كثيرة هي الكتب التي ألفها أجانب عن القاهرة، ومن هذه الكتب كتاب «القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة 969- 1969». للكاتب أولج فولكف.

أخبار متعلقة

ترجمات .. المستشرق الإسبانى خوان جويتيسولو يستشرف الربيع العربى فى «الأربعينية»

ترجمات.. ذكريات باريسية فى «كافيهات وحكايات من مقاهى باريس» للكاتب الفرنسى ديديه بلوند

ترجمات.

. جون بيركنز يكشف أسرار اغتيال الأمم فى كتابه «اعترافات قاتل اقتصادى»

وكما نعلم فإن القاهرة تم إنشاؤها على يد القائد جوهر الصقلى في السادس من يوليو عام 969 ميلادية بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، وقد سرد أولج فولكف هذه الأسباب من خلال تتبعه لتاريخ مدينة في كتابه «القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة 969- 1969».

صدر الكتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ترجمة أحمد صليحة.. في هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يسرد قصة القاهرة التي لا تتشابه مع غيرها من المدن الأوروبية، لكنها تشكل مزاجا من عدة مدن متباينة العصور والحضارات.. مدينة الفسطاط القديمة بأكواخها المتزاحمة حول عدد الكنائس والأديرة، والقاهرة الفاطمية بقصورها الزاهرة وحدائقها البديعة وهذه المدينة بدورها لا ترتبط مع المدينة الحالية المزدحمة بأى رباط سوى الرقعة الجغرافية.

وفى صورة فنية يرسمها «أولج فولكف» في وصفه وتتبعه لقصة مدينة القاهرة: لم تكن متجانسة العناصر ولكن كانت مزاجا من عدة مدن متباينة العصور والحضارات.. وحتى يتسنى رؤية هذا الخليط المعمارى الرائع يجب علينا أن نصعد في أحد أيام الصيف إلى أعلى جبل المقطم الذي يشكل نصف دائرة تحيد بالمدينة. وأول ما نراه مرتسما على خط الأفق المنارتين لجامع محمد على وقد بديا كرمحين مشرعين. وخلف أرض الخضراء التي تمتد إلى ما لا نهاية ترتفع الأهرامات فوق الأفق بأحجامها المتدرجة.

وبين الأهرامات وجبل المقطم يمتد مجرى النيل كثعبان هائل فضى يضفى على هذا المنظر الماثل لأعيننا جوا من الغموض الأسطورى. وتمتزج معها القباب التي تبدو كما لو كانت معلقة في الهواء، ومئات المنائر التي يحط عليها الطير. وفى الشمال ترتفع على حافة الصحراء الداكنة مجموعة من القباب العالية التي تتناثر في أرجاء قرافة المماليك.. ولهذا الجو اللطيف والسماء الرائعة أثر لطيف على النفس البشرية فلا عجب أن قال ذلك الرحالة الذي وردت قصته في كتاب «ألف ليلة وليلة»: «من لم ير القاهرة لم ير شئيا».

بدأ أولج فولكف تاريخ مدينة القاهرة في كتابه المقسم إلى ثمانية فصول: من الفتح العربى وكيف كان يبدو موقع المدينة في وقت الفتح العربى؟ كما يروى عن تأسيس مدينة الفسطاط والعسكر والقطائع إلى القاهرة ويصف المنطقة التي قدر للقاهرة أن تشيد عليها. موضحًا في سنة 969 م بدأ العمل بحماسة في تشييد عاصمة جديدة. بنيت ليسكنها الغزاة المنتصرون لا رعاياهم، لذا فقد كانت القاهرة في ذلك العصر مدينة أرستقراطية، واتخذت مظهر مدينة محرمة، فقد كان على من يريد أن يدخلها أن يذكر سببا قويا وأن يحمل تصريحاً، ولذا فليس من الغريب أن تدعى «القاهرة المحروسة». قد شيدت الفسطاط والعسكر حول جامعين كرسا لعبادة الله، أما القاهرة فقد التفت حول قصر، هو مقر الخليفة.

