كلما شاهد أحمد البيتاوي صور القتلى والجرحى في غزة، تعود به الذاكرة إلى أحداث مؤلمة شهدها منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل. لكنه يؤكد أن "ما يجري في غزة لم أر مثله في حياتي".

اعلان

شهد الطبيب البيتاوي (62 عاماً) الذي يعيش في الضفة الغربية المحتلة الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية والمواجهات الدامية بين إسرائيليين وفلسطينيين وحروباً بين فصائل فلسطينية وإسرائيل، لكنه يقول "ما يجري في غزة، لم أشاهد مثله في حياتي، ولم أعش مثله، رغم أنني عاصرت الانتفاضة الاولى والثانية وأحداث النفق"، في إشارة إلى المواجهات العنيفة التي حصلت بعد اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى في العام 1996.

يتذكّر البيتاوي الذي يدير مجمع رام الله الطبي في الضفة الغربية، حين اضطرّت إدارة المشفى إلى دفن 22 فلسطينياً قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي في ساحة المشفى، بعدما امتلأت ثلاجة الموتى. كان الجيش الإسرائيلي يفرض آنذاك حظر تجوال في المدينة. وكان ذلك خلال الانتفاضة الثانية المسلحة في العام 2000.

لا تزال المقبرة الجماعية اليوم بمحاذاة المشفى، وقد نقشت أسماء القتلى على حجر وضع قربها.

المواجهة الفلسطينية للجيش الإسرائيلي في غزة هي الأولى من نوعها، من حيث التخطيط العالي المستوى، إضافة إلى أنها الأعنف من حيث الهجمات التي يشنها المقاتلون يومياً على الآليات العسكرية الإسرائيلية.

ويقول البيتاوي لوكالة فرانس برس "كانت الجثث تتجمّع أمام المشفى، وكذلك الجرحى. لم يكن بمقدورنا إخراج الجثث لدفنها، فاضطررنا لدفن الشهداء في الساحة".

ويقول الخبير العسكري واصف عريقات الذي شارك في الحرب ضد إسرائيل بعد اجتياحها للبنان في العام 1982، إن الحرب في غزة اليوم "هي الأقسى والأعنف".

في اليوم العالمي للطفل.. أطفال غزة طفولة مهددة ومصير مجهول

ويقول عريقات الذي كان مسؤولاً عن سلاح المدفعية في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان "المواجهة الفلسطينية للجيش الإسرائيلي في غزة هي الأولى من نوعها، من حيث التخطيط العالي المستوى، إضافة إلى أنها الأعنف من حيث الهجمات التي يشنها المقاتلون يومياً على الآليات العسكرية الإسرائيلية".

وشنّت حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما غير مسبوق على إسرائيل تسبّب بمقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. واقتادت الحركة معها الى قطاع غزة قرابة 240 رهينة.

ما يجري في غزة اليوم هو عمل مقاوم ناجح، وهو بالفعل مختلف عن المراحل السابقة من مراحل الصراع.

وتردّ إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف مدمّر على قطاع غزة تسبّب بمقتل أكثر من 14000 شخص، وفق حكومة حماس، معظمهم مدنيون. كما جرح أكثر من 40 ألف شخص.

وبدأت إسرائيل منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر عمليات برية داخل قطاع غزة حيث توغلت إلى نقاط عديدة بالدبابات. وتقول حركتا حماس والجهاد الإسلامي إنهما دمرتا مئات الدبابات والآليات خلال المواجهات. وقتل أكثر من 65 جنديا إسرائيليا منذ بدء المعارك في غزة.

ويقول محمد حسن الذي كان معتقلاً منذ العام 2003 وخرج في تموز/يوليو إنه "اعتذر" يوم خرج من السجن، "لأننا فعلاً لم نحقّق شيئاً من مقاومتنا، ولم نحسّن الاتفاق السياسي" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

ويضيف "ما يجري في غزة اليوم هو عمل مقاوم ناجح، وهو بالفعل مختلف عن المراحل السابقة من مراحل الصراع".

تسلسل

في العام 1987، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الأراضي الفلسطينية حيث استخدم الفلسطينيون الحجارة والإطارات المشتعلة. وحسب تقديرات فلسطينية، قتل 1600 فلسطيني و160 إسرائيلياً في تلك الانتفاضة التي استمرت حتى العام 1992.

تمّ التوصل بعدها الى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مؤتمر مدريد الذي مهد لاتفاقية اوسلو التي أنشئت بموجبها السلطة الفلسطينية في العام 1995.

في العام 1996، وقعت صدامات مسلحة بين الفلسطينيين والاسرائيليين عرفت حينها ب"هبة النفق" إثر قيام الجانب الإسرائيلي بشقّ نفق أسفل المسجد الأقصى، شارك فيها أفراد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وأسفرت بعد أيام عن مقتل 63 فلسطينياً وإصابة 1600 آخرين من الضفة الغربية وقطاع غزة بجروح.

