جماعة الحوثي تعلن رفض الهدنة بين حماس وإسرائيل وتقول إنها غير معنية بها.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

غريتا.. من أنتم أمام هذه الفتاة.. .؟

ليست بطلة من زمن الإغريق، ولا سيدة أنقذها فارس من قصرٍ محاصر، وليست مرشحة لجائزة "نوبل" للسلام لأننا كعرب كتبنا عنها، أو لأن قناة ناطقة باسمنا خصصت لها تقريرًا مطولًا.

إنها ببساطة: غريتا تونبرج.

فتاة خرجت من عتمة غرفتها في العاصمة ستوكهولم، لتضيء لنا المرآة التي كنا نهرب منها. جاءت لا لتقنع أحدًا، بل لتضعنا، نحن سكان هذا الشرق المترنح بين الأناشيد والبيانات، أمام السؤال الصعب: ماذا فعلتم.. .. ؟

تركت دفء بيتها، وبحيرة الطفولة، وغناء أمها الأوبرالي، وهمسات والدها على عشاء عائلي هادئ، وأبحرت إلى العالم تحمل كوكبًا على كتفيها.

لم تكن تبحث عن بطولة تُروى في كتب الأطفال، بل عن حق بسيط في التنفس، في النجاة، في أن يستمر الغد.

من قال إن البطولة لا تسكن في جسد هش.. .. ؟

من علمنا أن الإعاقة تسقط الإرادة.. .. ؟

من أقنعنا أن الفتيات خُلقن للتجمّل فقط.. .؟

غريتا، هذه الفتاة التي كسرت قواعد الجينات وأصفاد الصمت، صعدت على منابر العالم بلسانٍ لم يكن يومًا طليقًا، وخاطبتنا جميعًا:

"العالم يحترق.. أما زلتم تنظرون إلى صوركم الشخصية.. ؟"

سخرت من المؤتمرات، ومن طقوس النفاق البيئي، ومن بلاغة مندوبي القمم المناخية، وسخرت - ضمناً - منا نحن العرب، وإن لم تقلها علنًا.

نحن الذين ننتظر من ينقذنا دائمًا، ولا نحاول إنقاذ أحد، حتى أنفسنا.

الفتاة السويدية، التي ربما لم تسمع يومًا عن جامعة الدول العربية، ستحاول كسر حصار غزة، لا لتنال إعجابًا أو وسامًا، بل لأنها ترى في وجوه الفلسطينيين انعكاسًا للوجع الذي يسكن الكوكب.

غريتا لا تحضر على الشاشات لتتحدث عن “النصف الممتلئ”، بل تضع الإصبع على الجرح وتضغط، حتى نصرخ أو نستيقظ.

(غريتا ليست مشروع فتاة.. بل مشروع ضمير.. .)

لم تقل "أنا ضعيفة"، ولم تنتظر قرارًا من زعيم. لم تطلب تأشيرة لدخول التاريخ، بل دخلته من البحر، من الخطر، من المستحيل.

حملت حقيبة صغيرة، فيها صور للغابات المحترقة، وعيون أطفال لا يجدون هواءً، ومضت.

إنها ليست شجاعة فحسب، إنها المرآة التي تفضحنا.

مرآة لكل الحكومات التي لم تزرع شجرة، ولكل شعوب تصفق للشعارات بينما يموت النهر خلف شاشاتها.

أيها العرب:

غريتا لم تسأل عنكم، لكنها علمتكم درسا لن تنسوه.

ليست ابنة عاصمة منهوبة، ولا حفيدة شهيد، ومع ذلك، خرجت لتحمي ما تبقى من إنسانية.

أما أنتم؟ فقد اكتفيتم بنشر صورها مع تعليقات مؤثرة، وكأن البطولة تُستعاض بها عبر زرّ الإعجاب.. .، ،

في لحظة التوقف عن المحاولة.. نفقد إنسانيتنا.. ، ،

ربما لن تصل السفينة "مادلين" إلى غزة، وربما تُحتجز، وربما تعود، وربما تنتهي هذه الرحلة دون نصر ظاهر.

لكن الحقيقة الأعمق: أنها جربت.

وفي عالم ماتت فيه المحاولة، صارت المحاولة بحد ذاتها ثورة.

لا يهم إن مُنعت أو مُسحت أخبارها من وكالاتكم الرسمية.

المهم أنني - ذات صباح - قرأت على شاشة الحاسوب عبارة صغيرة لها تقول:

"في اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة، نفقد إنسانيتنا."

عندها فقط، أدركت أن كثيرين ماتوا رغم أنهم على قيد الحياة،

وأن غريتا وحدها، كانت الحياة.. .. ، !! محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث مصري، متخصص في الجيوسياسية والصراعات الدولية، ، ، !! [email protected]

مقالات مشابهة

  • مقتل شخص بغارة في جنوب سوريا وإسرائيل تعلن استهداف أحد عناصر حماس
  • بالفيديو: "سرايا القدس" تنشر مشاهد لتفجّر منزل مفخخ بقوة إسرائيلية شرق جباليا
  • بين قافلة الصمود وسفينة «مادلين».. تحركات شعبية تخترق الحصار وإسرائيل تتوعّد بالرد
  • القسام تعلن مقتل جنديين إسرائيليين وحماس تتحدث عن حرب استنزاف
  • مؤسسة غزة الإنسانية تعلن إعادة فتح مواقع توزيع المساعدات بعد إغلاقها
  • غريتا.. من أنتم أمام هذه الفتاة.. .؟
  • اللواء سلطان العرادة يطلع رئيس مجلس القيادة الرئاسي على جاهزية القوات المسلحة بمحافظة مأرب لردع الحوثي وتفاصيل مخططات العناصر التخريبية بالمحافظة .. عاجل
  • برنامج الغذاء العالمي يتبنى مطالب الحوثيين ويعممها على كافة شركائه ... مليشيا الحوثي ترفض دخول المساعدات عبر مواني الشرعية وتشترط دخول المساعدات الإنسانية لليمن حصرا عبر سلطنة عُمان
  • الإدارة الأميركية توجه طلبا لجماعة الحوثي في اليمن وتحذر من طمس معالم قضية المحتجزين
  • بيان جديد وعاجل من مجلس الأمن.. دعوة خاصة لجماعة الحوثي الإرهابية ورسائل داعمة للوحدة