود، وتعطيل وصول نحو 100 مركبة من نوع "بيك آب" تقلّ مقاتلين حوثيين أو "جهاديين" من سوريا، إضافة إلى منع مسلّحي حركة حماس في قطاع غزة من عبور ما يُعرف بـ"الخط الأصفر".
Related شاهد: إسرائيل تزعم تنفيذ 70 عملية سرية خاصة وتكشف وثائق في أنفاق "الرضوان" تهدف لاحتلال الجليلإسرائيل تعلن اغتيال "قيادي بارز" في حماس بغزة.. وأضرار كارثية جرّاء المنخفض الجويحزب الله يؤكد اغتيال عقيل وقائد "قوة الرضوان"... و"تفاصيل إسرائيلية " عن العملية لامركزيّة القرار و"الساعة الذهبيّة"ولفت التقرير إلى أنّ أحد أبرز التغييرات التي أُدخلت على عقيدة سلاح الجو يتمثّل في تقليص الاعتماد على مركز القيادة، ومنح الطيّارين صلاحيات أوسع لاتخاذ قرارات مستقلّة خلال الدقائق الأولى من أي تسلّل، وهي الفترة التي يُشار إليها داخل سلاح الجو بـ"الساعة الذهبيّة".
وبحسب التقرير، تهدف هذه المقاربة إلى تسريع الاستجابة ومنع ضياع الوقت في انتظار التعليمات، في ظلّ قناعة متزايدة بأنّ كل دقيقة قد تكون حاسمة في تعطيل التسلّل أو الحدّ من توسعه، إلى حين وصول القوات البرّية إلى الميدان.
من استهداف مركبة إلى تعطيل قوافل كاملةوأشار التقرير إلى تحوّل في تركيز سلاح الجو من استهداف مركبة واحدة مشبوهة إلى تعطيل تهديدات أوسع نطاقا، مثل إغلاق محاور حركة كاملة أو إبطاء تقدّم قوافل كبيرة من المركبات، باستخدام ذخائر ثقيلة لقطع الطرق وتأخير وصول المجموعات المسلّحة.
وأوضح أنّ هذا التحوّل يفرض معضلات عملياتية معقّدة، نظرا لحجم الدمار الذي قد تخلّفه الذخائر الثقيلة، ولاضطرار الطيّارين أحيانا إلى اتخاذ قرارات مصيرية في الميدان من دون تنسيق مباشر مع مركز القيادة.
تنسيق أوسع مع المسيّرات والمروحياتوبحسب التقرير، تشمل التدريبات الجديدة أيضا تعزيزا للتنسيق بين الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية والطائرات المسيّرة، بهدف بناء صورة أوضح لما يجري على الأرض، لا سيّما في حالات التسلّل داخل مناطق مأهولة، حيث يصعب التمييز بين القوات الصديقة والمعادية من الجو.
وأشار التقرير إلى أنّ تبادل المعلومات بين الطيّارين ومشغّلي المسيّرات يتيح فهما أدقّ لطبيعة التهديد، ويساعد على توجيه الضربات بشكل أكثر دقّة، في بيئة عملياتية شديدة التعقيد.
دروس ما بعد 7 أكتوبروذكّر التقرير بأنّ الساعات الأولى لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر شهدت بقاء عدد كبير من الطائرات المقاتلة على الأرض، في ظلّ الاستعداد لاحتمال تصعيد أوسع على جبهات أخرى، وهو ما عزّز لاحقا داخل سلاح الجو الحاجة إلى إعادة تعريف دور الطيران في سيناريوهات التسلّل المفاجئ.
وخلص التقرير إلى أنّ سلاح الجو الإسرائيلي لا يرى أنّ بإمكانه منع أي تسلّل واسع النطاق بشكل كامل، لكنّه يسعى إلى تعطيله وتقليص تأثيره خلال الدقائق الأولى، إلى حين تدخّل القوات البرّية، بالتوازي مع الاستمرار في التدريب على تهديدات إقليميّة أخرى، إلى جانب مهام الأمن الروتينيّة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة