الإعلام العبري: اليمن تهديد استراتيجي لـ”إسرائيل” وموقعه الجغرافي مشكلة أكبر من الصواريخ
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
الجديد برس:
تحدثت وسائل إعلام عبرية، عن التهديد الاستراتيجي الذي يشكله الموقع الجغرافي لليمن على “إسرائيل”، مؤكداً أن الموقع الجغرافي لليمن مشكلة أكبر من الصواريخ.
وقال رئيس مجلس “الأمن القومي” الإسرائيلي السابق، غيورا آيلند، إن من ناحية “إسرائيل” اليمن “هو تهديد استراتيجي فعلاً”، مضيفاً: “لا يبدو أن الأمريكيين معنيون بهذا الأمر كما يلزم، ويفضلون عدم القتال”.
وأشار آيلند في حديثه لـ”قناة 12″ الإسرائيلية، إلى أن “مشكلتنا مع اليمنيين هي موقعهم في العنق الضيق للبحر الأحمر في الجزء الجنوبي منه، وهذه مشكلة أكبر من الصواريخ”.
وأكد رئيس مجلس “الأمن القومي” الإسرائيلي السابق، أن المشكلة الأكبر هي ما سيجري إذا قرر اليمنيون توقيف كل سفينة إسرائيلية، متسائلاً عن إمكانية أن يستمر الإبحار من البحر الأحمر إلى “إيلات”.
وختم حديثه بأن “لدى إسرائيل مشكلة غزة والجبهة الشمالية، وإغلاق البحر الأحمر أمام إسرائيل، إضافةً إلى أمور أخرى يمكن أن تحدث، مثل الاشتباكات في الضفة الغربية”، وعبّر عن أمله في أن تقوم القيادة السياسية والعسكرية بتقييم للوضع الاستراتيجي بشكلٍ صحيح، لأن “التهديد ضد “إسرائيل” بعيد جداً من أن يزال”.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس السبت، بتضرر سفينة شحن يملكها ملياردير إسرائيلي بعد تعرضها لقصف بطائرة مسيرة في المحيط الهندي.
ويأتي هذا بينما ذكرت أنباء غير رسمية مساء السبت، أن قوات صنعاء احتجزت سفينة شحن إسرائيلية جديدة في البحر الأحمر.
فيما غرد الناطق باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع على موقع “إكس” (توتير سابقاً)، باسم شركة “زيم” (ZIM)، دون أن يعطي تفاصيل.
يذكر أن شركة “زيم” هي شركة شحن إسرئيلية دولية للبضائع ومقرها في حيفا المحتلة.
الهدنة لا تشمل البحر الأحمروفي ثاني أيام اتفاق الهدنة المؤقتة، التي أُنجزت بين “إسرائيل” وحركة “حماس”، تحدث نائب رئيس حكومة صنعاء لشؤون الدفاع والأمن، جلال الرويشان، في وقتٍ سابق السبت، عن الهدنة الحاصلة في قطاع غزة، قائلاً: “الهدنة تخص غزة والناطق العسكري أعلن أن قرارنا بإغلاق البحر الأحمر أمام العدو ما زال قائماً”.
وأضاف أن الموقف اليمني أعلن رسمياً وشعبياً بوضوح ولم تعد هناك لغة دبلوماسية.
وفي 19 من الشهر الجاري، نجحت القوات البحرية التابعة لصنعاء في احتجاز سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، كان على متنها 52 شخصاً. بالتزامن مع تجديد قوات صنعاء، تأكيدها أن “عملياتها ستستهدف السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو تديرها شركات إسرائيلية أو يملكها أشخاص إسرائيليون”.
تأثير عمليات قوات صنعاء على الاقتصاد الإسرائيليوكانت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، أكدت أن عمليات احتجاز قوات صنعاء للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ستتسبب بعواقب وخيمة على اقتصاد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ورأت الصحيفة أنه نتيجة لذلك قد يتم إلغاء الطرق إلى الكيان الإسرائيلي وبالتالي إرتفاع أسعار المنتجات المستوردة من البحر، مشيرة إلى أن هذا الإتجاه “من المتوقع أن يزداد بشكل كبير ويلحق الضرر في الأمن الغذائي للإسرائيليين”.
وقالت الصحيفة: “يتبين أن احتجاز سفينة جالاكسي ليدر المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي (أبراهام “رامي” أونغار) سيكون له عواقب اقتصادية واسعة النطاق على “إسرائيل”.
وبحسب المنشورات فإن السفينة الإسرائيلية كانت تحمل آلاف السيارات وكانت في طريقها إلى الهند. القلق الرئيسي هو أن الحدث سيتسبب في ارتفاع أسعار النقل البحري إلى الكيان الإسرائيلي بسبب ارتفاع تكلفة التأمين وحتى إلغاء المسارات إلى الكيان. وقد يؤدي هذا بدوره إلى زيادة أسعار المنتجات المستوردة عن طريق البحر.
ويوضح نير غولدشتاين، الرئيس التنفيذي لمعهد الأبحاث الإسرائيلي GFI، في حديث مع صحيفة “يسرائيل هيوم” أن “الضرر الذي ألحقه الحوثيون بممرات الشحن يمكن أن يكون له تأثير استراتيجي على الواردات إلى إسرائيل وخاصة على عالم الغذاء. منذ بداية القتال، رأينا تخوفاً من شركات الشحن من الرسو في إسرائيل، وفي الوقت نفسه ارتفاع أسعار التأمين والنقل البحري إلى إسرائيل. والآن، من المتوقع أن يتزايد هذا الاتجاه بشكل كبير ويضر بالأمن الغذائي الإسرائيلي”.
ويضيف غولدشتاين أن “أكثر من 70% من غذائنا يتم استيراده عن طريق البحر، وبشكل رئيسي – 85% من الماشية. ويأتي إلينا عن طريق السفن، عبر موانئ إيلات وأشدود وحيفا. الموانئ الثلاثة أو طرق الوصول إليها مهددون من قبل أعدائنا وعلينا الاستعداد لذلك، فالحوثيون يهددون مدخل البحر الأحمر الذي تأتي إلينا من خلاله سفن من أستراليا تحتوي على 15% من واردات لحم العجل إلى إسرائيل”.
وبحسب قوله، فإن “خلاصة القول، أن اقتران القتال في غزة ولبنان (حيث يتم تربية معظم الدجاج)، ونقص الأيدي العاملة، والأضرار التي لحقت بالمستوردات البحرية، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج والبيض. اليوم، يدفع الإسرائيليون أكثر بنسبة 40٪ من الأوروبيين مقابل اللحوم، ومن المرجح أن تتزايد هذه الفجوة بشكل كبير في الأشهر المقبلة. الحل هو الانتقال إلى زيادة إنتاج منتجات البروتين في إسرائيل، من بين أمور أخرى من خلال تقنيات جديدة مثل البروتين البديل.”
ويتحدث كبير الاقتصاديين في شركة BDO الاستشارية، تشن هيرزوغ، أيضاً عن العواقب واسعة النطاق التي قد تنشأ نتيجة احتجاز السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ووفقاً له، فإن “القلق الاقتصادي ينبع من التأثيرات واسعة النطاق على النقل البحري إلى إسرائيل. في أعقاب الحرب، كانت هناك بالفعل زيادة كبيرة في أسعار النقل الجوي بسبب الأضرار التي لحقت برحلات الشركات الأجنبية إلى إسرائيل. الخوف الآن هو من ارتفاع مماثل في تكلفة النقل البحري إلى إسرائيل أيضا، بسبب زيادة تكلفة التأمين أو إلغاء المسارات إلى إسرائيل.. أسعار النقل لها تأثير على تكاليف المعيشة – من خلال زيادة أسعار السلع المستوردة وكذلك احتمال تأخير مواعيد التسليم إلى إسرائيل”.
وأضاف: “قد يكون هناك ضرر على مواعيد التسليم وتكاليف جميع المنتجات المستوردة، وهناك قلق خاص بشأن المنتجات التي تصل إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، وخاصة المركبات من الموانئ الشرقية”.
وعبرت وسائل إعلام عبرية أخرى، عن قلقها من تبعات تنفيذ قوات صنعاء عملية احتجاز للسفينة “جالاكسي ليدر” في البحر الأحمر، مؤكدةً أن هذا الأمر يلحق الضرر بالتجارة البحرية الإسرائيلية.