وبينما كان نمو كل من العسكر والفسطاط اضطراديا كغصن وضع في منجم للملح فأخذت تكسوه تدريجيا بلورات لامعة فحولته في النهاية إلى جوهرة بديعة، كانت القاهرة تحفة فنية شكّلها صائغ ماهر في أيام ثم وضعت كما لو كانت توضع في صينية وسط السهل الذي «ينحصر بين النيل والمقطم».

كانت للمدينة شخصية ميزتها عن المدن العربية الأخرى التي تتقاطع شوارعها الضيقة الكثيرة مكونة شبكة متعرجة، فلقد بنيت القاهرة وفق تخطيط هندسى سابق لإنشائها جعل لشوارعها انتظاما معقولا وقد خطط منها جوهر بنفسه سبعة شوارع.

كان عصر صلاح الدين حلقة الصلة بين القاهرة الفاطمية والقاهرة المملوكية، لقد كان هو الذي وضع حدودا للمدينة الجديدة وترك للماليك مهمة تجميلها.. وصلت القاهرة إلى ذروة مجدها في النصف الأول من القرن الرابع عشر.. لكن يتهم العثمانيون بأنهم هم الذين قضوا على حضارة العصر المملوكى الزاهرة. لكن حقيقة الأمر أن الاضمحلال كان قد بدأ يدب منذ وقت طويل، فقد كتب دومينكو ترفيسانو في عام 1511 عن القاهرة قائلا إنها لا تستحق بأى شكل السمعة التي تشاع عنها. والحق أن ظلام الحكم العثمانى قد ساعد على سرعة أفول نجم القاهرة الذي كان قد بدأ في غسق عصر المماليك.

كان هذا العصر نهاية الازدهار المعمارى الذي شهدته العصور السابقة، فلم تكن الأبنية الجميلة مثل: «سبيل خسرو باشا» و«منزل جمال الدين» وبعض من المساجد إلا استثناءات قليلة، أما أكثرية منشآت هذا العصر فقد افتقدت إلى سلامة الذوق والأناقة. وبالاختصار فقد فقدت القاهرة تحت نير العثمانيين ثلثى مساحتها الحقيقية، ومثل هذا من سكانها. ويصل أولج فولكف إلى فصله الأخير بعنوان «القاهرة الحديثة» عصر محمد على موضحاً: وتدخل القاهرة عصرا جديداً بتولى محمد على الحكم.

ذلك البركان المتفجر الذي أخذ يهدم ويشيد ويغير ويبدل حتى كسى القاهرة غزلته يده. اتسم تطور القاهرة منذ عام 1850 بسمتين الأولى هي تحول منطقة قلب العاصمة عن مراكزها القديمة، والثانية ظهور أحياء أوروبية خالصة على حدود المدينة. أهم الإنجازات المعمارية لهذا العصر كان بناء «مصر الجديدة» هليوبوليس. وبالرغم من النجاح الذي لاقاه بناء ضاحية المعادى ومدينة المقطم إلا أن القاهرة تمضى بعناد في الزحف نحو الشمال والشرق.

ولا يجب أن ننسى في هذا السياق ضاحية مدينة المهندسين التي بنيت على الضفة الغربية للنهر ومدينة نصر بين العباسية ومصر الجديدة.

وتعد الأحياء الجديدة التي شيدت في هذا العصر إلى الشمال والشرق من مناطق الإسكان الفاخر. وهى تختلف في طبيعتها عن أحياء القاهرة القديمة، فشوارعها واسعة تظللها الأشجار ومعظم دورها محاطة بالحدائق وفى بعض منها تتجلى صورة القاهرة القديمة «سلة أزهار تنبثق منها دور بديعة وعمائر أنيقة».

