شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين سجالًا حادًا بين النشطاء سببه رسوم كاريكاتورية للفنان عماد حجاج حول الأوضاع الدموية التي يشهدها قطاع غزة وما تبعها من أحداث تتعلق بالهدنة الإنسانية وصفقة تبادل الأسرى بين حماس السلطات في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

الحكاية بدأت قبل أيام، حين نشر الفنان حجاج عبر إحدى المواقع الإخبارية الهولندية رسمًا كاريكاتوريًا عبّر من خلالها عن موقفه تجاه صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) ودولة الاحتلال.

وأظهر الرسم الكاريكاتيري الجانبين الرئيسين في صفقة التبادل، حماس وإسرائيل، وكلاهما يقفان على كومٍ من الجثث ومن ورائهما الدمار الشامل الناجم عن العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وباعتبار أن الرسوم الكاريكاتيرية تحمل في طيّاتها دومًا الرسالة المبطنة التي أراد صاحبها إيصالها للعالم بطريقة غير مباشرة، أحدثت انقسامًا متباينًا بين آراء الجمهور العربي والغربي.

القسم الأول من الجماهير رأت الرسم الكاريكاتيري "إساءة" واضحة وصريحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولكتائب القسام-الجناح العسكري لحماس، من خلال إظهارها بمظهر "المقاتل الداعشي الإرهابي" والذي تعمّد إبادة شعبه بهدف إطلاق سراح عدد قليل من الأسرى في سجون الاحتلال.

في المقابل، وجد من يدافع عن الفنان حجاج، وقالوا بأنه أراد إيصال رسالة مفادها بأن "الشعوب هي دومًا الخاسر في الحروب".

ومن جانبٍ آخر، انتقد عدد من النشطاء توقيت نشر الرسم الكاريكاتيري، وقالوا بأنه يحرض ضد وحدة الصف العربي، ويعزز من التفرقة بينهم.

عماد حجاج: إذا لم تعجبكم رسوماتي تلك سامحوني

على ما يبدو أن حملة الانتقاد الشرسة التي تعرض لها الفنان عماد حجاج، والتشكيك بنواياه، دفعته للخروج بتغريدة يوضح من خلالها مجريات الأمر.

وتاليًا نص التغريدة:

"متابعي الاعزاء، نعم انا اجتهد وقد اصيب وقد أخطئ ، من لم تعجبه رسمة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل المترجمة او رسمة مقارنة اسرائيل بالجماعات الجهادية المنشورة سابقًا او رسمة الاحتلال الاسرائيلي على شكل ملثم ارهابي فلا يحكمن علي من رسم واحد او اثنين وإنما من سياق كامل وتاريخ معروف من الرسومات المنحازة للمقاومة الفلسطينية والمعادية للاحتلال بلا ادنى شك، هي اوقات عصيبة نحاول فيها ايصال صوت غزة واهلها لكل العالم وبكل اللغات وبكل الخطوط والالوان واجتهد واتفنن في ذلك نعم والشطط والخطأ وارد اعترف، ولكل من يشاهد اعمالي في الاعلام والمواقع الغربية دعوة ان يطالع اعمالي كاملة فيها ليعرف اين اقف، دون اجتراء واجتزاء وتخوين وافتراء ، اذا لم تعجبكم رسوماتي تلك سامحوني واعدكم بمزيد الابداع في خدمة كل قضايا الامة كما عهدتموني

وإنه اجتهاد .. رسم على الآيباد !
وهلا عمي".


 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: كاريكاتيرية التاريخ التشابه الوصف عماد حجاج

إقرأ أيضاً:

مركز: الاحتلال قتل 85 أسيراً منذ بدء حرب الإبادة على غزة

رام الله - صفا

قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى، إن الاحتلال الإسرائيلي قتل 85 أسيرًا معلومة هوياتهم منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر للعام 2023.

وأضاف المركز الحقوقي، في بيان، الأربعاء، أن الاحتلال يواصل قتل الأسرى العُزَّل في سجونه بشكل متسارع ودون رادع، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي "الظالم"، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية لا تتدخل للحد من عمليات القتل المستمرة للأسرى بدم بارد خارج إطار القانون .

وأوضح مدير المركز الباحث رياض الأشقر، أن الاحتلال قتل هؤلاء الأسرى بعدة وسائل، أبرزها: التعذيب والإهمال الطبي المتعمد، حيث كان آخرهم الأسير الشاب عبد الرحمن سفيان السباتين (21 عاماً) من بيت لحم جنوب الضفة، بعد 6 شهور على اعتقاله.

وأشار إلى أن الأسير السباتين، استشهد نتيجة ظروف الاعتقال القاسية والإهمال الطبي، حيث أصيب قبل عام من اعتقاله إصابة خطرة برصاص الاحتلال في البطن، ورغم أنه تعافى من الإصابة، إلا أن ظروف السجن المأساوية والتعذيب أدت لتراجع حالته بشكل كبير وارتقى شهيداً.

وأكد أن الاحتلال أمَّعن بشكل خطير منذ بدء الحرب في قتل الأسرى الفلسطينيين داخل سجونه بعدة وسائل أبرزها التعذيب والإهمال الطبي والتجويع والضرب وجرائم الاغتصاب.

وكشف الأشقر أن محققي الاحتلال يستخدمون وسائل تعذيب مميته بحق الأسرى، أبرزها معسكر اعتقال "سيديه تيمان"، وأقسام خاصة بأسرى غزة فى سجني عوفر والنقب"، منها الصعق بالكهرباء والضرب المبرح على كل أنحاء الجسد، وخاصة المناطق العلوية.

كما يجبر الاحتلال الأسرى على التعري في البرد لفترات طويلة، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة تنهش أجسادهم الضعيفة، وتعليق الأسرى من أيديهم لفترات طويلة، إضافة للجرائم الطبية التي مارسها بحق المرضى، الأمر الذي أدى لوفاة عدد منهم نتيجة عدم توفر العلاج والرعاية المناسبة.

وحذر الأشقر، من أن مسلسل قتل الأسرى لا يزال مستمرا ولن يتوقف عند هذا العدد، مع استمرار سياسات الاحتلال القمعية والعدوانية بحقهم.

وشدّد أن تلك الانتهاكات مستمرة في ظل إصرار حكومة الاحتلال على مواصلة جرائمها بحقهم، وتوفير الحماية لمرتكبي تلك الجرائم والدعم اللامحدود الذي يوفّره الوزير المتطرف إيتمار بن غفير للمسئولين عن السجون، والتي تمثّلت في زيارته المستمرة للسجون وتهديد الأسرى، وتحريض إدارات السجون على تشديد ظروف الاعتقال.

وأوضح الباحث الحقوقي، أن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 ارتفع ليصل إلى 322 أسيراً شهيداً حتى الان، منهم 85 شهيداً من المعلومة هوياتهم منذ بدء حرب الإبادة، لا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 82 منهم، ويرفض تسليمها لذويهم.

وبيّن أن مئات الشهداء من أسرى غزة، لا يزال الاحتلال يخفي أي معلومات عنهم ضمن سياسة الإخفاء القسري .

وعدَّ الاشقر سجون الاحتلال أرضية خصبة لقتل الأسرى حيث لا تتوفر فيها أدني متطلبات الحياة الدنيا، لافتًا إلى أن الاحتلال يحرم الأسرى من حقوقهم الأساسية كافة، إلى جانب اكتظاظ السجون بالأسرى الذين فاق عددهم 9500 أسير.

ووفق المركز الحقوقي، فإن الاحتلال يمارس سياسة التجويع بشكل مباشر حيث يصف الأسرى ما يجرى معهم "بالمجاعة" حيث يقدم لهم القليل من الطعام، وما يقدم لغرفة كاملة تضم 12 اسيراً لا يكاد يكفي طعام لأسير واحد فقط. حيث أصيبوا جميعا بالهزال وفقدان الوزن ونقص المناعة وبدأت الأمراض تغزو أجسادهم الضعيفة.

إضافة الى انتشار الأوبئة والامراض وخاصة مرض (سكابيوس) مع الحرمان من وسائل النظافة والعلاج بالوصفات الشعبية يرفض الاحتلال إدخالها للأسرى، وإبقاء الأسرى المرضى مع الأصحاء في غرفة واحدة بشكل متعمد؛ لنشر الأمراض بينهم، مما يراكم الأمراض في أجساد الأسرى، ويجعل الموت أقرب لهم من الحياة.

وحذّر الحقوقي من أن هذه الظروف مجتمعة، تنذر بارتقاء شهداء جدد من الأسرى خلال الفترة القريبة القادمة.

وجدد الاشقر مطالبته المجتمع الدولي ومؤسساته الانسانية والحقوقية القيام بمسئولياته والتدخل الفوري وتشكيل لجان تحقيق لتوثيق جرائم القتل والتعذيب بحق الأسرى، والضغط على الاحتلال لوقف تلك الجرائم، ومطالبة محكمة الجنايات الدولية بتقديم قادة الاحتلال لمحاكم مجرمي الحرب لمسؤوليتهم عما يجرى من جرائم حرب فاقت كل التصورات.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق لـحماس على المنخفض الجوي في غزة
  • في قبضة الجلاد
  • بعد مقتل أبو شباب.. جماعات مناهضة لحماس تواصل التجنيد وتثير مخاوف التقسيم
  • ضغوط أمريكية لتنفيذ المرحلة الثانية.. واشنطن تلزم تل أبيب بالتقدم في اتفاق غزة
  • مركز: الاحتلال قتل 85 أسيراً منذ بدء حرب الإبادة على غزة
  • اعتقالات واسعة بالضفة تسبق الذكرى الـ38 لانطلاق حركة حماس
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال بعد تدهور حالته الصحية
  • حماس: استشهاد الأسير البساتين دليل جديد على سياسة القتل البطيء
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى