عربي21:
2025-05-28@12:18:26 GMT

في العلاقة بين الثورات المضادة ومشروع التطبيع

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

رغم أن المقايسة بين سورة "التوبة" و"طوفان الأقصى" قد تبدو ضربا من الإسقاط التاريخي، فإن "الطوفان" قد كشف لعموم الناس وجود براديغمات (نماذج تفسيرية) أو خرائط ذهنية كبرى تتحكم في حركة التاريخ وفي العلاقة بين أطرف الصراع فيه. وهو ما يغري بالمقايسة، بل يعطيها شرعية يصعب الطعن فيها، خاصةً عند أصحاب المرجعية الإسلامية التي استعادت الكثير من ألَقِها بحكم خلفية مكونات المقاومة العابرة للطائفية (حماس، الجهاد الإسلامي، حزب الله، الحوثي).



فإذا كان من أسماء "التوبة" أنها "المُخزية" و"الفاضحة" و"المُنكّلة" و"المُبعثرة"، فإن تلك الأسماء تنطبق على "طوفان الأقصى" وكأنها قد تنزّلت فيه. فإذا كان الطوفان -برمزيته القرآنية المعروفة- هو لحظة بدء جديد للتاريخ الإنساني في السردية الدينية، فإن  عملية "طوفان الأقصى" قد جاءت تطرح نفسها لحظةَ استئناف لمشروع التحرر من الاستعمار اليهو- مسيحي في شكله "الإحلالي"، أي لحظةَ قطيعة بين زمنيين: زمن التطبيع والتذلل واتفاقيات السلام الخزية، وزمن المقاومة والعزة ومشروع استعادة الأرض بالقوة التي لا تنفصل عن مدد السماء (أي عن العقيدة).

ما يعنينا هنا هو البحث في علاقة بين مشروع "الثورات المضادة" ومشروع "التطبيع" باعتبارهما مشروعا واحدا لا ينفصل عن خدمة الإمبريالية في طورها المتصهين
بحكم الرهانات غير المسبوقة التي وضعت فيها "طوفان الأقصى" الكيانَ الصهيوني، كان من الطبيعي أن تُمثّل لحظة فرز أو مفاصلة جذرية بين جملة من الخطابات الرسمية وغير الرسمية التي كادت تتماثل فيما سبق. فإذا كان ابن خلدون قد قال إن "الناس في السكينة سواء، فإذا جاءت المحن تباينوا"، فإن طوفان الأقصى قد جعلت "المتصهينين" الذين برروا التطبيع بمصلحة الفلسطينيين واشترطوه "نظريا" بحل الدولتين يخرجون من سكينتهم الموهومة (بحكم إيمانهم بالتفوق الصهيوني)، وجعلتهم يعيشون حرجا كبيرا أمام عموم العرب والمسلمين وغيرهم.

فـ"المحنة" الآن لم تعد محنة الفلسطينيين الذين لا يأبهون بهم إلا في بياناتهم الكاذبة، بل انتقلت المحنة إلى الصهاينة ورعاتهم في الغرب الصهيو-مسيحي. وهو ما أسقط "منطقة الأمان" (تأييد خطابي لحل الدولتين وقبول واقعي بـ"الدولة اليهودية" وبصفقة القرن)، تلك المنطقة التي كانت تسمح بتوظيف المفاهيم "الضبابية" التي لا قيمة لها خارج وظيفتها النحوية (مثل الشرعية الدولية وحل الدولتين والأرض مقابل السلام وغيرها) لتثبيت الأمر الواقع والدفع به إلى نهاياته الكارثية: تهجير الفلسطينيين والتعامل مع الكيان الصهيوني باعتباره كما قال كبيرُ سلطة التنسيق الأمني الفلسطينية؛ كيانا وُجد ليبقى.

ليس يعنينا في هذا المقال أن نتتبع مواقف الأنظمة العربية من طوفان الأقصى، فهي مواقف معروفة ولا يمكن لأي شخص منصف أن يخطئ في توصيفها؛ من جهة علاقتها بطوفان الأقصى أو بخيار التطبيع الذي هدّد الطوفان بنسفه وبإسقاط سرديته، وبالتالي تهديد شرعية الأنظمة التي تروّج له. فما يعنينا هنا هو البحث في علاقة بين مشروع "الثورات المضادة" ومشروع "التطبيع" باعتبارهما مشروعا واحدا لا ينفصل عن خدمة الإمبريالية في طورها المتصهين.

فنحن -استئنافا للينين- لا ننكر أن "الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية"، ولكننا نعتبر أن الإمبريالية ليست مرحلة واحدة، بل هي على الأقل -أي إلى حدود زمننا هذا- لحظتان؛ فالإمبريالية قد وصلت من بعد لينين إلى مرحلتها الصهيونية بنواتها اليهو-مسيحية وبأذيالها من العرب والمسلمين وغيرهم. وهي مرحلة كانت تدخل في إطار "ما يستحيل التفكير فيه" زمن لينين، أي قبل الحرب العالمية الثانية وظهور سردية "الهولوكست" وتأسيس الكيان وهيمنة اللوبيات الصهيونية على العالم -ماليا وفكريا وإعلاميا- وتصهين أغلب الأنظمة العربية كما هو واقع الآن.

مهما كان موقفنا من مسارات الثورات العربية ومآلاتها الكارثية (انقلابات عسكرية- مصر، أو ناعمة- المغرب وتونس، حروب داخلية- سوريا، اليمن، ليبيا)، فإن المؤكد هو أن محورا إقليميا معروفا (بقيادة السعودية والإمارات) قد لعب دورا مركزيا في إفشال تجارب الانتقال الديمقراطي وإفساد أي مشروع وطني للتحرر من الاستعمار الداخلي (استعمار المؤسسات العسكرية أو اللوبيات الطائفية أو الجهوية أو الأيديولوجية الملحقة وظيفيا بالغرب)، باعتبار ذلك الاستعمار هو الوكيل المحلي للاستعمار الخارجي في مرحلته غير المباشرة
قبل طوفان الأقصى حصل طوفان آخر سمّاه الناس بـ"الثورات العربية" أو "الربيع العربي"، وهو طوفان هزّ عروش وسرديات ورموز ومنظومات استعمار داخلي ذات شرعيات/ مشروعيات زائفة. ومهما كان موقفنا من مسارات الثورات العربية ومآلاتها الكارثية (انقلابات عسكرية- مصر، أو ناعمة- المغرب وتونس، حروب داخلية- سوريا، اليمن، ليبيا)، فإن المؤكد هو أن محورا إقليميا معروفا (بقيادة السعودية والإمارات) قد لعب دورا مركزيا في إفشال تجارب الانتقال الديمقراطي وإفساد أي مشروع وطني للتحرر من الاستعمار الداخلي (استعمار المؤسسات العسكرية أو اللوبيات الطائفية أو الجهوية أو الأيديولوجية الملحقة وظيفيا بالغرب)، باعتبار ذلك الاستعمار هو الوكيل المحلي للاستعمار الخارجي في مرحلته غير المباشرة.

فمن الصعب -إن لم يكن من المحال- إنكار دور محور الثورات المضادة في تمويل المشاريع الانقلابية وفي إفساد الثورات بالوقوف وراء المجاميع الإرهابية في شكليها المسلّح العنيف (التنظيمات التكفيرية)؛ وفي شكلها المدني المروج للعنف الرمزي ولخطابات البغضاء والحث على التقاتل بين الأهالي (الأحزاب الانقلابية وأذرعها الإعلامية والمدنية والنقابية وغيرها).

لقد حرص محور الثورات المضادة على إظهار تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول الثورات العربية باعتبارها نصرة للديمقراطية ودفاعا عن "النمط المجتمعي" المهدد من لدن "الظلاميين" و"المتطرفين" و"الإرهابيين"، بمن فيهم أولئك الإسلاميين (خاصة الإخوان) رغم قبول هؤلاء (في مصر وتونس والمغرب مثلا) بالاحتكام للإرادة الشعبية وانتقالهم من منطق البديل المطلق إلى منطق الشريك للنخب العلمانية.

لقد كان "الإخوان" هم العدو المشترك بين محور الثورات المضادة (وهو نفسه محور التطبيع)؛ وبين النخب الوظيفية من أصحاب "القضايا الصغرى" (الامتيازات المادية والوجاهة الاجتماعية) المتدثرة بمفاهيم "القضايا الكبرى" (مقاومة الصهيونية، التحرير الوطني، العدالة الاجتماعية، التحديث، حقوق الانسان الفردية والجماعية.. الخ). ولكنّ الإخوان لم يكونوا فقط أعداء السعودية الوهابية (بحكم تهديد الإخوان للسردية الوهابية القائلة بـ"الاستثناء الإسلامي"، أي باستحالة التوفيق بين الإسلام والديمقراطية)، ولا أعداء الإمارات فحسب (وهي الرافضة لأي ديمقراطية قد تفسد صفقاتها الاقتصادية المشبوهة مع الأنظمة الاستبدادية)، ولا أعداء النخب العربية الوظيفية دون غيرها (وهي النخب المهددة في مصالحها وامتيازاتها المرتبطة بالأنظمة الفاسدة)، بل كان الإخوان هم العدو الوجودي لطرف أهم منهم جميعا في المستوى الإقليمي والدولي: الكيان الصهيوني.

عندما دافع أغلب "الديمقراطيين العرب" (بمختلف مرجعياتهم الأيديولوجية اليسارية والقومية والليبرالية) عن الانقلاب العسكري المصري، وعندما دمّروا تجربة التعايش السلمي بين الإسلاميين والعلمانيين وباركوا تصنيف الإخوان حركة إرهابية في مصر ونادى بعضهم بتعميم ذلك التصنيف عربيا، فإنهم -بقصد أو دون قصد- كانوا يُقدّمون خدمة عظيمة للكيان ورعاته الغربيين.

فتدمير المسار الديمقراطي لم يكن يعني واقعيا إلا عودة المنظومات القديمة للحكم وإن بوجوه وشرعيات مستأنفة، ولم يكن يعني كذلك إلا انتصار منطق التطبيع. فمنظومات الاستعمار الداخلي لا تمتلك خيارا غيره بحكم هشاشة شرعيتها وخواء إنجازاتها، ولكنّ العقل السياسي للنخب "الديمقراطية" لم يكن معنيا بالتفكير في هذه الوقائع، فكل ما يعنيه هو التخلص من غريم سياسي بصرف النظر عن كلفة ذلك محليا وإقليميا. كما لم يكن ذلك العقل معنيا بالتساؤل عن الرهانات الحقيقية لمحور الثورات المضادة، رغم معرفته بعلاقاته الاستراتيجية بالكيان الصهيوني.

تدمير المسار الديمقراطي لم يكن يعني واقعيا إلا عودة المنظومات القديمة للحكم وإن بوجوه وشرعيات مستأنفة، ولم يكن يعني كذلك إلا انتصار منطق التطبيع. فمنظومات الاستعمار الداخلي لا تمتلك خيارا غيره بحكم هشاشة شرعيتها وخواء إنجازاتها
إن غلبة منطق التناقض الرئيس (مع الإسلاميين، خاصة الإخوان المسلمين) والتناقض الثانوي (مع الأنظمة البرجوازية اللا وطنية)، مسنودا بمنطق الاستئصال الصلب (تحويل الإسلاميين إلى ملف أمني- قضائي) أو الاستئصال الناعم (تهميش الإسلاميين والدفع بهم خارج دوائر اتخاذ القرار أو فرض هوة بين التمثيل الشعبي والتمثيل في السلطة)، كل ذلك يجعل من "الديمقراطيين العرب" حلفاء موضوعيين للمشروع الصهيوني وقاطرته في محور التطبيع العربي. فما قام به محور الثورات المضادة لم يكن في جوهره دفاعا عن الديمقراطية ولا عن حقوق الانسان ولا عن المرأة ولا عن أي "صنم" من أصنام الحداثة المزعومة، بل كان دفاعا عن "الإنسان الأعلى" في زمن الإمبريالية المتصهينة، وتمهيدا لفرض التطبيع على جميع الأنظمة العربية.

لقد جاءت "طوفان الأقصى" لتثبت لكل ذي بصر وبصيرة أن "الإنسان" الأوحد الذي يعني محور الثورات المضادة (محور التطبيع) هو الإنسان الصهيوني أو المتصهين (نظام التنسيق الأمني الفلسطيني)، أما الإنسان "المقاوم" فهو "حيوان بشري" (كما قال وزير دفاع الكيان) سواء أكان في فلسطين أو في غيرها.

فهل يعتبر "الديمقراطي" العربي نفسه كائنا مقاوما؟ وإذا كان يتمثل نفسه على تلك الشاكلة، فكيف يمكن أن يفسّر عجزه إلى لحظة كتابة هذا المقال عن القيام بأية مراجعات أو نقد جذري لجهازه المفهومي ولعلاقته بمحور الثورات المضادة؛ حتى بعد أن تبين له أنه محور "متصهين" من جهة الرهانات والغايات القصوى، وبعد أن تبين له أن التعامد الوظيفي بينه وبين محور الثورات المضادة لم يكن لفائدة المشروع الديمقراطي ولا لمصلحة الإنسان العربي، بل لمصلحة اليهودي ومشروعه "الإحلالي" في المرحلة الصهيونية من الإمبريالية؟

twitter.com/adel_arabi21

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصهيونية الربيع العربي الاستبدادية الديمقراطية الربيع العربي الديمقراطية الصهيونية الاستبداد طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

حركات المقاومة الفلسطينية تستنفر أبناء الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى.. وهذا ما حدث اليوم؟!

يمانيون|خاص

أثارت عملية اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف “بن غفير” لباحات المسجد الأقصى المبارك برفقة مجموعات من عصابات المستوطنين وتأديتهم طقوس تلمودية بحماية مشددة من كيان العدو ردود فعل غاضبة, في أوساط الفصائل والحركات الفلسطينية التي اعتبرته انتهاك سافر لمقدسات الأمة ووصفته بالتصعيد الخطير الذي يأتي ضمن مخططات صهيونية تستهدف المسجد وتسعى إلى تدميره, داعية شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف صفًا واحدًا في الدفاع عن المسجد الأقصى، والتعبير عن موقفهم تجاه مقدساتها وكرامتها.

وأصدرت الفصائل والحركات سلسلة بيانات متتالية حيث اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية هذه الاعتداءات استخفاف جديد بمشاعر ملياري مسلم, واستهجنت الصمت العربي والإسلامي تجاه الحصار المتواصل بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المبارك.

وقالت: “إن اعتداء الارهابي بن غفير اليوم على المسجد الأقصى واعتداءات المستوطنين الصهاينة الغاصبين يظهر مجدداً حجم الخطر الذي يتعرض له مسرى الرسول الأكرم في ظل الحكومة الصهيونية اليمنية المتطرفة، ويكشف مضي تلك الحكومة النازية بمخططاتها التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى وكينونته وهويته الاسلامية والعربية وتغيير الواقع هناك بالتزامن مع المجازر الارهابية البشعة في غزة”.
ودعا البيان الصادر عنها كل أبناء  الأمة لأخذ دورها في حماية مسرى نبيها والضغط على الأنظمة التطبيعية التي تواصل تطبيعها مع الكيان الصهيوني المجرم في ظل جرائم الابادة الجماعية في غزة والانتهاك المتواصل لمقدسات الأمة في فلسطين.

 

دعوة للاستنفار الشامل

بدورها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،إن هذا التصعيد يُمثّل حلقةً جديدة في مسلسل العدوان المنظم على المسجد الأقصى والمقدسات، ضمن برنامج حكومة العدو الصهيوني الأكثر تطرّفاً وفاشية في تاريخ الكيان.

وأشارت إلى أن حكومة العدو الإجرامية تسعى للانتقال من التقسيم الزماني والمكاني إلى فرض السيطرة الكاملة على الأقصى، تمهيداً لتهويده بشكل شامل.

ولفتت إلى أن هذه الخطوة التي نُفذت بتواطؤ واضح من الإدارة الأمريكية، تُعبّر عن شراكة مباشرة في العدوان، أكّدها موقف وسلوك السفير الأمريكي لدى الكيان.

وذكرت “الشعبية” أنّ ما يجري في القدس، بالتوازي مع المجازر اليومية وجريمة الإبادة الجماعية والتجويع في غزة والضفة، يؤكد أن الشعب الفلسطيني يواجه حرباً شاملة تستهدف وجوده، وحقوقه، ومقدساته.

وأكدت أن كل ذلك يستدعي أوسع حالة استنفار شعبي ووطني في القدس والضفة والداخل المحتل، وتكثيف التواجد والاحتشاد في ساحات الأقصى وشوارع المدينة، والتصدي لمحاولات العدو الصهيوني فرض وقائع جديدة.

ووجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نداءً إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية للتحرك الفوري والفعّال، نصرةً للقدس وغزة، ولمقدساتها التي تُستباح على مرأى من العالم.

وشدد على أن القدس هي رمز ومقدس للأمة العربية والإسلامية جمعاء، ومكانتها الروحية والتاريخية يجب أن توقظ في شعوب الأمة كل أشكال الغضب والتحرك، باعتبار الدفاع عنها مسؤولية جماعية لا تقبل التخاذل أو الصمت، وفق البيان.

 

تصعيد خطير

حركة الجهاد الإسلامي أوضحت بدورها أن التصعيد الصهيوني الخطير الذي يشهده المسجد الأقصى المبارك استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين حول العالم ، وانتهاك للحرمة الدينية للمسجد الأقصى المبارك، خصوصاً في ظل مخططات صهيونية تستهدف المسجد وتسعى إلى تدميره.

وحذرت من أن هذه الممارسات الاستفزازية تهدف إلى فرض سيادة العدو الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وفرض تقاسمه وتهويده، وإهانة الأمة العربية والإسلامية في مقدساتها وتاريخها.

كما حملت الحركة حكومة العدو المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الانتهاكات، معربة عن إدانتها صمت الدول والأنظمة العربية وعدم تحركها لوقف هذه الاعتداءات وحماية المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، بعدما تقاعست عن حماية دماء المسلمين في غزة، عجزاً أو تواطؤاً.

وتساءلت قائلة: “أين مواقف الشعوب العربية والإسلامية من هذه الانتهاكات المتكررة؟ وأين هي مشاعر الغضب تجاه مقدسات المسلمين وقبلتنا الأولى مسرى نبينا الكريم؟ وإن لم يتحرك المسلمون اليوم في مواجهة هذه الإهانة لعقيدتهم، والخطر الذي يتهدد مقدساتهم، فمتى يتحركون؟”.

ودعت حركة الجهاد الإسلامي، شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف صفًا واحدًا في الدفاع عن المسجد الأقصى، والتعبير عن موقفهم تجاه مقدساتها وكرامتها.

 

حماس تحذر

من جانبها أصدر حركة حماس بيان أكدت خلاله، أن الاقتحام السافر الذي نفذه قطعان المستوطنين بقيادة الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير، محاولة مستميتة من العدو الإسرائيلي لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد.

وقال البيان الصادر عنها إن الاقتحام السافر الذي نفذه المتطرف إيتمار بن غفير، وزير ما يسمى “الأمن القومي” في حكومة العدو الصهيوني، برفقة مجموعات كبيرة من قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، وأداء طقوس تلمودية استفزازية فيه، يمثل انتهاكًا صارخاً لقدسية ومكانة الأقصى لدى الأمة الإسلامية جمعاء، ومحاولة مستميتة من العدو الإسرائيلي لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد.

وحذرت حماس من تصاعد الاقتحامات والطقوس التلمودية داخل ساحات الأقصى، والتي كان آخرها السجود الملحمي ومحاولة ذبح القرابين، ونؤكد أن شعبنا الفلسطيني سيواصل الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى، ولن يسمح بتمرير مخططات التقسيم أو التهويد”.

كما أهابت “بجماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى الذود عن مسرى نبينا، وتكثيف الرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى، والتصدي للاقتحامات وعربدة المستوطنين”.

ودعت “حماس” أحرار الأمة العربية والإسلامية للوقوف عند مسؤولياتهم تجاه حماية المسجد، ودعم وتعزيز صمود أهالي القدس الذين يتعرضون لمحاولات التهجير، والعمل على إيقاف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.

 

ويستخدم الكيان الصهيوني في انتهاكه المتواصل لحرمات وباحات المسجد الأقصى سياسية الترويض لإنفاذ تهويده ضمن مخططات التقسيم , وسط استمرار مجازر الإبادة الجماعية..ما يحتم على الأمة العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن مقدساتها في حماية مسرى النبي الكريم وإيقاف العربدة الصهيونية.

مقالات مشابهة

  • تطبيق قتالي ومسير لخريجي دورات طوفان الأقصى بالحديدة
  • صور| مديريات الحديدة تشهد مسير لخرجي دورات “طوفان الأقصى” وتطبيق قتالي
  • تطبيق قتالي ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عدد من مديريات الحديدة
  • مسؤول إماراتي: هذه فوائد التطبيع مع إسرائيل على المسجد الأقصى (شاهد)
  • مسير وتطبيق لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بدبدة بمأرب
  • حركات المقاومة الفلسطينية تستنفر أبناء الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى.. وهذا ما حدث اليوم؟!
  • مسير وتطبيق لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جبل الشرق بذمار
  • كيف أشعلت طوفان الأقصى الحرب بين نتنياهو وقيادة الشاباك؟
  • خريجو “طوفان الأقصى” في الحديدة يجسدون روح التعبئة بمناورات ومسيرات ميدانية
  • مناورة ومسيرات راجلة في الحديدة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” وطلاب المدارس الصيفية