وضع الصوت المتقدم.. تشات جي بي تي يتحدث كالبشر
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
في سباق الذكاء الاصطناعي نحو محاكاة الإنسان، تخطو "أوبن أيه آي" خطوة جديدة تُقرّب الآلة من الصوت البشري بكل تفاصيله.
تحديث جديد لوضع "الصوت المتقدم" في "تشات جي بي تي" لا يضيف فقط تحسينات على النطق والاستجابة، بل يمنح الآلة شيئًا يشبه "الإحساس": نبرة، إيقاع، وتعبير يُحاكي التفاعل البشري الحقيقي.
اقرأ أيضاً.
..كيف تسأل الذكاء الاصطناعي؟.. 5 مفاتيح لإجابات أدق
من ردود دقيقة وسريعة، إلى تعبيرات عن التعاطف وحتى السخرية، يبدو أن "تشات جي بي تي" لم يعد مجرد نموذج نصي، بل صوت قادر على إجراء محادثات طبيعية وعاطفية… وربما قريبًا، لا يمكن تمييزها عن صوتك أو صوتي.
أعلنت شركة "أوبن أيه آي" عن تحديث كبير لوضع "الصوت المتقدم" (Advanced Voice Mode) في "تشات جي بي تي"، يهدف إلى جعل المحادثات الصوتية أكثر واقعية وطبيعية من أي وقت مضى. التحديث الجديد يعزز من قدرة النموذج على التفاعل الصوتي السلس، مع تعبيرات صوتية تُحاكي المحادثات البشرية الفعلية. بحسب موقع "Neowin" المتخصص في أخبار التكنولوجيا.
سرعة استجابة تُقارب الاستجابة البشرية
تم تقديم وضع الصوت المتقدم لأول مرة مع إطلاق نموذج GPT-4o، والذي يتمتع بقدرات متعددة الوسائط. يمكن للنموذج الآن الرد على المدخلات الصوتية في زمن قدره 232 ميلي ثانية فقط، وبمتوسط 320 ميلي ثانية، وهو ما يوازي تقريبًا سرعة الاستجابة البشرية في الحوارات اليومية.
صوت أكثر طبيعية وثراءً في التعبير
التحديث الجديد يضيف تحسينات نوعية على الصوت، تشمل:نغمة أكثر سلاسة وواقعية وإيقاع منطقي في الردود يشمل التوقفات والشدّة في الكلمات المهمة، مع قدرة أفضل على التعبير عن المشاعر مثل التعاطف أو السخرية
ماينتج تجربة صوتية أشبه بمحادثة مع شخص حقيقي، خصوصًا في المواقف العاطفية أو المعقدة.
الترجمة الصوتية التلقائية تصل إلى "تشات جي بي تي"
الميزة الأبرز في هذا التحديث هي الترجمة الفورية بين اللغات باستخدام الصوت. أصبح بإمكان المستخدم أن يطلب من "تشات جي بي تي" بدء الترجمة، وسيستمر النموذج في الترجمة طوال المحادثة من دون توقف حتى يُطلب منه ذلك. هذه الميزة تقلل من الحاجة إلى تطبيقات الترجمة الصوتية الأخرى وتُسهّل التواصل بين اللغات.
تحديات بالرغم من التقدم
بالرغم من التطويرات الكبيرة، لا تزال هناك بعض التحديات التي أشار إليها فريق"أوبن أيه آي"، منها: انخفاض طفيف في جودة الصوت أحيانًا، خاصة مع تغيّرات مفاجئة في النغمة أو الحدة مع ظهور أصوات غير مقصودة في حالات نادرة، مثل أصوات غير مفهومة أو تشبه الإعلانات أو الموسيقى
أوضحت "أوبن أيه آي" أنها تعمل على تحسين هذه النقاط تدريجيًا ضمن خطتها لتطوير النماذج الصوتية.
التحديث متاح فقط للمستخدمين المدفوعين
حتى الآن، يتوفر هذا التحديث فقط لمشتركي خطط "تشات جي بي تي" المدفوعة (Plus وEnterprise)، ولا يشمل المستخدمين المجانيين.
هل نقترب من محادثات لا يمكن تمييزها عن البشر؟
مع كل تحديث جديد، تقل المسافة بين الصوت البشري وصوت الآلة. "تشات جي بي تي" بات يفهم النبرة، يلتقط الإشارات غير اللفظية، ويستجيب بسرعة وبمشاعر واضحة. المستقبل القريب قد يشهد محادثات يصعب على الإنسان تمييزها عن التفاعل البشري الحقيقي.
ومع هذه القفزة في الصوت، لم يعد السؤال: "هل تتحدث الآلة؟" بل أصبح: "هل ما زلنا نُميز من يتحدث؟"
في ظل هذا التطور، لم يعد الذكاء الاصطناعي يكتفي بأن "يفهم" كلامنا، بل بات قادرًا على "قول" ما يشبهه — بنغمة، وشعور، وتفاعل.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل نُطوّر صوتًا ذكيًا لمساعدتنا؟ أم أننا نقترب من خلق نسخة رقمية لا يمكن تمييزها عن الإنسان؟..
التحديث الجديد يقرّبنا من الإجابة… لكنه يفتح أيضًا الباب أمام تساؤلات أعمق حول مستقبل التفاعل بين البشر والآلة.
لمياء الصديق (أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تشات جي بي تي شركة أوبن ايه آي أوبن إي آي روبوتات الدردشة الترجمة الفورية الذكاء الاصطناعي تشات جی بی تی أوبن أیه آی
إقرأ أيضاً:
كيف يكشف غوغل أسرار محادثاتك الخاصة مع تشات جي بي تي؟
تقوم غوغل بفهرسة محادثات المستخدمين التي أُرسلت عبر تشات جي بي تي إلى الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء، مما يحول هذه المحادثات الخاصة التي كانت مخصصة لمجموعات صغيرة إلى نتائج بحث يمكن لملايين الأشخاص الاطلاع عليها. اعلان
ويكشف بحث بسيط باستخدام خاصية البحث ضمن موقع غوغل عن روابط تُنشأ عندما يضغط المستخدم على زر "مشاركة" في تشات جي بي تي، حيث يمكن العثور على محادثات يكشف فيها الأشخاص عن تفاصيل شخصية جداً، تشمل مشاكل إدمان، تجارب إساءة جسدية، أو مشاكل نفسية خطيرة، وأحياناً مخاوف من تجسس نماذج الذكاء الاصطناعي عليهم.
وعلى الرغم من أن هوية المستخدمين لا تظهر عبر تشات جي بي تي، إلا أن بعض الأشخاص يكشفون عن أنفسهم من خلال مشاركة معلومات شخصية دقيقة خلال المحادثات.
قد يضغط المستخدم على زر "مشاركة" لإرسال المحادثة إلى صديق مقرب عبر تطبيق واتساب أو لحفظ الرابط للرجوع إليه لاحقاً. لكن من غير الواضح ما إذا كان هؤلاء المستخدمون يدركون أن محادثاتهم أصبحت متاحة للعامة بعد الضغط على زر المشاركة، حيث يعتقدون أنهم يرسلونها لجمهور محدود.
ويظهر في نتائج بحث موقع غوغل ما يقرب من 4500 محادثة، على الرغم من أن كثيرًا منها لا يحتوي على تفاصيل شخصية أو معلومات تعريفية. ومن المرجح أن هذا العدد لا يعكس كافة المحادثات، إذ قد لا تقوم جوجل بفهرسة جميع الروابط.
وفي هذا الإطار، يُثير هذا الاكتشاف قلقاً كبيراً، خاصة وأن ما يقرب من نصف الأمريكيين في استطلاع حديث قالوا إنهم استخدموا نماذج اللغة الكبيرة مثل تشات جي بي تي للحصول على دعم نفسي خلال العام الماضي. حيث طلب ثلاثة أرباعهم مساعدة في التعامل مع القلق، واثنان من كل ثلاثة طلبوا نصائح في مسائل شخصية، وما يقرب من ستة من كل عشرة أرادوا مساعدة في حالات الاكتئاب. لكن خلافاً لجلسات العلاج النفسي الحقيقية، يمكن أن تظهر نصوص محادثات المستخدمين مع تشات جي بي تي في بحث بسيط على غوغل.
غوغل يفهرس المحادثات الخاصة التي يشاركها المستخدمون من تشات جي بي تي، مما يثير مخاوف جدية بشأن الخصوصيةوتقوم غوغل بفهرسة كل المحتوى المتاح على الويب المفتوح، ويمكن لأصحاب المواقع إزالة صفحات من نتائج البحث. لكن روابط المشاركة في تشات جي بي تي لا تُفهرس تلقائياً في محركات البحث، ويجب على المستخدمين تفعيل خيار ظهورها في نتائج البحث بأنفسهم. كما يتم تحذيرهم بعدم مشاركة معلومات حساسة ويمكنهم حذف الروابط المشتركة في أي وقت.
وفي هذ السياق، قالت متحدثة باسم شركة أوبن أيه آي إن "محادثات تشات جي بي تي خاصة ما لم يختَر المستخدم مشاركتها". وأضافت أن "إنشاء رابط لمشاركة المحادثة يشمل خياراً لجعلها مرئية في نتائج البحث عبر الإنترنت. وتظهر المحادثات المشتركة في بحث غوغل فقط إذا اختار المستخدم ذلك".
وقد وصف أحد المستخدمين بالتفصيل حياته الجنسية ومعاناته من عدم السعادة في بلد أجنبي، مدعياً أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وكان يبحث عن دعم نفسي. وتناول تفاصيل دقيقة عن تاريخه العائلي وعلاقاته مع الأصدقاء وأفراد العائلة.
وتناقش محادثة أخرى انتشار السلوكيات السيكوباتية بين الأطفال والأعمار التي يمكن أن تظهر فيها هذه السلوكيات، بينما كشف مستخدم آخر أنه ناجٍ من برمجة نفسية ويبحث عن طريقة لإلغاء هذه البرمجة للتخفيف من الصدمة التي عانى منها.
وتعليقًا على الأمر، قالت كاريسا فيليز، خبيرة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد: "أنا مندهشة للغاية. كعالمة خصوصية، أعلم جيدًا أن هذه البيانات ليست خاصة، ولكن أن تقوم غوغل بفهرسة هذه المحادثات الحساسة للغاية أمر مثير للجدل".
وقد أُثيرت مخاوف مماثلة بشأن تطبيقات دردشة منافسة، من بينها تلك التي تديرها شركة ميتا، والتي بدأت بمشاركة استفسارات المستخدمين مع أنظمة الذكاء الاصطناعي في موجز عام يظهر داخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وأشار النقاد إلى أن المستخدمين لا يملكون وعياً كافياً لمخاطر مشاركة المعلومات الخاصة علناً، وهو ما تأكد لاحقًا عندما ظهرت تفاصيل شخصية في هذا الموجز العام. وقتها، أكد خبراء السلامة الإلكترونية وجود فجوة بين تصور المستخدمين لكيفية عمل التطبيقات، وبين الطريقة الفعلية التي تدير بها الشركات تلك التطبيقات.
كما تعرب فيليز عن قلقها من أن هذا يعكس نهج الشركات الكبرى في التعامل مع الخصوصية، وقالت: "هذا تأكيد إضافي على أن شركة أوبن أيه آي ليست جديرة بالثقة، وأنها لا تأخذ الخصوصية على محمل الجد، مهما قالوا". وأضافت: "المهم هو ما يفعلونه فعلاً".
Related هيئة مكافحة الاحتكار الإيطالية تحقق مع "ميتا" بشأن دمج الذكاء الاصطناعي في "واتساب"وزيرة دنماركية تهاجم "ميتا": تطلق الدعاية بدل حماية الأطفال حول خصوصية البيانات.. دعوى بـ8 مليارات دولار تطال زوكربيرغ وعددًا من المسؤولين في شركة "ميتا"وحذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي، في وقت سابق من هذا الشهر من مشاركة المستخدمين لأكثر معلوماتهم الشخصية مع تشات جي بي تي، لأن الشركة قد تضطر قانونياً للكشف عنها إذا طلبت المحكمة ذلك. وأضاف: "أعتقد أن هذا أمر فظيع جداً". وجاءت هذه التصريحات في مقابلة مع بودكاستر يُدعى ثيو فون، ولم يتحدث فيها عن إمكانية فهرسة المحادثات تلقائياً من قبل أوبن أيه آي.
وقالت راشيل توباكس، محللة الأمن السيبراني والرئيس التنفيذي لشركة سوشيال برُوف سيكيوريتي: "يتوقع الناس أن يستخدموا أدوات مثل تشات جي بي تي بشكل خاص تماماً، لكن الواقع أن كثيراً من المستخدمين لا يدركون تماماً أن هذه المنصات تحتوي على ميزات قد تسرب بشكل غير مقصود أكثر الأسئلة والقصص والمخاوف الخاصة بهم".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة