قرارات ترامب تهدد المتنزهات الوطنية الأميركية: نقص في الطواقم يجبر العلماء على تنظيف المراحيض
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
تشهد المتنزهات الوطنية الأميركية أزمة حادة في نقص الموظفين هذا الصيف، ما اضطر علماء وخبراء إلى القيام بأعمال تنظيف المراحيض واستقبال الزوار، بسبب تقليصات في التوظيف والميزانية خلال عهد الرئيس دونالد ترامب. اعلان
تشهد المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة أزمة حادة في الطواقم العاملة هذا الصيف، مع نقص غير مسبوق في الموظفين أجبر حتى العلماء والخبراء على القيام بمهام تنظيف المراحيض واستقبال الزوار، في ظل تداعيات خفض الإنفاق الحكومي في عهد الرئيس دونالد ترامب.
ففي متنزه "يوسمايت" الوطني بولاية كاليفورنيا، أحد أقدم وأشهر المحميات الطبيعية الأميركية، أصبح على موظفين متخصصين في علم المياه ومكافحة الأنواع الغازية أن يتناوبوا على تنظيف دورات المياه والعمل على مداخل المتنزه لاستقبال الزائرين، وهي مهام كانت في السابق من اختصاص موظفين موسميين بأجور متدنية.
Relatedوالد إيلون ماسك يعلق على خلاف ابنه مع ترامب: صراع الزعماء الأقوياءمسلسل ترامب-ماسك: الرئيس يهدد الملياردير بالويل والثبور إذا دعم الديمقراطيينترامب يُرسل 2000 الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس وسط تصاعد الاحتجاجات حول الهجرةوتعود جذور الأزمة إلى تقليصات كبيرة في الموازنة الاتحادية، وتحديدًا في وظائف إدارة المتنزهات الوطنية (NPS)، خلال فترة إدارة ترامب، إلى جانب سياسات تقشف فرضها ما يُعرف بـ"وزارة كفاءة الحكومة" التي أنشأها الملياردير التقني إيلون ماسك. وقد أفادت جمعية الحفاظ على المتنزهات الوطنية أن الخدمة فقدت 13% من موظفيها منذ تولي ترامب الرئاسة.
وتشير الجمعية إلى أن هذا التراجع في الموارد البشرية ترافق مع ازدياد كبير في أعداد الزوار، الذين بلغ عددهم أكثر من 331 مليونًا العام الماضي، في رقم قياسي جديد. ورغم هذه الزيادة، تواجه المتنزهات صعوبات متزايدة في تأمين خدمات الإنقاذ والحفاظ على السلامة العامة، وسط تحذيرات من تداعيات ذلك على الزوار الذين قد يتعرضون لمخاطر مثل الإنهاك الحراري أو الاقتراب من الحيوانات البرية والمواقع الخطرة.
وفي متنزه "كريتر ليك" بولاية أوريغون، استقال مدير المتنزه كيفن هيتلي من منصبه في أيار/مايو بعد خمسة أشهر فقط، بسبب ما وصفه بعجزه عن ضمان سلامة موظفيه وزوار المتنزه الذي يشهد تساقط ثلوج كثيف يصل إلى 11 مترًا سنويًا. وأكد أن المتنزه يعاني من نقص حاد، حيث تبقى 18 وظيفة شاغرة من أصل 63.
ورغم محاولات إدارة ترامب تلميع الصورة، إذ صرحت آنا كيلي، نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، بأن المتنزهات "ستكون في حالة مثالية"، إلا أن المعطيات الميدانية تنذر بصيف صعب، خصوصًا مع استمرار الفجوة بين حجم التوظيف المطلوب والعدد الفعلي للعاملين، حيث لم يتجاوز عدد الموظفين الموسميين الذين تم توظيفهم حتى منتصف مايو 3,300 من أصل 7,700 مخطط لهم.
ويرى مراقبون أن إدارة المتنزهات ستضطر للتضحية بمشروعات الأبحاث والإدارة البيئية على المدى الطويل لصالح أولويات آنية مثل إبقاء الطرق مفتوحة وتنظيم الجولات السياحية والحفاظ على النظافة. وقد اختصر أحد المسؤولين السابقين الأمر بالقول: "إذا كانت التوقعات تشير إلى تقديم نفس مستوى الخدمات كما في العام الماضي، فهذا أمر غير واقعي".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة إسبانيا إيران إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة إسبانيا إيران الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب البيت الأبيض إيلون ماسك إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة إسبانيا إيران البرنامج الايراني النووي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لوس أنجلس استفتاء سوريا حصار المتنزهات الوطنیة
إقرأ أيضاً:
التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية
أولًا: عودة ليبيا إلى واجهة الاهتمام الأمريكي
مع بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعادت ليبيا مكانة متقدمة ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية, ويأتي ذلك في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة، أبرزها تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، واحتدام التنافس بين القوى الكبرى داخل القارة الإفريقية، ما جعل من ليبيا بوابة استراتيجية لا يمكن تجاهلها.
ثانيًا: خلفيات وأبعاد الزيارة الأمريكية
زيارة مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، إلى كل من طرابلس وبنغازي، لم تكن مجرد بروتوكولية، بل يمكن قراءتها باعتبارها خطوة استطلاعية لجمع معلومات مباشرة من الفاعلين الليبيين، وتشكيل تصور دقيق لصانع القرار في واشنطن حول موازين القوى واتجاهات النفوذ.
وقد عبّر بولس خلال لقائه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، عن قلق الولايات المتحدة العميق من الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، في ظل استمرار انتشار السلاح بيد التشكيلات المسلحة، وغياب سيطرة حقيقية للدولة على هذه القوى.
ويأتي هذا القلق خصوصًا بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة قبل نحو أربعة أشهر بين قوات حكومية وتشكيلات تابعة لقوة “دعم الاستقرار”، والتي قلّص الدبيبة نفوذها مؤخرًا، ما فاقم التوتر داخل طرابلس. واليوم، تعيش العاصمة على وقع حالة احتقان أمني متصاعدة، وسط مخاوف من تفجر الوضع في أي لحظة.
هذا الواقع دفع بولس إلى التركيز خلال محادثاته على أولوية الأمن والاستقرار، مشددًا على أن استمرار حالة التفلت الأمني يعيق أي مسار سياسي أو اقتصادي، ويثير قلقًا أمريكيًا ودوليًا متزايدًا مما قد يحدث، خاصة في ظل اقتراب استحقاقات مفصلية، منها الحديث عن تنظيم الانتخابات واستئناف المسار السياسي.
تأتي هذه الزيارة أيضًا في لحظة حساسة، حيث تواجه المنطقة خطر التصعيد بين إسرائيل وإيران، وهو ما يهدد إمدادات الطاقة العالمية، ويجعل من ليبيا — بثرواتها وموقعها الجيوسياسي — بديلًا استراتيجيًا في الحسابات الأمريكية.
ثالثًا: السيطرة الميدانية ودلالاتها الاستراتيجية
لا يمكن فصل التحرك الأمريكي عن المعادلة الميدانية الليبية. إذ يسيطر الجيش الليبي على نحو 80% من مساحة البلاد، وهي مناطق تحتوي على أهم الحقول النفطية والثروات المعدنية، إضافة إلى مناطق استراتيجية متاخمة لدول الساحل الإفريقي.
هذه السيطرة تعكس واقعًا أمنيًا يختلف عن حالة الانقسام السياسي، وتفتح المجال أمام فرص استثمارية وتنموية، لأن المصالح الاقتصادية — بما فيها الاستثمارات الأمريكية المحتملة — لا يمكن أن تتحقق في غياب الأمن والاستقرار. ولذلك، فإن هذه السيطرة تُمثل نقطة جذب لأي انخراط دولي يسعى لحماية المصالح الاستراتيجية في ليبيا.
رابعًا: واشنطن والمنافسة الدولية في إفريقيا
في الوقت الذي تُرسّخ فيه الصين وجودها الاقتصادي في إفريقيا، وتتابع فيه روسيا تعزيز مصالحها الاستراتيجية في عدد من الدول الإفريقية، تسعى واشنطن لإعادة التمركز في القارة، انطلاقًا من بوابة ليبيا.
فالتحرك الأمريكي يحمل طابعًا مزدوجًا: مواجهة تنامي النفوذ الروسي – الصيني، وتأمين إمدادات الطاقة، خصوصًا في حال تدهور الوضع في الخليج أو شرق المتوسط. وليبيا تُعد خيارًا مطروحًا، خاصة بعد أن أثبتت السنوات الماضية أن غياب الدور الأمريكي فتح المجال لتنافسات إقليمية ودولية معقدة.
خامسًا: آفاق التحرك الأمريكي وحدوده
ورغم هذا الاهتمام المتجدد، لا تزال السياسة الأمريكية في ليبيا تتسم بالغموض النسبي، إذ لم تُعلن الإدارة الأمريكية حتى الآن عن مبادرة واضحة أو رؤية متكاملة للحل، كما أن تعاطيها مع خريطة الطريق الأممية الحالية لا يزال ضبابيًا.
ويُثير هذا تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للانتقال من الدور الرمزي إلى دور فاعل في حلحلة الأزمة الليبية، خاصة في ظل الانقسام الحاد بين المؤسسات، وانتشار السلاح، وفشل المبادرات السابقة.
ليبيا بين الفرصة والتنافسإن عودة ليبيا إلى حسابات الإدارة الأمريكية تعكس تغيرًا في التقديرات الاستراتيجية، لكنها تظل مرهونة بمدى قدرة الأطراف الليبية على استثمار هذه اللحظة، والذهاب نحو توافق حقيقي يتيح بناء دولة مستقرة.
ففرص التنمية والشراكة مع القوى الكبرى قائمة، لكن تحقيقها يتطلب أولًا التأسيس لسلطة وطنية موحدة تُنهي الانقسام، وتفتح الباب أمام استثمار الموقع والثروات في مصلحة الليبيين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.