ثقافة ترجمات كتاب القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة 969- 1969

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة

إقرأ أيضاً:

كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي

الجزائر "العُمانية": يُركّز كتاب "التشكلات الفنية والموضوعية في شعر يحيى بن هذيل القرطبي"، الصّادر عن دار ألفا دوك للنشر والتوزيع بالجزائر، للباحث الدكتور حاتم أحمد محمد الحمد على شاعر عاش في القرن الرابع الهجري في البيئة الأندلسية، وهو الشاعر يحيى بن هذيل القرطبي الأندلسي، وقد كان له أثر كبير في الشعر الأندلسي، ومكانة كبيرة بين شعراء عصره.

ويقول الباحث والدكتور في مقدمة الكتاب الذي يقع في 304 صفحات، "تتمثل المشكلة الرئيسة لهذه الدراسة في ضياع مجموعة كبيرة من أشعاره، ولم يصل إلينا إلا القليل، وهو ما قام بجمعه الباحث محمد علي الشوابكة، كما يمكن أن نضيف في المشكلة إنه لم يوف حقه من الدراسة والبحث، ولعله السبب في ضياع أشعاره، وبحدود اطلاع الباحث لا توجد دراسة شاملة وافية لجميع الجوانب الموضوعية والفنية والبلاغية والأسلوبية".

وحول الهدف من الدراسة، قال المؤلف: "لقد هدفت الدراسة إلى التعريف بابن هذيل وإبراز الدور الذي لعبه في منظومة الشعر العربي، كما هدفت إلى تقديم عرض للموضوعات الشعرية بالشرح والتحليل، كما قدمت جانب البلاغة بعناصرها المختلفة (علم البيان، علم المعاني، علم البديع) في إعطاء أشعاره قيمة عظيمة، كما بينت الدراسة الخصائص الأسلوبية ودورها في الجانب الدلالي، وأنها اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الأسلوبي لتحقيق أهداف الدراسة، وسيكون تطبيق هذا المنهج حسب خطوات البحث العلمي من خلال جمع المعلومات وترتيبها وتصنيفها، ثم تحليلها وتعميمها؛ حيث اعتمدت على كتاب الباحث محمد علي الشوابكة جمع وتحقيق لأشعار ابن هذيل".

وقسّم الباحث الكتاب إلى أبواب تناولت جوانب كثيرة من حياة الشاعر ابن هذيل على غرار مولده، وظروف نشأته، والموضوعات الشعرية التي تناولها في شعره، والخصائص الفنية والأسلوبية في شعره.

وقد خلصت هذه الدراسة العلمية إلى أنّ النتائج أظهرت أن الشاعر يحيى بن هذيل، كغيره من الشعراء لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث الكافي، كما بينت مدى تميزه بخصائص حميدة وشخصية فريدة كونه عالمًا وفقيهًا وشاعرًا، وكان الشاعر مكثرا من أشعار الوصف، ولعل ذلك يعود لجمال الطبيعة الأندلسية التي عاش في ظلها، بالإضافة إلى إظهار مدى براعته في رسم الصورة الفنية المستوحاة من البيئة التي عاشها، واستخدامه الألفاظ والتراكيب والخيال.

ووصّت الدراسة بإفراد بحث خاص عن الصورة الشعرية في شعر ابن هذيل، وآخر عن المكان، وثالث عن التشبيه وما يندرج تحته، ورابع عن حضور المرأة في شعره، إذ إنها دراسات تثري المكتبات ويرجع إليها المهتمون بالأدب العربي، والأفراد الذين يعتنون بالمضمون الشعري ويلاحقون كل ما هو جديد.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء توضح حكم سنة صلاة العصر وعدد ركعاتها
  • في ليلة المتاحف.. زياد الرحباني كلل واجهة المتحف الوطني
  • كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي
  • سوق العصرونية.. قلب دمشق النابض رغم تحديات العصر (صور)
  • بعد القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة.. تعرف على الاتهامات والعقوبة التي يواجهها
  • قراءة في كتاب "القواسم في عُمان" للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • ميادة ونور في ليلة جرشية طربية حلبية
  • ليلة استثنائية في بيت الدين.. وتحية خاصة إلى زياد الرحباني
  • بعد يوم وليلة .. جار اختبار الكابلات وتوصيل الكهرباء بالجيزة