بالصور: عشرة أحداث مفصلية في تاريخ إسرائيل

وشنّت إسرائيل في العام 2000 عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية لمواجهة الانتفاضة المسلحة التي اندلعت عقب فشل المفاوضات السياسية في كمب ديفيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ودخول رئيس الوزراء ووزير الدفاع حينها أرييل شارون الى باحة الأقصى.

احتدمت المواجهات المسلحة واستخدمت إسرائيل حينها طائرات هليكوبتر وأف-16 حربية لتدمير غالبية المقار التابعة للسلطة الفلسطينية.

وشهد مخيم جنين في العام 2002 مواجهات عنيفة قتل فيها العشرات من الفلسطينيين وجنود من الجيش الإسرائيلي.

اعلانبصراحة، لم يمرّ علي في حياتي هذا المستوى من التدمير، من مستشفيات، مساجد، مدارس تابعة لوكالة الغوث، وبالطبع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في أقلّ من خمسين يوماً.

في العام 2005، قتلت إسرائيل مؤسس حركة حماس أحمد ياسين في آذار/مارس بصاروخ أطلقته عليه طائرة حربية أثناء توجهه على كرسيه المتحرك إلى المسجد لأداء صلاة الفجر. ثم اغتيل خليفته عبد العزيز الرنتيسي بقصف صاروخي، وتمّ اغتيال أمين عام الجبهة الشعبية أبو علي مصطفى بعدما أطلقت عليه طائرة مروحية صاروخاً في مكتبه.

وشملت العمليات العسكرية في الفترة ما بين 2000 الى 2004 مواقع مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتركزت غالبية العمليات العسكرية على المقار الرئيسية للسلطة الفلسطينية. ودمّرت أنفاق ما بين مصر وغزة.

وحسب تقديرات فلسطينية وإسرائيلية، قتل خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية 2000-2005، 4412 فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأصيب حوالى 48 ألف آخرين، في حين قتل 1100 اسرائيلي ومن بينهم 300 جندي.

غاري لينيكر يتعرض لانتقادات بعد نشره فيديو عن "الإبادة الجماعية" للفلسطينيين في غزةشاهد: الجيش الإسرائيلي يفجر أنفاقا في غزة قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة يستبق بدء سريان الهدنة والإفراج عن الرهائن

وسقط آلاف القتلى في الحروب الإسرائيلية العربية، وفي خمسة حروب في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منذ العام 2005، وفي الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 1982، وفي حرب 2006 في لبنان بين حزب الله وإسرائيل.

ويقول أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف (70 عاماً) "بصراحة، لم يمرّ علي في حياتي هذا المستوى من التدمير، من مستشفيات، مساجد، مدارس تابعة لوكالة الغوث، وبالطبع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في أقلّ من خمسين يوماً".

اعلان

المصادر الإضافية • ا ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: أطفال من غزة من مصابي السرطان علقوا بمستشفى في القدس منذ بدء الحرب شاهد: "سنحتاج جميعاً إلى علاج نفسي من هول الصدمة".. ناجية تسرد أهوال ما شهدته بغزة قبل مغادرتها شاهد: كيف ينظر النازحون من شمال غزة إلى "الهدنة الإنسانية المؤقتة"؟ انتفاضة الضفة الغربية قطاع غزة حركة حماس عنف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءة حرب غزة: تنفيذ صفقة التبادل لن تتم قبل الجمعة.. نتنياهو يأمر الموساد بملاحقة قادة حماس في أي مكان هولندا: فوز اليمين المتطرف بزعامة فيلدرز في الانتخابات التشريعية وأوروبا تحت وقع الصدمة شاهد: غارات إسرائيلية على جنوب لبنان مقتل شخصين في انفجار على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا وإعادة فتح 3 معابر حدودية بعد إغلاقها ضربات أمريكية جديدة تستهدف الحشد الشعبي غرب بغداد ومقتل 8 عناصر من مجموعة موالية لإيران اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة يستبق بدء سريان الهدنة والإفراج عن الرهائن يعرض الآن Next البحرية الأمريكية تعترض مسيّرات مفخّخة أطلقت من اليمن يعرض الآن Next المقارنة بين هجوم حماس والهولوكوست يثير ضجة وانقساماً في إسرائيل يعرض الآن Next سيول تؤكد نجاح بيونغ يانغ في وضع قمر اصطناعي للتجسّس في المدار يعرض الآن Next شاهد: حاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية تدخل ميناء كوريا الجنوبية

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة فلسطين الشرق الأوسط قطاع غزة بنيامين نتنياهو طوفان الأقصى ضحايا هدنة Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة فلسطين الشرق الأوسط My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: انتفاضة الضفة الغربية قطاع غزة حركة حماس عنف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة فلسطين الشرق الأوسط قطاع غزة بنيامين نتنياهو طوفان الأقصى ضحايا هدنة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة فلسطين الشرق الأوسط الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة الإسرائیلی فی ما یجری فی غزة یعرض الآن Next حرکة حماس قطاع غزة فی العام فی حیاتی من حیث

إقرأ أيضاً:

فرنسا وبريطانيا يتراجعان: لا اعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الحال

تراجعت طموحات مؤتمر دولي مرتقب في نيويورك كان يعتقد أنه سيشكل خطوة كبرى نحو اعتراف غربي جماعي بالدولة الفلسطينية.

