محمد بن راشد: الإمارات تدعم جهود العلماء والباحثين والمطوّرين
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات تثمّن عالياً جهود العلماء والباحثين والمطورين في شتى المجالات، وتوليهم كل الاهتمام والدعم، تقديراً لإسهامهم في دفع مسيرة التنمية وتحقيق رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره، منوهاً سموه بأهمية مجال الأبحاث والتطوير كمحرك رئيس لابتكار الحلول الداعمة لنمو وتطور مختلف القطاعات الحيوية، ومن أبرزها قطاع الطاقة، بما له من أهمية كمحرك رئيس من محركات التنمية.
جاء ذلك لدى استقبال سموه، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وفد هيئة كهرباء ومياه دبي برئاسة معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وضم عدداً من الخبراء والباحثين والكفاءات الوطنية العاملة في مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة ضمن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والمساهمين في تطوير قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تقديره لجهود الكوادر البحثية والكفاءات الوطنية ودورهم في ترسيخ الريادة الإماراتية في صُنع مستقبل واعد للطاقة المستدامة، وتأكيد نموذج دبي المُلهِم في توظيف المعرفة لابتكار حلول مستدامة تلبي احتياجات التنمية الحالية وتضمن مستقبلا آمنا للأجيال المقبلة.
وأثنى سموه على جهود هيئة كهرباء ومياه دبي وما تقدمه من مبادرات ومشاريع تتواكب مع توجهات الدولة نحو تبنّي خيارات الطاقة النظيفة والمتجددة وزيادة الاعتماد عليها، داعياً باحثي الهيئة إلى مضاعفة العمل على تقديم الأفكار والحلول التي تدعم طموحات دولة الإمارات في مجال الطاقة، وترسيخ ريادتها العالمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
منصة عالمية
يضم مركز البحوث والتطوير 31 باحثاً وباحثة من حملة الدكتوراه والماجستير. ونشر المركز، منذ إطلاقه، 170 ورقة بحثية في مؤتمرات علمية دولية ومجلات ودوريات عالمية محكّمة. وقد تقدم المركز بطلبات للحصول على 27 براءة اختراع حصل من بينها 6 براءات اختراع حتى الآن، ويجري العمل على براءات اختراع جديدة.
جاء تأسيس مركز البحوث والتطوير وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كمنصة عالمية توفر حلولاً وتقنيات مبتكرة لتعزيز العمليات التشغيلية والخدماتية للهيئة. وتشمل مجالات عمل المركز "الطاقة الشمسية"، و"تكامل الشبكة الذكية"، و"كفاءة الطاقة"، و"المياه". تستند المجالات الأساسية لعمل المركز على ثلاثة ممكّنات تتمثل في: الثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات والطائرات من دون طيار والطباعة ثلاثية الأبعاد والمواد المتقدمة، إضافة إلى تقنيات الفضاء وتحليلات أنظمة الطاقة.
وضمن برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء "سبيس دي"، يعمل مركز البحوث والتطوير على تطوير عدد من الاستخدامات المتخصصة لشبكة الكهرباء وشبكات المياه، ويهدف إلى تطوير ونشر الحلول المبتكرة في مجال طاقة المستقبل وأنظمة المياه. وتتمثل مهمة المركز في دعم مساعي الهيئة من خلال أحدث الأبحاث التطبيقية، لضمان بقاء الهيئة ونظامها البيئي في الطليعة لتقديم خدمات ذات مستوى عالمي بتكلفة فعّالة. ويعتمد المركز أفضل الممارسات الدولية في مجال البحوث والتطوير ويدعم أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، حيث يتم إجراء البحوث والتطوير داخلياً بالتعاون مع الكثير من المؤسسات العالمية.
ويضم مركز البحوث والتطوير مشروع "الهيدروجين الأخضر" الذي نفذته هيئة كهرباء ومياه دبي، ويعد المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية.
كفاءات إماراتية
وتوجه معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بجزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لاستقبال سموه لوفد الهيئة وتشجيعه لهم، مؤكداً حرص القيادة الرشيدة على إعداد كفاءات إماراتية تواكب المتغيرات المتسارعة ومختلف التحديات والفرص العالمية، مشيراً إلى أن الهيئة تُعد من بين أكثر المؤسسات الوطنية استقطاباً وحرصاً على توظيف وتأهيل وتطوير الكوادر والكفاءات الإماراتية، الذين أثبتوا قدرتهم على منافسة الكفاءات العالمية، وتقديم حلول وأوراق بحثية متقدمة ومبتكرة، من شأنها المساهمة في تذليل الصعوبات التي يواجهها قطاع الطاقة والمياه حول العالم، وإثراء المجتمع العلمي المحلي والعالمي.
وقال معاليه "نعمل على تطوير الكفاءات وتوفير بيئة تفاعلية وإيجابية تشجع على إطلاق طاقات الباحثين على الابتكار والإبداع وتقديم المزيد من المنشورات العلمية، تحقيقاً لأهداف مئوية الإمارات 2071 لجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، حيث يوفر مركز البحوث والتطوير مرافق بحثية متقدمة ومختبرات متطورة، تتيح لنا العمل في مجالات الطاقة الشمسية، وتكامل الشبكة الذكية، وكفاءة الطاقة، والمياه، وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى مجال الفضاء، مما يساعدنا على تطوير خبراتنا وتحقيق رؤية المركز في أن يكون منصة عالمية لتطوير ونشر الحلول المبتكرة في مجال طاقة المستقبل وأنظمة المياه، وترسيخ مسيرة ريادة الهيئة وتميزها على مستوى العالم، وتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للبحوث والتطوير".
برامج متقدمة
یضم مركز البحوث والتطویر عدة مختبرات داخلیة وخارجیة لدراسة أداء واعتمادیة الألواح الشمسیة. وتشمل المختبرات الخارجیة اختبار تقنیات الألواح الشمسیة المختلفة والتحقق من أدائھا، إضافة إلى المختبر الخاص بالروبوتات والطائرات بدون طیار الذي أسھم في دخول الھیئة موسوعة غینیس للأرقام القیاسیة عن أول مختبر یتم بناؤه بتقنیة الطباعة ثلاثیة الأبعاد على مستوى العالم. ویعد المختبر أول مبنى بتقنیة الطباعة ثلاثیة الأبعاد في دولة الإمارات تتم طباعته بالكامل في موقع المشروع.
ویتخصص المختبر في الأعمال الروبوتیة حیث یتم داخله تصمیم وبناء الطائرات بدون طیار والعربات ذاتیة التشغیل. أما عن المختبرات الداخلیة، فمن أبرزھا معمل الاختبارات الكھربائیة، ومعمل الاختبارات المیكانیكیة، ومعمل اختبارات المواد، ومختبر محاكاة الإشعاع الشمسي، ومختبر التسریع المُصطنع للعمر الافتراضي للألواح الشمسیة.
وقد طورت الھیئة، من خلال مركز البحوث والتطویر، بنى تحتیة وبرامج متقدمة متخصصة في الطباعة ثلاثیة الأبعاد و"التصنیع بالإضافة". وتعد الھیئة أول مؤسسة في دول مجلس التعاون الخلیجي تطبق تقنیة الطباعة ثلاثیة الأبعاد المعدنیة باستخدام الخیوط والأسلاك، والتي تتمیز بدقتھا العالیة ودورھا في تقلیل الوقت والتكلفة، وتحسین الإنتاجیة والكفاءة وتعزیز الابتكار في الھیئة.
وتعتمد الھیئة تقنیة الطباعة ثلاثیة الأبعاد كأحد الحلول الابتكاریة لبناء النماذج وتصنیع قطع الغیار لقطاعات الإنتاج والنقل والتوزیع، ودعم رقمنة قائمة موجوداتھا ومعداتھا. ویدعم المركز، من خلال الطباعة ثلاثیة الأبعاد، التطورات المتسارعة التي تشھدھا عملية بناء النماذج وتقدیم الحلول الفنیة والتدریب ومشاركة المعارف وإجراء الاختبارات المیكانیكیة والتحلیل الاقتصادي التكنولوجي، والبحوث والتطویر في مجال "التصنیع بالإضافة".
يُشار إلى أن مركز البحوث والتطوير حاصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء "الريادة في الطاقة والتصميم البيئي" من المجلس الأميركي للأبنية الخضراء، ويتضمن ألواح شمسية كهروضوئية على سطح المبنى وعلى سطح مواقف السيارات، وألواح كهروضوئية مدمجة في جدران المبنى ويسهم المبنى في تقليل استهلاك الطاقة بأكثر من 25%، إضافة إلى ترشيد أكثر من 50% من كمية المياه المستهلكة، ويضم المركز مواد معاد تدويرها بنسبة تزيد عن 30 بالمئة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد بن راشد العلماء الباحثون هيئة كهرباء ومياه دبي الطباعة ثلاثیة الأبعاد هیئة کهرباء ومیاه دبی دولة الإمارات إضافة إلى فی مجال
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. جهود دبلوماسية استثنائية لرفع الحصار عن قطاع غزة
تقود دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة في أكتوبر 2023، جهودا دبلوماسية مكثفة بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لمنع تصاعد حدة العنف وتوسع دائرته، مع التأكيد الدائم على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق. وتجسد مواقف دولة الإمارات تجاه ما يحدث في قطاع غزة سياستها وجهودها المخلصة في البحث عن حل سياسي يضمن تجنيب الشعب الفلسطيني الشقيق مزيدا من المآسي والمعاناة الإنسانية، مما يتسق مع المواقف العربية والدولية.
واستحوذت جهود وقف العنف والتصعيد الدائر في قطاع غزة على جانب مهم من اتصالات ولقاءات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، مع قادة الدول العربية والأجنبية، خلال الفترة الماضية، والتي ركزت على حشد الجهود الدولية لضمان احترام القانون الدولي الإنساني وتوفير الحماية للمدنيين وتجنيبهم المعاناة المتفاقمة نتيجة التطورات الميدانية المقلقة.
وشارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده قادة مجموعة «بريكس» في نوفمبر 2023 بشأن الأوضاع في قطاع غزة عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث جدد سموه دعوة دولة الإمارات إلى حماية المدنيين في قطاع غزة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل آمن وعاجل ومستدام دون عوائق والوقف الفوري لإطلاق النار.
وحققت الجهود الدبلوماسية الإماراتية العديد من النجاحات في التوصل لهدن إنسانية واتفاقيات تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومن أبرز الأمثلة على تلك النجاحات، الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات، تهدف لتلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى، والذي جاء بعد اتصال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع معالي جدعون ساعر، وزير خارجية دولة إسرائيل، في 21 يوليو الماضي.
وتمتلك دولة الإمارات سجلا طويلا من الجهود السياسية والدبلوماسية في دعم الأشقاء الفلسطينيين منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة، ويمكن التوقف عند العديد من المحطات البارزة مثل قرار مجلس الأمن رقم 2712 بتاريخ 15 نوفمبر 2023 الذي يدعو إلى سلسلة من فترات التوقف عن القتال تمتد لعدة أيام في قطاع غزة، تكفي لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وعاجل وآمن ومن دون عوائق، إذ عملت الإمارات، بصفتها العضو العربي في المجلس، بشكل وثيق مع البعثة الدائمة لـ «مالطا» لدى الأمم المتحدة، القائمة على صياغة هذا القرار وتقديم الدعم اللازم لصدوره.
واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر 2023 القرار رقم 2720، الذي قدمته دولة الإمارات ويطالب باتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض.
وشاركت دولة الإمارات في الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في مارس 2024 بالعاصمة المصرية القاهرة، والذي أكد على أولوية تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية، وفتح جميع المعابر بين إسرائيل والقطاع، وعلى ضرورة توفير الدعم الكامل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
ورحبت دولة الإمارات في مايو 2024 بقرار محكمة العدل الدولية فرض تدابير مؤقتة إضافية على إسرائيل تطالبها بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، وما يتسبب به ذلك من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وشاركت الإمارات في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، الذي عقد بتاريخ 29 مايو 2024 في بروكسل، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وجددت دولة الإمارات التأكيد على مواصلة الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء الفلسطينيين، وعلى أولوية الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، خلال مشاركتها في كل من مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة الذي عُقد في ديسمبر 2024 في القاهرة، والاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مارس 2025 بالمملكة العربية السعودية.
وشددت دولة الإمارات على ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة، وتمهيد الطريق لحل مستدام للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وذلك خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي عقد مؤخرا في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك.
أخبار ذات صلة