قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن هناك عدة عوامل تساعد على الالتزام بتنفيذ القانون كما أشار إليها العلامة الطاهر ابن عاشور -رحمه الله- منها الباعث والدافع أو الاستعداد الفطري الناتج عن التنشئة السليمة أو ما يعرف بالوازع الطبعي، وكذلك غرس القيم والمبادئ والرقابة الذاتية وهو الوازع الإيماني، وثالث هذه العوامل هو العلاج والتهذيب والتأهيل أو تصحيح المسار، وذلك فائدة العقوبات التي تطبق بمعرفة ولي الأمر وهو ما يعرف بالوازع السلطاني أو وازع الدولة، ولا بد من التكامل بين هذه العوامل لتؤدي دورها.

تنمية الوازع الديني لدي الفرد

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا أن تنمية الوازع الديني لدي الفرد لا يتعارض مطلقًا مع الدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الرقابية في مصر في هذا الوقت العصيب بسبب الأزمات العالمية؛ حيث تقوم بمهمة قومية كبيرة جدًّا من أجل حماية البلاد من الفساد، ومن أجل الرقيِّ بمصر؛ فدور كل منهما مكمل للآخر.


وأشار فضيلة المفتي إلى أن الدول التي تركز على الجانب الأخلاقي وتنمية الضمير والإيمان والرقابة الذاتية؛ تكون بذلك قد قامت بأكبر إنجاز إنساني ممكن في التاريخ لأن كل ذلك بواعث على الإنجاز المادي والتنموي والعمراني. فالشرع الشريف وما يشمله من فقه يعمل على تربية الوازع الإيماني والضمير والرقابة الذاتية لدى الإنسان والتناغم مع نفسه داخليًّا وظاهريًّا، وكل هذا مقوم أساسي للعمران والتنمية والتقدم الحضاري المنضبط.


وأوضح فضيلة المفتي أن الشرع الشريف وضع جملة من الإجراءات لكي يقي بها الإنسان نفسه من الوقوع في الزلل منها تربية الوازع الديني والضمير والرقابة الذاتية لدى الإنسان حتى لا يكون في حاجة إلى مراقبة أحد له، فيكون حينها استشعاره بالمسئولية الدينية هي الرقيب عليه والمانع له من الوقوع في الخطأ، فالمؤمن يكون متناغمًا مع نفسه داخليًّا وظاهريًّا.


وأشار فضيلته إلى أن الشريعة الإسلاميَّة قد راعت فطرة الإنسان وأصل خلقته بلا نفور أو إعراض بأسلوب متزن يحافظ على حياة الإنسان بجوانبها المتنوعة، ثم إنها جعلت من هذا الوازع الفطري أو الطبعي ممهدًا إلى الوازع الديني الذي هو إدراك داخلي أيضًا يأتي من أعماق النفس ويقوم على الإيمان بالله تعالى ومراقبته في جميع أمور العبد في السر والعلن.

مفتي الجمهورية: المشارك في الانتخابات بمنزلة الشاهد المسئول أمام الله عن شهادته مفتي الجمهورية : ينبغي عدم الوقوف عند حدود الحقوق والواجبات فقط في الحياة الأسرية بل المعاملة بالفضل


وشدَّد فضيلة مفتي الجمهورية على أن الشرع الشريف قد أرشد إلى أن الدوافع الطَبْعِيَّة والبواعث الشرعيَّة معتبرة وفق جملة الضوابط والقواعد؛ فإنه قد بين أنه لا بد من أن يُصاحب ذلك ضبط حازم لنظام المجتمع العام خاصة عند ضعف القيم وغياب الوعي؛ لكي ينصلح حال الأفراد وتستقيم أمور المجتمع وتتحقق عوامل الاستقرار، وذلك من خلال ضرورة وجود سلطة عليا للدولة وتأييدها في تشريع القوانين وتطبيقها وإلزام الأفراد بها ومحاسبتهم بالعقوبات عند مخالفتها.

وأضاف: لقدْ مرَّتْ بلادنا بأحداثٍ جسامٍ تراوحت بين الخطورة والأهمية، واستطاعت الأمَّةُ المصريةُ بفضل الله -عزَّ وجلَّ- ثُمَّ بفضلِ تماسك شعبها وتكاتفه بكلِّ طوائفِه مع قيادته الحكيمة؛ أنْ تجتاز هذه المخاطر الجمَّةً والأحداث الجسام.

وفي سياق متصل قال فضيلة المفتي: إن "تحية العلم" ارتبطت عند الناس بحب الأوطان، فصارت بذلك وسيلة عامة للتعبير عن حب الأوطان وإظهار الانتماء، وتقرر في قواعد الشريعة أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فإذا كان حب الوطن مِن المطلوبات الشرعية، فإن وسيلته الجائزة في أصلها تكون كذلك مشروعة.

واختتم فضيلته حواره بالرد على سؤال: هل المشاركة في الواجبات السياسية كالانتخابات وغيرها واجب وطني أم واجب ديني قائلًا: لا فرق بينها، فمقاصد الشريعة التي يتوجب الحفاظ عليها لا تتم إلا من خلال الدولة والوطن؛ فالواجبات الوطنية والدينية بينها تكامل وتوافق ولا يوجد بينها أي تعارض.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام الإفتاء الوازع الديني تصحيح المسار مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

تخفيض أسعار 17 دواء في المغرب ..بينها أدوية لأمراض مزمنة

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن قرار جديد يقضي بتخفيض أسعار مجموعة من الأدوية بالمغرب، من بينها أدوية موجهة لمعالجة أمراض مزمنة.

ويأتي هذا القرار، الذي نُشر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تسهيل ولوج المواطنين للعلاجات وتقليص كلفة التداوي.

وبحسب القرار الوزاري، فإن التخفيض شمل حوالي 17 دواءً، ستُستعمل داخل المستشفيات العمومية، بالإضافة إلى تحديد أثمنة بيع بعض الأدوية الأخرى في السوق الوطنية، والمصادقة على أسعار جديدة لعدد من المستحضرات الصيدلانية.

وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تدخل ضمن الجهود المتواصلة لتحسين العرض الصحي، وضمان التغطية الصحية الشاملة، خاصة لفائدة مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، والضغط الدموي.

مقالات مشابهة

  • رئيس ديوان المظالم يهنئ القيادة بنجاح موسم الحج ويؤكد تكامل الجهود في خدمة ضيوف الرحمن
  • 287 ألف أضحية تبرز تكامل الجهود في تسهيل مناسك الحجاج
  • دباس الدوسري: لا يوجد رئيس في تاريخ الكرة السعودية توفرت له إمكانيات بن نافل
  • زخاروفا: لا يوجد شعب أو عرق في العالم يرفض دفن جنوده
  • عاجل | أبو عبيدة: تحذير عاجل.. الاحتلال يحاصر مكانا يوجد فيه الأسير الصهيوني متان تسنغاوكر
  • عاجل. أبو عبيدة يحذر: الجيش الإسرائيلي يحاصر مكانا يوجد به الأسير تسنغاوكر ويقول إن حياة المحتجز في خطر
  • “الوطنية لحقوق الإنسان”: اشتباكات صبراتة دليل على فشل حكومة الدبيبة
  • مفتي عام المملكة يستقبل إمام جامع الدولة الكبير بالكويت
  • تخفيض أسعار 17 دواء في المغرب ..بينها أدوية لأمراض مزمنة
  • سهير المرشدي: لهذا السبب طلبت سميحة أيوب من حنان مطاوع تجسيد سيرتها الذاتية