وأكد دبلوماسيون أن المؤتمر المزمع عقده بين 17 و20 يونيو الجاري لن يشهد إعلان اعتراف رسمي، بل سيركز على اتخاذ "خطوات تمهيدية" نحو ذلك الهدف, وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم السبت.

وكان من المنتظر أن يشهد المؤتمر، الذي ترعاه فرنسا والسعودية، إعلانًا مشتركًا من دول غربية كبرى – بينها فرنسا وبريطانيا – للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة. إلا أن التوجهات الجديدة أظهرت تراجعًا واضحًا عن هذا الطموح، وسط حسابات سياسية معقدة وضغوط إسرائيلية واضحة.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف الاعتراف بفلسطين بأنه "واجب أخلاقي وضرورة سياسية"، عبر مسؤولين في حكومته أن المؤتمر لن يكون مناسبة للإعلان عن الاعتراف. 

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن باريس ترى أن الاعتراف يجب أن يبنى على سلسلة خطوات تشمل: وقف دائم لإطلاق النار في غزة، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، إصلاح السلطة الفلسطينية، وإعادة إعمار القطاع، بالإضافة إلى إنهاء حكم حماس.

في هذا السياق، أنشأت فرنسا والسعودية ثماني مجموعات عمل للتحضير لما تعتبرانه "مرتكزات حل الدولتين"، بينما تستضيف باريس مؤتمرًا للمجتمع المدني ضمن منتدى باريس للسلام قبيل مؤتمر نيويورك.

ورغم مشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة وإسرائيل في الاجتماعات التمهيدية، فإنهم لم يدلوا بأي تصريحات، ما أثار تكهنات حول احتمال مقاطعتهما للمؤتمر. 

ويبدو أن إسرائيل، التي أعلنت مؤخرًا بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، تعتبر المؤتمر تهديدًا لمشروعها الرافض لقيام دولة فلسطينية.

أما بريطانيا، التي يتوقع أن يمثلها وزير الخارجية ديفيد لامي، فتواجه ضغوطًا داخلية من نواب في البرلمان يدعون إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين. 

وأكد وزير شؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، أن موقف الحكومة البريطانية "يتطور"، مشيرًا إلى أن مواقف الحكومة الإسرائيلية المتشددة دفعت كثيرين إلى مراجعة موقفهم من ترتيب الاعتراف كخطوة لاحقة في مسار حل الدولتين.

لكن لندن تشترط التزامات واضحة في المؤتمر بشأن مستقبل الحكم الفلسطيني، خاصة إقصاء حماس من إدارة غزة.

وفي رسالة مفتوحة إلى الرئيس ماكرون، دعا أعضاء مجموعة "الحكماء" – وهم مسؤولون أمميون سابقون – إلى الاعتراف الفوري بفلسطين باعتباره "خطوة تحولية ضرورية من أجل السلام"، ويجب أن تفصل عن شروط نزع سلاح حماس أو التفاوض على شكل الدولة الفلسطينية.

وقالت آن-كلير ليجوندر، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط: “المؤتمر يجب أن يشكل لحظة تحول نحو التنفيذ الفعلي لحل الدولتين. علينا أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال، ومن نهاية الحرب في غزة إلى نهاية الصراع بأكمله.”

طباعة شارك فرنسا بريطانيا نيويورك

مقالات مشابهة

  • العدو الإسرائيلي يعتقل 4 فلسطينيين من محافظة رام الله
  • خلال انتظارهم المساعدات.. استشهاد 8 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في رفح
  • قراءة شاملة لجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور المؤرخ الشاب زاخاري فوستر
  • فرنسا وبريطانيا يتراجعان: لا اعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الحال
  • العدو الإسرائيلي يعتقل 8 فلسطينيين من الخليل
  • استشهاد ثلاثة فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي وسط قطاع غزة
  • استشهاد فلسطينيين اثنين في قصف الاحتلال الإسرائيلي تجمعا غرب خان يونس
  • صحف عالمية: شهادات تكذب رواية إسرائيل بشأن ضحايا المساعدات بغزة
  • استشهاد عشرة فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
  • 3 شهداء فلسطينيين في قصف العدو الإسرائيلي على خان يونس