قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن يوم الطفل العالمي هذا العام يأتي والطفل يعاني ويتألم ويستشهد في فلسطين، ويتألم معه كل أطفال العالم ممن علِموا بقضية الطفل الفلسطيني العادلة، والذي لا حلم له إلا العيش آمنًا فى أرضه على تراب وطنه في فلسطين ومتنفسًا لهوائه تحت مظلة سمائه، حيث يئن الطفل طالبًا أبسط حقوق الحياة التي أقرها المجتمع الدولي له، وهي حق أصيل وضروري طبقًا للأعراف والقوانين الدولية التي أعطته الحق فى المأكل والمسكن والصحة والتعليم واللعب والثقافة، وقبل كل ذلك الحق أن يعيش آمنا مطمئنًا غير مهدد كل لحظة بقذائف تأتيه من كل حدب وصوب".

وأضافت وزيرة الثقافة خلال كلمتها باحتفالية "حلمنا حقنا.. صوت الطفل" التي نظمها المجلس القومي للأمومة والطفولة كرسالة داعمة لأطفال غزة، تزامنًا مع الاحتفاء بيوم الطفل العالمي، بمسرح الجلاء: "إن استشهاد ما يقرب من ستة آلاف طفل خلال خمسين يومًا فى الحرب على غزة أمر مروع يجب أن يضع العالم كله أمام مسؤولياته، وأن يُحرك مشاعره ويوقظ ضميره حتى لا يتكرر ذلك في أية بقعة من العالم، وحتى يكون الاحتفال بيوم الطفل العالمي شيئًا ذا معنى وقيمة".

وتابعت وزيرة الثقافة: "على كل المؤسسات الدولية والإقليمية العاملة في مجال الطفولة أن تمد يد العون وأن تتحمل مسؤولياتها تجاه الطفل الفلسطيني الذي يحتاج من الجميع الدعم والرعاية".

واستكملت وزيرة الثقافة: "يأتى وجودنا اليوم كرسالة داعمة لأطفال غزة، ولكل أطفال العالم من خلال هذا الحدث الذي يُقيمه المجلس القومي للطفولة والأمومة بمصر، بمشاركة وزارة الثقافة، مُمثلة بالمركز القومي لثقافة الطفل التابع للمجلس الأعلى للثقافة، والذي شارك أطفاله في هذا الحدث من خلال فريق كورال سلام، وفريق بنات وبس، وبعض أطفال البرلمان العربي الفائزين بالقائمة القصيرة بجائزة الدولة للمبدع الصغير التي تُقام تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، حرم فخامة السيد الرئيس.

استهل الحفل -الذي قدمته الإعلامية- جاسمين طه زكي، بالسلام الوطني، أعقبه عرض لفيلم قصير تضمن سردًا لما يتعرض له أطفال غزة من ألم ومعاناة جراء القصف الغاشم المُدمر الذي تشهده غزة على مدار الأيام الماضية، كما تضمن عددًا من آليات الدعم المصري لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين في أزمتهم.

كما تضمن الحفل عرضًا لمجموعة من الأطفال من اقطار عربية متعددة، قدموا خلاله رسالة حب وسلام من الأطفال المشاركين إلى أبناء غزة، وناشدوا خلاله المجتمع الدولي بأن يتدخل ليعم السلام والأمان على الجميع، كما شهد الحفل إطلاق مبادرة "من طفل لطفل"، حيث تبنت المبادرة عددًا من الرؤى لدعم أبناء غزة، وتقديم المساعدات لهم.

حضر الاحتفالية " الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، والمهندسة نيفين عثمان، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، والسفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، والسيد جيرمي هوبكنز، ممثل منظمة اليونيسف في مصر، وممثلو مجلس القبائل والعائلات المصرية، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزیرة الثقافة

إقرأ أيضاً:

أمينة رشيد والتزامها تجاه الوطن

بدأت هذا الأسبوع بقراءة السيرة الغيرية التي كتبتها سلمى مبارك عن الباحثة والمناضلة المصرية أمينة رشيد في كتاب: أمينة رشيد أو العبور إلى الآخر وذلك بترجمة داليا سعودي عن دار المرايا المصرية. نشأت أمينة رشيد في عائلة أرستقراطية، لكن هذا لم يمنعها من استخدام الامتيازات التي حظت بها من أجل القيم التي كونتها خلال سنوات شبابها، الفترة التي جايلت فيها نصر حامد أبو زيد وجابر عصفور وآخرين، وكانت قد انتظمت في مجموعات يسارية عبرت عن نفسها عبر وسائط مختلفة آنذاك. درست رشيد بعد ذلك الأدب المقارن، وآمنت بأن هنالك ما يمكن إضافته لمشروع إدوارد سعيد عن الاستشراق بعيدًا عن مركزية هيمنة الغرب على الشرق.

الكتاب يناقش أفكار وأطروحات أمينة رشيد فيما يتعلق بمشروعاتها حول الأدب المقارن، ودراسة التأثر والتقليد في الكتابة العربية، بالإضافة للجدل حول جنس الرواية وما إذا كان أوربيًا، وعن الرواية العربية الأولى وما إلى ذلك، لكن في هذا التوقيت لم يكن هذا ما يعنيني من قراءة هذا الكتاب، بعد السابع من أكتوبر وعدتُ نفسي بالالتزام بقراءة تاريخ المنطقة وتحولاتها، وتأثير النخب الثقافية والاقتصادية فيها، وكان أن وجدتُ هذا في سيرة رشيد، إذ اعتبرتْ أن نكسة يونيو 1967 كانت بمثابة التحول الكبير الذي أثر على رؤيتها للعالم، ليست وحدها بل تأثر ذلك الجيل كله بما حدث في نهاية الستينيات والهزيمة التي مني بها العرب، «إثر هذا الحدث الصدمة، انكفأت أمينة على عملها لإتمام رسالتها. فبالنسبة إليها، انقضت ساعةُ المباهج الباريسية بما في ذلك أوهام الحرية، ونقاشات المثقفين في المقاهي، وحماس اكتشاف النقد الجديد ومع فوران أحداث مايو 1968، كانت أمينة قد تباعدتْ بالفعل مع مشهدٍ أخذتْ في الاغتراب عنه يومًا بعد يوم. (رأيتُ جدران السوربون الكئيبة في العادة، تمتلئ بالشعارات الثورية والطوباوية إلى حد كبير ...... رأيتُ الطلبة وبعض العمال الذين انضموا إليهم يهتفون ويغنون ويرقصون وينادون بالثورة ...... وعشتُ بذهول التجربة المثيرة لإضراب الشهرين الذي شل الحياة في فرنسا)».

كان مهمًا أن أقرأ بدوري كيف أن السابع من أكتوبر هو حادثة النكسة بالنسبة لجيلي، حتى أنه أكثر فظاعة ورعبًا مما حدث في الستينيات، أعني على صعيد القتل والتهجير والتجويع والإبادة التي يشاهدها العالم كله حتى هذه اللحظة. على الرغم من ذلك لم يتراجع موقف أمينة رشيد ونضالها من أجل القضية الفلسطينية، الأمر الذي وضعها في السجن أيام حكم السادات مع التغييرات التي قام بها والتي كان منها التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. «أذهلنا فرط التعامي الذي أبداه الغرب إزاء إسرائيل. إذ أرى أنه من غير المعقول أن يتوجب علينا أن نشرح لشخص مثل إتيامبل الفرق بين معاداة السامية ومناهضة الصهيونية. فكيف لمن اختار أن يكون مواطنًا منتميًا إلى العالم بأسره أن يكون على هذه الدرجة من الانسياق والتعامي أمام الدعاية الصهيونية! وبالمناسبة، كان ذلك هو أحد أسباب إعراض الشباب المصري اليساري عن الثقافة الغربية للبحث عن جذورهم العميقة في إرثهم العربي الإسلامي. هل كانت تلك اللحظة الزمنية هي التي شهدت التحول إلى التطرف؟ وأفرخت الثورة الإيرانية وكراهية الشيطان الأمريكي الأعظم؟».

شعرت رشيد بأنها لا تستطيع ترك بلدها ليقاسي كل هذه المرارة، دون أن تسهم من أجله ومن أجل مواطنيه بأي شيء حتى وإن كان بأن تصبح أستاذة للأدب المقارن في جامعاته، الأمر الذي دفعها للعودة من باريس إلى القاهرة، تكتب سلمى مبارك: «وبالرغم من كل المغريات التي كانت تحثّها على مدِّ إقامتها في باريس والاستفادة من وضعها المستقر هناك: من مسكنٍ مريح، ووظيفةٍ مجزية الأجر، ودراسة تتم في سياق ثقافي مزدهر ونشاط سياسي يجري في مناخ من الحرية والديمقراطية، تمَلَّكَ أمينةَ إحساسٌ بأن حياتها صارت مفرّغةً من المعنى، وأن هذا المعنى الذي ترتجيه موجودٌ في مصر. فما لبثتْ أن اتخذت قرارها بالانتهاء من رسالتها والعودة إلى بلدها. (لم أتحمل فرنسا أكثر من ذلك، أعيشُ في أحداثِ مصر وأبكي عندما أفتحُ نافذتي وأرى سماء باريس الرمادية أشعر أنني استفدتُ كثيرًا مما عشته من تجارب فكرية وسياسية ووجدانية، لكني أدركتُ تمامًا أن هذا التاريخ ليس تاريخي وأن هذه الحياة ليست حياتي. .... وأنني ما خضتُ ذلك الكفاح كي أحيا بعيدًا)».

التزمت أمينة رشيد بمشروعها كمثقفة ومناضلة ومعلمة وباحثة، وقدمت العديد من الإسهامات حتى وقت وفاتها عام 2018 لقد عاشت تحولات عديدة منها أحداث الربيع العربي وما آلت إليه البلدان العربية بعد 2011 لا شك بأن هذا كثير على حياة واحدة، لكن ألا يجعلني هذا أنا وغيري نشعر بالمسؤولية تجاه هذه اللحظة التاريخية، المسؤولية التي لابد وأن تفضي للالتزام، بدلاً من العدمية التي غرقنا فيها لسنوات، والتي شعرنا فيها بأن التغيير مستحيل، وبأننا خارج التاريخ وخارج سياق أي دور يمكننا تبنيه فعلًا في ظل ما يحدث؟

مقالات مشابهة

  • أمينة رشيد والتزامها تجاه الوطن
  • المشاط: "ملكية الدولة" حجر الزاوية في علاقاتنا مع المؤسسات الدولية وشركاء التنمية
  • "جدو مرجان وحكاوي زمان".. عرض للأطفال بالمحلة ضمن موسم قصور الثقافة
  • بحضور وزيرة الثقافة.. المصري اليوم يحتفل بمرور 20 عاما على تأسيسه
  • كاتب صحفي: مؤتمر غزة الدولي محاولة لإيقاظ الضمير العالمي تجاه حرب غزة
  • مولوجي تشرف غدا على افتتاح المعرض الوطني لكتاب الطفل
  • لوحة غامضة على باب دورة المياه !
  • سوريا تدعو إلى محاسبة إسرائيل أمام المحاكم الدولية
  • سوريا تدعو لمحاسبة إسرائيل و"حكومتها الفاشية" أمام المحاكم الدولية
  • شروط التقديم لرياض الأطفال الأزهر 2025.. وخطوات التقديم