وذكرت أن “الحوثيين في اليمن هددوا ونفذوا تهديدهم”، فيما قال معلق الشؤون الفلسطينية في القناة 12 الإسرائيلية، أوهاد حمو، إن “سيطرة اليمنيين على سفينة إسرائيلية هو حدث مهم جداً، وليس فقط بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل، بل بمهاجمة سفن إسرائيلية”.
وتابع: “عندما يتم إلحاق الضرر بالتجارة البحرية الإسرائيلية، فإسرائيل ستجد الآن صعوبة في إرسال سفن عبر البحر الأحمر، هذا حدث مهم”.
فيما اعتبر المذيع عوديد حداد في القناة 12 الإسرائيلية أن “السيطرة على سفينة بهذا الحجم، قد يشير لنا إلى الارتقاء درجة في المستوى المواجهة”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تُهاجم من قبل الحوثيين منذ فترة، وأطلقوا نحونا صواريخ ثقيلة وليس مقذوفات من غزة، وأنا أفترض أن إسرائيل تدرس رداً مقابلاً.. فنحن رأينا الحوثيين “أنصار الله” منذ سنوات يحددون إسرائيل كهدف واليوم ينفذون هذا للأسف الشديد”.
وبشأن تداعيات احتجاز السفينة الإسرائيلية من قبل بحرية صنعاء، قال المعلق العسكري في القناة 12 العبرية، نير دفوري، إن “هذا الحدث من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد وعلى تأمين شحن البضائع الذي سيرتفع، لذا إسرائيل تقول إن هذه مشكلة عالمية”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: النقل البحری إلى فی البحر الأحمر إلى إسرائیل قوات صنعاء
إقرأ أيضاً:
الوحدة اليمنية.. منجز استراتيجي تاريخي صنعته إرادة شعبية لا رجعة عنها ومبدأ سيادي لا يقبل المساومة
يمانيون ../
تظل الوحدة اليمنية، بالنسبة لكل الأحرار من أبناء الشعب اليمني، قضية وطنية مصيرية ومنجزًا تاريخيًا استراتيجيًا لا يقبل المساومة أو التفريط، ولا يمكن التراجع عنه تحت أي ظرف أو ذريعة. فالوحدة ليست خيارًا سياسيًا طارئًا، ولا نتيجة اتفاق عابر، بل هي ثمرة طبيعية لنضال طويل سطره اليمنيون عبر التاريخ، وأكدوه بإرادتهم الحرة في الـ22 من مايو 1990م، يوم أعلن اليمنيون قيام الجمهورية اليمنية، في لحظة صنعتها إرادة الشعوب لا إرادة الأنظمة.
الوحدة: ثابت ديني ووطني لمواجهة مشاريع التقسيم
من منظور ديني ووطني وأخلاقي، جاءت الوحدة استجابة لأمر الله تعالى بالتوحد ونبذ الفرقة والاختلاف، درءًا لما له من عواقب خطيرة على المجتمعات، سواء في حاضرها أو مستقبلها. ولهذا كانت ولا تزال الوحدة اليمنية تمثل أحد أهم الثوابت الوطنية التي يلتف حولها كل الشرفاء، والدرع المنيع في مواجهة مشاريع التشظي والتمزيق التي يسعى أعداء اليمن لفرضها خدمة لمصالحهم وأطماعهم الاستعمارية.
وبرغم كل ما مر به اليمن من أحداث خلال العقود الماضية، وما شهدته السنوات الأخيرة من عدوان عسكري وحصار اقتصادي، واحتلال مباشر لأجزاء من أراضيه، ظلت الوحدة عصية على الانكسار، وحصنًا منيعًا أمام مخططات التقسيم وأدوات الاحتلال وأجندات المرتزقة، الذين سعوا، عبر أدواتهم المليشياوية الممولة من الخارج، لضرب النسيج الوطني وزرع بذور الفتنة والصراع.
وحدة اليمن.. نواة مشروع الوحدة العربية الكبرى
لقد كان تحقيق الوحدة اليمنية قبل 35 عامًا حدثًا استثنائيًا في تاريخ الأمة العربية، اعتبرته الشعوب الحرة النواة الأولى لمشروع الوحدة العربية الكبرى، وكسرًا لجدار التقسيم الذي فرضه الاستعمار. وهو ما أكد عليه الرئيس مهدي المشاط في خطابه بمناسبة العيد الوطني للوحدة، عندما وصف الوحدة اليمنية بأنها ليست منجزًا وطنيًا وحسب، بل اللبنة الأولى نحو وحدة عربية شاملة تضع حدًا لسياسة التجزئة وتفتيت الأوطان.
رؤية عقلانية ووطنية ثابتة في التعامل مع قضية الوحدة
وفي قراءتنا لخطابات القيادة الثورية والسياسية في صنعاء، يتجلى بشكل واضح أن موقف صنعاء من الوحدة موقف ثابت وراسخ ينبع من رؤية إيمانية وعقلانية وواقعية. فكما أوضح الرئيس المشاط، التمسك بالوحدة ليس مجرد عاطفة، بل خيار وطني مبني على وعي وإدراك أن التقسيم لا يحل مشكلات الماضي، بل يعمقها، وأن الحل يكمن في إصلاحات عادلة، ومشاركة حقيقية تضمن لكل يمني حقه دون تمييز.
هذه الرؤية المتزنة أغلقت الباب أمام المتاجرين بشعارات الانفصال، وأفشلت محاولات العدو استغلال بعض المظالم والأخطاء السابقة لتبرير مخططاته التفكيكية. وبات واضحًا أن قيادة صنعاء حريصة على إنصاف الجميع، في إطار وحدة وطنية حقيقية تتجاوز المشاريع المناطقية والولاءات الضيقة.
رسائل واضحة للعدوان وأدواته
حمل خطاب الرئيس المشاط عدة رسائل مباشرة إلى قوى العدوان والميليشيات التابعة لها في الجنوب المحتل، حيث أكد بوضوح أن الوحدة اليمنية خط أحمر، وأن أي مساس بها سيواجه بكل الوسائل الممكنة. وذكّر القيادة الميدانية في الميدان أن خيار تحرير الجنوب واستعادة السيادة على كل شبر من الأرض اليمنية قائم ومستمر.
ورغم انشغال اليمن اليوم بمعركته القومية والدينية مع العدو الإسرائيلي نصرةً لفلسطين وغزة، إلا أن القضية الوطنية اليمنية لا تغيب عن الأولويات. وهذا ما أوضحه الرئيس المشاط بقوله: “سنواصل النضال حتى تحرير كل الأراضي اليمنية، وطرد الغزاة والمحتلين، واستعادة كل حقوق اليمنيين المغتصبة.”
اليمن الموحد… رصيد تاريخي وطني لا يُمس
ومما لا جدال فيه أن الوحدة اليمنية راسخة في الوجدان الشعبي، وهي ليست وليدة اتفاق سياسي بين قيادات، بقدر ما هي امتداد تاريخي لكيان حضاري ضارب بجذوره في عمق التاريخ. وكما شهدت العصور الغابرة محاولات تفكيك اليمن من قبل قوى الغزو والاحتلال، استطاع اليمنيون دائمًا أن يتجاوزوا تلك المؤامرات، ويوحدوا صفوفهم أمام كل محاولة تستهدف هويتهم الجامعة.
وكما أشار الرئيس المشاط، فإن من خانوا الوحدة وانقلبوا عليها، انتهى بهم الحال للتنقل بين فنادق الخارج، تاركين شعبهم في المناطق المحتلة يعانون ويلات الاحتلال وسوء الخدمات والانتهاكات اليومية. وهذا هو النموذج الذي يريد العدو تعميمه على بقية اليمنيين، وهو ما لن يُسمح به.
وحدة اليمن ضمانة سيادته وصمّام أمان مستقبله
في ختام تقريرنا، يمكن القول إن الوحدة اليمنية لم تكن يومًا مطلبًا سياسيا محدود الأفق، بل كانت ولا تزال صمّام أمان اليمن، والضامن الحقيقي لبقاء الدولة اليمنية موحدة قوية، قادرة على حماية سيادتها واستقلال قرارها. وإن ما تمر به الأمة العربية اليوم من تفكك ومؤامرات تفتيت يؤكد صوابية موقف صنعاء الرافض للتقسيم تحت أي ذريعة.
فالمستقبل لليمنيين جميعًا في ظل دولة واحدة موحدة، تحفظ الحقوق، وتكفل المشاركة، وتحمي السيادة، وتصون استقلال القرار الوطني، وتقطع الطريق أمام المحتلين والمستعمرين الجدد وأذنابهم.